يوميات «كان»:
بدرو المودفار ينتظر في طابور دوره للاجراءات الامنية
«كان»
ـ عبد الستار ناجي
الحديث عن الاجراءات الامنية المكثفة في مهرجان كان السينمائي
الدولي، هي جزء اساس ومحوري، من الحالة الامنية ليس في أوروبا
وحدها، بل في انحاء العالم.
الذين عاشوا عصر القصر القديم للمهرجان، وهو حاليا فندق «النوجا
هيلتون» أو «الماريوت»، حيث ظل ذلك القصر صامدا لسنوات بل لعقود
طويلة، حتى جاءت النقلة الكبرى، مع قصر المهرجانات الجديد، الذي
يسترخي على شاطئ الكوت دوزور على الريفيرا الفرنسية.
ومع النقلة الجديدة، تصاعد ايقاع الاجراءات الامنية، حتى وصلنا الى
مرحلة، تحتم على الجميع الذهاب الى الفيلم قبل ساعة ونصف تقريباً،
لانتظار الطوابير.. والاجراءات الامنية المركبة، والتي هدفها سلامة
ضيوف المهرجان من انحاء المعمورة.
ان حالة الامن، هي امر حتمي، لواقع الظروف التي تعيشها دول العالم،
والتهديدات التي تحيط بها. ولذلك يتقبل جميع ضيوف المهرجان، من
اكبر النجوم الى اصغرها، تلك الاجراءات، الساعية الى سلامة وامن
الجميع.
بالامس، شاهدت المخرج الاسباني القدير بدرو المودفار، وهو ضمن
طابور طويل ينتظر دوره للاجراءات الامنية، رغم ان فيلمه سيعرض في
المسابقة الرسمية، ولكنه فضل ان يكون ضمن الطوابير.. وعدم
التجاوز.. من اجل دعم الاجراءات الامنية.
ويبقى ان نقول، بأن مهرجان كان السينمائي بالاجراءات الامنية أو
بغيرها، سيبقى قبلة صناع الفن السابع في العالم.
وعلى المحبة نلتقي.
جلسة «فوتوكول» لأبطال فيلم «عسل أميركي» في «كان»
«كان»
ـ سينماتوغراف
حرص أبطال فيلم الكوميديا الأمريكى «عسل أميركي
American Honey»
على التقاط بعض الصور على السجادة الحمراء خلال حضورهم جلسة «الفوتوكول»
الخاصة بالفيلم، التى أقيمت صباح اليوم الأحد 15 مايو ضمن فعاليات
مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 69، وذلك فى حضور عدد كبير من
وسائل الإعلام والمعجبين.
وشهدت جلسة التصوير الخاصة بالفيلم التى استضافتها مدينة كان
الشهيرة بجنوب فرنسا حضور نجوم الفيلم شيا لابوف، رايلي كيو، ساشا
لاين، اشعيا ستون، اربيل هولمز، المخرج والمؤلف اندريا ارنولد،
الذين حرصوا على الحضور بأبهى اطلالة فى أزياء متنوعة وأنيقة على
السجادة الحمراء نجحوا من خلالها فى لفت انظار الجمهور وعدسات
الكاميرات وسط أجواء من الفرحة والمرح.
فيلم «عسل أميركي» من إخراج وتأليف اندريا ارنولد، وبطولة ماكول
لومباردى، شيا لابوف، رايلي كيو، ساشا لاين، اشعيا ستون، اربيل
هولمز، وتدور أحداثه حول ستار «ساشا لاين» الفتاة المراهقة التى لا
تملك أى شىء لتخسره، تقرر الانضمام لفريق المبيعات بإحدى المجلات
المتخصصة فى السفر، وتعلق فى دوامة من الحفلات الصاخبة والخروج على
القانون فى ظل اشتباكها مع منطقة الغرب الأوسط فى حضور مجموعة من
المنبوذين. وتتجول هذه المجموعات الشابة لإيصال المجلات إلى أبواب
المشتركين، وينام كل ثلاثة أو أربعة فى إحدى غرف الفنادق الرخيصة،
بينما الذى يدفع أقل مكانه على الأرض. ويقال إن أرنولد استوحت
الفيلم من التغطية الصحفية الصادمة عن هذه المجموعات وتعاطيها
المخدرات.
راسل كرو: لا أعرف ستانسلافسكي واستخدم طريقتي في التمثيل
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
قدم راسل كرو نجم فيلم «ذا نايس جايز» للمخرج
شين بلاك في مهرجان كان السينمائي نصيحة بسيطة للممثل الطموح قائلا
إن كل ما عليه هو أن يؤدي الدور بطريقته.
وعندما سُئل ما إذا كان يستخدم أسلوب ستانسلافسكي للاستعداد لآداء
دور ابتسم الممثل الاسترالي ورد قائلا «أنا أستخدم أسلوب راسل كرو.
لم ألتحق قط بمدرسة للدراما.. لم ألتحق قط بمدرسة للتمثبل… لكني
أمارس التمثيل منذ السادسة من عمري».
ويتطلب الأسلوب الشهير الذي طوره كونستنتين ستانسلافسكي من الممثل
استخدام خبراته السابقة وعواطفه للاندماج مع الدور الذي يؤديه.
وقال كرو في مؤتمر صحفي «لا أعرف حتى ما هو أسلوب ستانسلافسكي ولا
يهمني أن أعرف.. الأمر ليس معقدا هكذا. لو كنت تريد ان تكون ممثلا
عليك أن تؤدي الدور بطريقتك».
وقد عرض فيلم «ذا نايس جايز» الذي يشارك في بطولته أيضا ريان
جوسلينج في مهرجان كان السينمائي مساء اليوم الأحد.
فيلم «سييرا نيفادا».. ملحمة انسانية عن الواقع الروماني الراهن
«كان»
ـ عبد الستار ناجي
يمثل المخرج كريستي بويو احد رموز السينما الرومانية بالاضافة الى
مواطنه كرستيان مونجو وكلاهما يمثلان خطا سينمائيا عامرا بالخصوصية
والتفرد واللغة السينمائية العالية الجودة
.
وفي فيلمه الجديد «سييرا نيفادا ـ
SIERANEVADA»
الذي ينافس به في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الـ69، يأخذنا
كريستي بويو الى منطقة شديدة الخصوصية يتم من خلالها تحليل المجتمع
الروماني في هذه المرحلة من تاريخ رومانيا.
تبدأ احداث الفيلم بعيد ثلاثة أيام من الحادث الارهابي الذي تعرضت
له صحيفة «شارلي ابدو» في العاصمة الفرنسية وبعد أربعين يوما من
وفاة والده يقوم الدكتور لاري بزيارة منزل والده مع زوجته لحضور
التقاليد الدينية بذكرى مرور أربعين يوما على رحيل والده بحضور
جميع أفراد أسرته اعتبارا من والدته الى عمته واخوته وزوجاتهم
وشقيقاته وأزواجهن، وهناك تبدأ ملحمة انسانية هي في حقيقة الامر كل
شيء عن الحالة الاجتماعية الراهنة في رومانيا.
احداثيات الفيلم تبدأ على مدى نصف نهار كامل بها مشهد تمهيدي خارجي
وآخر في منتصف العمل أما بقية احداث الفيلم فهي تدور في ردهات وغرف
ذلك البيت الخاص بالأسرة الرومانية المتوسطة الحال والتي مرت عبر
أجيالها بتاريخ رومانيا مرورا بالارتباط بالاتحاد السوفياتي وصولا
الى مرحلة شاوشيسكو والممارسات الدكتاتورية التي تعرض لها الانسان
الروماني.
كم من الحكايات المتداخلة والتي تبدو اعتيادية وتقليدية يمكن ان
تحدث هنا او هناك احاديث عن الأكل والشرب ومناخ الحزن لفقدان الأب
لتأخذ مناحي أخرى من بينها العلاقة التي تربط بين كل رجل وزوجته او
كل امراة وزوجها الامور تبدأ بالملاحظات وسرعان ما تتحول الى
اعترافات وخيانات ومناوشات وكلما انتهت حكاية تنطلق أخرى.
كل شيء في الاطار الاجتماعي ولكنها في حقيقة الامر السياسة
والاقتصاد وغيرها ويحاول لاري ان يبدو متماسكا يحاول اصلاح ذات
البين بين افراد أسرته بالذات حينما تتفجر الازمة بين شقيقته
الكبرى وزوجها الذي تتهمه بالخيانة المتكررة
.
كم من الشخوص تبدو للوهلة الاولى هادئة بسيطة وسرعان ما تتحول الى
بركان متفجر قاس حتى رغم محاولة المحافظة على تقاليد الأسرة
بانتظار رجل الدين الذي يفترض ان يحضر لاقامة القدس ولكن الانتظار
يطول وسط عواصف من الأحداث.
الموت هو الخلفية ولكن الحاضر الاساسي هو تلك الشخصيات الحية
ولكنها ميتة الأحاسيس تحاول ان تحافظ على كيان الأسرة الصغيرة
الكبيرة بتفرع قضاياها.
طيلة تلك الرحلة يبدو لاري ساخرا متفاعلا مع الجميع متماسكا حتى
اللحظة التي تطلب منه زوجته اللحاق بها لانها في مشكلة، وهو المشهد
الثاني الخارجي في الفيلم وهناك تحدث مجموعة من المشاكل تكاد تصل
الى حافة العنف الذي يتجاوزه لاري بشيء من الهدوء، ولكنه حينما
يدخل السيارة مع زوجته ينفجر بالبكاء لانه لا يريد العنف او الموت،
وهو يرى كل شيء من حولة متفجرا بالعنف لاتفه الاسباب كما يحدث
زوجته عن والدة، ويعترف لها بانه يعرف بان والده الذي كان يعمل
طبيبا ارتبط بالكثير من الخيانات والعلاقات المجانية، وحينما تسأله
زوجته عما اذا كانت والدته تعلم بالامر يؤكد لها بان والدته كانت
تعلم ولكنها ظلت محافظة على كيان أسرتها. بل انه يسرب جملة يقول
لها «ومن منا ليس له رذيلة» وكأنه يشير الى علاقاته هو الآخر حيث
نشاهد خلال الفيلم يتلقى ثلاثة اتصالات ولكنه يقول لمن على الطرف
الآخر «بأنه لا يستطيع الحديث الان».
كما يبدأ الفيلم بالسخرية وبعض الضحكات يعود الفيلم في نهايته الى
الضحك وكأن الحياة يجب ان تستمر حتى رغم كل تلك الضغوط العاتية
التي تعصف بالمجتمع والأسرة الرومانية التي تطل علينا بعدد من
الشخصيات التي تمثل شرائح متعددة من المجتمع الروماني. في الفيلم
عدد من نجوم السينما الرومانية ومنهم برانسكو ميمي «لاري» ودانا
دجرو «نوسا الام» ومارين جريجور ورولندو متزانجوس..
ونشير هنا الى ان المخرج كريستي بويو حقق شهرة عالمية واسعة بعد
فيلمه الثاني «موت السيد لازرازو» وايضا فيلمة «أرورا» وهو في كل
مرة مخرج يمتلك أدواته وحرفته وبصمته ولغتة السينمائية التي تعتمد
على سيناريو ثري بالقيم والنقد وايضا الكادر الثابت لمزيد من
التأمل في الشخصيات، وكأنها تلك الشخصيات تتحرك امام مسرح الكاميرا
او كاميرا المسرح ومن هنا أهمية التجارب التي يقدمها هذا المبدع
الروماني القدير.
سينما لبنان تفتتح «أسبوعي المخرجين» في «كان» العام المقبل
«كان»
ـ سينماتوغراف: هدى ابراهيم
أعلن القيمون على مشروع «فاكتوري» التابع لتظاهرة «اسبوعي
المخرجين» في مهرجان كان السينمائي، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم
وبالتعاون مع مؤسسة لبنان للسينما عن اختيار لبنان ليكون حاضرا عبر
هذه المبادرة في افتتاح تظاهرة «اسبوعي المخرجين» الموازية في
مهرجان كان السينمائي العام المقبل.
هذا ما اكدته دومينيك والينسكي، المشرفة على هذه المبادرة والتي
اوضحت ان المشروع ولد قبل اربع سنوات وهدفه «متابعة واكتشاف
المواهب الجديدة من العالم» لتقديمها ضمن واجهة دولية، ومساعدتها
في الحضور على الساحة العالمية.
وتقضي المبادرة بالاشراف على انتاج اربعة افلام قصيرة لمواهب جديدة
تشارك في مهرجان كان، ويتم العمل عليها مع مخرج يدرب الشباب لينجز
كل منهم عملا من 15 دقيقة.
اما تحديد اسماء المخرجين المشاركين فسيتم في ايلول – سبتمبر
المقبل، بينما يعلن رسميا عن المشروع لبدء التقدم له في الايام
المقبلة. وسيعمل المخرجون الشباب الذين سيتم اختيارهم مع المخرج
البرتغالي اندريه ماركيز.
الافلام اللبنانية الاربعة تفتتح تظاهرة «اسبوعي المخرجين» 2017
كما سيتم تنظيم لقاءات للمشاركين مع منتجين وموزعين دوليين.
مشروع «فاكتوري» كان انطلق عام 2013 مع سينما تايبيه، تلاه في
العام 2014 استضافة سينما بلدان الشمال، ثم الشيلي فافريقيا
الجنوبية خلال هذه الدورة.
ويتمثل لبنان الذي فاز بالسعفة الذهبية للفيلم القصير العام الماضي
مع شريط «امواج 98» لايلي داغر، بثلاثة افلام في مهرجان كان هذا
العام: فيلم في تظاهرة افلام الطلبة (سينيفونداسيون) وهو شريط قصير
بعنوان «غواصة» لمنى عقل، وفيلم فاتشي غولبردجيان «ترامانتون» الذي
اختير لاسبوع النقاد، وفيلم «من السماء» لوسام شرف الذي يقدم في
تظاهرة الافلام المستقلة «اسيد».
كما يتم عرض عدد من الافلام المنجزة او التي في طور الانتاج في سوق
المهرجان، حيث يتمثل لبنان بجناح في السوق السينمائي منذ العام
٢٠٠٥ وهو يهتم بعرض وترويج الفيلم اللبناني.
«البقاء
قائما» و«صغيرتي» أفلام فرنسية تسعى للسعفة الذهبية
«كان»
ـ سينماتوغراف: مها عبد العظيم
دخلت الأفلام الفرنسية السباق نحو السعفة الذهبية في مهرجان
كان2016، واشترك اثنان منها وهي «البقاء قائما» لآلان غيرودي
و«صغيرتي» لبرونو دومان في رسم لوحات اجتماعية تتميز بروح هزلية
عالية وبالتطرق لمسائل الجنس المعقدة.
تتنافس أربعة أفلام فرنسية في الدورة الـ69 لمهرجان كان في
المسابقة الرسمية، عرض منها حتى الآن فيلمان، وسرعان ما التفتت
الكروازيت -التي ألهبها لوهلة صعود جوليا روبيرتس مدرج قصر
المهرجانات عارية القدمين وخبر مغادرة زلاتان إبراهيموفيتش نادي
باريس سان جرمان- إلى هذين الفيلمين لما ورد فيهما من أخبار الجنس
مع ديناميكية هزلية.
تدور أحداث فيلم «صغيرتي» في صيف 1910 حيث تغزو البلبلة والفزع
منطقة سلاك شمال فرنسا بعد اختفاء غامض للعديد من الأشخاص. وسريعا
ما يجد المحققان نفسيهما أمام قصة حب غريبة بين «صغيرتي» وهو الابن
البكر لعائلة صيادين ذات الأخلاق المشبوهة، وبيلي وهو من عائلة فان
بتنغام البورجوازية. و«صغيرتي» (مالوت
– ma loute)
هو اسم الفتى الذي يتشبه بفتاة، أما بيلي فهو فتى لكنه يشبه كثيرا
البنات.
يقع بيلي في حب «مالوت»، ومع هذه القصة يحمل برونو دومان الهزل إلى
أعلى القمم. فيقول المخرج إنه يختبر في الفيلم العودة إلى جذور
السينما وهي المسرحيات الهزلية التي تزعزع عالم البورجوازية
وثقافتها.
وإلى جانب شخصيات لوريل وهاردي المضحكة الشهيرة، يستلهم برونو
دومان عمله من الكوميديا الإيطالية وخصوصا أفلام «دينو ريزي» أو «إيتوري
سكولا».
وبعدسة كاريكاتورية إلى أقصى الدرجات، اختار دومان للتهكم من
البورجوازية جمع العديد من الشخصيات التي تمثل «بورجوازية التمثيل»
في فرنسا على غرار فابريس لوكيني وجولييت بينوش وفاليريا بروني
تدسكي الذين تجاوبوا مع اللعبة.
وقالت جولييت بينوش عن هذا الفيلم إن دومان «كان قبل التصوير
متخوفا قليلا من درجة الهزل التي سنصلها بعد أن ذهبنا بعيدا في
الأسلوب الدرامي مع كاميل»، وكانت بينوش بطلة دومان في فيلم «كاميل»
عن النحاتة كاميل كلوديل عشيقة غوستاف رودان وبالخصوص فترة حجزها
في مستشفى الأمراض العقلية.
فمن النقيض إلى النقيض، أكدت بينوش أن تصوير «صغيرتي» استدعى من
دومان أن «يدفعها أحيانا إلى خلق توترات داخل العائلة، وخلق الحيرة
والجنون فهي عائلة ذات قصة معقدة جدا بسبب المسكوت عنه داخلها».
وأكد دومان الذي سبق وأن أحرز الجائزة الكبرى لمهرجان كان عام
1999عن فيلمه «الإنسانية»، أنه حاول توليد الضحك من الأسوأ عبر مزج
عناصر متنافرة عبر حبكة عاطفية وعلاقات مشبوهة جنسيا، أضاف لها
التحقيق البوليسي عمق التشويق والغموض. فصاغ المخرج لوحته
الاجتماعية الساخرة عبر عدسة الخيال المكبرة.
أما فيلم «البقاء قائما» لآلان غيرودي صاحب فيلم «مجهول البحيرة»
الذي لاقى احتفاء كبيرا وصدى جيدا في مهرجان كان العام 2013 حيث
شارك في قسم «نظرة خاصة» ضمن الاختيارات الرسمية، لم يهز الكروازيت
هذه السنة بنفس الحماسة.
ففي «البقاء قائما» تبحث شخصية المخرج ليو عن ذئب في منطقة لوزير
حين يلتقي راعية الماشية ماري. ينجبان طفلا وبعد أشهر تفقد ماري
ثقتها في ليو فتترك الرضيع ووالده. يعتني ليو بالطفل لكن البؤس
ينهكه فيعود إلى لوزير.
وإن كان «مجهول البحيرة» قد أثار الصدمة عبر تصوير ممارسة غير
مركبة للجنس بين الممثلين، وهو يتناول قصص لقاءات بين مثليي الجنس
في مكان يرتاده هؤلاء قرب البحيرة، فلم يخل «البقاء قائما» من
مشاهد إباحية حتى أنه ليس من المبالغ لو سميناه «البقاء منتصبا».
ويقول غيرودي إن «مسألة الجنس حيرتني عبر السنين على غرار العديد،
لكن وجدتها مبهرة ومخيفة، وهو المثير في الأمر!
».
ومع بحثه عن الذئب، يبحث المخرج خصوصا عن مصدر إلهام لفيلمه
المقبل، فيعبر الحقول والمدن الصغيرة في سبر لأغوار فرنسا الفقيرة،
فرنسا مربي الماشية والعاطلين عن العمل والآباء الذين يربون
أطفالهم بمفردهم. فإلى جانب الجنس هناك بعدان آخران يتطرق إليهما
الفيلم، الأول سياسي اجتماعي فيه كسر للأحكام المسبقة فالأم هي
التي تترك العائلة وليس الأب، والثاني ديني إنجيلي إذ يفقد ليو كل
شيء ويسلبه مشردون كل ما يملك لكن يبقى رغم ذلك «صامدا». ويلتقي
ليو بالعديد من الشخصيات التي تعود في كل مرة في ظروف ولحظات
مختلفة من الفيلم لتربط الحكايات الصغيرة ببعضها.
على غرار فيلم دومان فإن فيلم غيرودي يشكل نسيجا فكاهيا كثيفا
ومرحا، تصل فيه العبثية حد الفوضى إلى درجة أن بعض النقاد شبهوه
بالـ «ماخور»، وبلغ الفيلم ذروة الشاعرية والجنون في مشهد يمارس
فيه رجل عجوز الجنس على وقع موسيقى روك «بينك فلويد». والرواية
تحمل روح الفكاهة السوداء الباردة كما في أفلام جاك تاتي وأيضا
عدسة بورنوغرافيا الهواة، فرغم المواقف الهزلية تبقى الحبكة
السينمائية على غاية من الذكاء.
افريقيا.. الغائب الأبرز عن مهرجان «كان السينمائي 2016»
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
غياب إفريقيا عن لائحة الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة
الرسمية لمهرجان «كان»، والذي انطلقت دورته الـ 69 الأربعاء
الماضي، بحضور عمالقة الفن السابع وكبار الشخصيات والمشاهير، في
مدينة «كان» الفرنسية، شكّل الحدث في هذه النسخة المقامة في قصر
المهرجانات بشارع «لاكروازات» الشهير بالمدينة.
غياب منح قناعة لعدد من المراقبين بأنّ عهد الأفلام السينمائية
الإفريقية التي استطاعت في السابق افتكاك الإعتراف الدولي بها، قد
ولّى إلى الأبد.. فعشّاق الفنّ السابع لا يزالون يذكرون فيلم «تيلاي»
(تجسيد لمأساة إغريقية في إفريقيا المعاصرة)، للمخرج البوركيني
إدريسا ويدراوغو، والذي حاز على جائزة لجنة التحكيم لمهرجان «كان»
في 1990.
هذا العام أيضا، تماما مثل ما يقارب عن العقدين من الزمن، غابت
إفريقيا عن السجادة الحمراء لـ «كان».. غياب لم يكسره سوى مشاركة
فيلم «تمبكتو» في 2014، للمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو،
والذي استطاع أن يحصد جائزتين أعادتا القليل من الأمل إلى محبي
السينما الإفريقية.
كاترين رويل، الصحفية المتخصّصة في السينما الإفريقية، اعتبرت أنّ
غياب الأعمال السينمائية الإفريقية في «كان»، يجد تفسره في ضعف
الإنتاج السينمائي الإفريقي، مضيفة أنّ « صنّاع السينما يجدون
صعوبة متزايدة في إنتاج الأفلام، لإفتقارهم للتمويل الكافي، في ظلّ
غياب أكبر المنتجين التاريخيين الداعمين لإفريقيا، من ذلك الصناديق
الأوروبية والفرنسية والألمانية أو حتى الانجليزية».
رويل لفتت إلى أنه لا توجد إحصائيات شاملة تمكّن من تقدير عدد
الأفلام التي تنتجها إفريقيا، موضحة أنه بصرف النظر عن تونس، والتي
تشارك في المنافسة بفيلم قصير بعنوان «علّوش» للمخرج لطفي عاشور،
ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان (الفيلم العربي والإفريقي الوحيد
الذي وقع اختياره للمنافسة على السعفة الذهبية لهذه الفئة)،
والجزائر وجنوب افريقيا ومصر والمغرب أو نيجيريا، فإنّ «بقية
البلدان الإفريقية لا تستطيع تأمين إنتاج سنوي ضخم وبجودة عالية،
خصوصا في ظلّ اختفاء قاعات العروض في كثير من تلك البلدان، وانعدام
السوق المحلية تقريبا من الناحية العملية».
«تنبغي
الإشارة أيضا»، تتابع رويل، إلى أن «مهرجان كان يرغب دائما في
تقديم العروض الأولى العالمية للأفلام التي يختارها، وهذا ما يؤدّي
إلى إقصاء العديد من الأفلام»، وهذا السبب يمكن أن ينضاف إلى «عدم
الإهتمام المتزايد، أو التراجع للإنتاج الفرنسي المشترك، وللأفلام
الأوروبية، والمعايير الجمالية والموضوعية الأوروبية».
الصحفية أشارت أن ما تقدّم يفسّر «عجز نوليوود (السينما
النيجيرية)، والتي تعدّ واحدة من أكبر منتجي الأفلام في العالم،
بمتوسّط انتاجي يقدّر بألفي فيلم سنوي، عن استقطاب اهتمام مهرجان
كان، رغم أنّ أفلام نوليوود تجد، وبسهولة، صدى واسعا في بريطانيا
والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تشكّل الجاليات النيجيرية هناك
جمهورا عريضا».
«لكن،
وعلى غرار ثلاثة أرباع الأفلام الأمريكية»، تضيف الصحفية، فإن
«الأفلام النيجيرية موجّهة للإستهلاك الداخلي، وهذا ما قد لا يروق
دائما للقائمين على مهرجان كان، ممن تستحوذ عليهم فكرة «السينما
العريضة»، ويرفضون أشكالا جمالية ومواضيع بعيدة جدا عن معايير
الجودة الأوروبية».
أما بالنسبة لـ «جيرار ماريون»، مدير «أضواء إفريقيا»، إحدى
المهرجانات الإفريقية، فإنّ غياب القارة السمراء عن مهرجان «كان»،
يعود إلى عدم وجود استراتيجية علائقية لصنّاع السينما الأفارقة.
ماريون رأى، أنّ «المخرجين الأفارقة لا يمتلكون ما يكفي من
العلاقات، والتي تعتبر ضرورية لمهرجان كان، والدليل على ذلك هو أنّ
المخرج التشادي محمد هارون، أحد أعضاء لجنة تحكيم المهرجان منذ 4
أعوام، والذي نافست أفلامه في المسابقة الرسمية لـ 3 أعوام على
التوالي، كان على معرفة وطيدة بتييري فريمو (مدير مهرجان كان)
».
موقف لقي تأييدا من لدن رويل، والتي أوضحت بهذا الاتجاه، أنه «يمكن
حتى القول بأن مهرجان «كان» ليس سوى انعكاس لحالة السينما
الفرنسية، وأيضا حالة مجتمعنا الذي يتجه نحو التقوقع على نفسه».
إبراهيم أحمد، بطل فيلم «تمبكتو»، قال: «مهما يحدث في القارة
الإفريقية، سنواصل الحلم بإنجاز فيلم يمكن أن يكون مفخرة للقارة
الإفريقية بأسرها، على غرار النجاح العالمي الذي حققه تمبكتو».
جيرار دوبارديو في دور أب فرنسي اعتنق ابنه الاسلام، يجدد انتقاده
لـ «كان»
«كان»
ـ هدى ابراهيم
انتقد اليوم الأحد الفنان الفرنسي العملاق جيرار دوبارديو، اثر عرض
فيلم رشيد جعيداني «دورة فرنسا ـ
Tour de France»
ضمن تظاهرة «أسبوعي المخرجين»، الإدارة الرسمية لمهرجان كان
السينمائي التي استبعدته وأعلنته فنانا غير مرغوب فيه اثر
انتقاداته للسلطة الفرنسية واعلانه تخليه عن الجنسية الفرنسية وطلب
جواز سفر روسي من صديقه الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين، بسبب خلاف
مع مصلحة الضرائب الفرنسية
.
وانتقد دوبارديو المهرجان بشكل موارب حين قال امام الحضور المحتشد
في عرض الصباح وحيث يؤدي دور «سيرج» في الفيلم : «افضل ان اكون
معكم هنا، هناك ضربات قلوب وانفعالات مختلفة، نظرات مختلفة، هناك
سلالم لم أعد احب ارتقاءها. هناك، غالبا ما نرى الا وجوها فارغة،
خالية من الذكاء والمعنى».
دوبارديو كان يقصد السلالم الاسطورية لمهرجان كان السينمائي التي
تفرش بالسجاد الاحمر والتي ارتقاها عشرات المرات في الماضي.
وكان دوبارديو أعلن قبل بدء المهرجان لاحدى الصحف الفرنسية: «لم
يعد بوسعي الذهاب الى مهرجان كان منذ رحل عن رئاسته جيل جاكوب، لقد
تبدل المهرجان وبات المال يسيطر على كل شيء فيه. لقد ابتعدنا عن
السينما. مهرجان كان يستحق غير ذلك».
ويعتقد ان السلطات الفرنسية تمارس ضغطا على ادارة المهرجان
لاستبعاد دوبارديو، بسبب اعلانه تخليه عن الجنسية الفرنسية وهو
غالبا ما ينتقد دوبارديو السياسة الفرنسية واوضاع البلاد، خاصة
اليسار الحاكم.
ومعروف عن جيرار دوبارديو الذي يلقبه الفرنسيون بـ«جي جي»، اتخاذه
لمواقف مثيرة للجدل، واستخدامه لعبارات مبطنة تعبر عما يريد ان
يقول خصوصا في السنوات الاخيرة، وهي غالبا، عبارات ساخرة منتقدة لا
تقتصر على السينما وانما تتعاطى السياسة والشأن العام، وهو ما يثير
حفيظة البعض حيال تصريحاته المستفزة.
على ذلك يرد وحش الشاشة الفرنسية بالقول : «انا كما انا، انا نفسي
وانا حر».
وكان دوبارديو احتجاجا على فرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند،
ضرائب بنسبة 85 ٪ على اصحاب الدخل المرتفع ومنهم دوباريو، اعلن
التجاءه، عام 2014 الى بلجيكا أولا قبل ان يحصل على جواز سفر روسي.
لكن ومهما يكن جواز السفر الذي يحمله دوبارديو، روسيا أو غير
روسي، فهو يبقى احد الوجوه التي تمثل فرنسا قي المجال الدولي ليس
في السينما فقط، وانما في المطبخ الفرنسي حيث يملك اكثر من مطعم
وحقولا واسعة من الكروم وهو ذواقة للطعام الفرنسي، ونتاجات المزارع
الفرنسية، ظهر مرات في برنامج تلفزيوني فرنسي حول اعداد الطعام،
فضلا عن أدواره التي لا تنسى في السينما الفرنسية.
دوبارديو اعلن خلال تلك الازمة انه دفع مبلغ 154 مليون يورو ضريبة
للدولة الفرنسية، وكانت تلك القرارات اثارت الكثير من الجدل، في
وقت يهرب فيه الكثير من اصحاب الاموال في فرنسا الى سويسرا للتهرب
من دفع الضريبة العالية.
واعتبر دوبارديو ان المجتمع الفرنسي فقد سعادته وحيويته وان فرنسا
لم تعد تساوي شيئا في العالم.
في شريط «دورة فرنسا» ادى دوبارديو دور «سيرج» الفرنسي من الطبقة
المتوسطة الذي ابتعد عن ابنه بسبب اعتناقه الاسلام ليصير اسمه
بلال٠ والفيلم مليء بالكليشيهات التي يمكن ان يواجه بها الفرنسي
العادي شخصا فرنسيا آخر من اصول عربية، ويحاكم الفيلم هذا الجانب
في المجتمع الفرنسي على خلفية اغاني الراب الرائجة في أوساط الشباب
العربي والافريقي والتي يعبرون بها عن غضبهم.
ويؤدي مغني الراب صادق دوره في الفيلم الى جانب دوبارديو الذي يصبح
بمثابة اب له. وأعترف دوبارديو انه لا يحب عنف موسيقى الراب ولا
كلامها البذيء لكنه ومن خلال تجربة الفيلم تعرف على نصوص اخرى
جميلة لصادق وصار يعرف اكثر عن هذا الفن الغنائي.
«انا
دانييل بليك» لكين لوتش.. العجز في مواجهة القوانين الجائرة
«كان»
ـ عبد الستار ناجي
اذا كان للسينما البريطانية من عنوان في هذه المرحلة من تاريخها
فهو المبدع كين لوتش الذي كان وراء كم من التحف الخالدة في ذاكرة
السينما البريطانية والعالمية ولعل من ابرزها تحفته الريح التي تهز
حقل الشعير الذي فاز عنه بجائزة السعفة الذهبية عام 2006
وبعد عامين من قرار اعتزاله السينما يعود عن قراره ليقدم للسينما
فيلم «انا دانييل بليك ـ
I Daniel Blake»
الذي يمثل تعميقا للنهج الذي راح يشتغل عليه حيث قضايا الانسان في
بلاده.
الفيلم يأخذنا الى حكاية دانييل بليك دافي جونز ذو التسعة وخمسين
عاما والذي تعرض لأزمة قلبية حالت دون ان يكمل عمله كنجار في
نيوكاسل. بعدها تبدأ محاولاته في العودة الى العمل او الحصول على
مساعدة تمنحه القدرة على اكمال حياته بسلام دون الحاجة الى الآخرين
.
تتزامن تحركاته في خط متقاطع مع حكاية كاثي هايلي سيكرز الأم
الشابة التي تعيل طفلين فتاة وفتى وتعاني من البطالة وقلة فرص
العمل وغياب الدعم المادي لها ولأطفالها مما يضطرها للعمل في
الاعمال البسيطة بحثا عن لقمة العيش ويقوم دانييل بمساعدتها في عدد
من المواقف مع تدهور حالتها المادية حيث تظل الاحداث دائما تتحرك
في جملة من المراكز الخاصة بتقديم الدعم والمساعدات المادية
للمحتاجين
.
تبدأ مشكلة دانييل حينما تتعقد الامور أمامه يوما بعد آخر حيث يطلب
منه تعبئة الطلبات بواسطة المواقع الخاصة من خلال الانترنت فكيف
وهو يعاني من الأمية في هذا الجانب وفي كل مرة المزيد من التعقيد
والطلبات التي لا تكاد تنتهي بل تذهب به الى متاهات في غاية
الصعوبة من طلب السيرة الذاتية الى كم آخر من الطلبات التي تبدو
تعجيزية امام انسان قضى جل حياته ملتزما بعمله وتنفيذ التزاماته
تجاه الدوله التي راحت تتخلى عنه وعن أمثاله الذين يعانون العجز
والمرض.
وتمضى الايام هو يعانى ضيق اليد والحال وهي تعانى ذات الامر ويذهب
معها ومع أطفالها الى ما يسمى بـ بنك الطعام الذي يقدم المساعدات
للمحتاجين وفي واحد من أكثر المشاهد قسوة تقوم كاتي بفتح احدى
المعلبات وتلتهم ما فيها وهي تبكي لانها جائعة جدا.
بل تذهب الى ما هو أبعد من ذلك حينما تقوم بالسرقة من احد المحلات
ويساعدها المسؤول الأمني بعد ان قبض عليها أحد المراقبين والذي
يعطيها عنوانه مؤكدا لها انه يمتلك المقدرة على مساعدتها وهو ما
يوصلها الى ممارسة الدعارة والرذيلة من أجل الحصول على المال
وحينما يكتشف دانييل أمرها تطلب منه ان يتركها وحدها مع أطفالها
ومشاكلها الكبرى.
وهنا تتفجر أحاسيس ومشاكل دانييل الذي يشاهد نفسه وهو يبيع كل
أثاثه وكاتي تبيع نفسها مما يضطره الامر الى كتابه عدد من الشعارات
على واجهة المكاتب الخاصة بتقديم المساعدات.
وبعد القبض عليه وتهديدة بالسجن تقوم كاتي بمساعدته من أجل فتح
ملفه من جديد ولكنه يلقى حتفه في مرحاض المركز بعد ان داهمته أزمة
قلبية عنيفة.
فيلم كبير وقاس عن قسوة الأزمة الاقتصادية والقوانين الجائرة والتي
يذهب ضحيتها الأبرياء والفقراء والشرفاء الذين يسقطون ضحية
القوانين التي تظل تسوف الامور ولا تعطي من ضحى بحياته وقدم
التزاماته اي شيء عن الحاجة او العجز.
فيلم يصرخ كعادة أفلام كين لوتش التي تتفجر غضبا على الواقع وعلى
أهمية الدولة والمشاكل الاقتصادية التي تعصف بالانسان والمجتمع
البريطاني بكافة شرائحه وقطاعاته
.
سينما الدارما الاحتماعية التي تدق الاجراس وتشير بأصابع الاتهام
للمؤسسة الاقتصادية التي تسيطر على كل شيء وتحول الانسان الى مجرد
ترس في آلة كبرى حينما يتعطل يذهب الى الهامش والنسيان.
فيلم «انا دانييل بليك» هو في حقيقة الأمر تحفة ذات جودة عالية وهو
ليس بالأمر المستغرب على مبدع كبير بقامة ومكانة كين لوتش الرائع. |