قبل أكثر من عامين ونحن نتوقَّع هذا الخبر، فقط لم
نكن ندرى هل لا تزال باقية أمامه ساعات أم أيام أو مع كثير من
التفاؤل ربما نصل إلى أسابيع، ورغم ذلك فلقد نزل الخبر علينا
كالصاعقة، كان لدينا أمل بأن نور الشريف سيقهر الموت.
فى سبتمبر الماضى التقينا فى مهرجان الإسكندرية إذ
تم إهداء الدورة إليه، وكنا نفطر معًا، واكتشفت أنه مِثلى من
عشَّاق الطعمية، كان يبدو أكثر تفاؤلًا وتصوَّرت أنه فى طريقه
للتعافى، بعد أقل من ثلاثة أشهر التقينا مجددًا فى مهرجان «دبى»،
حيث حصل على جائزة «إنجاز العمر»، وعرض آخر أفلامه «بتوقيت
القاهرة»، وكنا أيضًا نلتقى على الإفطار، ولكن لاحظت تراجعًا فى
الوزن وخفوتًا فى بريق العين، إلا أنه ظل محتفظًا بلياقته الفكرية.
فى جلسة الإسكندرية التى جمعتنا مع مدير التصوير
سعيد شيمى، والمخرج محمد النجار، والإعلامى إمام عمر، كان نجم
الجلسة هو بالطبع نور، كان حاضرًا معنا خمسة من الأرواح، أولهم
عاطف الطيب، وقال نور الشريف إن كتاب سيد قطب «الصورة فى القرآن»
من الممكن أن يُصبح مرجعًا غير مباشر لكى يتأمَّل صُنَّاع السينما
والدراما كيف نصنع شاشة مصرية خالصة، لأنه يتناول الصورة
ومدلولاتها وتفاصيلها التى لا يمكن أن يُدركها إلا الإنسان الذى
يتقن بطلاقة العربية، سواء أكان مسلمًا أو مسيحيًّا، ليست فقط
الكلمات ولكن الحروف التى تَشعّ طاقات إيجابية، وأضاف أنه يستشعر
أن عاطف الطيب ربما استفاد من هذا الكتاب، وقدَّم لنا الواقعية
المصرية السحرية لأنها تستند إلى خصوصية، بينما أستاذ عاطف الطيب
المخرج الكبير صلاح أبو سيف، قدَّم الواقعية بمعناها المطلق، سألته
عن فيلمه أو حُلمه لتقديم حياة الطيب قال لى: نعم حلمت ولا أزال،
لكن الواقع الفنى حاليًّا غير ملائم، قلت له: سبق أن قلت لى إذا
كنت أنا فى التمثيل أساوى 7 على 10، فإن أحمد زكى 10 على 10،
أجابنى: نعم أعنيها، لكن أيضًا أقول لك: إن ما تركه لنا أحمد زكى
لا يعبّر حقيقة عن موهبته، أحمد كان أقرب إلى روح الهواة فى
التعامل مع الكاميرا، لكن الفن يحتاج إلى احتراف، بمعنى أن الممثل
المحترف يستطيع أن يلتقط شيئًا بتعمُّد وسبق إصرار، وعندما يعيد
اللقطة عليه أن يقنعك أيضًا ببكارة وعفوية الأداء كأنها المرة
الأولى، بينما أحمد فإن على المخرج أن يلتقط مباشرة ما ترسله
أحاسيسه، كان ممثلًا ملهمًا لديه ما يدهشنا دائمًا، ولكن الاحتراف
شىء آخر.
وحضرت فى النهاية روح العملاقَين يوسف شاهين ويوسف
إدريس وفيلمهما «حدوتة مصرية»، وقال لى إنه لا ينسى هذا المشهد
خارج التصوير عندما كان يلتقى إدريس كاتب الفيلم، وشاهين المخرج،
كل منهما على انفراد، وكان كل منهما يحذّره قائلًا: إن الآخر
مجنون، ويضحك نور ما أجمل هؤلاء المجانين!
نور الشريف أكد أنه يكتب مذكراته، لكنه لن ينشرها
فى حياته وسيتركها لابنتَيْه، مى وسارة.
كنت أتمنّى أن ينجز الفنان الكبير نور الشريف قصة
حياته، وأن ينشرها لنرى زمنًا خصبًا مليئًا بالتفاصيل، كان نور
شاهد إثبات على كثير من أحداثه على مدى يقترب من خمسة عقود من
الزمان، ولا أدرى حقيقة تلك المذكرات هل أكملها أم لا، لكن لدىّ
يقين أنها ستمنحنا عديدًا من المفاجآت، لأن كثيرًا من الوقائع
الشائكة كان نور شاهد إثبات عليها.
عندما يمرّ الزمن ونبدأ فى تقييم النجوم الذين
أضاؤوا حياتنا فى الأربعين عامًا الأخيرة ونبحث عمن هو صاحب الرصيد
الفنى الباقى؟! لو سألتونى عن هذا النجم أقول لكم إن اثنين يحتلان
المركز الأول، أحمد زكى ونور الشريف، كل منهما له اختيارات
سينمائية وإبداعات خاصة تبقى مع مرور السنوات.. الفارق بين أحمد
زكى ونور الشريف أن أحمد زكى يختار الدور ويؤدّيه بمشاعره، بينما
نور الشريف مزيج من العقل والمشاعر، وفى أحيان كثيرة يترك لعقله
الرأى الفاصل والنهائى، ما سوف يبقى مع الزمن للنجمين من أعمال
فنية هو الأكثر عددًا، رصيد نور بالأرقام ربما يتجاوز ثلاثة أضعاف
ما قدَّمه أحمد زكى، لأن نور دائمًا ما يترك مساحة للعقل الذى يقول
له إن هناك وجهًا آخر للسينما، وهى الأعمال التجارية، والفنان بين
الحين والآخر لا بأس من أن يقدِّم المذاقَين معًا.
لا يوجد فنان عرفته الشاشة الفضية يمتلك هذا المزيج
المتوازن من الانضباط والمرونة، مثل نور الشريف، إنه دائمًا يطرح
اسمه على الخريطة الفنية، ويعرف بالضبط كم يساوى كأجر وكمساحة
درامية وقيمة أدبية، يحدد كل شىء بلا تعالٍ مصنوع ولا تواضع كاذب..
نور يعلم دهاليز توزيع الأفلام فى الداخل والخارج، ويدرك أن الزمن
له إيقاع وله نجوم، ولهذا لا يشعر بغضاضة إذا اكتشف أن قانون
السينما الآن لا يتيح له أن يحصل على أجر أحمد حلمى ولا حتى نصفه..
إنه لا يطالب مثل أغلب النجوم بأجر يساوى ما يحصل عليه المنافسون،
لكنه يحدّد أجره وفق متغيرات السوق، فهو الذى طلب أن يسبقه أحمد عز
على تترات فيلم «مسجون ترانزيت»، رغم أنهم كتبوا الأسماء «حسب
الظهور»، وجاء اسم عز أيضًا سابقًا لنور، وكان هذا بالطبع مقصودًا،
لأنه تعبير عن الفارق فى الأجر، والمؤكد أن أجر عز أكبر.
بدأت فى الحديث عن نور الشريف بالأجر لا الأداء،
بالأرقام قبل الإحساس، لأن الحياة الفنية لا تستقيم بعيدًا عن تلك
المعادلة الرقمية، والتى مكَّنت نور وسط كل الظروف ورغم وهج النجوم
المنافسين أن يظل دائمًا فى دائرة النجوم الكبار، وعبر قرابة نصف
قرن متواصلة هو الوحيد بين أبناء جيله الذى ظل فى الدائرة. صحيح
أنه لم يصل إلى مرتبة «السوبر ستار» أو «نجم البؤرة»، هذه المكانة
التى حققها مثلًا عادل إمام منذ مطلع الثمانينيات، ومحمود ياسين
قبله فى مطلع السبعينيات، إلا أن نور كان قادرًا على أن يظل داخل
محيط الدائرة نجمًا أول، لكنه ليس الأول بلغة شباك التذاكر،
المؤكَّد أنه كان فنانًا ينتظره الجمهور، وأيضًا بلغة المهرجانات
هو فنان يجيد اصطياد الجوائز، وتلك المعادلة كانت هى شفرته
الإبداعية.
نور يعرف بالضبط متى يقول «لا» ومتى يقول «نعم»،
متى يقبل ومتى يحجم، متى يظهر على الشاشة الصغيرة ومتى يتركها، متى
يقف على خشبة المسرح أو خلف ميكروفون الإذاعة أو متى يصمت وينتظر،
ومتى يعتذر للناس.. نعم يعتذر، إذ إنه لم يجد أى حرج فى أن يعلن
قبل نحو عشر سنوات أن مسلسل مثل «عيش أيامك» لم يكن على المستوى،
وتغيّب عامًا ثم عاد بمسلسلات «حضرة المتهم أبى» و«الدالى»،
واستطاع أن يعقد صلحًا مع الجمهور الذى تعلَّق به فى مسلسلات مثل
«هارون الرشيد» و«لن أعيش فى جلباب أبى» و«الحاج متولى»، ورغم أن
«الحاج متولى» قوبل بعاصفة نقدية سلبية، فإنه على المستوى
الجماهيرى يعدّ واحدًا من أكثر المسلسلات شعبية فى تاريخ
التليفزيون المصرى.
بدايةً نور على مستوى الاحتراف كانت مع مسلسل
«القاهرة والناس» الذى كان يتبادل كتابته الراحلان عاصم توفيق
ومصطفى كامل، وأخرجه محمد فاضل، لكن يظل نور الشريف فنانًا
سينمائيًّا من الطراز الأول رغم زياراته بين الحين والآخر
للتليفزيون والمسرح والإذاعة.. إنه ضيف حتى لو تكررت الزيارة على
تلك المجالات الفنية، لأن بيته ومحل إقامته الدائمة هو السينما،
والذى بدأت انطلاقته الأولى على يد مكتشف النجوم حسن الإمام، فى
الجزء الثانى من ثلاثية نجيب محفوظ «قصر الشوق»، وذلك قبل 45
عامًا، وبترشيح من عادل إمام الذى حرص على أن يقدّمه إلى حسن
الإمام، ليولد بطل جديد فى وقت كانت فيه السينما تتوق إلى أبطال
جدد، حيث إن جيل نجوم نهاية الأربعينيات والخمسينيات من الرجال،
أمثال كمال الشناوى ورشدى أباظة وفريد شوقى وشكرى سرحان وأحمد مظهر
وصلاح ذو الفقار، كانت ملامحهم بحكم الزمن لم تعد مقنعة لأداء دور
«الجان»، ولهذا استقبلت السينما نور، وفى فترة زمنية مواكبة فتحت
ذراعيها لمحمود ياسين، ولم تمضِِ سوى سنوات قلائل ليلحق بهما حسين
فهمى، وكان النجم الأول بين هذا الثلاثى المتصارع هو محمود ياسين،
فهو صاحب الأجر الأعلى والاسم الألمع، إلا أن نور كان دائمًا يقتنص
الأدوار المهمة، مثل «السراب» إخراج أنور الشناوى، حيث شارك ماجدة
الصباحى البطولة، وعندما بدأ سعيد مرزوق مشواره الفنى وقع اختياره
على نور الشريف فى أول أفلامه «زوجتى والكلب» عام 71 أمام سعاد
حسنى، ومن الواضح أن هناك حالة من الكيميائية بين نور وسعاد، حيث
تعدّدت اللقاءات، وأكثرها خفّة ظل «غريب فى بيتى».
نور بين فرسان السينما الثلاثة الذين كانوا فى
مرحلة الشباب نهاية العشرينيات ومطلع الثلاثينيات من عمرهم هو
الأقل وسامة، إلا أن السينما شهدت مولد عدد من المخرجين الجدد فى
السبعينيات، راهنوا عليه فى تجاربهم الأولى، مثل محمد راضى الذى
أسند إليه بطولة «الحاجز» 1972، وعلِى بدرخان «الكرنك» 1975 فيلمه
الثانى بعد «الحب الذى كان»، ثم سمير سيف، ومن إنتاج نور الشريف
«دائرة الانتقام» 1976، ثم هشام أبو النصر «الأقمر» 1979، إلا أن
الانطلاقة الكبرى لنور جاءت مع مخرجى الثمانينيات، خصوصًا عاطف
الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد وبشير الديك كاتبًا ومخرجًا، كان
نور وأحمد زكى هما أكثر نجمين موجودين على خريطة جيل مخرجى
الثمانينيات، وكان يبدو نور كأنه يحمل فى يده ختم النسر يوقّع به
الشهادة للمخرج الجديد، وبعدها ينطلق إلى الحياة الفنية، لا بد أن
ترى إمضاء نور على فيلمه الأول ليتم اعتماده.
لديك مثلًا محمد خان فى أول أفلامه «ضربة شمس» عام
1980، والذى أنتجه نور ولعب أيضًا بطولته، عاطف الطيب فى أول
أفلامه «الغيرة القاتلة» 1982، ثم فى فيلمه الاستثنائى «سواق
الأوتوبيس» 1983، وهذا الفيلم شهد انطلاقة نوعية لعاطف، حيث بات
ينظر إليه بعد «سواق الأوتوبيس» باعتباره واحدًا من أهم مخرجى
السينما المصرية طوال تاريخها، وفى كل الاستفتاءات يأتى «سواق
الأوتوبيس» فى موقع الصدارة، فهو واحد من أفضل عشرة أفلام فى تاريخ
السينما المصرية، وحصل نور على جائزة «الطاووس الفضى» أفضل ممثل عن
هذا الدور من مهرجان «نيودلهى».
نور كان الأقرب إلى عاطف وجدانيًّا، وتعددت
اللقاءات بينهما بعد ذلك فى «الزمار» عام 84، ثم «قلب الليل» 89،
و«ناجى العلى» و«دماء على الأسفلت» 92، ثم تحفة عاطف الطيب «ليلة
ساخنة»، والتى توّجت العلاقة بينهما بأهم جائزة حصل عليها نور
الشريف عام 1995، أفضل ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.
وحصل أيضًا الطيب على جائزة الهرم الفضى من مهرجان
القاهرة وهى جائزة لجنة التحكيم، وبعد رحيل الطيب حصل الفيلم ونور
الشريف ولبلبة البطلة المشاركة فى الفيلم على عديد من الجوائز،
أهمها الجائزة الكبرى من «بينالى» السينما العربية الذى أُقيم عام
1996 فى باريس.
مع داوود عبد السيد قدَّم أول أفلامه «الصعاليك»
عام 1985، وشارك البطولة محمود عبد العزيز، ثم فيلم داوود الثانى
«البحث عن سيد مرزوق» 1991، ومع بشير الديك «سكة سفر» 1987، وأول
أفلام منير راضى «أيام الغضب» 1989، وقدَّم المخرج محمد النجار ومن
إنتاج نور الشريف فى أول أفلامه «زمن حاتم زهران»، ثم لعب بطولة
فيلمه الثانى «الصرخة»، وبعد أن قدَّم نور كل هؤلاء المخرجين قرر
أن يقدّم نور الشريف الممثل نور الشريف المخرج.. حلم الإخراج ظلّ
يطارد نور أكثر من 25 عامًا، وله أكثر من سيناريو رفضته الرقابة
خلال تلك السنوات.
وفى عام 2001 أخرج فيلمه الروائى الأول «العاشقان»،
وأتصوَّر أن سنوات الانتظار التى زادت على العشرين زادت نور الشريف
إلمامًا بالقواعد الإخراجية، لكنها خصمت منه أهم أسلحة المخرج وهو
الجرأة والمشاغبة والتمرد، وعلى هذا جاء فيلمه الأول كما وصفته من
قبل على المستوى الإخراجى بأنه إخراج «شرعى»، أى أنه يفهم ويستوعب
القاعدة، لكنه لا يضيف كثيرًا، فهو فيلم يقع فى الإطار المتوسط
ويخصم كثيرًا من نور الممثل، بينما نجده وفى نفس العام يقدّم أفضل
وأهم أفلام المخرج محمد أبو سيف ومن أهم أدواره أيضًا «سنة أولى
ثانوى» مع ميرفت أمين، والتى قدمت مع نور أكثر من 25 فيلمًا،
وكوَّنا معًا أشهر الثنائيات فى السينما المصرية فى الربع قرن
الأخير.
نور الشريف هو واحد من القلائل أو ربما الوحيد الذى
حسم منذ زمن بعيد مأزقًا يواجه كل النجوم، وكان السبب وراء اعتزال
بعض النجوم والنجمات وهو مكانة اسم النجم على الأفيش والتترات
وأيضًا ترتيب النجوم.. الكبار يريدون أن تتصدّر أسماؤهم الأفيشات
والجدد يطالبون بأحقيتهم فى الصدارة ما دام شباك التذاكر يشهد
لصالحهم، ولم يصمت نور وطالب بتطبيق قانون صارم، قائلًا «اللى أجره
أكبر منّى يسبقنى»، وطبق فعلًا هذا المبدأ على نفسه، حيث إنه فى
فيلم «العار» الذى شارك بطولته نور وحسين فهمى ومحمود عبد العزيز
عام 1982 إخراج علِى عبد الخالق، جاء اسم نور سابقًا لحسين فهمى،
حيث احتلّ محمود المرتبة الثالثة.
ويلتقى الثلاثة مرة أخرى فى فيلم «جرى الوحوش» بعد
خمس سنوات، وكان اسم محمود عبد العزيز قد أصبح فى التوزيع الخارجى
والداخلى أكبر من نور، ويحقق مردودًا فى شباك التذاكر أكبر من نور،
ووافق نور بلا أى تردد ولا تفكير على أن يسبقه محمود عبد العزيز
الذى صعد إلى المركز الأول وهبط نور إلى الثانى، واستقر حسين فى
الثالث، إنها مرونة ولا شك تتيح له الاستمرار من خلال هذا الانضباط
العقلى الذى يسيطر عليه. نور على مستوى فن أداء الممثل تستطيع أن
تضعه فى الإطار العقلانى، وقال لى فى حوار خاص إنه دائمًا يحتفظ
بورقة يكتب فيها ملاحظات على بعض الشخصيات التى يقابلها.. يدوِّن
تفاصيل يلتقطها من الحياة ليعيدها أمام الكاميرا، وأخذ نور هذه
النصيحة من رشدى أباظة، فهو يتعامل مع الشخصية الدرامية بدرجة
ملحوظة من الاحتراف، وعندما يقدم نور شخصيات معاصرة مثل توفيق
الحكيم فى «عصفور الشرق» أو يوسف شاهين فى «حدوتة مصرية»، يحرص على
أن لا يستهويه الإطار الخارجى.
ينفذ نور الشريف إلى عمق الشخصية، لا يخاصم قسمات
الملامح ولا نبرة الصوت، إلا أنه لا يترك الماكياج الخارجى يسيطر
عليه ويقع فى مصيدة التقليد.. إنه يتعامل مع الشخصية المعاصرة فى
هذه الحالة وكأنه فنان تشكيلى يرسم لوحة «بورتريه» بالفرشاة، وليس
كمصور فوتوغرافى يقدم صورة مباشرة.. نور يبدو فى مثل هذه المواقف
شديد الصلابة، ولا يصل أبدًا إلى حل وسط، ولهذا فى فيلم «حدوتة
مصرية» اختلف مع يوسف شاهين بعد تصوير أسبوع من الفيلم. أراد يوسف
شاهين أن يتحول نور إلى صورة كربونية من يوسف شاهين فى النظرة
والملامح ومخارج الألفاظ واللعثمة بنطق الكلمات، لكن نور أصرّ على
أن يعيد تصوير المشاهد مرة أخرى حتى لا يتحول إلى صورة باهتة من
يوسف شاهين، رغم أنه يقدم حياة يوسف شاهين.
ضاقت الفرص كثيرًا أمام الجيل الذى ينتمى إليه، لكن
نور حاول أن يعثر على معادلة وغاب فقط 4 سنوات، صحيح أننى لم أشعر
أنه عثر عليها فى فيلمه «دم الغزال» 2006 إخراج محمد ياسين، ليس
بسبب صغر مساحة الدور، لكن لأنه دور يبدو كأنه مزروع عنوة وبلا عمق
حقيقى فى الدراما، أما فى «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد، فلقد كانت
الشخصية أكثر جاذبية على مستوى البناء الدرامى، ثم فى «مسجون
ترانزيت» لساندرا نشأت فإن الدور يتوازى من حيث المساحة مع البطل
أحمد عز، لكن الفيلم نفسه يفتقد التوازن والمنطق الدرامى.
تاريخ نور الفنى يشهد دائمًا بأنه قادر على أن يحقق
تلك الحالة من التوافق بين أن تقدم إبداعًا فنيًّا، وأن تظل أيضًا
على صلة مع الجمهور، لأنه أستاذ فى العثور على تلك المعادلات
الزئبقية.
أعود معكم إلى الوراء وبالتحديد عندما قدَّم عام
1991 الفيلم الفلسفى «البحث عن سيد مرزوق»، وفى العام التالى
مباشرة يقدّم الفيلم التجارى «لهيب الانتقام» مشاركًا بطل كمال
الأجسام الشحات مبروك البطولة، ذلك لأن نور يدرك أن السينما صناعة
لها وجهان فنى وتجارى، وحتى تستمر السينما ويستمر نور فى السينما
عليه أن يقبل شروط اللعبة، وأن يُبحر بسفينته فى أمواج السينما
المتلاطمة بمجداف الفن والتجارية.
نور الشريف فى السينما هو العقل البارد جدًّا شديد
الانضباط والقلب الساخن جدًّا شديد التمرد، لكن حتى قلبه لا يتحرك
قبل أن يأخذ تعليمات صارمة من عقله.
وكان لا بد من لحظة الوداع التى جاءت وكنا نتوقعها،
بل كان القدر رحيمًا به وبأسرته ومحبيه، فتأخَّرت بضعة أشهر، لكن
مَن قال إن نور الشريف من الممكن أن يغيب؟
####
ناقد فني: أفلام نور الشريف عبرت عن عصر الانفتاح
التحرير
قال الناقد الفني، خالد محمود، إنّ الفنان
الراحل نور الشريف، قدم أفكارا ورؤى كلها لها علاقة بالمجتمع سواءً
في المجال الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي.
وأضاف محمود خلال لقاءٍ له ببرنامج "مِصر في ساعة"،
الذي يُذاعُ على قناة "الغد العربي" الإخبارية مساء أمس
الأربعاء مع الإعلامي محمد المغربي، أنّ أفلام الراحل نور الشريف
عبرت عن عصر الانفتاح، وأيضا عن المشاكل التي يُعاني منها المواطن
البسيط.
وتابع محمود: "اليوم رأيت حزنا حقيقيا في قلوب
وعيون كل نجوم السينما المصرية"، قائلا: "نور الشريف قدم نجوما في
كل مجالات العمل السيمائي".
وأوضح محمود أنّ حضور الفنان عادل إمام، جنازة نور
الشريف، يُؤكد على أنّ هناك حاجة كبيرة هزت السينما المصرية،
متابعا أنّ نور الشريف كان يعترف بفضل عادل إمام عليه في مجال الفن.
وأكد محمود أنّ الفنان نور الشريف قال أكثر من مرة
إنّه غير راضٍ عن 60% من أعماله، متابعا أنّ معهد الفنون المسرحية
ليس له أي قيمة حاليا في ظل انتشار المدارس الفنية الخاصة.
وأشار محمود إلى أنّ الرئيس الراحل ياسر عرفات كان
له علاقة وطيدة بالفنان نور الشريف، لافتا إلى أنّ نور الشريف تأثر
بـصلاح أبو سيف.
####
صحيفة جزائرية عن «نور الشريف»:
رحل آخر رجال الفن المحترمين
أ.ش.أ
نعت صحيفة "الشروق" الجزائرية الفنان الكبير نور
الشريف، الذي شيِّع جثمانه أمس الأربعاء من مسجد الشرطة بمدينة
السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة.
وقالت الصحيفة: "رحل آخر رجال الفن المحترمين، وهو
لقب يليق بالفعل بفنان عملاق قدَّم كل أنواع السينما وتألق بشكل
لافت في كل أدواره".
وتحدَّثت الصحيفة الجزائرية عن مواقف نور الشريف
الإنسانية والعلاقة الطيبة التي جمعته بالجزائر منذ بداية تألقه في
سبعينيات القرن الماضي، وقالت إنَّه "زارها قرابة العشر مرات وتجول
في غالبية مدنها الكبرى، وكان مقترحًا وبقوة لأن يكون بطلاً لرائعة
ذاكرة الجسد باقتراح من كاتبتها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي
التي اصطحبته معها إلى الجزائر فى ربيع 2005 فى جولة سياحية وعملية".
وأضافت: "الراحل نور الشريف قضى أيامًا بين ولايات
عنابة وقسنطينة والجزائر العاصمة لمشاهدة الأماكن التي تم اقتراحها
لتصوير المسلسل لكن الحلم تبخر بسبب مشكلة الإنتاج، كما قالت
الروائية أحلام مستغانمي".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنَّه "خلال الأزمة
الرياضية بين مصر والجزائر في 2009 لم يسء الفنان نور الشريف
للجزائر، مشيرةً إلى أنَّه كان من أكبر الفنانين دفاعًا عن القضية
الفلسطينية خاصة في الحربين الأخيرتين على لبنان وعلى غزة وفلسطين
بصفة عامة عمومًا".
ولفتت إلى أنَّه "فور إعلان وفاته تحوَّلت مواقع
التواصل الاجتماعي في كافة أنحاء الجزائر إلى مجالس عزاء، بل إنَّ
بعض الجزائريين والجزائريات الذين التقطوا صورًا مع الفنان الراحل
أعادوا نشر هذه الصور كدليلٍ على المحبة التى يحظى بها فى قلوب
الجزائريين، مؤكدةً أنَّ أعماله ومواقفه ستبقى دائمًا خالدة فى
الذاكرة".
####
أمير رمسيس:
نور الشريف صانع النجوم ورحيله «كسر ضهر» الشباب
أ.ش.أ
قال المخرج أمير رمسيس، إن الفنان الراحل نور الشريف صانع نجوم،
منوهًا أنه "يبحث دائمًا عن وصول تلاميذه إلى قمة الفن، مع مراعاة
الأصول الفنية التي نشأ عليها وأولها الثقافة، وتحضير روح الشخصية،
وطرح أفكار تخدم العمل، والتعاون التام لوصول العمل بقيمته الفنية
إلى روح الجمهور".
وكشف رمسيس أن أهم مواقف الفنان الراحل خلال مشاركته في فيلم
"توقيت القاهرة"، أنه كان يُمثل بروحه بما تحمله الكلمة من معني،
موضحًا أنه كان لديه إحساس بأن الفيلم آخر أعماله التي يقدمها بعد
صراع مع المرض خلال الفترة الماضية.
وتابع المخرج، "كثيرًا من الفنانيين يرحلون عن عالمنا، ولكن
تجربتهم الفنية لذاتهم وليست للشباب، على عكس الشريف الذي أنشأ
مدرسة فنية تكون ظهرًا لكل فنان شاب"، موضحًا أن عمالقة الفن الآن
سواء على مستوى السينما أو الدراما خريجي مدرسة الشريف، مؤكدًا أن
مصر خسرت قامة فنية تربعت على قلوب الجمهور
####
محمد أبو سيف:
نور الشريف مختلف عن جميع الممثلين
فايزة هنداوي
قال المخرج محمد ابو سيف، إنه بدأ في متابعة نور الشريف منذ منتصف
الستينيات كممثل شاب ولاحظ اختلافه عن باقي الممثلين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، "كان نور الشريف يمثل بتلقائية
وبساطة لم نكن نعهدها في ممثلينا الذين تعودوا على الأداء المسرحي
المبالغ فيه".
مشيرًا إلى أنهما أصبحا أصدقاء وهو من تحمس لمشروعه "أولى
ثانوي" وقرّر إنتاجه على حسابه فكان فيلما مميزًا بكل المقاييس.
####
وليد يوسف ينشر فيديو يتحدث فيه نور الشريف عن مسلسل «الدالي»
فايزة هنداوي
نشر المؤلف وليد يوسف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي
"فيس بوك"، فيدو نُشر لأول مرة يتحدث فيه الفنان نور الشريف عن
مسلسل "الدالي"، وكتب تعليقًا علي الفيديو": "كان عندنا عادة في
بداية كل جزء من الدالي أسجل رأيه في الحلقات الأولي من باب
التفاؤل مع أخي المنتح محمد فوزي".
وأكل فواز قوله: "شوفوا الروح اللي كانت مسيطره علي العمل..الله
يرحمك يا حبيبي".
####
خيري بشارة:
نور الشريف هو الأقرب إلى قلبي
فايزة هنداوي
قال المخرج خيري بشارة، إنه تجمعه بنور الشريف صداقة منذ عام ١٩٦٥.
وكتب بشارة علي صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عندما
كنت طالبًا بالمعهد العالي للسينما وعمري وقتها لم يتجاوز الثامنة
عشر كنت ضمن كورس مسرحية "وابور الطحين"، والمخرج نجيب سرور وكان
يجلس إلي جواري محمد جابر (نور الشريف) الذي كان طالباً في معهد
الفنون المسرحية، وبعد انتهاء العروض، كنا نتسكع كل ليلة في
الشوارع الخالية نحلم بالمستقبل، كان الأقرب إلى قلبي من كل
المجموعة وكنت أراه واعدًا بحيويته ووسامته، فليرحمك الله يا نور
برحمته الواسعة وسوف تظل مشعًا على الأرض بأفلامك ومسلسلاتك
المميزة".
####
سعيد شيمي:
ينشر صور تجمعه بنور الشريف ويعلق عليها: الذكريات في الصور
فايزة هنداوي
نشر مدير التصوير سعيد شيمي صورة علي صفحته بموقع التواصل
الاجتماعي "فيسبوك"، تجمعه بالفنان نور االشريف والمخرج عاطف الطيب.
علّق شيمي على الصورة قائلًا: "ذكريات فى الصور - سواق الأتوبيس
وفي الطريق الساحلى القديم على البحر بين بور سعيد ودمياط - عاطف
الطيب ونور الشريف وأنا - الله يرحمهما".
####
مصطفى محرم:
القدر لم يمهل نور الشريف تمثيل «أولاد منصور التهامي»
فايزة هنداوي
قال المؤلف مصطفى محرم، إن الفنان الكبير الراحل نور الشريف، اتفق
منذ فترة على بطولة مسلسل «اولاد منصور التهامي» من تاليفه، وإخراج
محمد فوزي.
وقال محرم، لـ«التحرير»، إنه كان انتهى بالفعل من كتابة المسلسل،
وتحمس له نور بشدة، مشيرًا إلى أنه قدم معه عددًا كبيرًا من
الأعمال السينمائية والتلفزيونية الناجحة منذ بداية مشواره الفني.
####
أحمد صفوت يروي موقفًا جمعه بنور الشريف
هند موسي
أحمد صفوت: 80% من نجوم الساحة الآن قدمهم نور الشريف في أعماله
الفنان أحمد صفوت روى لـ"التحرير" موقفًا جمعه بالنجم نور الشريف
في كواليس تصوير أحد المشاهد في مسلسل "الدالي"، إذ أجاد صفوت أداء
أحد المشاهد التي كان يصورها مع الشريف، وهو ما دفع الأخير لينظر
إليه باحترام، فبادره صفوت قائلًا: "أتمنى أشوف البصّة دي في عين
أبويا".
صفوت أضاف: كنت أشعر أنه والدي بالفعل، وأعتقد أنه سيترك فراغًا
كبيرًا في الفن المصري، خاصة أن 80% النجوم الموجودين على الساحة
الآن كانوا وجوهًا جديدة في أعماله مثل آيتن عامر، وأحمد رزق،
وأحمد زاهر، وحسن الرداد، وعمرو يوسف ومصطفى شعبان، وذلك يرجع لأنه
يمتلك عين ترى الموهوبين بالفعل والذين يستحقون الفرصة للتواجد في
أعماله، لذا لا توجد كلمة توفيه حقه أو يمكنني وصفه بها.
####
دينا فؤاد عن نور الشريف: والدي الروحي مات
هند موسي
الفنانة دينا فؤاد قالت في تصريحات خاصة لـ"التحرير" إن نور الشريف
قدمها للجمهور في مسلسل "الدالي" بأجزاءه الثلاثة، وتعتبره والدها
الروحي، مضيفة "أشعر وكأن والدي الروحي مات"، فعملي معه في
"الدالي" صنع لي نقلة كبيرة في حياتي الفنية التي أعيشها الآن، حتى
بعد رحيله سيظل له فضلًا عليّ.
وذكرت: هو أكثر فنان محترم اهتم بنا، ولعل كواليس "الدالي" تشهد
على ذلك، فهو لم يفرق بين وجه جديد وفنان، بل كان يدعمنا جميعًا،
ويقدم لنا نصائح كثيرة، أعمل بها حاليًا، ومع أن رحيله سيترك في
نفوسنا أثرًا كبيرًا إلا أنني أرى أن ربنا رحمه من التعب مع المرض،
وأدعو الله أن يصبر زوجته الفنانة بوسي وابنتيه مي وسارة.
####
ميرفت أمين :نور الشريف رفيق مشواري الفني
فايزة هنداوي
كان اللقاء الأول بينهما في التليفزيون عام 1969 حينما ظهرا في
المسلسل التليفزيوني "الانتقام" الذي أخرجه نور الدمرداش، ثم
التقيا من جديد عام 1971 في فيلم "الأبرياء" للمخرج محمد راضي، ثم
فيلم "مدرسة المشاغبين" للمخرج حسام الدين مصطفى، إنهما ميرفت أمين
ونور الشريف.
ميرفت أمين قالت في تصريحات خاصة للـ"التحرير" إنهما كانا أصدقاء
منذ بدايتهما، وهو رفيق مشوارها السينمائي حيث تجمعهما "هارموني"
يساعد على خروج العمل بشكل جيد، كما أنها تثق في اختياراته وآرائه.
وأضافت: هو الذي رشحني للمشاركة في بطولة مسلسل "الرجل
الآخر" وعندما قرأت السيناريو ترددت وفكرت في رفض الدور لأنها
شخصية شريرة، إلا أن نور أقنعني وأكد أنني سأحصل من خلال هذا الدور
على جائزة وبالفعل حصلت على جائزة مصطفى أمين.
####
سعيد الشيمي يروي تفاصيل مرض نور الشريف
رانيا يوسف
قال مدير التصوير سعيد الشيمي في تصريح خاص لـ "التحرير" إن أحد
أهم أسباب مرض الفنان الراحل نور الشريف هو رفضه الإقلاع عن
التدخين، وعندما قابله خلال تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما
الأوروبية، حكى له أنه مريض وذهب ليعالج قدمه من مرض الدوالي في
لندن لكن الطبيب قال له إنه يعاني من مرض مياه علي الرئة وطلب منه
أن يوقف التدخين فورًا، ولكن حالته بدأت تتدهور، العام الماضي.
وأضاف الشيمي: أثناء حضور الشريف احتفالية تكريمه في مهرجان
الإسكندرية كان واضح عليه تدهور صحته، وكان فنان شجاع وأصيل، ورغم
حالته المرضية شارك في بطولة فيلمه الأخير "بتوقيت القاهرة"، وقدم
دور من أحسن أدواره.
وذكر أنه عمل في بداية حياته مع الفنان نور الشريف والمخرج محمد
خان في فيلم "ضربة شمس"، وكان هذا أول تعامل معه، في أواخر
السبعينات وكان خان والشيمي في بداية طريقهم، وشهرته كانت منحصرة
في مجال السينما التسجيلية، لذلك طلب الفنان نور الشريف من المخرج
محمد خان استبداله بمصور محترف، لكن خان دعمه وأصر على وجوده،
وأثناء التصوير أصبح صديقًا، وعملا معًا في أفلام أخرى حققت نجاح
كبير مثل العار، و بئر الخيانة و سواق الأتوبيس وكتيبة الإعدام.
نور كان لديه اتجاه لدعم الوجوه الجديدة سواء مخرجين او ممثلين او
مصورين، بدأها مع المخرج سمير سيف في فيلم دائرة الانتقام، ثم
المخرج محمد خان في فيلم ضربة شمس، والمخرج محمد النجار في فيلم
زمن حاتم زهران، عام 1987
وعن الازمات التي قابلها الفنان نور الشريف في حياته، قال الشيمي
ان الفنان نور الشريف كان يُطلب كثيرا من المنتجين، وهذا قادة في
فترة الي الغرور و تنمرد علي عمله، وكان لظهور ممثلين اخرين يتساوا
معه في المستوي مثل محمود ياسين وحسين فهمي سبب في عودته سريعا الي
عقله،و تراجع عن هذا الاحساس واثبت كفاءة عالية جداً. وشعر انه جزء
من هذه المنظومة، ويضيف ان الفنان الراحل كان لديه وعي كبير بصناعة
السينما، وكان فنان مثقف وواعي اجتماعيا وسياسيا، وكان للمسرح عنده
كان له دور كبير جدا.
وعن ازمة فيلمه ناجي العلي اوضح الشيمي ان احد صحفيين جريدة
الاخبار ذلك الوقت هاجم نور الشريف هجوما شديدا ووصفه بصفات غير
حقيقية، وقت هذه الازمة كنت اعمل معه في فيلم عيون الصقر، وكان
متأثر جدا بما يكتب عنه التي وصلت الي حد وصفه بالخيانة، قال لي في
الكواليس لن يرد علي ما نسب اليه واكتفي بأعماله وتاريخه وما
سيقدم، واشار الي ان الفنان نور الشريف كان لديه جرئه في اختيار
الادوار، قدم شخصية الخائن في فيلم بئر الخيانة ، رغم ان عدد من
الفنانيين قد يرفضوا هذة الشخصية، واختتم ان الفن المصري خسر فنان
كبير كان يمتلك موهبة وثقافة وحب للفن.
####
مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية ينعى الفنان نور الشريف
رانيا يوسف
نعت مؤسسة نون للثقافة والفنون ومهرجان الأقصر للسينما المصرية
والأوروبية الفنان الكبير نور الشريف باعتباره أحد أعلام صناعة
السينما في مصر والعالم العربي.
وقال الدكتور محمد كامل القليوبي، رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون،
إن أعضاء مجلس الأمناء ينعون زميلهم الذي شغل عضوية مجلس أمناء
المؤسسة خلال العامين الماضيين وكان داعمًا وبقوة للعمل
الأهلي في مجال تنظيم المهرجانات السينمائية.
وذكرت ماجدة موريس، رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية
والأوروبية، أن رحيل الفنان الراحل الكبير يمثل خسارة كبيرة
للسينما المصرية بعد مشوار طويل قدم خلاله عددًا كبيرًا من الأفلام
والمسرحيات.
يُذكر أن مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية كرم الفنان نور
الشريف العام قبل الماضي على مجمل أعماله السينمائية، ونظم ندوة
خاصة به حضرها كبار السينمائيين المصريين وعلى رأسهم المخرج محد
خان والناقد يوسف شريف رزق الله وأدارها الناقد خالد محمود.
####
هاني سلامة:
«حبيبي دائمًا» أبكاني.. والشريف ذو قلب حساس
التحرير
استضافت الإعلامية منى الشاذلي ببرنامجها "معكم" على فضائية
cbc
الفنان هاني سلامة، في حلقة خاصة عن رحيل فيلسوف الفن نور الشريف
في عيون نجوم الفن.
وقال سلامة
إنه كان على تواصل
مع الفنان
نور الشريف عقب
تعاونه معه في فيلم "المصير" للمخرج الراحل يوسف شاهين.
وأضاف: نور الشريف كان لديه قلب حساس وشفافية كبيرة، ولا يمكن أن
نقول إنه ممثل لأن الكلام والأداء يخرج من قلبه إلى المشاهد بمنتهى
البساطة.
وذكر سلامة أنه كان يعشق الكثير من أفلام الفنان نور الشريف ومنها
"حبيبى دائما"، والذي يتأثر به لدرجة البكاء ويعد أحد أهم
كلاسيكيات السينما العربية، بالإضافة إلى فيلمي "العار" و"جرىي
الوحوش" وغيرها من الأعمال التي كانت تحمل في مضمونها معان ورسائل
قرآنية في نهايتها.
####
بالفيديو.. إلهام شاهين:
«نور الشريف كان بيقولي إنتي حرمية كتب»
مصطفى الهاوي
قالت الفنانة إلهام شاهين، اليوم الخميس، أنها كثيرًا ماكانت
تستعير الكتب من الفنان الراحل نور الشريف، مؤكدة أن الشريف كان
يشرح لها الكتب التي كان يقرأها.
وأضافت الفنانة، خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامج
«معكم»، المذاع على قناة «سي بي سي»، «أفضل الكتب إللي عندي أخذتها
من نور، وهو دايمًا كان يقوللي إنتي حرمية كتب، بتخدي الكتب
ومترديهاش».
####
إطلاق اسمي نور الشريف وعمر الشريف
على أحدث استديوهين بـ«مدينة الإنتاج»
مروة راشد
في تقليد جديد لمدينة اﻹنتاج اﻹعلامي وتقديرًا لتاريخهما الفني
الكبير ودورهما في إثراء الفن في مصر والعالم، أعلنت إدارة مدينة
اﻹنتاج اﻹعلامي عن إطلاق اسمي الفنانين القديرين الراحلين نور
الشريف وعمر الشريف على أحدث استديوهين جديدين للدراما، يجري
إنشاءهما حاليًا بالمدينة، ويبلغ مساحة ااستديو الواحد الجديد 600
متر.
ويتم تجهيزه بأحدث الوسائل التكنولوجية في مجال تصوير اﻷعمال
الدرامية، إضافة إلى استخدام تطبيقان الجرافيك، وأحدث وسائل العزل
المطبقة في الاستديوهات العالمية، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من
تنفيذ الاستديوهين الجديدين في غضون اﻷشهر القليلة المقبلة، بحيث
يتم افتتاحهما قبل نهاية العام الحالي.
وسوف يخصص الاستديوهين لتصوير كافة اﻷعمال الدرامية من مسلسلات
وأفلام سينمائية وبرامج تليفزيونية. |