نجم بوليوود التقى جمهوره العربي في دبي
بارون سـوبتي:مهرجان «دبي» إطلالة عالمية على السينمـا العربية
المصدر: محمد عبدالمقصود ـــ دبي
يرى نجم الدراما التلفزيونية الهندية، بارون سوبتي، الذي تعرض قناة
«إم بي سي» بوليودد حالياً الجزء الثاني من مسلسله «من النظرة
الثانية»، إن المهرجانات السينمائية هي الوسيلة الأنجع للإطلالة
على الأعمال السينمائية المتميزة للأسواق الناشئة في صناعة
السينما، معتبراً مهرجان دبي السينمائي بمثابة الفرصة الأكبر
لاستقطاب إطلالة عالمية على السينما العربية، باعتباره المهرجان
الذي نجح في استقطاب مزيد من الاهتمام العالمي.
وأضاف أن «المنطقة العربية تشهد تصاعداً متنامياً لصناعة السينما،
وهو أمر يمكن أن تترجم في ظلاله تعاوناً كبيراً مع بوليوود، التي
تعد من حيث حجم المشتغلين فيها الأكبرعالمياً»، مشيراً إلى أن نحو
10 ملايين شخص تقريباً يعتاشون من صناعة الأفلام في بلاده.
وأكد سوبتي لـ«الإمارات اليوم» أن الدراما الهندية تمتلك مقومات
الذهاب بعيداً من حيث ألق الحضور لدى المشاهد العربي، فبعد عقود
ظلت فيها الأعمال الهندية التي تصل إلى السوق العربية محصورة في
أفلام مشاهير بوليوود، تعود تلك الدراما لتكون في متناول المشاهد
العربي، لكن في هذه المرة عبر الدراما التلفزيونية، التي شهدت
حضوراً قوياً في المرحلة السابقة للمسلسلات التركية والمكسيكية
وغيرهما.
سوبتي، الذي نال أخيراً جائزة أفضل ممثل محلي، وشهد الجزء الأول من
مسلسله «من النظرة الأولى» متابعة متميزة عربياً، يرى أن السينما
الهندية العريقة مهدت لحظوظ جيدة للدراما التلفزيونية الهندية على
الشاشات العربية، لكنه اعتبر أن هذا الحضور غير مؤهل حالياً لزحزحة
التواجد القوي للمسلسلات التركية، رغم ذلك.
ويرى سوبتي أن هناك تغيراً كبيراً في مقاييس الشهرة والنجومية، في
العصر الحديث، بفضل عناصر عديدة، منها سرعة الانتشار، والمتابعة
الهائلة لوسائل الإعلام العالمية، ولم يعد الفنان الحقيقي بحاجة
إلى عقود طويلة كي يلمع ويذيع صيته، وهو ما ينطبق فعلياً عليه،
حسبما يرى، حيث لا يتعدى العمر الفني لسويتي سنوات عدة، قام عبرها
بالمشاركة في نحو ستة أو سبعة أعمال تلفزيونية، حققت له الشهرة
تدريجياً، دون أن يكون له قبلها أي تواجد في مجال الدراما
التلفزيونية، فضلاً عن السينمائية.
ورأى سوبتي أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل فعال في تقريب
العلاقة بين الفنان وجمهوره، لكنه نفى أن يكون ذلك بديلاً عن تواصل
حقيقي بين الطرفين، كلما سنحت الفرصة لذلك، على النحو الذي يتيحه
لقاؤه في دبي، مع الجمهور العربي.
وتابع «تعاقب التصوير، واستئناف ارتباط الفنان به، كثيراً ما يعوقه
في هذا الصدد، كما أن مثل تلك اللقاءات غالباً ما تتطلب وجود جهات
تقوم بتنظيمها ورعايتها، وهو أمر لا يتوافر بشكل دائم، لكن بكل
تأكيد أكون في غاية السعادة حينما تتاح لي هذه الفرصة».
وحول خطوته المقبلة أكد بطل «من النظرة الثانية» أنها ستكون
سينمائية بامتياز، لافتاً إلى أن الفنان، خصوصاً الممثل، يبقى
مطالباً بتنويع أعماله، ليس على صعيد المضمون فقط، وما يتعلق
بالمحتوى، بل على صعيد نوع تلك الأعمال أيضاً.
وأكد النجم الهندي على أن هناك إصراراً لدى القائمين على صناعة
الدراما التلفزيونية، خصوصاً في الهند، على تحقيق نجاحات مهمة
عالمياً بصفة عامة، وعربياً بصفة خاصة، مشيراً إلى أن هناك تقارباً
كبيراً في الثقافات والمزاج بين الحضارتين، يسهل التعاطي مع
الدراما الهندية، لكنه لم ينف في الوقت نفسه أن فرص الدراما
التركية تبدو في هذا السياق أكبر.
وأعرب سوبتي عن تطلعه لمتابعة ردود الأفعال العربية حول أعماله،
مضيفاً «يمثل لقاء جمهور عربي بالنسبة لي تجربة ذات ألق وشغف خاص،
فأنا على علم بأن المنطقة العربية لديها تاريخ عريق في الدراما،
ولديها مقاييس دقيقة في ما يتعلق بشهرة الأعمال الأجنبية، لذلك فإن
التقارير التي تؤشر إلى متابعة أول أعمالي التي تعرض على القنوات
العربية، ممثلة في شاشة إم بي سي بوليوود، هي من دون شك تزيدني
تفاؤلاً بما يمكن أن نقدمه سوياً في هذا المجال مستقبلاً».
نغمة الشائعات التي تنشط في بعض وسائل الإعلام ، وتتكرر حينما تكون
البطولة مشتركة بين نجم شاب ونجمة جميلة، كما هو الحال في هذا
المسلسل الذي تلعب بطولته إلى جانب سوبتي، الممثلة سانايا إيراني،
صدمت سوبتي كثيراً حينما علم أن أحد المواقع تحدث عن خلافات بينه
وبين زوجته، بسبب شريكته في البطولة، فضلاً عن المعجبات.
ورفض بارون فكرة أن بوليوود تأتي في مرتبة تصنيفية أدنى من
هوليوود، مشيراً إلى ضخامة صناعة السينما الهندية، وإشباعها لسوق
كبيرة، وجمهور متنوع، وتمتعها بخصائص فنية خاصة بها.
وحسب مجموعة إم بي سي الإعلامية فإن الموسم الثاني من مسلسل «من
النظرة الثانية» يعرض بعد النجاح الجماهيري الواسع الذي حققه
الموسم الأول عربياً، وبعد مطالبة شرائح واسعة من الجمهور العربي
بعرضه سريعاً، بعدما توقّفت أحداث حلقاته الماضية عند تفاصيل
مشوقة، ظلّت مفتوحة على احتمالات متعددة، هي قصة حب وُلدت من
النظرة الأولى بين «كوشي» و«أرناف»، وتعمّقت مشاعرهما من النظرة
الثانية، فقررا أن يكملا مشوارهما في الحياة معاً، لكن كثيراً ما
تسير الأمور على خلاف ما يخطط له الأحبة، فتضعهم أمام عراقيل تفسد
ما رسموه معاً للمستقبل.
ويستكمل «من النظرة الثانية»، في جزئه الثاني، قصة «كوشي» (سانايا
إيراني)، الفتاة البسيطة والتقليدية التي تنتمي إلى منطقة بعيدة من
العاصمة، وتعيش في ظل عادات وتقاليد صارمة، ولقائها بـ«أرناف»
(بارون سوبتي)، الشاب الثري المغرور.
شائعات ممجوجة
طالب الممثل الهندي بارون سوبتي، صاحب دور «ارناف» في المسلسل
المدبلج «من النظرة الثانية»، من وصفهم بـ«صانعي الشائعات»، بتنحية
الحياة الشخصية للفنان جانباً، واعتبارها منطقة يحظر الخوض فيها
إعلامياً.
وتابع «لا أتصور أن يجيز أحدهم لنفسه أن ينسج أوهاماً ويختلق
شائعات حول علاقة فنان بزميلته لمجرد أنهما يتقاسمان بطولة عمل
رومانسي، ويذهبان إلى أبعد من ذلك بأن ثمة خلافات بينه وبين زوجته
بسبب الغيرة».
وتابع «من المثير أن أعلم أن تلك الشائعة أطلقت بصددي من قبل بعض
المواقع أو المجلات العربية، ومن حسن الحظ أن زوجتي قطعاً لا تتابع
تلك الأخبار، على الرغم من أن الموقف نفسه تكرر معي في الهند، وكنت
حينها بسبب ظروف التصوير بعيداً عن زوجتي، فسارعت لأهاتفها بمجرد
قراءتي للخبر، بأن أحدهم نسج شائعة انفصالنا».
تعاون عربي بوليوودي
قال بارون سوبتي إن هناك آفاقاً كبيرة للتعاون السينمائي والدرامي
بين المهتمين بهذه الصناعة في المنطقة العربية من جهة، والمنتجين
والمؤسسات السينمائية، وكذلك الفنانون في الهند من جهة أخرى.
ولفت سوبتي إلى العراقة والخبرة الكبيرة اللتين تتمتع بهما بوليوود
في هذا المجال، مضيفاً «إذا أضفنا إلى ذلك شراكة عربية تمتلك
الرغبة في إنتاج أعمال سينمائية وتلفزيونية مهمة، مع امتلاك
الإمكانات المادية اللازمة، فإننا سنكون بصدد إنتاج أعمال نوعية
قادرة أن تفرض منافستها عالمياً».
ورأى بطل المسلسل المدبلج «من النظرة الثانية»، أن الأعمال
التلفزيونية هي الأكثر قدرة على التأسيس لانتشار حقيقي بين شرائح
مختلفة في المجتمع، مضيفاً «على الرغم من أن الأعمال السينمائية
تجني شهرة ومالاً أسرع، إلا أن الأعمال التلفزيونية قادرة على
الوصول إلى جمهور أكثر تنوعاً، كما أن عرض مسلسل واحد ناجح قد يؤهل
لصناعة نجومية تدوم أطول، من تلك التي قد يخلفها عرض أعمال
سينمائية عدة ناجحة». |