"قليلون هؤلاء الأشخاص الذين يسيرون في تحقيق أهدافهم برغم
ظهور الأصوات المعارضة بل الرافضة لوجودهم، يطمحون لتحقيق النجاح ولا
يلتفتون إلى الآخر".. هذه العبارة تلخص المنهجية التي عمل بها محمد حفظي،
رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الذي تجاهل كل الأصوات المعارضة والحملات
الرافضة لسياسته بل لوجوده من الأساس، ليقوم المنتج والسيناريست الشهير
بتكثيف جهوده في تقديم دورة مختلفة للمهرجان يضع من خلالها بصمته التي لابد
من الاعتراف بها، فلا ينكر أحد كثيرا من الإيجابيات التي شهدتها الدورة
الأربعون ولكن هذا لا ينفي أيضًا وجود بعض السلبيات التي يعترف بها حفظي في
هذا الحوار.
في أول لقاء مع رئيس مهرجان القاهرة السينمائي بعد انتهاء
الدورة الأربعين وعقب عودته من مهرجان "مراكش"، طرحت "بوابة الأهرام" ٣٣
تساؤلًا تضمنت كل ما حدث من وقائع وأحداث، لعل أبرزها اتهامه بدعوة بعض
العناصر المطبعة للكيان الصهيوني ضمن فعاليات المهرجان بحسب البيان الذي
خرج منذ أيام، كما يفسر مسألة اتهامه بالتطبيع التي بدأت منذ توليه المنصب،
ويعترف ببعض الأخطاء، ويتحدث عن أزمة بوستر المهرجان، ويفصح عن رأيه في
مسألة تحديد ملابس معينة للفنانات، وغيرها من التفاصيل التي تتعلق
بالميزانية واختيار الآفلام وأعضاء لجان التحكيم وغيرها في هذا الحوار.
ولكن قبل الانتقال إلى نص الحوار لابد من الإشارة إلى أن
حفظي أكد أنه لا يهتم بما يثار ضده من حملات هجومية لأنه مقتنع أن الدورة
التي ترأسها قد حققت نجاحها وأن هناك الكثيرين الذين شعروا بذلك سواء من
شاركوا بأعمال أو كانوا في مقعد المشاهد فقط، ويشير إلى أنه حقق جزءًا
كبيرًا من طموحاته بهذه الدورة ولا يزال يحمل بداخله الكثير من الطموحات،
كم ينوه أن تواجده في منصب رئاسة المهرجان حمله الكثير من المسئوليات
الإدارية والمعنوية بعكس دوره السابق به والذي كان بمثابة مستشارًا فيه.
إلى نص الحوار...
-
منذ أيام صدر بيان ورد به أسماء ثلاثة منتجين هم ميشيل
زانا، وجيوش دي ساي، والمنتج لورون دانييلو قيل إنهم من الداعمين للسينما
الإسرائيلية والكيان الصهيوني، تمت دعوتهم بالمهرجان فهل وجود هذه الأسماء
حدث بالفعل؟ وما تعليقك على الأمر؟
نعم بالفعل الأسماء الثلاثة كانت موجودة في ملتقى القاهرة
للصناعة، والحقيقة أنني لم أكن أريد الرد على هذا البيان لأنه بالفعل لا
يشغلني ونحن على ثقة بما نفعله، ولا يوجد أي ندم لدي نحو أي ضيف تمت دعوته
بالمهرجان، ولا يوجد أي شخص منهم ينطبق عليه ما ذكر بالبيان، بمعنى أنه لا
يوجد أحد منهم ضد القضية الفلسطينية، ونحن واثقون مما نفعله، وكل من ورد
ذكر اسمه في البيان سبق أن قام بتوزيع وإنتاج أفلام عربية، وصحيح أن هناك
منهم من قام بإنتاج أو توزيع أفلام إسرائيلية لكن في النهاية هم ليسوا
إسرائيليين أو صهيونيين، ودعيني أوضح لك أن العالم بالأساس غير مقاطع
لإسرائيل ونحن كدولة مصرية بالطبع مقاطعون لها وموقفنا واضح منها لكن لا
يجوز أن نقاطع العالم لكونه يتعامل مع إسرائيل.
-
لماذا يتم الزج باسمك دائمًا في قضية التطبيع بداية من
الإعلان عن مشاركتك الوهمية في إنتاج فيلم حادث النيل هيلتون الذي عرض
بمهرجان تل أبيب ثم أزمة تكريم المخرج كلود ليلوش وأخيرًا هذا البيان؟
أنا متأكد أنه لولا وجودي في منصبي كرئيس مهرجان لم تكن كل
هذه الحملات المعادية لي لتوجد، والحقيقة أنني لا أريد أن أضع تفسيرات في
هذا الشأن تحديدًا "التطبيع"، ومثلًا في أزمة تكريم كلود ليلوش برغم وجود
كثير من الآراء الرافضة كان هناك أيضًا مثلها طالبتني بعدم التراجع عن
القرار وفي النهاية نحن كإدارة مهرجان نفكر في الفعل الصحيح كما هو اقتنعنا
بكل الضيوف الذين حضروا بالمهرجان وتم ذكر أسمائهم بالبيان، وهناك بعض
الأشخاص بعينهم يتبنون هذا المنهج منذ فترة ضدي وهذا لا يؤثر علي إطلاقًا
أو على خريطة عملي.
-
أراك دائمًا غير منشغل بالرد على حملات الهجوم أو التشويه
ضدك منذ توليك المنصب، هل تقصد ذلك؟
بالتأكيد لأَنِّي كنت مشغولا بحدث ضخم مثل مهرجان القاهرة
وإذا ركزت في كل هذه التفاصيل لن أعمل، وقراري أنه طالما أقتنع بعملي لن
ألتفت للخلف، صحيح لابد أن أنتبه للأصوات الآخرى لكن لن أضيع وقتي في شىء
أعرف أنه صحيح، وكل ماتراه الناس أزمة أنا لا أراه كذلك.
-
لماذا بدا حفل الختام أكثر ارتباكًا في التنظيم عما شهده
الافتتاح وكان الأبرز إعادة السلام الوطني مرتين؟
حفل الختام عمره ما كان هيبقى مثل الافتتاح، فالمفترض أن
يكون بسيطًا ويقتصر على توزيع الجوائز لأنها كثيرة بالفعل ما يقرب من "١٧
أو ١٨" جائزة، والحقيقة لم يكن هناك ارتباك لكن فكرة إعادة النشيد الوطني
مرتين بسبب أن المرة الأولى مخرج "اللايف" لم يكن ظهر على الهواء وبالتالي
تمت إعادته حتى يذاع بالتلفزيون.
-
-البعض انتقد فكرة أن يقدم محمود حميدة حفل الختام بمفرده
خاصة أن فيلمه "ورد مسموم" الذي هو أحد أبطاله ومنتجه أيضًا حصد ثلاث جوائز
بالمهرجان؟
عندما فكرنا في اسم محمود حميدة، كان بحكم أنه كان رئيسًا
شرفيا للمهرجان في دورته الماضية بخلاف كونه نجما كبيرا، وعندما وجهنا له
الدعوة لم نكن نعرف أنه سيحصل على أي جوائز لأن هذا الأمر لم نعرفه إلا في
اليوم الأخير، وفكرة أن يقدم افتتاحية الحفل ليس لها علاقة بمسألة حصده
الجوائز فما هي الاستفادة التي ستعود عليه من هذا الفعل، فتفكيرنا كله
كإدارة مهرجان كان منصبًا على اختيار نجم كبير يتحدث عن المهرجان وكان
حميدة هو الأنسب لذلك.
-
لماذا كان هناك غياب تام لأصحاب الجوائز خلال تسليمها
لأصحابها؟
هذه مسألة خارج إرادتنا وتحديدًا فيما يتعلق بالمسابقة
الدولية، وهذه مسألة متعلقة بارتباط كثير من المخرجين بتصوير أعمال أخرى في
الخارج وللأسف معظمهم لم يكونوا متواجدين، ونحن كإدارة مهرجان ندعو المخرج
وليس كل فريق الفيلم.
-
لكن عرض "خيال الظل" الذي افتتح به الحفل لم يكن متماشيًا
مع الحدث أو بالأدق لم يكن هناك جدوى لوجوده..ألا تتفق معي في ذلك؟
هي رؤية فنية للمخرج والمنتج، وربما يكون هذا الاختيار لم
ينل إعجاب الكثيرين ولا أستطيع أن أؤكد أنني راض عنه تمامًا فبعد أن شاهدت
الحفل اختلفت وجهة نظري فأنا دائمًا غير متحمس لفكرة العرض الفني في الختام
ولا أريد أن أقدمها مرة أخرى.
-
بعد أزمة فستان رانيا يوسف، هل يمكن أن تضع قواعد لملابس
الفنانات بالدورة المقبلة؟
إطلاقًا، فمن المفترض أننا نتعامل مع فنانين يعرفون جيدًا
أين يعيشون، وبالتالي فهم يمتلكون الذكاء الكافي لاختيار المعايير التي يجب
التزامهم بها، ونحن كإدارة مهرجان نطالب فقط الحضور بالزِّي الرسمي وفي
النهاية نحن لم نتضرر في شىء بل رانيا وحدها هي من وقع عليها هذا الضرر،
وأنا حقيقي مشفق عليها لأنها لم تقصد ما قيل عن إهانتها لمصر أو المهرجان،
وأعتقد أن هذا الأمر لن يتكرر مجددًا منها لأنها تداركت الأزمة جيدًا نحو
رؤية الإعلام والجمهور، فهناك كثيرون غضبوا وآخرون وجدوا أن هذه المسألة
شىء عادي.
-
هل كان إلغاء جائزة الجمهور قبل ساعات من حفل الختام نوعًا
من الشفافية وعدم التعرض للنقد خصوصًا أن التصويت لم يعلن عنه وكان من
المقرر توزيع بطاقات على الحضور عقب كل فيلم؟
بالفعل أعلنا عن التصويت الإلكتروني في تنويهين تم نشرهما
في صفحات السوشيال ميديا، ورغم إعلاننا سابقًا عن وجود بطاقات للجمهور إلا
أننا اكتفينا بالإلكتروني وهذا لم يكن كافيًا وعندما اكتشفنا أن نسبة
التصويت غير معبرة بمعنى أنها كانت مفتوحة على العالم كله فهناك أفلام حصلت
على تصويت من دول أخرى قبل أن يتم عرضها بالمهرجان وبالتالي آلية التصويت
لم تكن سليمة لذلك قررنا إلغاءها، وذهبت قيمة الجائزة للفيلم الفائز بالهرم
الذهبي بالمهرجان وهو "ليلة الاثنى عشر".
-
أزمة بوستر المهرجان بينك وبين مصممه الأصلي أحمد مناويشي
الذي أعلن تنصله منه شابها غموض كبير بين تصالح وخلاف؟
بعد انتهاء مناويشي من تصوير الأفيش كان من المفترض أن يقوم
بتسليمه لنا في وقت معين لكنه تأخر ولذلك اضطررنا إلي إنهاء تصميمه مع
الوكالة التي نعمل معها لأننا رأينا أنه من الصحيح أن يخرج الأفيش يوم
المؤتمر الصحفي وهو ما قمنا به لكن مناويشي كان لديه تخيل آخر، وفي النهاية
نحن محتفظون بحقه المادي والأدبي في الأفيش ولا ندعي أنه ليس له علاقة
بالأفيش لكن هو من قرر مقاطعة المهرجان ووجد طريقه في نشر الأزمة عبر
السوشيال ميديا لذلك أكملنا عملنا.
-
كيف تقيم الدورة الأخيرة في ملتقى القاهرة للصناعة والتي
أخذت برمجة مختلفة هذا العام؟
هذا العام قدمنا للمرة الأولى "أيام القاهرة للصناعة"
الخاصة بمنح الدعم للمشروعات المقدمة، فقديمًا كان هناك ملتقى القاهرة
السينمائي فقط، وأنا راض تمامًا عن التجربة التي لمست فيها ردود أفعال جيدة
على مستوى المحاضرات النقاشية والورش ولمست ذلك خلال تواجدي في مهرجان
مراكش الذي انتهت فعالياته مؤخرًا فالكثيرون وجدوا أن المهرجان ولد من جديد
وهناك صدى كبير دولي له ومن أهمها وجود برنامج أيام القاهرة لصناعة
السينما.
-
هل يمكن أن تخرج أحد المشروعات الفائزة بجوائز الملتقى
المالية في الدورة المقبلة بالمهرجان أو أن تضعوا شرطًا بذلك بالعام
المقبل؟
إذا قمنا بذلك لن يقبل أحد الجائزة، لأنها قيمتها غير كافية
فمبلغ "١٠ الآف دولار" قليل على هذا الشرط وهذا يمكن حدوثه عندما تكون
الجائزة "جائزة إنتاج " لكن هذه الجائزة متعلقة فقط بالتطوير أو ما بعد
الإنتاج وهذا يعني أننا غير مشاركين بالإنتاج لذلك لم أحبذ هذا الاتجاه وقد
يقلل اختياراتنا في المشاريع والهدف أننا لا نعرض عرضا أول ولكن أن تطرح
هذه المشروعات بالسوق السينمائية كمساهمة منا في تنشيطها، وربما نحن كإدارة
مهرجان لا نحب الفيلم بعد الانتهاء منه فلماذا أذن نربط أنفسنا به؟
-
لكن لماذا لم يكن هناك تركيز إعلامي علي "أيام القاهرة
للصناعة"، خصوصًا أن فعالياتها جميعًا أقيمت بمكان منعزل عن الأوبرا "المقر
الأساسي للفعاليات"؟
كان هناك بيانات صحفية يتعلق جزء كبير منها بهذا الأمر بما
فيها من الإعلان عن الورش والمحاضرات النقاشية وكذلك عبر مواقع السوشيال
ميديا لكن من الطبيعي أن هذا الجزء يهم أصحاب الصناعة فقط وليس الجميع لذلك
وضعنا فعالياتها بالفندق فقط.
-
الملاحظ في الدورة الأربعين الاهتمام الكبير بمواقع
السوشيال ميديا وما يبث عليها من تنويهات إلى أي مدى تؤمن بأهمية هذه
المنصة في العمل؟
أؤمن بدورها كثيرًا وبدأنا قبل بداية المهرجان بأسبوعين
فقط، ففي البداية كنّا نقوم بعمل تدوينات عادية بأنفسنا لكن بعد ذلك
تعاقدنا مع وكالة متخصصة بداية من شهر نوفمبر، وسبب تآخرنا في الخطوة كان
لوجود بعض الأمور الإدارية والمالية حيث إنه لم تكن هناك سيولة من قبل كما
جاء رعاة المهرجان في مرحلة متأخرة حينها وقعنا التعاقد، لأن هذا الأمر
يحتاج ميزانية لا تنحصر فقط في مسألة شراء الإعلانات المدفوعة عبر هذه
المنصات بل تكاليف إنتاج الفيديوهات التي ننتجها وهو ما حدث للمرة الأولى
خلال هذا العام.
-
ما هو إجمالي ميزانية المهرجان تحديدًا ٣٨ أم ٤٠ مليون
جنيه؟
لم نصل لرقم ٤٠ مليون بل أقل بقليل ولكن ما أود التنويه
إليه أن هذه الميزانية ليست كلها أموالا بل هناك أشياء عينية قدمت من
الرعاة مثل رعاية حفلات أو خدمات أخرى، وهذه الميزانية هي الأعلى في تاريخ
المهرجان باستثناء الدورة الماضية فقد حصدت ميزانية مرتفعة قليلًا عن
السنوات السابقة لها بعد دخول ال "دي إم سي" راعيًا لها.
-
لماذا تم تأسيس مسرح لـ"الريد كاربت" أمام الباب الخلفي
للمسرح الكبير، وما هي التكلفة الإجمالية له باعتباره مكانا مجهزا بأحدث
التقنيات وأجهزة الصوت؟
لا أستطيع أن أصف هذا المكان بالمسرح ولكن هو شكل مميز
ومبهر للسجادة الحمراء تليق بالمهرجان، والحقيقة أنه تكلف كثيرًا نظرًا
لإنتاجه الفخم الذي دعم بأجهزة صوت حديثة وشاشات تلفزيونية ولكن ليس من حقي
أن أفصح عن إجمالي ميزانيته لأنها أشياء تتعلق بموردين وليس من حقي أن أفصح
عن أسعار هذه الأشياء فهي ليست ميزانية إجمالية، وهناك بعض العاملين في
المهرجانات العالمية ممن تواجدوا بالمهرجان أكدوا لي عدم تصديقهم لشكل
السجادة الحمراء لدينا هنا، والحقيقة لولا وجود الرعاة وأموالهم لما تمكنا
من الوصول لهذا.
-
ولماذا زيادة أسعار تذاكر حفلات الـ"جالا" المسائية على
السجادة الحمراء ٧٠ جنيها على التذكرة العادية؟
هذا حقيقي وذلك بسبب الإقبال الكبير الذي كانت تشهده هذه
الحفلات وأغلبها كان مبيعا بالفعل وهذه الزيادة سببها أن حفلات الـ"جالا"
مكلفة سواء على مستوى إقامة "ريد كاربت" بخلاف بعض العناصر الأمنية بما
يشبه فكرة الإنتاج في حين أيضًا أن هذه الأفلام يعاد عرضها في اليوم التالي
بالسعر العادي.
-
التواجد الأمني هذه الدورة كان يحمل أريحية في التعامل بعكس
الأعوام الماضية، هل كان ذلك مقصودًا لتقديم صورة طمأنينة للضيوف؟
الحقيقة لم أخطط لشىء معين، فما يحدث كل عام من تعاون بينا
وبين قطاع الداخلية حدث أيضًا في هذه الدورة، ويسعدني أن تكون هذه الصورة
التي وصلت للحضور .
-
الاهتمام بالصحافة العالمية كان حدثًا لافتًا للانتباه في
هذه الدورة بعكس الأعوام الماضية؟
حفل الافتتاح كان مدعوًا به ٢٠٠ صحفي مصري، لكن بالنسبة
لفعاليات المهرجان هناك عدد أكبر قاموا بالتغطية وصل عددهم إلى ما يزيد على
٣٥٠ أو ٣٨٠ صحفيا بالإضافة إلى ما يقرب من ٨٠ صحفيا أجنبيا وعربيا منهم ٣٢
صحفيا أجنبيا وما يفوق أربعين صحفيا عربيا وهم المدعوون تحديدًا من
المهرجان هذا بخلاف الصحفيين الآخرين الذين جاءوا على حسابهم لتغطية
الفعاليات حتى إن العدد وصل إلى ما يفوق ٨٠ أو ٩٠ صحفيا من الخارج.
-
كيف دعمت الصحافة العالمية المهرجان على الصعيد الدولي من
وجهة نظرك؟
هذا العام قمت بتعيين شركتين أجانب أحداهما متخصصة في
العلاقات العامة في السينما وأخرى في الصحافة الأجنبية وهؤلاء نجحوا في
إقناع عدد من الصحفيين المتخصصين في السينما يكتبون بأهم المجالات العالمية
والذين حضروا للمرة الأولى بالمهرجان منهم أشخاص عندما سافرت لمهرجان لندن
وجهت لهم الدعوة بنفسي، والحقيقة أن التغطية العالمية التي حدثت هذه الدورة
كان لها مردود كبير وأصداء دولية ربما لم نشعر بها نحن هنا بالقاهرة لكنها
حدثت بالفعل.
-
لماذا لم يكن هناك رئيس شرفي للمهرجان هذه الدورة؟
في الحقيقة أنا أراه منصبا لا معنى له، فإما أن يكون الرئيس
له دور فعال وملموس على أرض الواقع أو أنه يكون مجرد اسم ليس له معنى.
-
وردت أسماء في اللجنة الاستشارية للمهرجان ربما أثارت بعض
التحفظات منهم الإعلامية جاسمين طه زكي، والمخرج شريف البنداري،
وألا يتعارض وجود الأخير باللجنة مع كونه أحد أصحاب المشروعات المشاركة
بملتقى القاهرة ؟
بالنسبة لشريف البنداري هناك لجنة مستقلة بالملتقى هي التي
تقوم باختيار الأعمال وهو ليس لديه أي تأثير على الاختيارات، أما جاسمين طه
زكي فلديها علاقات كثيرة متميزة في قطاع السياحة والوزارة، وبالفعل وجودها
أفادنا كثيرًا فقد حصلنا على دعم مميز من هيئة تنشيط السياحة.
-
لاحظت في هذه الدورة أن مستوى الأفلام الموجودة خارج
المسابقات الرسمية أكثر تميزًا من نظيرتها المشاركة ..هل قصدت ذلك من أجل
الاهتمام بباقي برامج المهرجان الآخرى؟
بالفعل قصدت ذلك ولكن دعيني أوضح أن أفلام المسابقة الرسمية
تشترط عدم مشاركة أي أفلام في الفئة "أ" ضمن الأربعة عشر مهرجانا الأخرى
التابعة للاتحاد الدولي للمنتجين مثل "كان" و"برلين" و"فينسيا" وبالتالي لم
نستطع عرض فيلم مثل "روما" الذي شارك وحصد جائزة من مهرجان فينيسيا
بالمسابقة الدولية، وبالتالي اخترنا أفلام المسابقة جيدة ومستواها الفني
مميز ولكن ليس شرطًا أن تكون أكبر أفلام على مستوى العالم خلال العام، لذلك
قمنا بعرض هذه الأفلام الأخرى مثل "روما" في الأقسام غير الرسمية
بالمهرجان.
1.
هل ذلك تسبب في وضع فيلمي "مامنج" و"البجعة الكريستالية"
ضمن المسابقة الرسمية لاستكمال عدد أفلامها برغم أنهما كانا ضمن برنامج
"البانوراما الدولية"؟
عادة نترك مكانين فارغين بالمسابقة الدولية حتى نستقر على
اختيار محدد، لذلك قررنا وضع هذين الفيلمين بالمسابقة الدولية بدلًا من
الاستعانة بأفلام غير موجودة.
-
بعض الآفلام العربية التي شاركت بالمهرجان أثارت استياء
وتحفظ البعض منها ما شارك بالمسابقات الرسمية مثل "لا أحد هناك" ضمن "أسبوع
النقاد" أو "جريمة الإيموبيليا" الذي عرض خارج الأقسام الرسمية..ما تقييمك
لهذه الأعمال؟
فيلم "لا أحد هناك" شارك في المسابق الرسمية لمهرجان
"مراكش" مؤخرًا والتي كانت شديدة التميز وأعتقد أنه سيشارك بمهرجانات كثر،
وهناك الكثيرون أشادوا به فالآراء تختلف من شخص إلى آخر وبالتالي من دولة
إلى آخرى، وبالنسبة لـ"جريمة الإيموبيليا" هو اختيار رسمي خارج المسابقة
وليس شرطًا أن يخضع لنفس تقييم الأفلام المشاركة بالمسابقات الأخرى
للمهرجان.
-
تعتقد أننا في مصر مازلنا غير مؤهلين لاستيعاب "التجريب"
مثل "لا أحد هناك"؟
لا أريد أن أحصر الفكرة في هذه الدائرة، فالأمر غير مقصود
ويرتبط في النهاية بذوق الأشخاص فبعضهم أعجب به وآخرون تحفظوا تجاهه.
-
لكن هل كان لك أي تدخلات في اختيارات الأفلام أم تركت
المهمة للمديرين الفنيين للمهرجان؟
كنت أرشح أفلاما للأستاذ يوسف شريف رزق الله المدير الفني
للمهرجان ومعه المدير المساعد الناقد أحمد شوقي بعض الأفلام ، وكنت أتفق
على أفلام وأشاهد أيضًا بعض الأفلام بالإضافة إلى وجود أفلام كانوا يطلبون
مني إحضارها بسبب علاقتي بالخارج مع شركات الإنتاج والتوزيع وهناك أيضًا
أفلام نجحت في جلبها من خلال مشاركتي بعضوية لجنة التحكيم في قسم آفاق
بمهرجان فينسيا، وكنا نقسم خريطة العمل بينا من خلال تواجد كل منا في
المهرجانات العالمية مثل كان وبرلين وغيرها بحيث نغطي أفلامها جميعًا.
-
هناك العديد من الأسماء التي وجدت في لجان التحكيم مسابقات
المهرجان أثارت حفيظة الكثيرون منها ظافر عابدين في المسابقة الرسمية، وأبو
بكر شوقي وعائشة بن أحمد في المسابقة العربية، ومحمد حمّاد في أسبوع النقاد
وذلك على خلفية عدم تمتعهم بالخبرة الكافية التي تؤهلهم لعملهم في لجان
التحكيم؟
هناك الكثيرون لا يعرفون ماذا صنع هؤلاء بالسينما، ومثلًا
عائشة بن أحمد قدمت بالسينما التونسية العديد من الأفلام، وبالنسبة لظافر
العابدين فله مشاركات سينمائية عالمية، وبالنسبة لي فيلم "يوم الدين" الذي
قدمه أبو بكر شوقي يوازي عشرين فيلمًا صنعها آخرون فالمسألة ليست بالكم أو
ماذا قدموا في مصر على قدر ما صنعوه في مشوارهم الفني.
-
هناك كثير من الدعم الذي بدا واضحًا من رؤساء المهرجان
السابقين لك بهذه الدورة مثل الفنان حسين فهمي والدكتورة ماجدة واصف اللذين
تواجدا في فعاليات المهرجان بخلاف الظهور المفاجئ لمديرة المهرجان السابقة
سهير عبد القادر والتي كانت مقاطعة له بالفعل منذ عام ٢٠١٢؟
كان شرفا لنا تواجد كل هذه الأسماء بالدورة، وبالفعل وجهنا
الدعوة إلى سهير عبد القادر التي تواجدت معنا في حفل الافتتاح وكذلك سمير
صبري والذي كان أول مقدم للمهرجان بدورته الأولى، أما حسين فهمي وماجدة
واصف فقد كانا أوائل الناس التي قدمت مباركتها لي وتحديدًا رئيسة المهرجان
السابق التي قابلتها بمقر المهرجان أكثر من مرة وقدمت لي بعض النصائح، كما
أنني تلقيت دعما من عزت أبو عوف وحتى الفنانة ليلى علوي التي كانت المرشح
الأقرب لمنصب رئيس المهرجان كانت من أوائل الناس التي قدمت مباركتها ودعمها
وشاركت في كثير من فعاليات الدورة.
-
وهل صحيح أن الفنان سمير صبري هو من طلب تكريمه بحفل
الافتتاح؟
إطلاقًا، هو لم يطلب ذلك لكن الموضوع في الحقيقة وإن لم يكن
مقررًا من فترة طويلة لكنه جاء في حديثنا عن افتتاح المهرجان لأنه أمر جيد
ويضيف لنا بالدورة الأربعين خصوصًا وأنه تولى مهمة تقديم حفلات المهرجان
على مدار الدورات السبع الأولى.
-
كيف رأيت دعم أصدقاءك الفنانين لك بالمهرجان الذين حصروا في
حفلي الافتتاح أوالالتزام أو تواجدوا بالفعاليات؟
حفل الافتتاح تضمن حضور ضخم باستثناء خمسة ستة من نجوم الصف
الأول كنت أتمنى مشاركتهم بعكس الختامالذي قلت نسبة الحضور به ولكن في
النهاية أنا سعيد بكل هذا التواجد والدعم من الزملاء الذين كان الكثير منهم
أيضًا حريص على حضور الحلقات النقاشية والورش بالإضافة إلى الآفلام.
-
كيف تقييم تجربة قسم ال "VR"
أو الواقع الافتراضي الذي أضيف للمهرجان بدورته الأخيرة،
ولماذا لم يتم الإعلان عن وجود الفيلم المصري "زار" مشاركا به؟
شركة "فايف بي" التي نظمت هذا القسم متخصصة بالمجال وقمنا
باختيار الأفلام معهم وكان هناك فيلمًا قاموا بإنتاجه بالتعاون مع مصر لذلك
تم وضعه بالقائمة، ولكن للأسف الإنتاج المصري في هذا المجال قليل جدًا وسبب
قيامنا بوضع هذا القسم هو تحفيز الجميع على إنتاج تجارب تشارك به ونحن ثاني
المهرجانات بالعالم العربي التي تقدم هذه التجربة بعد مهرجان دبي.
-
هل حققت عروض منتصف الليل جدواها في هذه الدورة باعتبارها
المرة الأولى التي توجد بها؟
بالتأكيد فالغرض من وجود هذا القسم تحديدًا هو تغيير وجهة
نظر الجمهور وتقديم نوعيات أفلام أخرى له بعيدًا عن تلك المحفوظة بذهنه
سينما الرعب والإثارة فلابد أن يكون هناك نظرة على تجارب الآخرين المختلفة.