مشهد الختام فى رحلة نور الشريف: شىء آخر غير الحزن
فى وداع "الأستاذ"
بقلم: خالد
عيسى
كان يحركه الإحساس، وتشده الموهبة إلى عمق الفكرة،
كان يدرك أن الفن قادر وبامتياز على محاكاة الواقع ورصده والتعبير
عنه، من هنا كان الإبداع عند نور الشريف.
تداخلت المفردات، الموهبة مع الإبداع، الثقافة مع
الحب، الشغف بالوطن مع الألم لواقع المواطن المصرى والعربى البسيط،
لتخلق شخصية متفردة فى حياة كل محبيه وتلامذته ومتابعيه وزملائه
وأصدقائه واعتبرهم جميعا شركاءه فى الحياة. من هنا كان عمق الإحساس.
فى مشهد الختام حضر الجميع، قانعين بأن الموت هو
القادر الوحيد على إعلان لحظة الرحيل التى يؤجلها اللاوعى وكأننا
مخلدون، لكنه الواقع. الموت لم يكن الحزن فقط هو ما يميز نظرات
الجميع من فنانين وجماهير، لكنه شيء ما أبعد من ذلك، ربما هو ذلك
الشعور الخفى الذى ينتاب الابن لفقد أبيه، أو الأخ لرحيل أخيه
الأكبر، وربما شعور الأب لموت ابنه، كيف تجتمع قبضة القلب ومعنى
الرضا والاستسلام، كيف تلتقى اليد التى تودع مع اليد التى تمسك
بتلابيب الكفن لتحتضن صاحبه. لكنها فى النهاية زفرة ألم على وجع
البعاد، وحزن لرحيل هذا الفنان الصدوق الودود ابن كل بيت مصرى. هو
من قدم بامتياز متفرد أعمالا مؤثرة فى تشكيل وجدان الشعب العربى
كله، كان يحترم فنه ويحب جمهوره، فأحبه فنه واحترمه جمهوره.
هو. نور الشريف
مشهد الختام كان بالأمس من أجل إلقاء كلمة الوداع
على النجم الراحل نور الشريف.
المكان: مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر
الموعد: عقب صلاة ظهر الأربعاء 12- 8- 2015
الحضور: حشد كبير من النجوم والفنانين والجمهور
الموضوع: وداع الأستاذ والفنان والصديق والابن.
وداع نور الشريف
المشهد: الكل يحضر لتوديع "الأستاذ" كما كان يلقب،
وكان ملاحظا وصول النعش فى وقت مبكر قبل أداء صلاة الجنازة بساعة
ونصف، وتواجد الفنان عادل إمام ربما للمرة الأولى التى نشاهده فيها
يحضر جنازة حيث كان يكتفى فى اغلب الوفيات بحضور العزاء، وهو
المعروف عنه أن ذلك المشهد الجنائزى لا يقوى عليه ولا تدعمه مشاعره
وأحاسيسه، لكنه نور الشريف ورحيل غير مدرك او مستوعب.
الزعيم قطع إجازته وحضر ليزور الراحل بالمستشفى
ويلقى نظرة الوداع، وكان أول الحاضرين لصلاة الجنازة، معه محمود
ياسين رفيق الدرب لنور، ويحيى الفخرانى وعزت العلايلى وجلال
الشرقاوى ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى ومحمد فاضل وهانى مهني.
وكانت نظراتهم لا تعبر عن وداع إنما وعد بلقاء. وكأن نور يستأذن فى
الانصراف.
تظهر بوسى شريكة العمر الصديقة والحبيبة والزوجة
والأخت والى جوارها سارة ومى نور الشريف ومعهم يسرا وإلهام شاهين
وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز وإيمى سمير غانم وفيفى عبده ورجاء
الجداوي. والكثيرات.
ومن جيل الشباب حضر أحمد السقا وخالد النبوى وأحمد
صلاح السعدنى وأحمد زاهر ومحمد رمضان ومجدى كامل وحسن الرداد وأحمد
رزق وعمرو يوسف، وعدد كبير من الذين اكتظت بهم صلاة الجنازة.
ووضعت أمام الجثمان باقة ورود من أجل نعى النجم
الراحل، شهدت صلاة الظهر مساندة الزعيم عادل إمام لزميله محمود
ياسين، حيث كان الأخير لا يستطيع الوقوف من السجود، فما كان من
عادل إمام المتواجد إلى جواره سوى إمساك يده ومساعدته على النهوض.
وخرج الجثمان يحمله المئات عقب أداء الصلاة، وظلوا
يرددون "لا إله إلا الله"، حتى وصل إلى السيارة التى نقلته إلى
مثواه الأخير فى وجود الجميع.
النهاية: مدافن الأسرة على طريق الواحات.
####
"التشكيليين"
تطلق "أوسكار ذهبى" باسم نور الشريف
بقلم: محمد
عبدالعلى
اكد الفنان وحيد البلقاسى "مؤسس ورئيس جماعة بصمات
التشكيليين العرب" أن الدورة المقبلة لملتقى جماعة بصمات
التشكيليين التى تقام سبتمبر المقبل، ستشهد إطلاق أوسكار ذهبى باسم
الراحل نور الشريف وفاء وتكريما لعطائه ودعمه المستمر فى مجال
الفنون التشكيلية، وأضاف: ان الراحل نور الشريف يمتلك بمنزلة
مجموعة نادرة من الأعمال الفنية لكبار التشكيليين، وقد كشف ذات يوم
عن حلمه بإنشاء متحف باسمه يحتوى على جميع مقتنياته الفنية من
لوحات وتماثيل، ويتضمن مكتبة لأفلامه وأعماله الدرامية التى قدمها
طول رحلة حياته.
من جانبه أشار الدكتور حمدى أبوالمعاطى "رئيس قطاع الفنون
التشكيلية" الى انه قدم خلال مشواره الفنى الطويل إسهامات كبيرة
تُخلدها أعمال فنية رفيعة المستوى سواء على شاشة السينما والمسرح
أو من خلال ميكرفون الإذاعة، فرحلة عطاء الراحل من طراز فريد.
مثقفاً بمعنى الكلمة وبجانب موهبته الاستثنائية فى مجال التمثيل
العديد من مجالات الإبداع الأخرى بينها الفن التشكيلي.
تقول الفنانة التشكيلية "امانى زهران" تعرفت على
الراحل نور الشريف منذ عام 99 واكتشفت اننى امام انسان لأبعد درجة
من ناحية الالتزام والاحترام، فكان دائم التواصل معى ليغمرنى
بنصائحه السديدة فى القضايا السياسية والاجتماعية والفنية، وكان
يحلم دائما بعمل دور "الحسين ثائراً" لكن لم يمهله القدر، مشيرة
الى انه اقتنى منها العديد من اللوحات التشكيلية خاصة معرض "مدد"
عن الفنون الشعبية والتنورة، وكنت ارسم له بورتورية شخصى بمناسبة
اعياد ميلاده، ورسمت له بورتوريات لشخصياته بمسلسلات، العطار
والسبع بنات، وسعد الدالى، الرحايا، وأيضا بفيلم الاعتقالات
بالسجون الإسرائيلية، الذى سرق منه نيجاتيف الفيلم فرسمت له 7
بورتوريهات زيتية، وكان دائما يقول "دول اللى تبقوا لى من الفيلم"،
وكان يتمنى ان ارسم له لوحات عن الاساطير، فرسمت له كل شخصيات
الدراما التى قام بها، وذات مرة سألته لماذا تقتنى منى كل هذه
اللوحات فقال: انا أحب شغلك وراصد مراحلك الفنية وتطورها. |