رامي عبد الرازق: أسامة فوزي وجيله تعرضوا لإجهاض عنيف
كتب: نورهان
نصرالله
قال الناقد رامي عبد الرازق، إن أسامة فوزي وجيله كانوا
يعتبرو امتداد لجيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية، وفي سياق سينمائي
طبيعي وناضج كان يجب أن يتولى هؤلاء الأشخاص امتداد المشروع السينمائي
المصري، ويكملو ما بدأه السابقون بلغتهم وأفكارهم، ولكنهم تعرضوا لحالة
إجهاض عنيف لم يتعرض له جيل سابق.
وتابع، كان أولهم أسامة فوزي، لأنه كان يريد العمل بسياقات
مختلفة عن السوق في ظل إنتاجات شحيحة، حتى مع حدوث نشاط سينمائي في نهاية
التسعينات كانت بعيدة عن السياقات التي كان يرغب في العمل خلالها، وغيره من
مخرجين جادين يتعاملون مع السينما باعتبارها مشروع ثقافي، متابعا: "باستناء
وجود منتج تحمس لتجارب مثل عفاريت الأسفلت وجنة الشياطين، التي تعتبر في
وقت ظهورها بداية الأفلام المستقلة الحقيقية، لأنها كانت مستقلة عن سياق
العام للسوق".
أضاف عبد الرازق لـ "الوطن": "الحصار الخانق الذي تعرض له
فوزى لم يقتصر على مستوى الإنتاج فقط، بل على عدة مستوايات منها مع الدولة،
فعلى مدار سنوات واجه مشكلة مع فيلم بحب السيما، بالإضافة إلى اعتراض
الكنيسة عن الفيلم، حتى المجتمع نفسه تغير نتيجة التحولات والتردي الحضارى
والمجتمعى اصبح ضد الفن الذي يحبه فوزي ويقدمه، وبالتالى كل تلك الساقات
كان لها دور في أن تقتصر أعمال المخرج الراحل على 4 أفلام".
وتابع: "رحلة البطل سمة دائمة في أفلام أسامة فوزي، ويكون
في مواجهة سياقات اجتماعية ضاغطة، الولد الصغير في بحب السيما، الرجل الذي
قرر ترك عائلته الاستقراطية والعيش تحت الأرض في جنة الشياطين، شخصيات
عفاريت الأسفلت التي تواجه مشاكل متعلقة بالحب والجنس والتفاوت الطبقي،
فالشخصيات الرئيسية في أفلامه تعانى من ضغوطات وانسحاقات، ولكنها تنتصر في
النهاية".
####
مجدي أحمد علي: أسامة فوزي فنان مهم ومتميز وكون ثنائيا مع
مصطفى ذكري
كتب: نورهان
نصرالله
يرى المخرج مجدي أحمد علي أن الربط المباشر بين رحيل المخرج
أسامة فوزي والصعوبات التي كان يواجهها في إنتاجه مشاريعه السينمائية، أمر
غريب، موضحا: "كل صناع السينما يعانون حتى يستطيعوا تقديم أفلامهم بالطريقة
التي تناسبهم، وهناك مبدعون يتحايلون على الوضع ليتمكنوا من تقديم
إبداعهم".
وأضاف أحمد علي لـ "الوطن": "فوزي فنان مهم ومتميز، ولكنه
كان وحيدا ومنطويا على ذاته ومنعزلا بشكل غريب ولديه عدد محدود من الأصدقاء
في الوسط السينمائي، وكون مع الكاتب مصطفى ذكري سينمائي قدما معا (عفاريت
الأسفلت) و(جنة الشياطين)، ولكنهم انفصلا في التجارب التالية لـ فوزي، وكان
عدم تفاؤلهم بالواقع سمة أساسية في أعمالهم".يذكر أن المخرج أسامة فوزي،
وفاته المنية ظهر أمس، عن عمر ناهز الـ 58 عاما.
####
محمد ياسين: أسامة فوزي صاحب مشروع متفرد.. وسيظل في تاريخ
السينما
كتب: نورهان
نصرالله
قال المخرج محمد ياسين، إن المشروع السينمائي للمخرج لا
يرتبط بمسألة الكم فالراحل عاطف الطيّب كان لديه مشروع سينمائي ولكن إنتاجه
كان غزيراً، وأسامة فوزي كان يملك بالفعل مشروعاً سينمائياً وكان لديه وعي
وفهم لمتطلبات الفيلم الذي يقدمه وفقاً لنوعه، وطبقاً للمشروع الكبير الخاص
به، وهي النقطة التي تفرق مخرج عن آخر.
وأضاف ياسين لـ"الوطن": "بالمقارنة مع عاطف الطيّب كان هناك
صناعة مزدهرة في ذلك الوقت، بالتأكيد أسامة كان يتمنى تقديم عدد أفلام أكبر
مما قدمه، ولكن كان أمام صناعة انهارت لسنوات طويلة، وبها متغيرات كبيرة هي
بالتأكيد التي أدت إلى تقلص عدد أفلامه بهذا الشكل".
وتابع: "أسامة فوزي كان شخص مؤمن بالذي يقدمه، فكان لا يقدم
إلا ما يحبه ويفهمه ويكون قادرا على السيطرة على كل فيلم يقدمه في ظل
مشروعه الكبير، إخلاصه الشديد للمهنة ولما يقدمه، تفانيه حياته وقدرته على
تحمل صعوبات كثيرة في حياته الشخصية، في سبيل حفاظه على قيمته واحترامه
للمتفرج الذي يقدم له الفيلم، بالرغم من قلة أعماله إلا أنه مخرج سيظل
موجود في تاريخ السينما المصرية، بحبه وإيمانه للمهنة".
المخرج أسامة فوزي، وافته المنية ظهر أمس، عن عمر ناهز الـ
58 عاما.
####
شقيق المخرج أسامة فوزي يستجيب لوصيته بعدم إقامة عزاء له
كتب: خالد
فرج
أعلن المخرج هاني جرجس فوزي عدم إقامة عزاء لشقيقه المخرج
أسامة فوزي استجابة لوصيته، بحسب ما أكد عبر صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك".
وكتب جرجس قائلاً: "بعتذر جدًا لعدم الرد على التليفون،
وبشكر كل الناس اللي اتصلوا بيا عشان يعزوني لوفاة أخويا المخرج أسامة
فوزي، وبعتذر لعدم الرد، لا يوجد عزاء لإن دي وصيته.. البقاء لله".
يذكر أن أسامة فوزي قد وافته المنية، أمس، بعد صراع مع
المرض عن عمر يناهز 58 عامًا.
####
"إسود وردي".. قصة مشروع سينمائي لم يكتمل للراحل أسامة
فوزي
كتب: نورهان
نصرالله
"إسود وردي" للمخرج أسامة فوزي، لم يكن مجرد عنوان رهان
جديد، لم يكن مجرد عمل أدبي مشجع على العودة إلى الساحة، لم يكن سيناريو
أخير يحمل اسم صاحبه قبل رحيله، الذي كان يرغب أن يكون جزءا جديدا من
مشروعه السينمائي المتفرد، حتى قبل أسابيع قليلة من رحيله المفاجئ كان
مازال يحمل الأمل داخل طيات قلبه المجهد من الحياة، في تقديم الفيلم بعنوان
"أسود وردي"، ليكون آخر عمل كان يرغب فوزي في تقديمه قبل وفاته.
"بالألوان الطبيعية" إنتاج عام 2009، فعليا هو آخر أعمال
الراحل أسامة فوزي، ليكون تتمة رباعية مشروعه السينمائي، ولكن الكواليس بها
حكاية أخرى، في 2014 عندما أصدار للكاتب مصطفى ذكري روايته السابعة "إسود
وردي"، تشجع "فوزي" ليعيد التعاون مع الكاتب الذي جمعه به أول فيلمين في
مشواره السينمائي "عفاريت الأسفلت" و"جنة الشياطين"، ويعيد الثنائي معا
النجاح الذي حققاه في تلك التجارب.
الرواية في أصلها أقرب إلى النص السينمائي، وقريبة من عوالم
"فوزي" و"ذكري" الغرائبية التي قدماها معا سابقا، حيث تدور أحداث الرواية
المأخوذ عنها الفيلم حول "خالد" الذي يجري بحث غامض حول كتاب نادر بعنوان
"خسوف كلي" لـ جاليليو جاليلي، وتكون الشخصيات الأساسية في الرواية هم
اللذين استعارو الكتاب من المكتبة على امتداد سنوات متباعدة، وهي الشخصيات
التي يبحث عنها خالد، ليدخل إلى عوالم ويلتقي بشخصيات مختلفة في تلك
الرحلة، لتظل "رحلة البطل" هى أبرز سمات سينما "فوزي" وفقا للناقد رامي عبد
الرازق.
وبالفعل جرى الاستقرار على فريق عمل الفيلم الذي كان يتكون
وقتها من عمرو واكد، لبنى عبد العزيز وجميل راتب، وبالفعل تم التعاقد معهم
على أدوارهم بالفيلم، وكان يتم الإنتاج من خلال شركة "زاد"، انتشرت أخبار
في ذلك الوقت عن توقف الفيلم بسبب انشغال بطله عمر واكد بمجموعة من الأعمال
الفنية.
منذ ذلك الوقت توقف الحديث عن الفيلم نهائيا حتى نهاية
2018، عندما ظهرا للنور بحثا عن فرص للتمويل، وذلك بعد قبول الفيلم في
مسابقة الدعم التي أقامها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 40 ضمن
"ملتقى القاهرة السينمائي"، في مرحلة قبل الإنتاج، ولكن للأسف خرج الفيلم
خالى الوفاض، وبرحيل "فوزي" يظل مشروعه الأخير معلق.
####
أسامة فوزي ليس الوحيد.. مخرجون تميزوا رغم قلة الأعمال
كتب: نورهان
نصرالله
أصحاب مشاريع وتجارب حقيقية، بالرغم من قلتها على مستوى
الكم إلا أنها ظلت علامات حقيقية في تاريخ السينما المصرية على مستوى
الكيف، قدموا خلالهم رؤيتهم وفلسفتهم وأجزاء من أرواحهم خلال تلك التجارب.
لم يكن المخرج الراحل أسامة فوزي هو الوحيد المقل في رصيده
السينمائي الذي لم يتجاوز الـ 4 أعمال، ولكن هناك الكثير من المخرجين لهم
أعمال أقل نسبيا من غيرهم مع كونها على مستوى فنى واحترافى متميز، وقد يرجع
ذلك أحيانا إلى قيود السوق:
- شادي عبد السلام:
فنان من طراز خاص، دخل إلى السينما من بوابة الديكور وتصميم
الملابس حيث عمل مع مجموعة مميزة من المخرجين من بينهم صلاح أبوسيف ويوسف
شاهين، حتى قدم تجربته الروائية الطويلة الوحيدة "المومياء" عام 1969، وجاء
في المركز الثالث بقائمة أفضل 100 فيلم مصري، إلا أن اسمه مازال يتردد
كواحد من أهم السينمائيين المصريين على مر التاريخ.
- توفيق صالح:
سبع أفلام طويلة هى إجمالى ما قدمه المخرج الراحل توفيق
صالح على مدار 40 عاما، بدأها بـ "درب المهابيل" في 1955، واختتمها بـ
"الأيام الطويلة" عام 1980، أي قبل 30 عاما من وفاته، وبين الفيلمين قدم
مجموعة هامة من الأعمال السينمائية منها "يوميات نائب في الأرياف" المأخوذ
عن رواية الكاتب توفيق الحكيم، و"المخدوعون"، المقتبس من رواية "رجال في
الشمس" للراحل غسان كنفاني، الذي حصد عدد من الجوائز الهامة. من إجمالي 7
أعمال ورد توفيق صالح في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، 3 مرات عن "يوميات نائب
في الأرياف"، "درب المهابيل" و"المتمردون".
- رضوان الكاشف:
حافظ على عالمه السينمائي ساحرا خصبا مليئا بالدهشة
والخيال، بعد سنوات طويلة من العمل مع مخرجين كبار، قرر أن يخوض تجربته
السينمائية الأولى مدفوعا برؤية وفلسفة خاصة لترك إرثا سيظل حيا، فكانت
البداية "ليه يا بنفسج" عام 1993، الذي جاء في قائمة أفضل 100 فيلم مصري،
ثم "الأنشودة الخالدة" كما أطلق عليها بعض النقاد لاعتبارها تحفة فنية
فريدة من نوعها "عرق البلح" عام 1999، أي بعد ما يقرب من 11 من كتابة
سيناريو الفيلم، ليقدم آخر أعماله "الساحر" عام 2001، ليرحل في العام
التالي عندما أكمل عامه الـ 50.
- داود عبد السيد:
"الفيلسوف" قد يكون المخرج الأكثر إنتاجا في تلك القائمة،
ولكن لا يمكن اعتبار 9 أفلام عدد كبير خاصة بالمقارنة مع أبناء جيله من
المخرجين، كان آخرهم عام 2015 بفيلم "قدرات غير عادية"، ولكنه قدم للسينما
مجموعة مهمة من الأعمال السينمائية ضمن مشروع سينمائي شديد الثراء لا يمكن
تغافله من بينهم "الكيت كات" المأخوذ عن رواية "مالك الحزين" للكاتب
إبراهيم أصلان، وهو ضمن أفضل 100 فيلم مصري، بالإضافة إلى "أرض الأحلام"،
"أرض الخوف"، "البحث عن سيد مرزوق" و"رسائل البحر". |