*
رفضت رئاسة المهرجان بسبب تجربتى المريرة فى تسوية مبلغ 500 ألف جنيه..
وراضٍ عن نفسى بنسبة 80%
* 40
مليون جنيه كانت ميزانية كافية لعدم إهدارها فى استضافة مشاهير هوليوود.. وDmc
صرفت 60 مليون جنيه على حفلى افتتاح وختام الدورة الماضية
*
أتعجب من مقاطعة نجوم جيل الوسط للمهرجانات.. وأرسلنا لهم الدعوات عبر
«ريجسير»
* «جريمة
الإيموبيليا» يعرض خارج المسابقة لأنه ليس مبهرا.. و«لا أحد هناك» يشارك فى
أسبوع النقاد تشجيعًا لمخرجه
*
سعد الدين وهبة لم يعتمد على دعم وزارة الثقافة.. واستغل
الجمهور فى تحقيق إيرادات بعرض أفلام ساخنة
*
ماجدة واصف تعرضت لمضايقات من وزير الثقافة السابق..
ومُنِعت من استخدام الرصيد الذى تركه سمير فريد فى سداد 3 ملايين جنيه
ديونا
*
الدورة الحالية أفضل من السابقة بنسبة 30 %.. وجذبنا أفلاما
من فينسيا لأول مرة
على مدار 30 سنة تقريبا، ظل الناقد يوسف شريف رزق الله،
مسئولا عن الإدارة الفنية لمهرجان القاهرة السينمائى، منذ عهد رئيسه الأقوى
سعد الدين وهبة وحتى الرئيس الحالى محمد حفظى، فاستحق تكريمه فى حفل
الافتتاح الدورة 40.
«الشروق»
التقت رزق الله، على هامش الدورة الحالية للمهرجان، لتناقشه فى اختيارات
الأفلام المصرية، وإلى أى مدى كانت الميزانية مناسبة، كما يتحدث عن تكريمه،
وسر اختياره لحفظى رئيسا للمهرجان، ولماذا رفض أن يكون على مقعد الرئيس
وفضل أن يبقى مديرا فنيا مع الدكتورة ماجدة واصف، كما يتحدث عن سر قوة
المهرجان فى عهد سعد وهبة، ولماذا اعتذر عن العمل فى الدورة 38 مع الناقد
الراحل سمير فريد.
يقول يوسف شريف رزق الله: تكريمى فى افتتاح الدورة الاربعين
كان مفاجأة، فالقرار يبدو أنه اتخذ منذ فترة، ولكنى لم أكتشفه قبل حفل
الافتتاح سوى بالمصادفة، عندما قال الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزارة
الثقافة لشئون السينما، لمحمد حفظي: «احنا لازم نكرم الراجل ده»، فاضطر
رئيس المهرجان لإعلان أنه بالفعل قرر ذلك، وحتى الآن لا أعرف اذا كان هذا
الحوار الذى دار بينهما فى وجودى باتفاق مسبق، أم أنه كان مجرد توارد
للخواطر.
وتكريمى من المهرجان أسعدنى كثيرا، خاصة أنه فى مناسبة مهمة
هى افتتاح الدورة الـ 40، وبعد أكثر من 30 عاما على العمل بالمهرجان، بذلت
خلاله كل ما أستطيع من جهد فى ظل الإمكانيات المتاحة.
ورغم أننى لا يجب أن أقيِّم نفسى، ولكنى راضٍ عن عملى بالمهرجان بنسبة 80
%، وأرى أننى «عملت اللى اقدر عليه»، والحمد لله كل رؤساء المهرجانات
تمسكوا بوجودى.
·
كيف كانت علاقتك بالمهرجان على مدار 30 سنة؟
ــ علاقتى بمهرجان القاهرة بدأت بالعمل كسكرتير فنى بعد
عامين من تولى سعد وهبة رئاسته، عام 87 تقريبا، وتطور الأمر بعد ذلك لأكون
مديرا فنيا فى عهد سعد وهبة واستمرت هذه المهمة تلازمنى فى كل دورات
المهرجان مع حسين فهمى وشريف الشوباشى وعزت ابوعوف وكانت الدورة 38 الوحيدة
تقريبا التى لم أشارك فيها، فرغم أن الناقد الراحل سمير فريد، عرض على
الاستمرار كمدير فنى، ولكنى اعتذرت لظروف تخصنى، قبل أن أعود مرة أخرى مع
الدكتورة ماجدة واصف.
·
لماذا رفضت رئاسة المهرجان عندما عرضت عليك بعد استقالة
الناقد سمير فريد؟
ــ لم أكن أشعر أننى مستعد لرئاسة المهرجان، فعمليا هناك
تدخلات، كما أننى لم يكن لدى رغبة فى أن أدخل بمتاهات مالية وادارية، خاصة
أننى مررت بتجربة مريرة مع وزارة الثقافة قبلها مباشرة، لتسوية مبلغ 500
ألف جنية كانت المؤسسة الأهلية التى اُسنِد إليها تنظيم المهرجان بطلب من
وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبوغازى، حصلت عليها كسلفة لتسيير العمل،
قبل أن يسحب منها المهرجان مرة أخرى فى عهد وزير الثقافة الدكتور صابر عرب،
بعد أن همست بعض الأصوات فى أذنه، بأن القائمين على المؤسسة «أصحاب مصلحة»
وأن الوزارة هى التى يجب أن تستمر فى تنظيم المهرجان.
كانت التساؤلات التى واجهتنى أثناء تسوية السلفة من نوعية:
«لماذا سافرتم عبر شركة طيران معينة دون غيرها؟»، وغيرها من هذه النوعية،
واستمر هذا الوضع حوالى 8 أشهر حتى تمت التسوية، فلم أكن أرغب تكرار
التجربة مرة أخرى، لأننى لا أريد أن اتهم بإهدار المال العام.
وكانت أمامى تجربة الناقد الراحل سمير فريد، الذى لم يستمر
فى منصبه، لاتهامه من عناصر داخل وزارة الثقافة وأخرى صحفية، بإهدار المال
العام، ورغم أنه تم التحقيق فيما نسب اليه بناء على طلبه، ولم تثبت عليه أى
من هذه الاتهامات، إلا أن وزارة الثقافة لم تقم بواجبها ولم تخل ذمته
المالية، فاختار الاستقالة.
فى هذا الوقت تواصل معى الدكتور سمير سيف بناء على طلب من
الدكتور جابر عصفور ليعرض على رئاسة المهرجان، وكان الطبيعى أن أعتذر.
·
ولماذا رشحت الدكتورة ماجدة واصف؟
ــ لأن لها خبرة فى تنظيم المهرجانات ونزيهة، لكنها كانت
رافضة فى البداية لفكرة العمل بمهرجان حكومى فهى تعيش طوال حياتها بالخارج،
ولا تريد ان تعمل وفق لوائح روتينية.
طلبت منها أن تذهب لمقابلة الدكتور جابر عصفور لتسمع منه ثم
تقرر، وعندما جلسنا معه قال لها «ستكونى ملكة مهرجان القاهرة وصاحبة
القرار»، فصدقته، وتولت المسئولية فى ظروف مالية صعبة، فرغم أن الناقد سمير
فريد ترك مبلغا ماليا لا بأس به فى حساب المهرجان بالبنك، لكن كانت هناك
اوامر بعدم صرفه، وفى نفس الوقت كانت هناك ديون تقدر بحوالى 3 ملايين جنيه،
لم يتم تسويتها بسبب عدم وجود قرارات مكتوبة من إدارة المهرجان.
استمرت هذه الديون تطارد ماجدة واصف منذ توليها المسئولية
حتى تركت منصبها العام الماضى. كانت كل دورة تسددها من ميزانية العام
الجديد، ليتم ترحيلها إلى الدورة التالية وهكذا، فهى لم تمكن من ميزانية
تساعدها على سداد مستحقات الشركات والأفراد الذين يتعاونون مع المهرجان،
إلى جانب مضايقات كثيرة تعرضت لها من وزير الثقافة السابق، الذى كان يتدخل
فيما لا يعنيه، بطلب تعديلات وحذف وإضافة.
وبالمناسبة محمد حفظى تولى رئاسة المهرجان وهو مديون أيضا
بـ3 ملايين جنيه، مؤجل سدادها بحجة أنه لا يجوز سداد مديونيات قديمة بفلوس
الدورة الجديدة، تقول ذلك الإدارة القانونية بوزارة الثقافة، ورغم ذلك اتخذ
«حفظى» قرارا على مسئوليته كما كانت تفعل ماجدة واصف بسداد المديونيات من
أول دفعة من الميزانية، لأنه يعلم اذا لم تحصل الشركات وفريق المكتب على
مستحقات الدورة السابقة لن يعملوا معه فى الدورة الجديدة.
·
ولكن فى الدورة 39 زادت ميزانية المهرجان من 6 إلى 16
مليونا ودخلت
dmc
كراع رئيسى ودفعت ملايين كثيرة.. فلماذا لم تسدد الديون؟
ــ بالفعل الدكتورة ماجدة واصف نجحت فى رفع ميزانية
المهرجان من 6 إلى 16 مليونا من خلال اتفاق مع وزارة المالية، لكن هذه
الأموال لم تكف بسبب ارتفاع أسعار العملات الاجنبية أمام الجنيه.
أما بالنسبة، لقنوات
dmc،
فهى بالفعل دخلت كراع رئيسى للمهرجان ودفعت مبالغ ضخمة تصل إلى 60 مليون
جنيه، لكنها انفقتها بالكامل على حفلى الافتتاح والختام ودعوة نجوم أجانب،
لكن لم تساعد فى سداد الديون.
هذا العام رغم أن دعمها للمهرجان أقل ماليا، لكن الاتفاق
بشكل عام هذه المرة أكثر انضباطا، فهى تدفع مبلغا مقابل النقل الحصرى
للافتتاح والختام فقط، وليس لها أى دور آخر.
·
ولماذا رشحت محمد حفظى لرئاسة الدورة الأربعين.. هل تراه
بالفعل يستحق؟
ــ الحقيقة أننى رشحت أكثر من اسم للدكتورة إيناس عبدالدايم
وزيرة الثقافة بناء على طلبها، وكان من بينهم محمد حفظى، فتوقفت عنده وقالت
إنها أيضا تفكر فيه وستتواصل معه ليتولى المهمة، وهو ما حدث بالفعل.
وكنت اعرف محمد حفظى كمنتج وسيناريست، لكن بعد العمل معه
اكتشفت انه متابع جيد للسينما العالمية وتحديدا الأوروبية، فهو يملك شبكة
علاقات واسعة بحكم شغله فى الانتاج المشترك، استفاد منها المهرجان بكل
تأكيد.
كان هناك بحث وجهد وحرص منه على أن يستعين بأفلام جديدة حتى
يجذب الصحافة العالمية للكتابة عن المهرجان فى دورته الأربعين.
وعلى المستوى الفنى كان تعاقده مع عدد من المراسلين
الأجانب، قرارا صائبا، فكنت قبل ذلك أبحث عن الأفلام فى المجلات والصحافة
العالمية وأبحث عن وسيلة للتواصل مع صناعها، لكن حاليا أصبح للمهرجان أذرع
تسهل مهمتى كمدير فنى.
ولا يمكن لأحد أن ينكر جهوده فيما يتعلق بأيام القاهرة
السينمائية وتوفير رعاه لدعم مشاريع الافلام فى مراحل التطوير، فلولا
علاقاته ما وصلت الميزانية إلى 40 مليون جنيه تقريبا.
كما يميز حفظى، أنه يعامل الجميع باحترام شديد، ويوفر اجواء
مناسبة لكى ينجز الجميع عملهم دون عقبات.
·
إذن.. فكيف ترى الهجوم الذى يتعرض له منذ توليه المسئولية؟
ــ كل شيء له نسبة احتمال نجاح، تظهر له أشخاص تريد هدمه،
هذا فى كل مجال وليس فقط بمهرجان القاهرة، وبالتالى لا أستبعد وجود أغراض
شخصية لأفراد ترغب فى تولى مناصب بالمهرجان، أو لأفراد لا تستلطف إدارته
الحالية.
لكن الذى فجر الهجوم على محمد حفظى، كان اختيار المخرج
الفرنسى كلود ليلوش ضمن المكرمين، وفى هذه الواقعة أرى أن هناك أشخاصا
انساقت وراء الهجوم دون أن يكون هناك مبرر قوى لرفض التكريم، فرغم ان له
صورة يرتدى فيه خوذة الجيش الاسرائيلى، لكن الواقع يقول إن احدا لم يقرأ له
أى تصريح واحد ضد القضية الفلسطينية أو العرب، فحسب قراءاتى هذا المخرج لا
يهتم كثيرا بالسياسة، فهو يصنع افلاما اجتماعية وعاطفية، دون ان يتطرق
لمسائل سياسية بما فيها الصراع العربى الاسرائيلى.
لكن كان الطبيعى أن يتم الاعتذار لأن التمسك بالتكريم، كانت
تطوراته غير مضمونة، وبالتالى كان القرار بإلغاء التكريم لإسكات الألسنة
المتربصة.
وأرى أن محمد حفظى يستحق الاستمرار فى رئاسة المهرجان، لأنه
أضاف الكثير رغم أنه تولى المسئولية قبل 6 أشهر تقريبا، وربما يكون الحكم
عليه فى هذه المدة القصيرة ظالما، لكنه بشكل عام كانت ايجابياته أكثر من
سلبياته، وبالتالى يستحق التجديد له.
·
هل كانت 40 مليون جنيه ميزانية كافية للدورة الأربعين؟
ــ من وجهة نظرى كانت ميزانية معقولة ومناسبة جدا، فنحن لم
نحتج ميزانية ضخمة، لأنه لم يتم التركيز على استضافة نجوم من هوليوود مقابل
مبالغ مالية، وبحثنا فقط عن القيمة الفنية، خاصة أن الحصول على أفلام مميزة
يحتاج الكثير من الأموال، فرغم أن عددا كبيرا من الافلام لم تحصل على مقابل
مادى، لكن الغالبية تتراوح أسعارها ما بين 800 يورو إلى 1500 يورو للفيلم
الواحد حسب قدرتك على التفاوض.
وبشكل عام، أرى أنه من الأفضل للمهرجان أن تكون استضافة
النجوم مرتبطة بعرض أفلامهم كما حدث مع النجم البريطانى ريف فاينز، لكن لا
أرحب اطلاقا بدفع أموال لمشاهير هوليوود لمجرد الابهار بحضورهم للتصوير على
السجادة الحمراء.
·
هل هذا يعنى أن هناك تحسنا فى مستوى أفلام الدورة الأربعين؟
ـ أعتقد أن أفلام الدورة الأربعين أفضل بنسبة 30 % على
الأقل من الدورات السابقة، خاصة أن هناك أفلاما استطعنا ان نجذبها خلال
الشهرين الأخيرين، وهذا لم يحدث أبدا فى السابق، أن نستعين بأفلام من
مهرجان فينسيا، والذى كان محمد حفظى احد أعضاء لجنة تحكيم دورته الأخيرة،
فرشح للادارة الفنية الكثير من الأفلام والتى كان من حظنا أنها لم تعرض
بمهرجان الجونة.
وحفظى، كان له دور فى عرض فيلم «كتاب اخضر» فى الافتتاح قبل
عرضه فى أمريكا، وكذلك فيلم «المدمر» لنيكول كيدمان، بالاضافة إلى «روما»
الذى يعد من أفضل افلام 2018، هذا لم يكن يحدث فى الدورات السابقة.
·
إلى أى مدى تعتبر مهرجان الجونة منافسا قويا؟
ــ هناك منافسة بين «القاهرة» و«الجونة» على نفس الأفلام،
لأن المهرجانين للسينما العالمية، لكن الفرق أن انتشال التميمى مدير مهرجان
الجونة يتخذ القرار تقريبا بمفرده، وربما بمشاركة أمير رمسيس، فيستطيع طلب
الأفلام مبكرا متحملا كل المسئولية، لأنه يجازف اذا ما كان الفيلم سيمر من
الرقابة أم لا، أما «القاهرة السينمائى»،، فيعتمد فى الاختيار على لجنة
مشاهدة، وبالتالى يكون «الجونة» يحسم اختيار كثير من الأفلام قبل «القاهرة».
·
لماذا فيلم عربي وحيد بالمسابقة الدولية؟
ــ لأن معظم الأفلام المتاحة عرضت فى مهرجانات عربية أخرى،
ونحن نشترط على الاقل الافلام التى تنافس فى المسابقة الدولية تكون عرضا
اول فى الشرق الاوسط.
وكانت هناك محاولات من نائب المدير الفنى أحمد شوقى بصفته
مهتما بالسينما العربية ومسئولا عن المسابقة العربية بالمهرجان، وبالفعل
كان يتفاوض على فيلم مغربى، ولكن صناع هذا العمل فضلوا فى النهاية المشاركة
بمهرجان مراكش.
·
كانت بعض الأفلام المصرية أقل من مستوى التوقعات وتوقف
الكثير عند «جريمة الإيموبليا» و«لا أحد هناك».. فهل عرضها المهرجان لمجرد
أن يكون فى الدورة الأربعين أفلام مصرية؟
ــ فيلم «لا أحد هناك» لأحمد مجدى، ربما يسير فعلا علامات
استغراب، لكنه فى النهاية تشجيع للشباب، فالمهرجان يعرضه ضمن مسابقة «أسبوع
النقاد»، الذى يعرض الافلام الأولى أو الثانية لمخرجيها.
أما فيلم «جريمة الايموبليا»، فلجنة المشاهدة والإدارة
الفنية لم تكن منبهرة به فنيا، وإلا كانت منحته فرصة المشاركة فى المسابقة
الرسمية أو حتى العربية، لكننا قررنا أن يكون الفيلم بين عروض الـ«جالا»،
حتى اذا لو الآراء لم تتفق عليه أو لم ينل قدرا كبيرا من الاستحسان،
فالفيلم فى عرضه العالمى الأول، وسيحقق حالة للمهرجان بحضور نجومه، أما
مستوى الفيلم فالمخرج هو المسئول عنه وليس المهرجان.
·
الكثير توقف أيضا عند عدم حضور نجوم الوسط مثل السقا وهنيدى
وحلمى وعز لحفل الافتتاح.. هل لم يرسل لهم المهرجان دعوات؟
ــ جيل الوسط هذا غريب جدا، ولا افهم لماذا يقاطعون
المهرجانات، فحتى اذا كانوا مشغولين بتصوير أفلام، الطبيعى أن يحصلوا على
اجازة يوم من التصوير لحضور مهرجان بلدهم.
وهذا العام تحديدا، اتصور ان رئيس المهرجان تواصل مع
غالبيتهم، وارسل الدعوات عبر «ريجسير»
حتى يضمن وصول الدعوات فى العناوين الجديدة للنجوم، لكنهم
لم يحضروا، كما أن هذه الأسماء أيضا لم تحضر مهرجان الجونة، ولا أفهم
لماذا؟
·
بالرغم من تولى 6 شخصيات رئاسة المهرجان بعد سعد الدين وهبة
فإن الكثير لا يزال يرى عهده الأفضل.. لماذا؟
ــ كان لسعد الدين وهبة مكانة أدبية، ووظيفية كوكيل أول
وزارة الثقافة، وفنية باعتباره رئيسا لاتحاد النقابات الفنية والفنانين
العرب، وكان منظما لدرجة أنه كان قادرا على الجمع بين هذه الوظائف المختلفة
فى نفس الوقت.
وقد نجح سعد وهبة خلال ثلاث سنوات تقريبا من استعادة الصفة
الدولية التى كان قد فقدها المهرجان فى عهد مؤسسة كمال الملاخ، كما حقق
للمهرجان صدى دوليا، وسمعة مكنته من استضافة نجوم عالميين بدون مقابل مالى،
عكس ما حدث مع رؤساء المهرجان الذين تولوا المسئولية بعده بدء من حسين فهمى.
فالمهرجان متميز، ويحظى باهتمام كبير، لكن هذا لا يعنى أن
«القاهرة السينمائى» فى هذا الوقت كان منافسا لمهرجان «كان».
وسر تميز سعد وهبة، أنه لم يكن يعتمد فى ميزانية المهرجان
على وزراة الثقافة بشكل رئيسى، واعتمد على الايراد الذى تحققه الأفلام فى
دور العرض، واستفاد جماهيريا، بعرض أفلام تحتوى على مشاهد ساخنة، والتى لم
يكن هناك وسيلة اخرى لمشاهدتها الا فى المهرجان، فاتفق مع أكثر من 15 دار
عرض، وكانت الأفلام تنتقل من سينما لأخرى دون التزام ببرنامج محدد، حتى أن
البرنامج كان يتغير حسب مزاج الجمهور، لدرجة أن هناك عروضا كانت تقام
الساعة 2 صباحا.
·
متى شعرت كمدير فنى أن المهرجان أصبح ضعيفا؟
ــ ظهور مهرجان أبوظبى، ثم مهرجان دبى، ادى إلى حرمان
مهرجان القاهرة من كثير من الافلام، لأن هذين المهرجانين، كان لديهما جوائز
مالية، بالإضافة إلى صندوق الدعم الذى يساهم فى صناعة الافلام، فضلا عن سوق
لتوزيع الأفلام فى منطقة الخليج، كل ذلك لم يكن متوافرا لـ«القاهرة
السينمائى»، وأتذكر أن فيلما وحيدا فقط بعنوان «اليوم الثامن» هو الذى تم
تسويقه داخل مصر خلال دورات المهرجان الأربعين، اشتراه أنطوان زند وعرضه
تجاريا نهاية الثمانينيات تقريبا.
فما الذى يدفع مخرجا أو منتجا لديه فيلم قوى أن يعرضه فى
مهرجان القاهرة، فى ظل تواجد مهرجانات غنية مثل أبو ظبى ودبى، أو أهم مثل
برلين الذى يقام بعد «القاهرة» بفترة قصيرة.
حتى الفيلم المصرى، كانت هناك صعوبة فى الحصول عليه
للمشاركة فى المسابقة الرسمية، وصناع الافلام كانوا يفضلون عرضها فى دبى،
لوجود جوائز مالية.
ومهرجان القاهرة ضعف، لأنه كان فقيرا فى منافسة صعبة جدا
تعتمد على الأموال الضخمة فى المقام الأول، واستمر هذا الوضع سنوات طويلة،
وبالتالى أرى أن الخطوة التى اتخذها محمد حفظى هذا العام بتخصيص جوائز
مالية يقدمها رعاة لأفضل فيلم عربى، وأفضل فيلم بتصويت الجمهور، هى بداية
جديدة لتشجيع المنتجين على عرض أعمالهم فى «القاهرة السينمائى».