سينمائيون: «اشتباك» ينهي سنوات عجاف للسينما المصرية في الخارج
القاهرة - أ ش أ
احتفى عدد كبير من السينمائيين المصريين بالنجاح الذي حققه فيلم
«اشتباك»، الذي عرض ضمن مسابقة «نظرة ما» بمهرجان «كان» السينمائي
الدولي في دورته الـ69 والمقامة.
وعبر سينمائيون ونقاد عن سعادتهم بالاستقبال الحار الذي حظي به
الفيلم من جانب صناع السينما في العالم، معتبرين أن السينما
المصرية كانت في حاجة إلى تلك الدفعة لتكون بداية انطلاقة جديدة
لها بعد سنوات عجاف في المهرجانات الدولية.
ويعد فيلم «اشتباك» أول مشاركة مصرية في مهرجان «كان»، منذ 4
سنوات، عندما شارك فيلم «بعد الموقعة» في المسابقة الرسمية، وخرج
بلا جوائز.
وكانت مجلة «سكرين انترناشيونال» اختارت الفيلم ليكون واحدًا من
أكثر الأفلام الجذابة لمديري المهرجانات السينمائية في عام 2016،
وبينما تضم القائمة 54 فيلما من أنحاء العالم، كان «اشتباك» هو
الفيلم الوحيد الذي اختارته المجلة من العالم العربي.
وأشاد المخرج محمد خان باختيار إدارة المهرجان فيلم «اشتباك»
لافتتاح مسابقة «نظرة ما»، وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن
الاختيار يدل عن حق مكتسب لأصحابه بحسن اختيار الموضوع ومهارة
تنفيذه وأتمنى للفيلم المزيد من التقدير والنجاحات.
واعتبر أن مشاركة الأفلام المصرية في تلك المهرجانات العالمية يزيد
من احترام العالم لما نقدمه من سينما، لا سيما، وأن لدينا بالفعل
الكثير من الأعمال التي تستحق الإشادة والتقدير.
ووصف المخرج عمرو سلامة مشاركة الفيلم في مهرجان «كان» بأنه إنجاز
للسينما المصرية والعربية، ويوازي الوصول لتصفيات كأس العالم في
كرة القدم.
وكتب «سلامة»، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»:
«فيلم اشتباك بعد عرضه في افتتاح مسابقة (نظرة ما) في مهرجان كان
السينمائي الدولي، أهم مهرجان سينمائي عالمي، حقق ردود فعل نادرا
مما تحدث لفيلم في المهرجان بهذه القوة».
وأضاف: «كل الصحف العالمية تشيد بالفيلم بشكل مبهر، ومنهم من قال
إنه فيلم يصنع التاريخ قبل حدوثه، ومنهم من قال إن الفيلم جوهرة
المهرجان هذا العام».
ومضى عمرو سلامة قائلا: «أقولها مرة أخرى، هذا إنجاز للسينما
المصرية والعربية، ربما يوازي أن مصر تدخل تصفيات كأس العالم في
كرة القدم وتنافس بشراسة، أقل ما يجب فعله أن يتم الاحتفاء بهذا
الإنجاز إعلاميا، ليس لكونه فقط مجرد فخر البلد، ولكن لأنه أمر
ملهم لكل فنان وإنسان مصري»، معتبرًا أن هذا النجاح عوضنا عن حالة
سنوات عجاف للسينما المصرية في المهرجانات الكبرى.
من جانبه، قال مخرج الفيلم محمد دياب، إن ردود الأفعال على الفيلم
كانت مذهلة حيث أشادت كبار الصحف العالمية به، مضيفًا أنه «عقب عرض
الفيلم بالمهرجان ظلت الجماهير تصفق وشعرت وفريق عمل الفيلم أننا
حققنا شيئا وانتابانا شعور كأننا في كأس العالم لكرة القدم».
وأشار إلى أن مشاركة «اشتباك» بفئة «نظرة ما» إنجاز كبير للسينما
المصرية لأنه لم يفعلها أحد من قبل سوى المخرج الراحل يوسف شاهين
منذ 16 عاما.
«اشتباك»
إخراج محمد دياب، وتأليف محمد وخالد دياب وبطولة نيللي كريم، هاني
عادل، طارق عبد العزيز، أحمد مالك، أحمد داش، والفيلم إنتاج مشترك
بين فرنسا ومصر وألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
الصحافة العالمية عن «اشتباك»:
فيلم إنساني من الدرجة الأولى ولا يحمل أي رسائل سياسية
محمد ربيع
على الرغم من أن أحداث فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب تدور داخل
عربة ترحيلات مكتظة بالمتظاهرين، إلا أن أكثر ما لفت أنظار الصحافة
العالمية في الفيلم، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان "كان"
السينمائي، هو كون "اشتباك" فيلم إنساني من الدرجة الأولى، ولا
يحمل أي رسائل سياسية أو يتحيز لقوى بعينها، ليكون هذا هو السبب
الرئيسي خلف ردود الأفعال الإيجابية عن الفيلم من قبل النقاد
والجمهور من مختلف أنحاء العالم.
أفردت مجلة "فارايتي" مساحة خاصة للفيلم، ففي مقال بعنوان "منفذ
غير سهل"، كتب محرر المجلة "نيك فيفاريللي" تقريرا عن توجه صناع
الأفلام العرب إلى تناول موضوعات جديدة تصلح لجذب المشاهدين
المحليين والعالميين على حد سواء. وركز المقال في مقدمته على
الفيلم الذي افتتح عروض قسم "نظرة ما" مثيرا موجة من الإعجاب
النقدي وحماس الجمهور يوم الخميس الماضي، ونقل عن إريك لاجيس، أحد
منتجي الفيلم مع معز مسعود ومحمد حفظي، قوله "هناك جيل جديد من
المخرجين العرب أصبح لديهم فهم بأنه عليهم صناعة أفلام تحظى بقبول
عالمي.. اشتباك فيلم درامي للغاية.. لكنه أيضا كوميدي".
وأجرى "فيفاريللي" مقابلة صحفية مع المخرج محمد دياب ضمن المقابلات
التي تقدمها المجلة مع أهم السينمائيين المشاركين بالمهرجان، كما
تناول الناقد جاي وايسبرج فيلم "اشتباك" في تقرير له عن حالة
الرقابة في السينما العربية، ونقل فيه عن دياب قوله "كل من أعرفهم
توسلوا إليّ كي لا أصنع فيلم اشتباك، لقد فكروا أنه في هذه الأوقات
المضطربة، سيكون من الخطير جدا تقديم فيلم أكشن وإثارة سياسي.
المفارقة الساخرة أن الفيلم في الواقع ليس عن انتقاد الحكومة أو
أية جهة، فهو أكثر عن اكتشاف النفس وحالة البشر".
وفي العدد السابق من مطبوعة "فارايتي" اليومية أشاد وايسبرج
بالفيلم كاتبا "نقل فيلم اشتباك حالة من الهيستيريا بلغة سينمائية
بارعة استخدم فيها مزيجا من الفوضى والوحشية، مع بعض الإنسانية".
من جهتها وصفت الناقدة الإيطالية إي نينا روث، في موقع "هافنجتون
بوست"، الفيلم بكونه رسالة عن الإنسانية، وأضافت: "أحيانا يصنع
الفيلم التاريخ قبل عرضه"، وفي موقع
First Showing
ذكر الناقد أليكس بيلينجتون "وسط كل الشغب الحاصل في الفيلم نجد
لحظات حقيقية من الإنسانية، والتواصل البشري، وأنا أثق أن كل ما
كان دياب يحاول الوصول إليه هو أنه على الرغم من الصدام المحتدم،
فكلنا إنسان وكلنا نرغب في العيش، وقد أوصل دياب هذه الفكرة بشكل
جميل".
فيما وصف تقرير موقع "هوليوود ريبورتر" فيلم "اشتباك" بأحد كنوز
المهرجان الخفية، وفي مراجعة نقدية أخرى على الموقع نفسه، وصفت
الناقدة "ديبوراه يانج" فيلم "اشتباك" بأنه سيكون فيما بعد "أحد
أهم المواد البصرية التي توثق الوضع في مصر الحديثة لأنه لا ينحاز
لأي جانب، وهذا بحد ذاته يرفع الفيلم فوق النقاش السياسي لصالح نقد
التمييز وانعدام الإنسانية"، وأضافت قائلة "يشعر الجمهور أنه مسجون
أيضا مع أبطال الفيلم، حيث تم إلقاء القبض عليه دون أن يشعر، ويجد
نفسه وسط صراعات محتدمة وحادة تعلو ذروتها مع استمرار أحداث الفيلم".
كما أشاد بالفيلم أيضا الناقد بينجامين لي من صحيفة "جارديان"
البريطانية، واصفا إياه بـ"الفيلم الرائع والعبقري الذي استطاع أن
يتحدث عن الفوضى بعد الثورة المصرية بشكل ممتاز".
وفي موقع
The Upcomming
قالت الناقدة جاسمين فالجاس: "تنوع الشخصيات في اشتباك رائع
واستطاع أن يعبر عن المجتمع المصري بكل فئاته".
وذكر المخرج محمد دياب في مقابلة مع "فرانس 24" أن "التحدي الذي
كان أمامي في صناعة الفيلم هو أن يكون إنسانيا وغير ممل في الوقت
الذي تدور أحداثه في مكان واحد"، وبسؤاله عن مدى تخوفه من التأويل
السياسي الذي قد يحصل عليه الفيلم قال دياب: "في الفيلم يظهر أشخاص
يعبرون عن مختلف التيارات السياسية، وهذا جعل عدد من المنتجين
يتخوفون من المشاركة فيه، ولكن بمجرد أن شاهد الجمهور الفيلم،
اكتشفوا أنه لا يتحدث عن هذه التيارات، بل هو فيلم إنساني، وهذا
دليل على أننا نجحنا في إيصال الفكرة الرئيسية للفيلم".
وكانت مجلة "سكرين إنترناشيونال" اختارت "اشتباك" ليكون واحدا من
أكثر الأفلام الجذابة لمديري المهرجانات السينمائية في عام 2016،
وبينما تضم القائمة 54 فيلماً من أنحاء العالم، كان اشتباك هو
الفيلم الوحيد الذي اختارته المجلة من العالم العربي.
اشتباك يتناول حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل الرئيس الأسبق
محمد مرسي، وهو من تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج
مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
تدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة
بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهد الفيلم في
مساحة لا تزيد مساحتها بالحقيقة عن 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير
من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية
والكوميديا أيضا.
فريق التمثيل بالفيلم يضم النجمة نيللي كريم، طارق عبد العزيز،
هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبد العظيم، جميل برسوم
وآخرين.
رؤساء «القاهرة والإسكندرية والأقصر»
يكشفون ملامح دورات مهرجاناتهم في «كان»
شهد مهرجان كان السينمائي الدولي إقامة مؤتمر صحفي استعرض خلاله
رؤساء مهرجانات القاهرة السينمائي، والأقصر للسينما الأفريقية
والإسكندرية لسينما البحر المتوسط، أهم ملامح المهرجانات المصرية
في دورتها القادمة.
وقالت ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إن الدورة
القادمة من المهرجان والتي تحمل رقم 38 ستقام خلال الفترة من 15
إلى 23 نوفمبر القادم، مشيرة إلى أن المهرجان يضم ستة أقسام هى
«المسابقة الدولية، مهرجانات المهرجانات، البانوراما، كلاسيكيات
السينما العالمية، والتكريمات وضيف الشرف».
وأضاف الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، أن جائزة
فاتن حمامة التقديرية ستمنح هذا العام للمخرج محمد خان، بينما تمنح
جائزة فاتن حمامة للتميز للفنان أحمد حلمي.
كما أعلن سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، في
المؤتمر الذي حضره العديد من وسائل الإعلام ورؤساء المهرجانات
العربية والأجنبية، عن اختيار المملكة المغربية ضيف الشرف للدورة
السادسة التي تقام في الفترة من 16 وحتى 22 مارس المقبل، وذلك نظرا
للتطور النوعي والكمي في الإنتاج السينمائي بالمملكة، كما أعلن عن
تكريم للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وتوجيه الدعوة للمخرج
الأفرو أمريكي سبايك، ليكون ضيف شرف المهرجان، نظرا لاهتمامه
بالقضايا الأفريقية والإنسانية.
وقال إن المهرجان تنظمه جمعية أهلية، وهى عملية مهمة للغاية في هذا
التوقيت بمصر.
كما أعلنت المخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان، عن تكريم الفنانة
نيللي كريم، وعرض فيلمها الجديد «اشتباك» للمخرج محمد دياب، وكذلك
تكريم المخرج يسرى نصر الله.
وأعلن عطية الدرديري، رئيس لجان المشاهدة بالمهرجان، عن استمرار
التعاون مع مهرجان كان بوضع برنامج خاص لعرض أفلام المسابقة
القصيرة، وكذلك استمرار التعاون مع مهرجان شورت شورت باليابان، كما
تم الإعلان عن استمرار ورشة صناعة الفيلم القصير واستمرار برامج
دعم الأفلام الأفريقية.
من جانبه، قال الناقد اسامة عبدالفتاح، نائب رئيس مهرجان
الإسكندرية السينمائي، إن المهرجان يكرم هذا العام بدورته الثانية
والثلاثين الفنان يوسف شعبان، والفنانة نجوى إبراهيم، والمخرج محمد
راضي، ومدير التصوير سمير فرج، لافتا إلى أن هناك عدد من
السينمائين العرب والأجانب سيتم دعوتهم للمهرجان. |