«كان»
يثير علامات الاستفهام حول اضافة فيلم «البيشمركة» لناشط صهيوني؟!
«كان»
ـ سينماتوغراف
بعد مرور 6 أيام على انطلاق فعالياته، أعلن مهرجان كان السينمائي
اليوم في دورته الـ69 عن اكتشافه فجأة ضرورة اضافة عرض لفيلم جديد
يحمل عنوان «البيشمركة» إخراج الناشط الصهيوني برنار هنري ليفي،
وهو إنتاج فرنسي ومدته 92 دقيقة. وقد أقحم الفيلم في قسم العروض
الخاصة ليعرض يوم 20، وقد يكون له عرض آخر يوم 21 مايو الجاري.
وصحيح انه قد جرى من قبل في دورات سابقة اضافة فيلم وثائقي عن
تصوير «ماموث» خلال المهرجان وفيلم «روت ايريش» لكين لوتش قبل بدء
المهرجان بيومين، الا ان هذا الاختيار يثير علامات الاستفهام أولا
حول سياسة مهرجان كان تجاه الأسماء المناهضة للعرب والاسلام، ثانيا
حول اللوبي الصهيوني وكيف يعمل وينجح في فرض مايريد، حيث يواصل
برنار هنري ليفي شغله الممول بملايين الدولارات لتقسيم كل ما يسمى
«بلد عربي».
والمثير أن المهرجان أعلن في بيانه أنه إكتشف هذا الفيلم «للتو»!،
وانه يقدم صورة مكبرة وقريبة عن مقاتلي البيشمركة الكردية حيث سافر
المخرج مع فريق صغير لأكثر من ألف كيلو على طول الحدود العراقية،
من الجنوب إلى الشمال، لتصوير حالات الحرب، والمناظر الطبيعية
ووجوه الرجال والنساء.
ومن المعروف أن مخرج الفيلم برنار هنري ليفي الصهيوني، هو مرشح
رئاسة الوزراء الإسرائيلي في عام 2011 والعنصري المعروف بمواقفه
الحادة والمعادية للمسلمين، فهو الذي دعا لاغتصاب المنقبات في
فرنسا كما تحالف مع سلمان رشدي ضد المسلمين في كتابه «آيات
شيطانية»، وهو قريب من دوائر صنع القرار في فرنسا، وكان من أبرز
المؤيدين للثورات العربية.
وسبق وقدم برنار هنري ليفي فيلما وثائقيا صنع له شهرة كبيرة عن
الصراع في البوسنة عام 1994، وبعدها أرسله الرئيس الفرنسي جاك
شيراك لرئاسة بعثة تقصي الحقائق إلى أفغانستان عام 2002 بعد الحرب
على طالبان، كما يفخر بأنه رجل الميدان خصوصا وان وسائل الاعلام
قالت أنه لعب دورًا حاسمًا في الترويج للاعتراف الفرنسي الرسمي، ثم
الأوروبي، ثم الدولي، بمجلس الحكم الانتقالي في بنغازي.
ويعرف برنار هنري ليفي أيضا بأنه «عراب الحروب»، وقد تم طرده من
تونس العام قبل الماضي على خلفية لقاءه بليببين هناك كما تم فتح
تحقيق لمعرفة الجهات التي كانت خلف زيارته لتونس وقتها، ومن ضمن
تصريحاته أنه يناصر قيام دولة فلسطينية قوية ولكن ضمن شراكة مع
إسرائيل.
مخرجة بريطانية تكتشف «أمريكا مختلفة» في فيلمها «عسل أمريكي»
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
قالت المخرجة البريطانية أندريا أرنولد التي تشارك في مهرجان كان
السينمائي الدولي هذا العام بفيلم «أمريكان هاني ـ عسل أميركي»
إنها اكتشفت «أمريكا مختلفة» في البحث الذي قامت به لتصوير الفيلم
الدرامي وإنها صدمت من مستوى الفقر الذي شهدته.
وينافس فيلم أرنولد في المسابقة الرسمية للحصول على السعفة الذهبية
في الدورة التاسعة والستين من المهرجان وتدور قصته حول مجموعة من
المراهقين الذين يسافرون عبر الولايات المتحدة في محاولة لكسب
المال ببيع اشتراكات لمجلة.
وفي الوقت الذي تطرق فيه المجموعة الأبواب لإقناع أي شخص بالاشتراك
ومنحهم المال يصور «أمريكان هاني» التناقض بين حياة الشبان وحياة
الأثرياء الذين يطرقون أبوابهم.
واشتهرت أرنولد بأفلامها الجريئة التي تصور مصاعب الحياة في
بريطانيا مثل «فيش تانك» و «ريد رود». وأمضت أرنولد فترة وهي تسافر
عبر الولايات المتحدة للتحضير لمشروعها الأحدث.
وقالت خلال مؤتمر فيلمها الصحفي قبل عرضه «أتيح لي أن أرى الكثير
وشعرت بالانزعاج من حال بعض البلدات التي زرتها ومن الفقر الذي
شاهدته».
وتابعت قولها «بدا الأمر مختلفا عما هو عليه في بريطانيا لأنه
عندما لا يملك الناس المال فإنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية
الصحية ولا يستطيعون القيام بأشياء مثل الذهاب لطبيب الأسنان وما
شابه وهذا سبب لي صدمة حقيقية».
ومن بين أبطال الفيلم المجهولين نسبيا يبرز اسم الممثل شيا لابوف
بطل سلسلة أفلام «ترانسفورمرز» الذي قال إن لديه خبرة بحكم كونه
تربى في بلدة فقيرة.
وقال «هذه ليست معلومات جديدة علي لذا فأنا لم اكتشف ذلك. في
بيكرزفيلد حيث كان والدي يعيش كان هناك فقط سجن وكان الجميع يعملون
في السجن لذا فهذه ليست معلومات جديدة علي أنا جزء من هذه الطبقة
الفقيرة».
جيم جرموش.. الحياة مثل كلمات قصيدة في فيلمه «باتيرسون»
«كان»
ـ هدى ابراهيم
ربما يكون من الأصعب على مخرج صنع فيلم لا يقوم على عرض قضية كبرى
أو يتناول موضوعا خاصا بسينما المافيات والتشويق والعنف والحروب،
من الاصعب بالتأكيد ان يخوض فيلم في الحياة اليومية المتكررة لشخص
ويخرج منها الشعر، ففي ذلك تحد اكبر يفرض على القدرة الابداعية
وعلى الرؤيا الفنية لأي مخرج. من هنا، تأتي فرادة فيلم مثل
«باتيرسون» للمخرج العريق والمنتمي للنادي الحصري والدائم لمهرجان
كان، جيم جرموش، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ69.
لا شيء يحدث في الفيلم الذي يتناول حياة سائق الباص «باتيرسون»
الذي يعيش في المدينة التي تحمل نفس الاسم، لا شيء غير الحياة
اليومية العادية، وكلمات بعض القصائد التي ينظمها بشكل يومي، في
المدينة التي عاش فيها الكثير من الشعراء والتي يوجه المخرج تحية
لهم بذكر اسمائهم وكتبهم.
يخرج جيم جرموش كما يفعل دائما الشعر من القصيدة ليسكنه في حياة
الشخصيات ولحظات يومهم العادية، بدل ان تكون القصيدة في الكلمات.
مع الشعر، تصبح الحياة مثل حلم، لا مكان فيها للنزاعات والجدل،
وانما للتفاهم والرقة والجمال، تلك كانت حال الزوجين، في الفيلم
الذي تدور احداثه في العام 2000، في نيوجرسي، في عالم يخلو من
الهواتف النقالة واجهزة التلفزيون والكومبيوتر وفضاءات الانترنت.
«باتيرسون»
فيلم فيه الكثير من الامل بالحياة، كثير من التأمل الذي يفرضه
الشعر، وكثير من اللطف في السلوكيات، كثير من الرضى ورغبة في
الابتعاد عن صخب المدن والعيش في اماكن يحلو فيها العيش، وايضا
رغبة بقراءة كتاب «باتيرسون» الذي استوحى المخرج من بعيد سيناريو
فيلمه منه، ليكون الطرح بسيطا جدا بعيدا عن اي تعقيدات يمكن ان
تعتري الحياة، ومن هذه البساطة بالذات صيغت تلك القصائد القصيرة
التي يكتبها باتيرسون.
ولعله في هذه البساطة تحديدا، يكمن الاساسي في الحياة وفي الوقت،
الوقت الذي يمنحه الفيلم مكانة خاصة، فبطل الفيلم حين يستيقظ كل
يوم، ينظر طويلا الى ساعته، ويضعها في يده قبل ان يحنو على زوجته
لحظات قبل مغادرة السرير.
«باتيرسون»،
كما الشخصية يزرع الشعر في اللحظة لتصبح وقتا بالفعل ولتصبح اكثف
مما هي عليه في الواقع، لأن الوقت يمر وكذلك الحياة.
والفيلم مختلف تماما عن كل ما يمت بصلة الى السينما الهوليوودية
الشائعة، لذلك ايضا يحب مهرجان كان ونقاده هذا المخرج الاميركي
المختلف، الذي تعلم حب السينما باكرا من امه التي كانت كما صرح
جرموش اكثر من مرة، ناقدة سينمائية.
واختار جرموش الممثل الرائع آدم دريفر، لاداء دور سائق الباص وهو
نجم بدأ يتألق في ادوار كبيرة منذ العام 2013، اما لورا زوجته
فتؤدي دورها الايرانية – الفرنسية غولشيفته فرحاني، معهم يعيش
المشاهد ثمانية أيام فيها الكثير من الصفاء، والوعي باللحظة حيث
يحتفى بالحياة في دنيا أقرب الى الجنة، وبقرار من بطليها.
بينما يبدو سائق الباص زميل باتيرسون دائم الشكوى يظهر هو سعيدا
راضيا كأنه نظف حياته من المشاكل بقرار شخصي نجح في تثبيته.
والفيلم يمتاز بخاصية عامة لدى جيم جرموش، تبدو ملامحها في اكثر من
عمل، فأفلامه تدور دائما في عالم مرتب، أما شخصياته فتمتلك دائما
مسحة الحزن الشاعري اللصيقة هذه التي لا تتخلى عنها لتصبح عنصرا
ملازما من عناصر اللغة التي يستخدمها جرموش في أعماله السينمائية.
وبعدما هم ان تفتت دفتر الشعر السري الخاص بباتيرسون وراح في
الهباء. الشعر ليس في كلمات الدفتر بل في الكلمات التي يكتبها
البشر في أسطر الحياة. هذا ما يذكرنا به جرموش في عالم مجنون نسي
الشعر ورحابته واستبدله بكثير من العنف.
انها المشاركة العاشرة لهذا المخرج الاميركي الذي يقف على مسافة من
السينما الاميركية في مهرجان كان السينمائي، والحاضر بشكل دوري منذ
فوزه بالسعفة الذهبية للفيلم القصير «قهوة وسجائر» عام ثلاثة
وتسعين وتلاها فوزه باكثر من جائزة في المهرجان كان بينها الجائزة
الكبرى عن فيلمه «بروكن فلاور».
فيلم «باتيرسون» مرشح آخر لنيل السعفة هذا العام، في سنة تبدو سخية
بافلامها الجيدة بل الرائعة، لكن التجديد فيها يأتي اكثر من النساء
المخرجات كما الالمانية مارن آد وفيلمها «توني آدرمان» الأكثر من
رائع والذي حظي باجماع قل نظيره في مهرجان كان والبريطانية اندريا
ارنولد وفيلمها الجميل «عسل أميركي».
كلتاهما
قدمتا اعمالا اكثر حداثة واكثر ارتباطا بالواقع دون التخلي عن سحر
التركيبة والصياغة الفنية وشيء جديد اضافي قد لا يسهل تعريفه. هذا
الشيء حاضر اكثر مع الفيلم الالماني الذي ينتقد كيفية تحويل
مجتمعات العمل الاوروبية، الانسان الى نوع من مسخ آلي حديث خاضع
لبرمجاتها ونسي شيئا اساسيا هائلا اسمه العاطفة.
ماريون كوتيار: شغف المخرجة نيكول جارسيا ألهمني في فيلم «أرض
القمر»
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
قالت الممثلة الفرنسية الحائزة على جائزة الأوسكار ماريون كوتيار
إن شغف المخرجة نيكول جارسيا كان ملهما لها في تجسيد شخصية البطلة
في فيلم «مال دي بيير».
وشهد الفيلم الذي يعرف أيضا بالاسم الإنجليزي «ذا لاند أوف ذا مون
ـ أرض القمر» عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي وهو من بين 21
فيلما تتنافس هذا العام للحصول على السعفة الذهبية في الدورة
التاسعة والستين من المهرجان.
وتقول كوتيار التي فازت بأوسكار أفضل ممثلة عام 2008 عن تجسيدها
لشخصية المغنية الفرنسية الشهيرة إديث بياف في فيلم «لا في إن روز»
عن جارسيا «ألهمتني نيكول بشدة. بداخلها توقد وشغف وجموح كان مصدر
إلهامي الأول».
وتابعت الممثلة البالغة من العمر 40 عاما في مقابلة لها اليوم
بمهرجان كان «بإمكانها ألا تكون ما يريد الناس أن تكونه».
وتلعب كوتيار دور شابة تعيش في فرنسا في فترة ما بعد الحرب
العالمية الثانية وتبحث عن الحب لكن أهلها يزوجونها لمزارع إسباني
يلعب دوره الممثل أليكس برندنمول. وترى الشابة فرصة للهروب من قيود
حياتها مع زوجها خوسيه عندما تلتقي بأندريه وهو محارب من أصول
هندية صينية يلعب دوره الممثل لويس جاريل.
واقتبس الفيلم من رواية «مال دي بيتري» للكاتبة مالينا أجوس التي
صدرت عام 2006. وتحدثت كوتيار وجارسيا عن تحويل الرواية إلى فيلم
قبل عدة أعوام لكن تعين عليهما الانتظار حتى تنتهي كوتيار من
التزامات أخرى. ولعبت كوتيار أدوار البطولة في خمسة أفلام العام
الماضي ومن المقرر أن تظهر في أربعة أخرى في 2016.
وقالت جارسيا خلال مؤتمر صحفي «ماريون كانت الشخص المناسب للدور…
لا أعرف شخصا آخر كان بإمكانه أن يؤدي الدور بشكل أفضل. وحدها
ماريون تقدر على تجسيد هذه الحسية لأن جسدها معبر للغاية».
وسبق أن شاركت جارسيا بفيلم «تشارلي سايز» في مهرجان كان عام 2006
وفيلم «ذي أدفرساري» في 2002.
كريم دردي يرصد بفيلمه «شوف» عنف الأحياء المهمشة في مرسيليا
«كان»
ـ هدى ابراهيم
مفاجأة كبيرة حققها كريم دريدي عبر فيلمه «شوف» الذي قدم ضمن عروض
التظاهرة الرسمية لكن خارج المسابقة حين اختار الدخول الى ضاحية
مدينة مرسيليا الشمالية التي تشتهر في الاعلام الفرنسي بشبكاتها
الناشطة في ترويج المخدرات والسلاح وحيث يسود القتل والعنف وتنتشر
العصابات.
وهذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها الكاميرا السينمائية الى هذه
الاماكن التي تعتبر شبه محرمة، لتلتقط لغتها المختلفة وكوداتها
وقوانينها التي صنعها الشبان بين بعضهم البعض، بينما صورت السينما
الفرنسية والعالمية كثيرا هذه المدينة، ومن بين آخر الاعمال التي
تناولتها مسلسل انتجته «نيتفليكس» وفيلم فرنسي من بطولة كاد مراد.
«شوف»
كلمة تستخدم بالفرنسية اليوم لكنها تستخدم في اوساط المهربين في
مرسيليا كلقب لعضو العصابة الذي يراقب كل شيء في الحي ويعتبر عين
العصابة الساهرة لرؤية كل ما يجر.
اما المخرج فاعتبر في تصريحات صحفية انه اختارها ايضا كعنوان
للشريط لانه اراد ان يضيء على هذا الواقع ويريه في صورة من الداخل
تختلف عن الصورة المختزلة للاعلام.
«شوف»
يأتي لاظهار هذه الاحياء المهمشة والمتروكة لنفسها، ليس في ضاحية
مرسيليا وحدها وانما في ضواحي العديد من المدن الفرنسية، ودريدي في
حديثه عن مرسيليا، انما يدلل عليها ايضا خاصة وهي تهدد بالانفجار
ومنها انطلق العديد من الفرنسيين للقتال في سوريا.
هذه الضواحي يعتبر المخرج التونسي-الفرنسي، انها «موجودة بقرار
سياسي» وهي امكنة لم تعد الشرطة الفرنسية تدخل اليها لحل مشكلة او
انهاء نزاع، وان دخلتها فالشرطة تبدو متورطة في الفساد والتهريب
كما في الشريط الذي يعتمد نهجا واقعيا اسود تتيحه السينما اكثر مما
قد يتيحه الفيلم الوثائقي الذي قد يتناول هذا الموضوع.
اول ما يلفت النظر في «شوف»، هو هذه اللغة الخاصة التي تتحدث بها
الشخصيات وهي مزيج من العربية والفرنسية ولغة الشارع الشائعة في
مرسيليا، وهي لغة تملك شيفرتها الخاصة ومعانيها التي يفهمها سكان
هذا الحي وحدهم، وهي تعبر الى اقصى حد عن واقع الشخصيات ومصائرها،
وايضا تؤكد على قيمة العبارة اذ هم يتكلمون اكثر باجسادهم وفعلهم
ويطلقون رشقات الكلاشينكوف ليحسموا اي نزاع بينهم مهما كان تافها،
بالموت وحده.
ويضاف الى هذه اللغة، اللهجة الفرنسية الجنوبية الخاصة بسكان
مرسيليا والمختلفة عن بقية لهجات فرنسا، ما يزيد من خصوصية الشريط
وكونه ينشئ محيطا خاصا به وموائما لطبيعة المكان والشخصيات التي
تعيش في ذلك الغيتو الذي لا يزوره الفرنسي «الاشقر» او «الابيض»
الا لشراء المخدرات.
يصور كريم دردي الواقع كما هو، وهو ردد في مرات كثيرة انه يعتبر
المخرج البريطاني كين لوتش معلما في تصوير الواقع، وقد بني
السيناريو بلمسات ذكية واقعية، تعكس قدرة كل شاب في المافيا
الناشطة في المخدرات على التلاعب وعلى تزوير الحقائق او اختلاقها،
لكنهم جميعا يسقطون الواحد تلو الآخر ضحية العنف الذي انتهوا اليه.
«شوف»
فيلم اسود، قوي، لكنه يظل مفتوحا على الامل المتجسد في الحي
بسفيان، ابن الرابعة والعشرين، الذي غادر الغيتو لدراسة التجارة في
مدينة ليون والذي يعود ليغرق في طحالب المكان الذي يمسك به لكنه
الوحيد الذي ينجو من دوامة القتل التي اخذت اخيه.
يعود الى مرسيليا لزيارة اهله، ويكون ان يقتل اخيه، بائع المخدرات،
بحضوره فيتخلى عن دراسته للانتقام لاخيه ويعود لتعلم قوانين
العصابة وطرق عملها. وهو حين يعود للخوض في هذا العالم يبدو مرتبكا
لكنه وبعد فترة وجيزة يصبح اقدر من البقية على امتلاك المفاتيح
والتحكم بمجريات الاحداث.
كان ابتعاده عن هذا العالم المقفل هو من زوده بهذه المفاتيح
ودراسته التي لم يحظ بها اي شاب آخر من الحي وبالتالي فالآخرون لم
يجربوا العالم الآخر المحكوم بمنطق مختلف.
الفيلم اعتنى كثيرا بخصائص الشخصيات، وجوهها وملامحها وصور بدقة
علاقات القوة والضعف التي تربطها، فكلمة «العائلة» التي يقوم عليها
مفهوم المافيا ولا تشملها دائرة القتل والعنف، ليست هنا العائلة
الفعلية، بل عائلة الشباب الذي كووان عصابة، لكن القتل هنا يشمل
افراد العائلة ايضا، الذين يصفي بعضهم بعضا، وهم يحلمون بان يصبحوا
اغنياء كـ «اللبناني» الذي يسيطر على تجارة الممنوعات في مرفأ
مرسيليا.
والمخرج يستعير بتلميح ذكي ومداعب بعضا من عبارات افلام المافيا،
مثل كلمة «سو» الانكليزية التي تكررها الشخصيات في حواراتها، وايضا
طرق القتل المبتدعة وطرق التخلص من الجثث.
ويقيم الفيلم كما عدد من الاعمال السينمائية والوثائقية التي
سبقته، كما في الواقع، فرقا كبيرا بين جيل الاهل وجيل الابناء
الذين ولدوا وتربوا في فرنسا، الاهل كما الوالد في «شوف» يقول ان
الطريق بالنسبة له «مستقيم من دون تعرجات» وهي عبارة يرددها دائما
فيسخر منه ابناؤه.
الابناء، ضحايا العزلة والتهميش والفقر لم يسلكوا الطريق نفسها
ويعيشون من اقتصاد عمليات التهريب ويريدون الوصول الى الغنى بشكل
سريع وبحسب ما هو متاح امامهم في المكان الذي ينقفل عليهم مثل
دائرة تظل تضيق الى ان يموت الكل في عالم ممنوع على المرأة ان
تدخله.
ينجو فقط، من يقدر على استخدام منطق آخر ينبذ العنف، هذه هي رسالة
«شوف» الذي يعتبر الشريط الثامن للمخرج وهو من انتاج شركة «3 ب
بروديكسيون» التي يشرف عليها جان بريا ورشيد بوشارب. ويتوقع ان
يخرج الشريط الى الصالات الفرنسية في الخامس من اكتوبر المقبل.
وهذا هو الفيلم الثالث لدريدي المشارك في مهرجان كان بعد شريطه
الاول «باي باي» وشريط «خمسة» الذي صور باكمله في مخيم للغجر
والفيلم الاخير.
«الألبوم»
يمثل تركيا بمسابقة أسبوع النقاد في كان
«كان»
الوكالات ـ سينماتوغراف
إلى جانب المسابقة الرسمية يشهد مهرجان كان منافسات أخرى، كأسبوع
النقاد «الذي يقدم أول أو ثاني فيلم للمخرجين الشباب». وفي لقاء مع
المخرج التركي محمد كان ميرتوغلو، الذي قدم «الألبوم» وهو فيلم على
شكل ألبوم صور، مكون من سلسلة من المشاهد الثابتة تتخللها حوارات
قصيرة جدا.
عن قصة فكرة الفيلم يقول المخرج الشاب: «الفكرة خطرت لي منذ بداية
كتابة السيناريو، كنت أعرف أنني سأصور الفيلم على هذا الشكل. وهذه
هي الطريقة التي بنيت عليها إيقاعه. كعاشق للسينما فأنا أحب
الأفلام تترك مساحة للجمهور».
الألبوم يروي قصة زوجين يريدان تبني طفل، لكنهما يدعيان بان الزوجة
حامل لجعل الجميع يعتقد بأن الطفل الذي لم يولد بعد هو لهما.
الفيلم يظهر فئة من الطبقة التركية المتوسطة، طبقة مادية للغاية
تواجه بيروقراطية سخيفة.
محمد كان ميرتوغلو، يعترف بأنه تأثر في هذا العمل بكبار المخرجين
العالميين حيث يقول: «روي أندرسون كان له تاثير كبير علي، ولكن
هناك أيضا جاك تاتي و بيير إتيكس و إيليا سليمان والرومانيان
كريستي بوييو و كورنيليو بورومبيو . مخرجون أعشقهم حقا، يمكنني ذكر
اسماء أخرى لكننا سنتوقف هنا».
ويتابع قائلا: «من الواضح جدا أن جميع شخصيات الفيلم هي مقتبسة من
المجتمع التركي. نشعر بأنها شخصيات عادية يمكن أن تجدها في جميع
أنحاء تركيا. لذلك لا يمكنني أن أنكر على الإطلاق كون الفيلم يقدم
صورة عن الأتراك اليوم».
فيلم الألبوم، سيتم عرضه في قاعات السينما الأوروبية في الخريف
المقبل. |