بهدف المساواة بين الجنسين المخرجات يقتسمن أفلام «برلين
السينمائى»
كتب: رويترز
تعهد منظمو مهرجان برلين السينمائى الدولى بتعزيز المساواة
بين الجنسين، واتخذوا بالفعل الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف من خلال
عرض عدد متساوٍ تقريبا من الأفلام التى أخرجها رجال ونساء، ومن بين 400
فيلم تعرض هذا العام فى المهرجان أخرجت نساء نصفها تقريبا.
وقال رئيس المهرجان، ديتير كوسليك، الذى وقع تعهدا بدعم
ظهور المزيد من النساء فى قطاع صناعة الأفلام: «لا يزال لدينا الكثير
لننجزه من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين». وسيهدف المهرجان لوجود مزيد من
النساء من بين أفراد لجنة التحكيم وفرق العمل. وهناك سبعة أفلام لمخرجات من
بين 17 فيلما تتنافس هذا العام على جائزة الدب الذهبى.
وقال كوسليك: «لم نشهد هذا من قبل فى تاريخنا.. ويثبت ذلك
أنه القرار الصحيح».
وتقول جيل آن هيرد، منتجة أمريكية لأفلام شهيرة مثل
(ترميناتور) و(إليانز) إن «التعهد بالمساواة بين الجنسين يرسل إشارة إلى
الحاجة لتغييرات فى قطاع صناعة الأفلام، حتى لا تظل المخرجات والمنتجات
الناجحات مجرد استثناءات».
وفى سياق متصل، أثار فيلم نرويجى بطولة الممثل المخضرم
ستيلان سكارسجارد، مشاعر الحنين إلى زمن الشباب والأماكن الطبيعة المرتبطة
بالماضى، ولكن مؤلف الرواية التى أُخذ الفيلم عنها يقول إن ارتفاع درجة
حرارة الأرض ليست الرسالة التى يستهدفها الفيلم وفيلم (أوت ستيلينج هورسيس)
الذى عُرض لأول مرة فى المهرجان مأخوذ عن رواية بيعت على نطاق واسع للكاتب
النرويجى بير بيترسون. وتروى القصة ذكريات رجل مسن عن أيام الصيف التى
قضاها فى طفولته فى غابات شرق النرويج، حيث اتخذ قرارات أثرت على حياته
كلها.
وقال بيترسون: «عندما كانت طفلا صغيرا عشت فى مكان قريب جدا
من الغابة.. وبعد سنوات كثيرة عدت إلى الغابة وكانت شيئا جديدا تماما».
«وعلى الفور بدأت فى كتابة هذه الرواية». الفيلم أخرجه هانز
بيتر مولاند ويتنافس على جائزة الدب الذهبى السينمائى.
ويحكى الفيلم قصة الصبى تروند، البالغ من العمر 15 عاما،
المرتبط بوالده والذى يتسلق الأشجار ويركب الخيول البرية ويساعد فى قطع
الأخشاب ونقلها خلال الصيف وهو مرتبط بوالده ثم تربطه مشاعر قوية بامرأة
أكبر منه بكثير. ويقول الأب، الذى يحب نفس المرأة، لتروند فى إحدى المراحل
«نحن نختار بأنفسنا متى نتألم».
وينتقل تروند بعد ذلك إلى أوسلو ولا يعود إلى المنطقة إلا
بعد خمسين عاما كأرمل وحيد. ولا يحول الشتاء البارد الذى تتساقط خلاله
الثلوج دون تدفق ذكريات ذلك الصيف بأسلوب عذب وإن كان كئيبا.
نشرت رواية بيترسون فى 2003 وحصلت على العديد من الجوائز
الأدبية فى النرويج وأوروبا.
وقال فاتح أكين مخرج فيلم «القفاز الذهبي» (ذا جولدن جلوف)
الألمانى الذى يعرض القصة الحقيقية لسفاح استهدف نساء فى حى الدعارة بمدينة
هامبورج فى السبعينيات إنه «لا يمجد العنف ولكن يسلط الضوء على النواحى
الإنسانية للضحايا والقاتل».
وعرض الفيلم ضمن عروض المسابقة الرسمية. ويروى الفيلم قصة
فريتز هونكا، وهو رجل قصير أحول ذو أنف مكسورة وأسنان مهترئة كان يجتذب
سيدات وحيدات من كبار السن من حانة «ذا جولدن جلوف» فى ميناء هامبورج إلى
شقته. وهناك كان يقتلهن ويُخزن أجزاء من أجسامهن.
وقال أكين، فى مؤتمر صحفى، إن «الفكرة هى أن كل شخص ليس
الضحايا فقط وإنما القاتل أيضا، له كرامته. وأعتقد أن هذا كان تحديا ولا
أعرف إن كنت قد واجهته. لا أريد أن أقدم تبريرا له. هذا الرجل مريض. ولكن
أردت أن يكون المشاهد معه خلال رحلته».
وقال إن «المشاهد الصادمة الخاصة بقيام هونكا بتقطيع أجسام
ضحاياه من العاهرات بالمنشار بعد اغتصابهن وقتلهن مزعجة، ولكنها كانت
ضرورية». وأضاف: «عندما تصنع فيلما عن العنف الجنسى لابد حينئذ أن تعرضه..
لا أحتفى بالعنف هنا».
ويتناول الفيلم تاريخ هونكا كطفل من ألمانيا الشرقية له
تسعة أشقاء وأب مدمن خمر وأم تعانى من اضطرابات قبل هروبه إلى هامبورج
وتنقله بين عدة وظائف.
وجسد دور هونكا الممثل الألمانى الشاب يوناس داسلر. وقام
هونكا بقتل ما لا يقل عن أربع نساء فيما بين عامى 1970 و1975 ولم يتم
اعتقاله إلا بطريق الصدفة بعد اشتعال حريق فى شقته والعثور على أجزاء بشرية
متحللة فيها.
من جانبه، قال الممثل الهندى، رانفير سينج، إن بلاده قد
تكون على أعتاب ثورة لموسيقى الهيب هوب موضوع فيلمه الجديد (جالى بوي) الذى
شهد مهرجان برلين العرض الأول له.
والفيلم من إخراج زويا أختار، ويحكى قصة الشاب مراد الذى
يؤدى دوره سينج، وهو طالب يعيش فى حى فقير وينتهى به الحال بأن يحل محل
والده المصاب ويعمل سائقا لأسرة غنية.
ويكتشف مراد فى نفسه موهبة غناء الراب للتعبير عن غضبه بسبب
الفقر والفجوة بين الأغنياء والفقراء، فيكتب عن أطفال فقراء خائفين يعيشون
بجوار ناطحات السحاب وسيارات فارهة فى حجم منازل الفقراء.
قال سينج: «ينقل هذا الفيلم نوعا من أنواع الموسيقى إلى
بؤرة الضوء فى الهند بعد أن كان فى الظل».
وأضاف: «أريد أن يؤذن هذا ببداية شىء ما لأننى أرى فى الهيب
هوب الهندى ثورة. إنه أكثر من مجرد موسيقى، فهو ثورة موسيقية واجتماعية».
وأشار سينج إلى أنه «نشأ على حب موسيقى الراب، معربا عن
سعادته لتسجيل خمس أغنيات من أغانى الفيلم بصوته».
ويصور الفيلم فى مدينة مومباى فقراء فى منطقة عشوائية
ينقبون فى القمامة وأطفال شوارع يبيعون المخدرات ومساكن من الصفيح بجوار
أثرياء هنود يترددون على حفلات صاخبة وناطحات سحاب حديثة، وسائحين
بريطانيين يزورون حيا فقيرا ويلتقطون الصور.
و(جالى بوي) من بين نحو 400 فيلم من المقرر عرضها خلال
الدورة الحالية لمهرجان برلين الذى تُختتم فعالياته وفى 17 فبراير الجارى. |