درر فنية عالمية تجتمع في مهرجان دبي السينمائي
أبوظبي – من محمد سعد
المهرجان يقدم 45 فيلما لنجوم عالميين، و'سينما العالم' منصة مهمة
للتعرف على ثقافات متنوعة.
يقدم "مهرجان دبي السينمائي الدولي" برنامج "سينما العالم"، حيث
سيعرض في دورته الجديدة الممتدة من 9 الى 16 ديسمبر/كانون الاول
باقة مختارة من أفضل الأفلام العالمية.
ويقدم البرنامج 45 فيلماً مختلفاً لممثلين عالميين مشهورين، إلى
جانب بعض من أفضل المخرجين والكتّاب والمنتجين الذين يعملون خلف
الكواليس لتقديم أعمال فنية مميزة.
وتشمل هذه المجموعة فيلم "ديبان"(Dheepan)
للمخرج جاك أوديار، الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان
السينمائي هذا العام.
ويحكي الفيلم قصة كفاح جندي سابق ينطلق في حياة جديدة بعيداً عن
اهوال الحرب.
كما يغوص الفيلم في حياة المهاجرين الفارين من مناطق الصراعات إلى
أوروبا.
ويصور الفيلم الروائي "شباب"(Youth)،
للمخرج الحائز على جائزة الأوسكار، باولو سورينتينو، حياة رفيقين
قديمين، وعلاقة الصداقة التي نشأت بينهما خلال عطلة في جبال الألب
السويسرية.
ويقوم بدور البطولة مايكل كين، بدور فريد، وهارفي كيتل، بدور ميك.
وتقدم حياة الصديقين المسنين مزيجاً من المواقف الطريفة والحكمة،
حيث ترمز صداقتهما الى صفاء طبيعة جبال الألب الخلابة.
ويعود المخرج التايواني المعاصر هاوسياو-سيين إلى السينما، بعد
غياب دام ثماني سنوات، مقدماً فيلم الحركة وفنون الدفاع عن النفس
"القاتل"(The
Assassin).
ويتمحور الفيلم حول قصة قاتلة غامضة تُدعى واينيغ، وتجسد الدور
الممثلة شو تشي.
وقصة الفيلم مليئة بالاضطرابات العاطفية التي تدفع الشخصية
المحورية في الفيلم إلى الانهيار، عندما يتم إرسالها في مهمة تضطر
فيها للتنازل عن غرائزها الفطرية.
أما فيلم السيرة الذاتية "الرجل الذي عرف اللانهاية" (The
Man Who Knew Infinity)
للمخرج مات براون، فيحكي قصة الحياة المتقلبة لعالم الرياضيات
الهندي الشاب سرينفاسا رامانغن، ويلعب دور البطولة الممثل ديف
باتيل.
ويصور الفيلم انتقال الشاب من حياته البسيطة في مقاطعة مدراس، إلى
أن يصبح أستاذاً في جامعة كامبريدج، ليبدأ بعدها بتحقيق أحلامه،
تحت توجيه عالم الرياضيات الإنكليزي غودفري هارولد هاردي، الذي
يلعب دوره الممثل جيريمي أيرونز.
ويرتكز الفيلم الدرامي "بروكلين" (Brooklyn)
للمخرج جون كراولي،على رواية كولم تويبن، وهو من بطولة سيرشا رونان
ودومنال غليسون وجيم برودبنت وجولي والترز.
وتدور أحداث الفيلم في العام 1950 حول مهاجرة إيرلندية (إليس) تذهب
إلى مدينة جديدة، لتعود من بعدها إلى إيرلندا.
ويغوص الفيلم في حياة العائلة والذكريات ومحاولات إليس مواجهة
معضلة صعبة، وهي الاختيار بين رجلين في بلدين مختلفين، اختيار
مصيري بين الواجب والحب الحقيقي.
ويُعرض في إطار برنامج "سينما العالم" أيضاً الفيلم الحائز على عدة
جوائز عالمية "احتضان الثعبان" (Embrace of The Serpent)
للمخرج الكولومبي سيرو غيرا.
ويروي "احتضان الثعبان" قصة ملحمية عن اللقاء الأول والخيانة،
وصداقة أقوى من الحياة نفسها، وتزادد صلابة الصداقة بين كراماكاتي،
المُعالج الروحي، وآخر من بقي من قبيلته الأمازونية، وعالمَين
اثنين جابا غابات الأمازون أكثر من 40 سنة، بحثاً عن نبتة تشفيهما.
والفيلم مُستوحى من مذكرات أول من استكشف منطقة الأمازون
الكولومبية، ثيودور كوتش-غرنبرغ، وريتشارد إيفانز شولتز.
كما يُعرض فيلم التشويق الهندي "بيبا بويز" (Beeba
Boys)
للمخرجة الهندية ديبا ميهتا، الفائزة بجائزة مسابقة "المهر الآسيوي
الأفريقي" للعام 2008.
ويصوّر فيلمها الجديد صراع الثقافة والجريمة داخل العصابات الهندية
في كندا، بين غيت جوهار، رئيس عصابة الـ"بيبا بويز"، والعصابات
الأخرى التقليدية في مدنية فانكوفر.
وينقل الفيلم أحداث المعارك الشرسة والمليئة بسفك الدماء من أجل
السيطرة والنفوذ.
وتشارك الممثلة والمخرجة التركية دنيز غمزة أورغافان بفيلمها
الروائي الأول "موستانغ" (Mustang)
الذي فاز بجائزة "علامة السينما الأوروبية" ضمن أسبوع المخرجين في
مهرجان كان السينمائي.
ويتوقع أن يستقطب الفيلم اهتمام عشاق السينما في "مهرجان دبي
السينمائي الدولي"، ويتناول قصة خمس مراهقات تركيات تصطدم حياة كل
منهن بالعادات والتقاليد الاستبدادية في إحدى القرى الساحلية
التركية.
أما جينيفر بيدوم، المخرجة الأسترالية الحائزة على جوائز، فستأخذ
المشاهدين إلى مغامرة شيقة من خلال فيلمها "شيربا" (Sherpa)
الذي يتناول المهام الشاقة للوصول إلى قمة إيفرست، وكارثة العام
2014، التي أودت بحياة عدد من المتسلقين المحليين، في كارثة طبيعية
مهولة.
ويصوّر الوثائقي التوتر الذي يدور بين "الشيربيين" (السكان
المحليين) الغاضبين من جهة، والمتسلقين الراغبين بالوصول إلى أعلى
القمة من جهة أخرى، وذلك على ارتفاع 21 ألف قدم.
ويقدم الفيلم أحداث المأساة من وجهة نظر "شيربا".
كما يشارك المخرج أبيغاتبو نغوير اسيذاكول، الفائز بالسعفة الذهبية
عن فيلم "العم بونمي" في 2010، بفيلمه الجديد "مقبرة العظمة" (Cemetrey
of Splendour).
ويتمحور الفيلم حول شاب يافع، وآخر متطوع، يحققان في قضية جنود
داخل مستشفى، ضحايا مرض غامض يُدخلهم في حالة من السبات.
ويستخدم المخرج الوباء رمزاً لمشاكل شخصية ومجتمعية تايلاندية في
فيلم مليء بالغموض.
ويقدم المخرج الفليبيني بريلانتي ميندوزا فيلمه الجديد "الفخ" (Trap)،
الذي يتحدث عن حياة ثلاث عائلات تتشابك حياتهم بعد الإعصار المدمر
"هايان"، الذي اجتاح مدينة تالكلوبان الفليبينية، حيث تكتمل
فاجعتهم بوقوع سلسلة من الأحداث التي تمتحن قدراتهم على التحمّل.
ويستخدم المخرج صوراً قوية، وقصة مستندة إلى تجارب حياة واقعية،
لأفراد نجوا من الكارثة الطبيعية، ليرفع من خلال فيلمه مستوى الوعي
من ظاهرة التغير المناخي وآثارها المدمرة.
وقال مسعود أمرالله العلي، المدير الفني لـ"مهرجان دبي السينمائي
الدولي": "نحاول في مهرجان دبي السينمائي الدولي بشكل دائم أن نقدم
أفضل تجربة سينمائية لجمهور المهرجان".
واضاف "لقد حقق برنامج "سينما العالم" نجاحاتٍ كبيرة، حيث أننا
نعرض أفضل الأفلام العالمية، سواء المستقلة، أو المعروفة بانتاجها
الضخم، أو الحائزة على جوائز، وأتمنى أن يحقق برنامج هذا العام
النجاح نفسه، وينال إعجاب عشاق السينما".
وقال مدير برنامج "سينما العالم"، "لطالما قدم برنامج سينما العالم
فرصاً كبيرةً بالنسبة لنا، فمن المهم أن تمثل الأفلام المشاركة ما
نريد تحقيقه من خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي".
ويشكل البرنامج منصة مهمة يتعرف من خلالها الجمهور على مجموعة
متنوعة من الثقافات من مختلف أنحاء العالم. |