تقترب الكاميرا في الفضاء الصحراوي الشاسع من نقطة ضئيلة لا
تكاد تبين، تتابع النقطة التي تكبر ببطء وبالتدريج، وتراوح بينها وبين
النجم بيتر أوتول «لورانس العرب» الذي يبدو مذعوراً من المجهول القادم،
فيما يقوم مرافقه العربي بالهرولة، ثم يستل سلاحه ليصيب هذا الذي بدأت
خطوطه العامة في الظهور، قبل أن يبادره عمر الشريف «الأمير علي» بإطلاق
رصاصة مباشرة في الرأس ترديه قتيلا، في اللحظة التي يمتلئ فيها فراغ الصورة
بظهور كامل لعمر الشريف على ظهر جمل وهو يرتدي اللباس العربي والعقال
الشهير.
ربما كان هذا المشهد الذي وُصف، بأنه أعظم مشاهد «الدخلات»
في تاريخ السينما، ويدرَّس في كل معاهد السينما العالمية، هو تلخيص رمزي
جامع لمسيرة وحياة وتاريخ النجم المصري العالمي عمر الشريف، الذي ينتمي
بأصوله إلى أسرة شامية مهاجرة استوطنت الإسكندرية، عروس المتوسط وزينة
المدن الكوزموبوليتانية في النصف الأول من القرن العشرين، ولد ونشأ فيها،
وبها قضى زهرة شبابه قبل أن يغادرها إلى القاهرة ومنها إلى هوليوود.
تعدد هويّاتي
بوفاة عمر الشريف «ميشيل شلهوب» (1932 - 2015) يُسدل الستار
على عصر كامل من الفن الجميل، والنجومية الوافرة والصعود المستحق لأحد
الفنانين العرب الذين استطاعوا بموهبتهم، وبجدّهم واشتغالهم على هذه
الموهبة من جعلها تحتل مكانها ومكانتها في تاريخ السينما العالمية برصيد
كبير من الأفلام منها ما لا يقل عن 10 أفلام عُدت من كلاسيكيات السينما
العالمية، تعاون فيها الشريف مع أهم وأبرز المخرجين والممثلين والممثلات في
العالم أجمع.
83 عاما قضاها هذا «الشريف»، وعاشها أيضا بالطول والعرض
«كما يقول المصريون»، لكنه وطيلة هذا العمر المديد لم يكن مجرد وجه سينمائي
معروف ولا ممثل عالمي كبير، بل كان عدة وجوه وشخصيات تجسدت في شخص واحد،
مرّ بفترات تحول وتطورات مذهلة على مستوى الارتقاء بموهبته والتمكن من
أدواته واكتساب خبرات ومهارات التواصل الاجتماعي (بمعايير عصره)؛ مما أدى
به في النهاية ليكون إحدى شخصيات المجتمع العالمي البارزة، ومحط أنظار
الصحف والوكالات العالمية ومحطات التليفزيون في كل أرجاء المعمورة.
روح التعايش
منذ كان صبيا يافعا في المدينة العالمية ملتقى الأجناس
والبشر من كل مكان في العالم، تشرّب عمر الشريف روح التعايش السلمي وتعدد
الثقافات واحترام الطوائف والمذهبيات المختلفة، ونشأ لأسرة شامية (اختلط
فيها العنصر اللبناني بالسوري) هاجرت من مسقط رأسها إلى الإسكندرية،
واستقرت فيها، وحرصت الأم على أخذ ابنها بالتربية الكاثوليكية الصارمة
فألحقته بالقسم الداخلي لكلية فيكتوريا الشهيرة، كلية الملوك والأمراء
والشخصيات العامة، وفيها (أي في فيكتوريا كوليج) تظهر بوادر النبوغ
والموهبة لتكون تلك نقطة البدء والمعاد في الانطلاق إلى آفاق النجومية
والشهرة.
وعن تلك الفترة المهمة في نشأة الشريف كتب غير واحد من
الذين أرَّخوا لتاريخ الشوام المهاجرين إلى مصر، ومنهم من تناول جوانب
مختلفة في هذه النشأة، مثل الكاتب والمؤرخ القدير فارس يواكيم في كتابه
القيّم «ظلال الأرز في وادي النيل ـ لبنانيون في مصر» الصادر عن دار
الفارابي، فعائلة «شلهوب» التي ينتمي إليها عمر الشريف، من الأسر الدمشقية
العريقة، يقول يواكيم، وهي وإن لم تكن كثيرة الأفراد، فقد أنجبت بعض الذين
اشتهروا في الحياة العامة، ومنهم جورج شلهوب (جد عمر) وكان طبيباً مرموقا،
ومنهم ديمتري شلهوب (جد الجد) الذي اشترى خان الجمرك عام 1864 وهو صاحب
القصر الذي ما زال قائماً في حارة بولاد بدمشق، كما ينتمي إلى هذه العائلة
أيضا السياسي جورج شلهوب، وزير الأشغال العامة في حكومة ناظم القدسي
(1950)، وابنه غسان شلهوب وزير السياحة في سبعينات القرن الماضي، ويصحح
يواكيم في كتابه خطأ شاع وتم تداوله بشأن انتساب عمر الشريف إلى عائلة
شلهوب «اللبنانية» في مدينة زحلة، ويؤكد أنه ينتمي إلى عائلة شلهوب
«الدمشقية»، وأن أمه كلير سعادة، من مدينة اللاذقية التي منها عالم الآثار
والمؤرخ الموسيقي غابي سعادة.
أما كريم مروة في كتابه «الرواد اللبنانيون في مصر» فيكشف
عن أن والد عمر الشريف (وكان تاجر أخشاب كبيرا وثريا) لم يكن يريد لابنه
الوحيد أن يكون ممثلا بل كان يخطط لأن يعمل معه في تجارة الأخشاب، وهو ما
حدث بالفعل لعامين أو ثلاثة، قبل أن تتغلب «ندّاهة» الفن والتمثيل وتخطف
الشاب الوسيم من أبيه وتجارته وأعماله إلى مسار آخر.
أثر المدينة
شغف عمر الشريف بالتمثيل ولد ونما بداخله على خشبة مسرح
فيكتوريا كوليج (من أهم المؤسسات التعليمية الشهيرة في مصر، كتبت عنها
كتابا رائعا الزميلة والباحثة الصحفية داليا عاصم) التي تلقى تعليمه فيها،
وأجاد أيضا من خلالها ما لا يقل عن 4 لغات أجنبية إجادة تامة، وبالتأكيد
فإن مزاملته خلال فترة الدراسة للمخرج الراحل يوسف شاهين كانت عاملاً
حاسماً في اتجاهه للتمثيل بقوة بعد ذلك.
هذه الفترة التأسيسية الباكرة في حياة عمر الشريف شَكّلت
وإلى حدٍ بعيد أهم ما كان يميزه ويواجه به العالم، كان مزيجا فريدا بين روح
وعاطفة شرقية مصرية خالصة، وعقلية غربية منفتحة وواضحة ومحبة للحياة، لم
يكن صعبًا على إنسان تربى في الإسكندرية، ومن جذور متعددة (تماما مثل صديقه
ومكتشفه يوسف شاهين) أن يحقق هذه المعادلة، لقد اكتشف الآخر الغربي في وقت
مبكر، وتعلم التسامح معه، ولذلك كان جاهزا تماما لكي يتعامل مع الحياة في
الغرب، وإن ظل شاعرا بالوحدة بسبب ارتباطه القوي بوطنه (في رثاءات نجوم
العالم لعمر الشريف أبدى غير واحد منهم إعجابه وتقديره الشديد بهذه
المسألة، ووصفه بعضهم بأنه كان شديد الاعتداد والاعتزاز بمصريّته)، ورغم
افتقاره إلى الاستقرار العائلي، ظل عمر الشريف مصريا وشرقيا في داخله، وقد
استفاد من هذه الثنائية في القدرة على مخاطبة العالم كله تقريبا، أعجبته
صراحة الغربيين، فأصبحت صراحته قاسية وصادمة أحيانا، ولكنه لم يتنازل عنها،
كان سعيدا بهذه الروح الإنسانية والكوزموبوليتانيّة (يجيد ست لغات)، والتى
تغلّف روحه المصرية الصميمة.
عمر ويوسف
شكلت صداقة عمر الشريف ويوسف شاهين نقطة تحول حاسمة في حياة
الاثنين معا، فيوسف شاهين الذي عرف عنه روح المغامرة واكتشاف المواهب
والدفع بها إلى الصدارة، أسند دور البطولة لعمر الشريف في فيلمه «صراع في
الوادي» بمشاركة أيقونة السينما المصرية والعربية فاتن حمامة. ورغم أنها
البطولة الأولى لعمر الشريف وشابها مشاكل البدايات فإن الفيلم حقق نجاحا
كبيرا ومدويا.
كان صراع في الوادي أيضا بداية مرحلة تأسيسية في مسيرة عمر
الشريف السينمائية، إذ استمرت ما يقرب من عقدين، وكون الشريف وفاتن حمامة
ثنائيا فنيا مذهلا حقق نجاحات غير مسبوقة ودفعت بالاسمين إلى الصدارة دون
منافس، وكانت حصيلة هذه المرحلة أفلاما مثل «أيامنا الحلوة» و«صراع في
الميناء» و«لا أنام» و«سيدة القصر» و«نهر الحب». تُوِّجَت هذه المرحلة
بزواج النجمين، بعد أن أشهر عمر الشريف إسلامه في عام 1955، وأثمر هذا
الزواج عن ابنهما طارق.
نظرة مدققة ومقارنة بين أداء عمر الشريف في أول أدواره في
«صراع في الوادي» وبين دوره في «في بيتنا رجل» تكتشف فورا حجم الموهبة، لكن
الموهبة وحدها لا تصنع نجما عالميا بحجم الشريف، لو لم يبذل جهدا مخلصا في
تنمية هذه الموهبة وتطوير أدائه وصقل أدواته ومهاراته واكتساب المهارات وكل
ما يلزم لأداء أدوار متقنة الصنع، ما كان للمشاهد الحصيف والناقد الواعي أن
يلحظ منحنى هذا التطور المذهل، في «صراع في الوادي» بدا اعتماد النجم الشاب
على حضوره الجسدي وملامح وجهه دون كبير التفات إلى عناصر أخرى كان في حاجة
لها مثل تقنين الانفعال وإجادة اللهجة الصعيدية، بينما في فيلم «أيامنا
الحلوة» مثلا ظهر الممثل الشاب متمكنا من أداء دور الرومانسي الجاد، يتحكم
في أدائه ويقلل من الانفعالية الزاعقة التي ظهرت في «صراع في الوادي».
ومن دور الرومانسي المكافح إلى دور الشاب الخجول في إطار
كوميدي، يغير عمر الشريف جلده تماما ويظهر في واحد من أجمل أدواره وألطفها
في فيلم «إشاعة حب» مع السندريلا سعاد حسني.
يختتم الشريف هذه المرحلة بكامل التألق والنضج والظهور
الساطع في أفلام عُدت من كلاسيكيات السينما المصرية؛ «بداية ونهاية» و«في
بيتنا رجل»، حيث استطاع عمر الشريف أن يفيد بذكائه وموهبته من كل مخرج عمل
معه، كان خليطا رائعا من الممثل المحترف والنجم صاحب البريق على الشاشة، في
دور حسنين جسّد النذالة في «بداية ونهاية»، وفي «نهر الحب» كان يصنع حكاية
حب تقف على حدود الخطأ والصواب، اقتنع به أكبر مخرجي السينما المصرية؛ مثل
بركات وصلاح أبو سيف وعاطف سالم وطبعا مكتشفه يوسف شاهين.
إلى العالمية.. وصل ولم يعد (2)
في أوائل الستينات التقى عمر الشريف بالمخرج العالمي ديفيد
لين الذي اكتشفه وأعطاه دورا محوريا في فيلمه الشهير «لورانس العرب» مع
بيتر أوتول، كما استعان به في العديد من أفلامه الأخرى، حقق فيلم «لورانس
العرب» 1962 نجاحا ساحقا، وكان الدور الذي لعبه عمر الشريف «الأمير علي»
مميزا للدرجة التي دفعته سريعا للصدارة وملاحقة كبار المخرجين العالميين له
لأداء دور البطولة في أفلام أخرى، لكنه استمر مع المخرج البريطاني ديفيد
لين الذي استطاع إخراج أفضل ما في عمر الشريف كممثل موهوب وناضج قادر على
أداء شخصيات شديدة التنوع والتباين والاختلاف، ولم يتردد عمر الشريف أبدا
في أداء أدوار مهما بدا أنها صغيرة أو محدودة ما دامت مؤثرة وتخدم الخط
الدرامي في الفيلم، كان مقتنعًا بأن الظهور في مشهد واحد لا يُنسى أفضل ألف
مرة من بطولة مطلقة لفيلم يتبخر من الذاكرة ولا يبقى منه أي أثر.
هكذا لعب عمر الشريف دور البطولة المطلقة (أو أدوارا مساعدة
لكنها مؤثرة) في «الرولز رويس الصفراء» أمام النجمة العالمية إنجريد
برجمان، و«سقوط الإمبراطورية البريطانية» أمام النجمة الإيطالية صوفيا
لورين، و«أكثر من معجزة» أمامها أيضا، و«ليلة الجنرالات» أمام بيتر أوتول،
و«تشي» عن حياة الثائر الأرجنتيني إرنست تشي جيفارا، «ذهب مع ماكينا» أمام
غريغوري بيك، و«اللصوص» أمام جان بلموندو، و«مايرلنغ» أمام الفرنسية
الفاتنة كاترين دينيف.
كما شارك الرائعة آنوك إيميه بطولة فيلم «الموعد»، وقام
بالبطولة أمام جولي أندروز في فيلم «بذور التمر هندي»، وكلها أدوار لافتة،
ولكن عمر الشريف ظل مؤمنا بأن دوره في «دكتور زيفاجو» من أفضل أدواره في
السينما، كما لم ينس نجاحه الكبير أمام باربرا سترايسند في فيلم «فتاة
مرحة» للمخرج ويليام وايلر، وقد أدى نجاح الفيلم الكبير إلى صنع جزء ثان له
في السبعينيات، وغيرها من الأفلام التي احتلت مكانتها في تاريخ السينما
العالمية بشهادة أهم نقادها ومؤرخيها.
سعة وضخامة تجربة عمر الشريف الفنية والإنسانية والاجتماعية
تجعل من محاولة الإحاطة بأبعاد وملامح هذه التجربة «مستحيلة»، لا يستوفيها
مقال أو اثنان، وربما أيضا كتاب واحد لا يكفي، فالتجربة كانت من الثراء
والعمق والإنجاز والأثر بما يجعل من حتمية إفراد كل جانب منها بدراسة أو
أكثر لازمة وضرورية. لكن هذا لن يمنع من تسجيل ملاحظات ختامية قد توجز بقدر
ما أهم ما ميز هذه الشخصية «العالمية» وجعلت منه صاحب الوجوه المتعددة
والأوصاف التي لا تنتهي، وكل منها علامة على جانب أو ملمح تكويني راسخ في
حياة وشخصية عمر الشريف.
الملاحظة الأولى أن الشريف كان موهبة كبيرة وضخمة
واستثنائية، لكنه استطاع وبذكاء أن يقود هذه الموهبة وينميها ويطورها وأن
يفيد من كل شخص (مخرج أو فنان أو ممثل) التقاه في حياته لكي يحسن من ظهوره
ويصل بأدائه إلى أعلى الدرجات، هكذا نستطيع أن نرصد بوضوح المسافة بين أداء
انفعالي متوتر ومرتبك في أول أفلامه «صراع في الوادي» وبين أداء واثق متمكن
ينضح بالقوة والرسوخ في «في بيتنا رجل»، كان واعيا ومدركا لضرورة اشتغال
الممثل على مقومات التشخيص المحترف، أداء الحوار والتعبير بالوجه وحركات
الجسد ونظرات العينين.
الموهبة وحدها لا تصنع نجما و«العالمية» ليست طريقا مفروشا
بالورود أو صهوة جواد يمتطيه «الواد الحليوة» ليغزو قلوب الجميلات
الفاتنات، وهذه هي الملاحظة الثانية، كان عمر الشريف يتقن ست لغات حية
بطلاقة، مثَّل بالإنجليزية والفرنسية واليونانية وكان قادرا على الأداء
والتنقل بين شخصيات شديدة التنوع والاختلاف ببراعة متناهية وإقناع وافر؛
انظر إلى دوره في «لورانس العرب» كأمير عربي أصيل، وفي «فتاة مرحة» كمقامر
يهودي قح، وفي «دكتور زيفاجو» أدى دور عاشق روسي سيبيري النزعة.
هذا فضلا عن التنوع الشديد في أداء أدوار وشخصيات تنتمي إلى
جنسيات ومراحل تاريخية مختلفة، فمن أمير عربي إلى ملك أرميني، ومن ثائر
أرجنتيني إلى قاطع طريق مكسيكي، ومن رحالة ومكتشف إيطالي شهير «ماركو بولو»
إلى مناضل مصري يحيا في عصر المماليك، ومن ضابط ألماني نازي إلى أمير
نمساوي، ومن قائد للمغول إلى «أراجوز» وبهلوان مصري بسيط.
وآخر هذه الملاحظات، تتجسد في حقيقة مهمة وواضحة لكل مشاهد
ومتابع لمسيرة عمر الشريف، وهي أنه كان واعيا تماما ومدركا لقيمة أدواره
التي يؤديها، يعرف الفارق بين دور يلعبه من أجل كسب النقود، وآخر يساعده
على استخراج إمكانياته كممثل، ظل واعيا تماما بالفارق بين أن تكون مجرد
«نجم»، وبين أن تترك أدوارا عظيمة وخالدة كممثل.
أفضل أدوار عمر الشريف وأرسخها سواء في السينما المصرية أو
العالمية جاءت بعد أن تجاوز سن الشباب، هنا كان ينتقي بشكل أفضل فقدم في
السينما المصرية مثلا أدوارا مليئة باللحظات الإنسانية، وبالعمل على
الشخصية كما في فيلميه «أيوب» و«الأراجوز» للمخرج هاني لاشين، أو دوره
المميز في «المواطن مصري» من إخراج صلاح أبو سيف، أو دوره في فيلم
«المسافر» من إخراج أحمد ماهر، أو دوره الكوميدي في فيلم «حسن ومرقص» أمام
عادل إمام ومن إخراج ابنه رامى إمام.
وعالميا لا تستطيع إلا أن تتوقف أمام دوره مثلا في فيلم
«السيد إبراهيم وزهور القرآن»، كل شخصية لعبها عمر الشريف في تلك الأفلام
منحها بصمة ممثل خبير، لديه القدرة على أن يشكل من خلال التفاصيل، وحركة
الجسد، وتلوين الصوت ملامح نموذج إنساني مختلف ضمن طيف واسع ما بين «شيخ»
يتحول إلى «قس»، وصولا إلى رجل مسلم يعيش في فرنسا، ويتبنى طفلا يهوديا،
ظلت هناك أدوار بعينها تنادي عمر الشريف رغم تجاوزه سن الثمانين، وهو أمر
لا يتأتى سوى لعدد قليل من المواهب الاستثنائية في السينما المصرية
والعالمية.
كان مزيجاً فريداً بين روح الشرق وعاطفته وعقلية الغرب
وعقلانيته
10 من أفلامه عُدَّت من كلاسيكيات السينما العالمية
تشرّب الشريف من الإسكندرية روح التعايش والتعددية واحترام
الآخر
أداء بارع
كان عمر الشريف يتقن ست لغات حية بطلاقة، وكان قادراً على
الأداء والتنقل بين شخصيات شديدة التنوع والاختلاف ببراعة متناهية وإقناع
وافر.. هذا فضلاً عن التنوع الشديد في أداء أدوار وشخصيات تنتمي إلى جنسيات
ومراحل تاريخية مختلفة، فمن أمير عربي إلى ملك أرميني، ومن ثائر أرجنتيني
إلى قاطع طريق مكسيكي، ومن رحالة ومكتشف إيطالي شهير «ماركو بولو» إلى
مناضل مصري يحيا في عصر المماليك، ومن ضابط ألماني نازي إلى أمير نمساوي،
ومن قائد للمغول إلى «أراجوز» وبهلوان مصري بسيط.
أفلام عمر
عمر الشريف في فيلم (روك القصبة) (أرشيفية)
تاريخ النشر: الخميس 30 يوليو 2015
* صراع في الوادي (1954)
* فيلم أيامنا الحلوة (1955)
* صراع في الميناء (1956)
* أرض السلام (1957)
* لا أنام (1958)
* سيدة القصر (1958)
* (غلطة حبيبي) (1958)
* لوعة الحب (1960)
* حبي الوحيد (1960)
* نهر الحب (1961)
* إشاعة حب (1961)
* في بيتنا رجل (1961)
* لورنس العرب (1962)
* الرولز رويس الصفراء (1964)
* دكتور جيفاغو (1965)
* المماليك (1965)
* جنكيز خان (1965)
* ليلة الجنرالات (1967)
* فتاة مرحة (1968)
* مايرلنغ (1968)
* تشي! بدور «تشي غيفارا» (1969)
* الموعد (1969)
* الوادي الأخير (1970)
* الخيالة (1971)
* بذور التمر الهندي (1974)
* النمر الوردي يضرب مجدداً (1976)
* الثلج الأخضر (1981)
* أيوب (1983)
* السر (1986)
* الأراجوز (1989)
* المواطن مصري (1991)
* السيدة أريس تذهب إلى باريس (1992)
* المحارب الثالث عشر (1999)
* فيلم ضحك ولعب وجد وحب (1993)
* السيد إبراهيم (2003)
* موسى والوصايا العشرة (2007)
* حسن ومرقص (2008)
* المسافر (2008)
* القديس بطرس الرسول (2005)
* روك القصبة (2013) |