سمير فريد..
ناقد زاده السينما
(
ملف خاص)
كتب: المصري
اليوم
جاء
تكريم
مهرجان
برلين
السينمائى
فى
دورته
رقم
67
التى
تستمر
حتى
يوم
19
فبراير
الجارى
للناقد
السينمائى
الكبير
سمير
فريد
ليضاف
إلى
سلسلة
تكريمات
عالمية
حصل
عليها
رائد
النقد
السينمائى
وعميد
النقاد
العرب
من
كبرى
المهرجانات
مثل
كان
ونيودلهى
ودبى
وغيرها.
سنوات
طويلة
والأفلام
المصرية
غائبة
عن
خريطة
المهرجانات
السينمائية
الدولية
نتيجة
أزمات
عديدة
مرت
بها
الصناعة
وظل
سمير
فريد
بمفرده
ممثلا
لمصر
فيها
بمشاركاته
وكتاباته
النقدية
عن
الأفلام
بكافة
لغاتها
داخل
مصر
وخارجها.
اهتمت
المهرجانات
بما
يكتبه
وينشره
من
نقد
ومن
آراء
فنية
.استفادت
المهرجانات
العربية
من
خبرته
السينمائية
الطويلة
ولم
يتأخر
عن
مساعدتها
بالرأى
والنصيحة
والكتب
التى
ينسجها
بقلمه.
مشوار
نقدى
وسينمائى
حافل
بدأه
فريد
عقب
تخرجه
من
قسم
النقد
بالمعهد
العالى
للفنون
المسرحية
مطلع
الستينيات
عبر
آلاف
المقالات
اليومية
والأسبوعية
فى
كبرى
الإصدارات
المصرية
والعربية
والعالمية
وعشرات
الكتب
التى
تذخر
بها
المكتية
السينمائية
العربية
والتى
يصل
عددها
إلى
70
كتابا
تقريبا
فى
النقد
السينمائى
يحلل
فيها
الأفلام
ويرصد
هموم
الصناعة.
مقال
«صوت
وصورة»
الذى
يكتبه
بانتظام
فى
«المصرى
اليوم»
منذ
أعدادها
الأولى
يتصدر
قائمة
المقالات
الأكثر
قراءة
ونجح
فى
تحويله
إلى
شاشة
مقروءة
يتبادل
فيها
الآراء
مع
قراءة
فى
مختلف
الأمور
الثقافية
والسياسية
والاجتماعية.
فريد:
ثوراتنا العربية ربيع وليست خريفاً
فى
الندوة
التى
أقامها
مهرجان
القاهرة
السينمائى
لمناقشة
كتاب
ربيع
السينما
العربية،
كشف
الناقد
الكبير
سمير
فريد
أن
الكتاب
يعد
تعبيراً
عن
موقف
سياسى،
وهو
الموقف
الذى
يشترك
فيه
مع
الكثير
من
النقاد
والسياسيين.
وقال:
مازلت
مؤمناً أن الثورات التى حدثت هى ربيع رغم كل المآسى الشتوية التى
شهدتها ومازالت تحدث، وأرى أنه ربيع لأنه فكرة تنطوى على إرادة فى
التغيير الحقيقى، وأضاف:
هذه
الثورات كانت حرة لم ينظمها حزب أو فرد.
وشبه
فريد هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذى كان الهدف الرئيسى منه
الرغبة فى التغيير.
وواصل:
هذه
الثورات كانت تهدف بالأساس إلى الرغبة فى التغيير الحقيقى والرغبة
فى الحرية.
رئيس الاتحاد الدولى للنقاد:
تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأفلام
«سمير
فريد
واحد
من
أهم
نقاد
السينما
البارزين
فى
العالم
العربى،
ويعتبر
خبيرا
سينمائيا
تأخذ
بآرائه
حول
العالم
وهو
الناقد
الذى
رافق
مهرجان
برلين
لعقود
طويلة،
حيث
بدأ
مسيرته
فى
عالم
النقد
الصحفى
من
خلال
جريدة
الجمهورية
المصرية
فى
عام
1965
ومسيرته
الفنية
ممتدة
لأكثر
من
38
عاما»،
هكذا
وصف
مهرجان
«برلين»
الناقد
الكبير،
مبرزا
أهمية
وقيمة
الجائزة
التى
تُعد
المرة
الأولى
التى
يفوز
فيها
ناقد
سينمائى
بها،
وأول
شخصية
من
مصر
والعالم
العربى
وأفريقيا.
وفى
حفل
خاص
أقامه
المهرجان
على
شرف
الناقد
الكبير
أكد
الناقد
الألمانى
كلاوس
إيدر،
رئيس
الاتحاد
الدولى
للنقاد،
أن
«فريد»
تعلم
أن
يجعل
عينه
حادة
وبارعة
فى
قراءة
الأعمال
السينمائية.
إلهام شاهين:
قاموس المُخرِجات أحدث إصداراته
كشفت
الفنانة
إلهام
شاهين،
رئيس
شرف
مهرجان
أسوان
الدولى
لأفلام
المرأة،
أن
المهرجان
سوف
يصدر
كتابا
جديدا
للناقد
الكبير
سمير
فريد
ضمن
مطبوعات
الدورة
الأولى
للمهرجان
التى
تنطلق
يوم
20
فبراير
الجارى
بعنوان
«قاموس
المخرجات
فى
السينما
العربية».
وقالت
إلهام:
نحن
سعداء لأن مطبوعات مهرجان أسوان ستتضمن هذا الكتاب الهام الأول من
نوعه لناقد كبير بحجم سمير فريد، وأن ذلك يعطى المهرجان نوعا من
الدعم الذى يحتاجه فى دورته الأولى.
وهو
الذى رشح للمهرجان فيلم
«ليلى
بنت الصحراء»
ليعرض
فى الافتتاح.
وأضافت:
كتاب
«قاموس
المخرجات فى السينما العربية»
يعرف
بجميع مخرجات الأفلام الروائية الطويلة فى جميع الدول العربية منذ
بداية السينما وحتى الآن، ويتضمن سيرة وأفلام كل مخرجة، مما يجعله
المرجع الشامل للمعلومات عن مخرجات السينما العربية.
عمرو واكد:
تكريمه حدث تاريخى
أعرب
الفنان
عمرو
واكد
عن
سعادته
بتكريم
الناقد
الكبير
سمير
فريد
فى
مهرجان
برلين
ومنحه
كاميرا
البيرانالى
وقال
لـ«المصرى
اليوم»
إن
سبب
سعادته
بتكريم
فريد
لأنه
أول
عربى
ومصرى
وأفريقى
يتسلم
هذه
الكاميرا
والجائزة
المهمة
والكبيرة
فى
حدث
تاريخى.
وأضاف
«واكد»:
إن
تكريم
سمير
فريد
حدث
مهم
فى
تاريخ
السينما
المصرية
وحدث
أهم
فى
تاريخنا
كسينمائيين،
مشيرًا
إلى
أن
السينما
كصناعة
عليها
أن
تستفيد
من
هذه
الجائزة
التى
شرفت
السينما
المصرية.
وتابع:
«عندما
أقدم
فيلما
أو
أشترك
فى
أى
مهرجان
فى
العالم
أذهب
بعد
المشاركة
وعرض
أفلامى
وأنتظر
كتابة
مقالاته
عنها،
لأننى
حريص
كل
الحرص
على
قراءة
مقالاته
بانتظام
عن
أعمالى
وعن
السينما
المصرية
والعالمية،
فهو
مرجع
قوى
وشخصية
مثالية
وفنية
مخضرمة،
فأنا
أعرفه
شخصيًا
فهو
ناقد
واع
وفاهم
يعرف
قيمة
الفن
والسينما
فى
العالم
وتأثيرها
فى
مصر
لذلك
تجده
مهتما
بنقل
كل
ما
يحدث
فيها
لنا،المزيد
كمال رمزى:
ترسانة الجدية..
آفاق الحرية
الآن،
اختلف
مشهد
النقد
السينمائى
عما
كان
عليه
منذ
نصف
قرن..
فيما
قبل تواجدت صفحات الفن فى الجرائد والمجلات، دأبت على تقديم أخبار
النجوم، وصورهم، مزاجهم، مشاريعهم..
مع
الأيام، خفتت تلك الاهتمامات لتفسح المجال لما هو أهم وأجدى:
تقييم
الأعمال الفنية، تحليلها، تفسيرها وتلمس أفكارها، إبراز عناصرها
الإبداعية، بالتالى، أصبح للجرائد والمجلات نقاد متخصصون، بعد أن
كان يطلق عليهم المحررون الفنيون.
عوامل
عدة
أدت
إلى
هذه
النقلة
الواسعة..
فى
مقدمتها سمير فريد الذى تفرغ تماماً للنقد السينمائى منذ التحاقه
بجريدة الجمهورية فى منتصف الستينيات..
صحيح،
كان فى الساحة سعدالدين توفيق، حسن إمام عمر، عثمان العنتبلى، إلى
جانب جيل جديد، مثل هاشم النحاس، صبحى شفيق، فتحى فرج..
لكن
سمير فريد، جاء متفرداً فى مجاله، درس النقد وأصول الدراما، على يد
مجموعة من الثقات:
محمد
غنيمى هلال، أستاذ الأدب المقارن، صقر خفاجة، المتبحر فى التراث
اليونانى..
الأهم
محمد مندور، برحابة أفقه، اتساع ثقافته، ذائقته المرهفة، فضلاً عن
منهجه الاجتماعى الباحث دوما عن العلاقة المركبة بين الفن والواقع.
دخل
سمير فريد عالم النقد السينمائى مدججا بثقافة رفيعة، قرأ عيون
الأدب العالمى، الأمر الذى يتجلى واضحاً فى مقالاته التى نشرها فى
مجلات رصينة، جمعها فى كتب، منها
«أدباء
العالم والسينما»
«شكسبير،
كاتب السينما»
«نجيب
محفوظ والسينما».
كتابات
جان بول سارتر، بالترجمات الرصينة التى قام بها غنيمى هلال
وعبدالرحمن بدوى، تركت أثرا عميقا فى أسلوب سمير فريد، سواء من
ناحية الصياغة أو الأفكار والقيم..
فى
مقالات ناقدنا، تجد فيها الوضوح، التعبير المحدد، الموجز، القاطع،
الأهم من ذلك الإيمان بالحرية، الاستقلال بالرأى، الالتزام بما
يراه صحيحاً، الوقوف إلى جانب الإبداعات الجديدة.
هذه
الدعائم الأربع، لا تزال حاضرة فى مواقف وكتابات سمير فريد، لذا
سنراه فى الصفوف الأولى من المدافعين عن حرية التعبير، ليس بالنسبة
لنفسه فقط، بل فيما يخص الآخرين، حتى لو اختلف معهم فكرياً، فبرغم
خصومته مع حسام الدين مصطفى، هاجم بضراوة، مصادرة
«درب
الهوى»،
كما وقف، من قبل ومن بعد ضد منع
«زائر
الفجر»
لممدوح
شكرى،
«العصفور»
ليوسف
شاهين،
«المذنبون»
لسعيد
مرزوق،
«ناجى
العلى»
لعاطف
الطيب،
«المهاجر»
ليوسف
شاهين،
«الأبواب
المغلقة»
لعاطف
حتاتة.
دفاع
سمير فريد عن حرية التعبير ينهض على فهم الرقابة كـ«جستابو
على الروح»
طبقا
لتعريف جان لوك جودار، بالإضافة لكونها مقدمة اتجاه النظام نحو
الفاشية، خاصة حين يرتفع الشعار المضلل الذى يزعم
«الإساءة
لسمعة مصر».
فى
كتابه، الموثق بدقة
«تاريخ
الرقابة على السينما فى مصر»
يبين
بجلاء، خارطة معارك حرية التعبير، يتعمد فيه سمير فريد، تسجيل
الآراء المتباينة، المناقضة، للمصفقين، المهللين، لمنع عرض
الأفلام، معتمداً على أرشيفه الخاص، الدقيق، الشامل، الذى جمعه
بجدية ودأب.
علاقة
سمير فريد بالمهرجانات، خارج مصر، بدأت مبكراً منذ عام
1967،
حين ذهب إلى
«كان»
بمؤازرة من فتحى غانم، رئيس تحرير
«الجمهورية»
حينذاك..
لم
يتوقف ناقدنا عن متابعته
«دورة
تلو الأخرى»،
يتعامل معه كأنه طالب سيؤدى امتحاناً، عليه الاستعداد له بكل جدية..
قبل
السفر، يعرف عناوين الأفلام، مصادرها، مخرجيها، أبطالها..
يقرأ
كل ما يتعلق بها وبهم..
تاريخهم، إنجازاتهم، أساليبهم، ثم يذهب مدججا بالخبرة والدراية، لا
يكاد يغادر قاعات العرض..
بالضرورة، يأتى الحصاد وفيرا..
تجده
فى كتبه، من بينها
«مهرجان
كان
1946- 1991»،
و»دليل
مهرجان كان
1946 -2001»..
لذا
فاز بميدالية مهرجان كان مع عشرين ناقداً من مختلف دول العالم
بمناسبة الدورة الأخيرة فى القرن العشرين.
تعامل
سمير فريد مع المهرجانات كافة، بذات الطريقة، لذا حظى بمكانة
مرموقة، فى المهرجانات العربية، حيث يصبح مجرد حضوره، قيمة فى حد
ذاتها.
على أبوشادى:
صديقى سمير
..
أيقونة مصرية
لم
يكن
سمير
فريد،
وما
زال،
بالنسبة
لى،
ذلك
الناقد
الكبير
قيمة
وقامة،
الذى
مارس
النقد
السينمائى
المتخصص
والمنهجى
منذ
منتصف
الستينيات
وحتى
الآن،
والذى
أكد،
باستمرار،
وأصر
على
أن
يعرَّف
بالناقد
«السينمائى»،
وليس
الناقد
الفنى،
كما
كان
شائعًا،
وهو
من
حاول
طوال
خمسين
عامًا
تكريس
هذه
الصفة،
احترامًا
منه
للتخصص
ولمهنته
التى
زاولها
منذ
تخرجه
من
المعهد
العالى
للفنون
المسرحية
عام
١٩٦٥،
وانطلق
منذئذٍ
يكتب
عن
السينما
فى
صحيفة
الجمهورية
التى
اختارها
بدلًا
من
صحيفة
الأهرام
التى
رشِّح
للعمل
بها
حيث
كان
يعمل
والده
الصحفى
الكبير
سعيد
فريد
خشية
أن
يحسب
نجاحه،
أو
فشله،
على
أبيه،
ومنذ
أن
التحق
سمير
بالجمهورية
ناقدًا
متخصِّصًا
وعمره
لا
يتجاوز
الثانية
والعشرين،
ظل
وفيًا
لها
حتى
اليوم
رغم
تراجعها
فى
فترات
كثيرة!
آمن
سمير،
منذ
شبابه
المبكر،
كناقد
تقدمى،
بضرورة
التغيير
إلى
الأفضل
اجتماعيًا
واقتصادياً
وثقافياً
وفنياً،
وبالقطع
سينمائياً،
فكان
دائمًا
خلف
كل
نشاطٍ
يحقق
ذلك،
كقوة
دافعة،
ذات
قدرة
على
القيادة
والتنظيم،
وبات
عضوًا
مؤسسًا
فى
كل
التجمعات
السينمائية
التى
تهدف
إلى
ظهور
سينما
جديدة
تعبر
عن
الواقع
المصرى/
العربى
المعاصر،
رافضًا
للسينما
القديمة،
المراوغة
التى
تزيِّف
وعى
الجماهير
وتصرفها
عن
المطالبة
بحقها
فى
حياة
أفضل،
خاصة
بعد
هزيمة
١٩٦٧،
والانتفاضة
الشعبية
المطالبة
بالمحاسبة
والتغيير..
فصاغ
مع زملائه من السينمائيين الشباب عام ١٩٦٨، بيانًا ثوريًا يرفض
الهزيمة، ويطالب بسينما جديدة، أمينة وصادقة تثرى الوعى، وتُرْهف
الوجدان..
فكان
ميلاد
«جماعة
السينما الجديدة»
عام
١٩٦٩ التى اتخذت من البيان منهجاً ودستورًا، ثم احترامًا منه للنقد
السينمائى كفرع رئيسى فى العملية السينمائية لا تستقيم بدونه، كان
أول من دعا لإنشاء جمعية أهلية تضم نقاد السينما فى مصر، ككيان
مستقل عن النقابة الغائبة فى تلك الفترة، وأثمرت دعوته بإنشاء
«جمعية
نقاد السينما المصريين»
عام
١٩٧٢، وسعى بنجاح لعضويتها فى
«الاتحاد
الدولى للنقاد»
وتلاها
تكوين
«اتحاد
النقاد السينمائيين العرب».
بات
سمير فريد أيقونة مصرية فى كل المحافل والمهرجانات والتجمعات
السينمائية المصرية والعربية، والمهندس الأول للوائحها وقوانينها،
وأصبح أحد أعلام النقد السينمائى فى العالم، فهو الفارس فى مهرجان
«كان»
السينمائى، وهو المكرَّم فى مهرجان
«برلين»
السينمائى، وكلاهما أهم وأكبر مهرجانات السينما الدولية، مع مهرجان
«ڤينيسيا»
بإيطاليا، فقد ظل سمير لسنوات طويلة، ربما من ١٩٦٧ وحتى الآن
مشاركًا منتظمًا فى كل دورات المهرجانات الدولية الكبرى، وحين تولى
رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، منحه روحًا جديدة، وقدَّم
أفضل دورات المهرجان على المستوى الفنى بخبرته العميقة، وعلاقاته
الوثيقة مع كبار مخرجى السينما فى العالم.
أيضا
منح سمير، كمفكر سينمائى، المكتبة العربية ما يربو من سبعين كتابا،
باحثاً وناقداً ومؤرخاً ومنظِّراً، وأصبحت كتبه وكتاباته تشكل
مكتبة متفردة، وجناحاً منفرداً فى معظم المكتبات الخاصة والعامّة،
إضافة إلى رئاسته تحرير أول صحيفة مصرية فنية أسبوعية
«السينما
والفنون»
التى
أوقفت بعد ٣٥ عددًا فقط لأسباب سياسية، وجعل سمير منها منبراً
ديمقراطياً لكل الاتجاهات النقدية العربية، كما أصدر على نفقته
الخاصة مجلة
«السينما
والتاريخ»
ليوثِّق عبر صفحاتها ويعيد نشر الكتابات المتميزة والفريدة
والمجهولة فى تاريخ الصحافة السينمائية.
لم يكن
أيضًا، بالنسبة لى، ذلك المثقف المنشغل بالشأن العام، دائم
الاشتباك مع كل القضايا المصرية والعربية، وأحياناً الدولية، التى
تشغل الرأى العام، يطرح وجهة نظره، بشجاعة، حتى وإن اختلفتْ مع
آخرين، يدافع عنها بحججٍ قوية، ودفوع منطقية، مفكراً، بشكل دائم،
خارج الصندوق.
لم يكن
سمير، بالنسبة لى كل ذلك، رغم كونه
«كل
ذلك»
بالفعل، وأكثر، لكنه كان، فى المقام الأول، وما زال..
صديقى
سمير..
منذ أن
تعارفنا فى أواخر الستينيات عن طريق صديقنا المشترك الناقد
السينمائى الراحل فتحى فرج الذى ساهم مع سمير والمخرج والكاتب
السينمائى القدير رأفت الميهى فى إضاءة طريقى إلى عالم السينما
والنقد..
ولثلاثتهم فضلٌ كبير..
من ذلك
الحين، وحتى الآن، لم نفترق..
سمير
وأنا، وكان ثالثنا العزيز الناقد الكبير كمال رمزى، وفِى بعض
الفترات شكَّل الصديق والمخرج والناقد هاشم النحاس الضلع الرابع
مما دعا زميلنا سامى السلامونى، رحمه الله، أن يمنحنا، فى دعابة
شهيرة، صفة
«عصابة
الأربعة»
التى
تتحكم فى مصائر النقد والنقاد فى مصر...
وليتنا
كنَّا كذلك!!
كنَّا
وما زلنا، وسنظل، أصدقاء حقيقيين..
يسعد
كلٌ منا بنجاح الآخر ويدعمه..
تلاقت
أفكارنا ومواقفنا وهمومنا وآمالنا..
اتفقنا
كثيرًا، واختلفنا قليلًا..
وكان
اختلافا لا خلاف..
تمتد
سهراتنا ومناقشاتنا منذ أن بدأناها فى منزله السابق بشارع الجيش،
وحتى الآن، تغلُب عليها المودَّة، وتجمعها المحبة، ويظللها
الاحترام..
طارق الشناوى:
سمير فريد ومتعة الخلاف
اسمه
عند
كثيرين
ممن
يمارسون
النقد
السينمائى
فى
العالم
العربى
صار
مرادفاً
للمهنة،
أحد
أهم
النقاد
فى
الساحة
ممن
يتعاطون
مع
الكلمة
المطبوعة
على
مدار
خمسة
عقود
من
الزمان
وبغزارة
ودأب
وإصرار
وتحد،
لم
يكتف
بهذا
القدر
بل
كان
فاعلاً
فى
الحياة
السينمائية،
من
خلال
مشاركته
فى
اللجان
ورئاسته
لبعضها
وإقامته
عدداً
من
المهرجانات،
كما
أنه،
وهذا
هو
المفتاح
الذى
تطل
منه
عليه،
دائما
ستجده
يقف
فى
أول
الصف
مدافعا
شرسا
عن
الحرية
والتى
يراها
ينبغى
أن
تمنح
للجميع،
وليس
فقط
ممن
يتوافقون
معه
فكريا
أو
سياسيا،
لم
أضبطه
يوما
صامتا
أمام
أى
اعتداء
لكبت
الآراء
يمارس
على
الفنانين
أو
الكتاب
والصحفيين.
لا
أنكر
أننا
لا
نتفق
كثيرا
وليس
فقط
قليلا
فى
تناول
العمل
الفنى
أو
فى
الدفاع
عن
توجه
ما
أو
قرار
يتحمس
له
أو
جائزة
يمنحها،
وغيرها
من
أمور
تجرى
فى
حياتنا
الثقافية،
ولكن
لم
يحدث،
وهذه
كلمة
حق،
موثقة
بالعديد
من
المواقف،
أن
امتد
الاختلاف
فى
وجهات
النظر
إلى
خلاف
شخصى،
على
العكس
تماما
عندما
نلتقى،
خاصة
خارج
مصر،
لأن
اللقاء
فى
مصر
نادر،
بمجرد
أن
ألتقيه
لا
يتبقى
سوى
الدفء،
فى
اللجان
التى
تجمعنا
أحيانا
أتحمس
لرأى
يقف
على
الجانب
الآخر
تماما
من
رأيه،
ولكن
المشاعر
الإنسانية
كانت
ولاتزال
لا
تعرف
سوى
الحب.
عندما
بدأت
ممارسة
مهنة
النقد
السينمائى
فى
منتصف
الثمانينيات
كان
قد
سبقنى
عشرات
من
الأسماء
التى
حققت
لمعاناً
وشهرة
وحضوراً،
وكان
لها
خصوصية
فى
الكتابة،
أذكر
منهم
سامى
السلامونى
ورؤوف
توفيق
ومصطفى
درويش
ورفيق
الصبان
وكمال
رمزى
وعلى
أبوشادى
وإيريس
نظمى
وأحمد
صالح
وخيرية
البشلاوى
ويوسف
شريف
رزق
الله
وأحمد
رأفت
بهجت
وآخرين،
كل
منهم
كان
له
مذاق
خاص،
ولكن
وجدت
أن
أكثر
ناقدين
يقفان
كطرفى
نقيض
فى
المنهج
والأسلوب
وأيضا
فى
تفاصيل
التعامل
مع
الحياة،
هما
سامى
السلامونى
وسمير
فريد.
السلامونى
نموذج
للكاتب
والناقد
الذى
لا
يعنيه
سوى
المهنة
وما
يكتبه
على
الورق،
ولا
أتذكر
أننا
رأيناه
يوما
يرتدى
بدلة
وكرافت
مهما
كانت
خصوصية
المناسبة،
بينما
سمير
متأنق
فى
ملبسه
وأسلوبه،
فهو
يحرص
على
الصورة
الذهنية
للناقد.
وكثيرا
ما
كان
يصلنا
عن
خلافات
وصراعات
بينهما،
ولكن
اكتشفت
بعدها
كم
كان
كل
منهما
يقدر
الآخر،
وأن
خلاف
المنهج
لم
يؤثر
أبدا
على
الجزء
الدافئ
فى
العلاقة
الإنسانية،
بل
كانت
هناك
زيارات
متعددة
من
سمير
للسلامونى
بحكم
أن
السلامونى
كان
رافضا
لمبدأ
الزواج،
فكان
بيته
مقصدا
لعدد
كبير
من
الأصدقاء،
وعند
وداع
سامى
قبل
ربع
قرن
فى
قرية
لسلامون)
بالدقهلية،
كان
سمير
هناك
قد
سبقنا
إليه
مشاركا
فى
وداعه،
وعلمت
بعد
ذلك
أيضا
أنه
قبل
رحيله
بأيام
عندما
علم
بمرضه
كان
فى
زيارة
منزلية
له.
سمير
بين
النقاد
هو
الأكثر
إخلاصا
للمهنة،
ولم
يضبط
يوما
وهو
متوجها
نحو
الشاشة
الصغيرة
فى
رمضان،
مثل
أغلب
النقاد،
وأنا
منهم،
نهجر
السينما
تمشيا
مع
رغبات
القراء
فى
هذا
الشهر
الكريم،
وهكذا
نتحول
إلى
كائنات
تليفزيونية
نتابع
الدراما
ونملأ
المساحات
المتاحة
بتلك
المادة
التليفزيونية
المطلوبة
صحفيا.
ولكن
سمير
يظل
على
العهد
ويعتبر
هذا
الشهر
فرصة
لكى
يلتقط
أنفاسه
ويعيد
شحن
بطارية
أفكاره،
ليظل
محتفظا
بإيقاعه
السينمائى،
ولا
يمارس
فعل
الخيانة
مع
التليفزيون.
سمير
بقدر ما هو مخلص للسينما أيضا فهو مخلص للقراءة مباشرة للصحف
والكتب وهو لا يتعامل مع الوسائط الحديثة إلا فى الضرورة، رغم أنه
مارس أيضا الكتابة النقدية فى عدد من المواقع، إلا أنه يفضل
التعامل الورقى.
ينتمى
تاريخيا إلى جريدة
(الجمهورية)،
وأنا أنتمى إلى مجلة
(روزاليوسف)،
إلا أننا قبل نحو عام ونصف العام تزاملنا على صفحات أكثر الصحف
الخاصة توزيعا
(المصرى
اليوم)،
وأكثر من مرة نتابع الرسائل من المهرجانات معا مثل
(برلين)
و(كان)،
وهذا التواجد زاد من مساحة الاقتراب.
أتذكر
الفيلم اللبنانى
(ربيع)،
كان معروضا فى
(كان)
مايو
الماضى بقسم
(أسبوع
النقاد)،
كان سمير قد سبقنى فى الدخول لدار العرض، كما أنه يحمل الكارنيه
(الأبيض)،
وهو الناقد العربى الوحيد الذى يحمله، والذى يوفر له التواجد فى كل
الأفلام، مهما كانت موجات الازدحام، رغم ذلك وجدته ينتظرنى على
الباب، حتى نشاهد الفيلم معاً، ونتجاذب الحديث.
هذه
الدورة فى برلين التقينا قبل أيام، فى الفيلم البلجيكى
(انسرياتيد)
الذى
كان معروضا فى سينما
(ماكس7)،
وبالصدفة نُشر المقالان معا الثلاثاء الماضى، وكانت معه السيدة
الرائعة زوجته منى غويبة، وقبلته مهنئاً بالجائزة، ويقينى أن
(كاميرا
البرينالى)
فى
مهرجان برلين، التى حصل عليها الأربعاء الماضى، بداية لرحلة عطاء
قادمة رائعة يملؤها بقلمه إبداعاً. |