يختتم اليوم مهرجان برلين السينمائي الدولي فعاليات دورته
الـ69 بإعلان الفائزين بالدب الذهبي في مسابقته الرسمية التي شارك فيها
هذا العام16 فيلما من أنحاء العالم, وشهدت واقعة مؤسفة وهي انسحاب
المخرج الصيني زانج ييمو وفيلمه ثانية واحدة من المسابقة قبل عرضه بأربعة
أيام فقط نتيجة لمشكلات تقنية أثناء العمل علي الفيلم في مراحل ما بعد
الإنتاج.
وتشهد المسابقة هذا العام مشاركة عدد من الأفلام المتميزة
التي أشاد بها متابعو المهرجان وبتنوعها المعبر عن التغييرات التي طرأت علي
هذه الدورة التي يستعد فيها المهرجان لاستقبال إدارة جديدة مع رحيل رئيس
المهرجان ديتر كوسليك بانتهاء الدورة الحالية وتولي الناقد والمؤرخ
الإيطالي كارلو تشاتريان المدير الفني السابق لمهرجان لوكارنو السينمائي,
لمنصب المدير الفني لمهرجان برلين, إلي جانب مارييت ريسينبك التي ستتولي
منصب المدير التنفيذي ليتغير الشكل الإداري للمهرجان تماما بداية من العام
المقبل.
وتضع المنافسة القوية بين الأفلام لجنة التحكيم برئاسة
النجمة جولييت بينوش في موقف صعب, لاختيار الأفضل والذي في الأغلب سيعبر في
النهاية عن ذوق اللجنة وأعضائها, خاصة أن بعض الأفلام اختلفت حولها الآراء,
فعلي سبيل المثال الفيلمان الحائزان علي أعلي تقييم من نقاد مجلة سكرين
السينمائية المتخصصة من بين أفلام المسابقة هما التركي قصة ثلاث شقيقات
إخراج أمين ألبير وإنتاج ألمانيا وهولندا وتركيا واليونان رغم أنه من
الممكن اعتباره فيلما عاديا لا يميزه إبداعيا إلا المناظر الطبيعية للمنطقة
التي تدور فيها أحداث الفيلم في الجبال شمال شرق تركيا وتتناول قصة ثلاث
شقيقات يعملن خادمات في المدينة لكن الظروف تتسبب في عودتهن جميعا للحياة
تحت سقف واحد في منزل الأب بالجبال, ويتطرق الفيلم لما تتعرض له الخادمات
أحيانا وعليهن القبول به بصمت وهو أن تحمل إحداهن من رب المنزل نتيجة لصغر
سنها وسذاجتها وهو ما نراه في شخصية الشقيقة الكبري وتحاول تحذير شقيقاتها
من الوقوع في نفس الخطأ الذي كان نتيجته ابن اضطرت من أجله للزواج من شخص
تافه وغبي كان سببا في موت هذا الطفل في نهاية الفيلم.
ويتساوي معه في التقييم فيلم جدلي آخر وهو سينونمس أو
المترادفات إخراج ناداف لابيد وإنتاج ألمانيا وفرنسا وإسرائيل, وهو فيلم
يستخدم منهج العبث في تقديم قصة عن شاب إسرائيلي كان مجندا في الجيش, وقرر
السفر إلي فرنسا هربا من هويته الإسرائيلية ومن الضغوط السياسية في المجتمع
الإسرائيلي, ويرفض استخدام اللغة العبرية بمجرد وصوله إلي باريس ويستخدم
بدلا منها الفرنسية ويسعي لإتقانها مثل الفرنسيين ليصبح من أبناء البلد.
من جانب آخر يعتبر فيلم جاد إكسيزتس واسمها بيترونيا أو
الرب موجود واسمها بيترونيا إخراج تيونا ستروجار ميتيفسكا وإنتاج مشترك مع
مقدونيا وبلجيكا وسلوفينيا وكرواتيا وفرنسا, من الأفلام المميزة التي تقترب
من جوائز المهرجان حيث قدم الفيلم قصة عن العنصرية ضد المرأة في مجتمع
بمقدونيا في إطار كوميدي جذاب.
ويأتي في صدارة الأفلام التي تقترب من الجوائز كذلك فيلم
أوندوج أو بيضة الديناصور للمخرج ونج كوان من منغوليا, والذي قدم فيه صورة
بصرية رائعة لمنطقة نائية ومجموعة من الأشخاص يعيشون حالة من العزلة,
وتتشكل بينهم علاقات محدودة, وتدور الأحداث عن العثور علي جثة امرأة عارية
في سهوب منغوليا, وتترك الشرطة الجثة ليلة كاملة تحت حراسة شاب صغير وساذج.
وعلي الجانب الآخر كان فيلم القفاز الذهبي محبطا لمتابعي
أعمال المخرج المعروف فاتح أكين ويعتبر من أسوأ أفلامه; حيث قدم فيه قصة
حقيقية عن السفاح المعروف فريتز هانك الذي قام بقتل عدد من العاهرات في
هامبورج وقام بتقطيع أجسادهن وخزن أجزاء منها في منزله.
بينما تتفاوت تقييمات باقي الأفلام المشاركة في المسابقة
بين الصعود والهبوط مثل الفيلم الفرنسي باي ذا جريس أوف جاد أو ببركة الرب
للمخرج الفرنسي الشهير فرنسوا أوزون الذي تناول أيضا قصة حقيقية عن اعتداء
قس معروف علي الأطفال في الكنيسة ومعسكرات الكشافة, وقدم أوزون القصة من
وجهات نظر مختلفة من خلال3 شخصيات من ضحايا هذا القس قرروا مواجهة الكنيسة
الكاثوليكية ورفع دعوي قضائية ضدها.
وكذلك فيلم سيستم كراشر أو محطم النظام إخراج نورا
فينجشيدات وإنتاج ألمانيا الذي ينتقد النظام الاجتماعي الألماني لرعاية
الأطفال وعدم قدرته علي التعامل مع بعض الحالات الخاصة للأطفال المتمردين
والذين يطلق عليهم مصطلح سيستم كراشر لرفضهم الالتزام باية قواعد, وتميز
أيضا الفيلم الصيني سو لونج ماي سن أو الوداع يابني إخراج ونج تشيوان
بطريقته المميزة في سرد القصة التي تلاعب فيها المخرج بالزمن لتقديم قصة
إنسانية عن الألم الذي يعيشه أب وأم بعد فقدهما لابنهما الوحيد وعدم وجود
أمل بإمكان إنجابهما لطفل آخر. ويأتي في ذيل القائمة بالنسبة للتقييمات
أفلام اي واذ آت هوم, بط أو لقد كنت في المنزل, ولكن للمخرجة أنجيلا شانليك
وإنتاج ألمانيا وصربيا, ومستر جونز للمخرجة الهولندية آقنييسكا هولاند
إنتاج مشترك بين بريطانيا وأوكرانيا وبولندا, وفيلم المخرج النرويجي هانز
بيتر مولاند أوت ستيلنج هورسيس أو نخرج لسرقة الجياد من إنتاج السويد
والدنمارك والنرويج, والفيلم الإيطالي بيرناس إخراج كلاوديو جيوفانيسني,
وومن النمسا فيلم ذا جروند بنيث مي فييت أو الأرض أسفل قدمي إخراج ماري
كريوتزر, ومن إسبانيا فيلم إليزا ومارسيلا إخراج إيزابيل كويسيت, ومن كندا
فيلم جوست تاون انثولوجي إخراج دينيس كوتي. ومن المقرر أن تعلن لجان
التحكيم المستقلة اليوم أيضا في مؤتمرا صحفيا عن جوائزها, ومن بينها جائزة
لجنة تحكيم النقاد فيبريسي. |