كان الحدث الأبرز لفعاليات اليوم
الثاني ل مهرجان
القاهرة السينمائي ، عقد ندوات تكريمية
للمكرمين الثلاثة ب مهرجان
القاهرة السينمائي وهم المخرج
البريطاني تيري
جيليام ،
والمخرج شريف
عرفة ،
والفنانة منة
شلبي ،
والذين شهدوا حضورا جماهيريا كبيرا ومتنوعا.
وفيما يلي ملخص لأهم ما ورد بندوات المكرمون الثلاثة:
تيري جيليام
أكد المخرج البريطاني الذي حصد
جائزة فاتن حمامة التقديرية ب مهرجان
القاهرة السينمائي ، أنه لا يتمكن من
تحديد ذروة نجاحه في مساره المهني، حيث اعتبر أن تلك اللحظات تأتي وتذهب،
منوهًا أنه يستعد قبل أن يقوم بتصوير الفيلم جيدا لأن ذلك يوفر عليه جهدًا
كبيرًا، ضاربًا المثل في فيلم "فيشر كينج" الذي بذل فيه مجهودا شاقا مشيرًا
إلى أنه الآن يقوم فقط بوضع بعض اللمسات الصغيرة.
وفي حواره أيضًا، تحدث تيري
جيليام عن
علاقته بالممثل الذي لابد ألا يتدخل في رؤيته الفنية، مؤكدًا كونه يحب
الممثلين الذين يقترحون علي بعض الأفكار للشخصيات الذين يقومون بأدائها في
أي فيلم، كما وجه نصائح للسينمائيين الشباب وهي أن يعملوا وفقا لمبادئهم
التي يؤمنون بها وأن يتحلوا بالإصرار والعزيمة حتي يصلوا إلى حلمهم ولا
يقفون عند نقطه معينة حتي إذا فشلوا؛ حيث أكد أن على المخرج أصعب كثيرا من
الممثل.
وتحدث أيضًا عن التمويل منوهًا أن كل مخرج له طموحات وآمال لكن في النهاية
يصنع الفيلم وفقا للميزانية المحددة وإذا شعر أنه يتطلب أكثر من ذلك، يبدأ
بالتدخل ويتخلي عن أشياء معينة ويعوضها بأخرى، كما أعرب عن رأيه في أفلام
الأبطال الخارقين؛ حيث أكد أنه لا يحب إخراج مثل هذه الأفلام لكونها تمتص
كافة التمويل المتاح ولكن على الجانب الآخر وصف هذه الأفلام بكونها رائعة
رغم كونها لا تحمل موضوعًا واقعيًّا.
كما أوضح جيليام أنه يرغب دائما في الممثل الذي يتمتع بنجومية الشباك لأنه
يساعد ويدافع عن الفيلم ويحميه من تدخل الإنتاج، منوها إلى تفضيله للممثل
الذي يتمتع بروح الدعابة، منوهًا أنه لا يقوم بالكتابة بمفرده ولكنه يحب
مشاركة الآخرين في كتابة السيناريو، حيث يبحث دائما عن النصوص الجيدة في كل
مكان.
وبسؤاله عن القاهرة، أكد جيليام أنه لا يستطيع أن يصف القاهرة، أو يفهمها
كمدينة تمتلئ بالمباني لكن ليس بها معمار، مؤكدا حبه لأهلها لكونهم مفعمون
بالطاقة ويضحكون كثيرا، وأشار جيليام أيضًا إلى أنه لا يحب أن يختار فيلما
واحدا كأفضل عمل في مشواره، بالرغم أن البعض اختاروا فيلم (برازيل) كأفضل
أعماله، ورغم عشقه له إلا أنه لا يحب اختيار عمل على حساب آخر.
منة شلبي
قالت في لقائها إنها تحدث لها كثيرا حالات اكتئاب وتذهب لطبيب نفسي في بعض
الأحيان بسبب طبيعة تقديمها لأدوار معينة منوهة أنه من المهم أن يكون لها
دور مهم ومؤثر في الأحداث حتى إن كان ذلك على مستوى مشهد واحد فقط.
كما أكدت أنها كانت محظوظة بالعمل مع كبار النجوم والمخرجين في بداية
حياتها منوهة أنها دائما تعمل مع كبار النجوم، وأن المخرج دائما لابد أن
تكون لديه سيطرته وأسلوبه على العمل حتى إذا كانت لدى الممثل قناعات معينة،
كما نوهت في حديثها إلى ضرورة أن تكون لديها علاقة طيبة مع الجميع العاملين
في لوكيشن التصوير لأن ذلك يؤثر على حالتها في العمل كله، وأشارت أيضا إلى
أن الاعتياد على العمل مع شخص يسهل عليها الأمر في العمل.
ونوهت منة إلى أن العمل مع المخرجة المرأة يجعلها تشعر بقضياها أكثر من
الرجل، وهو ما حدث مع هالة خليل في فيلمهما "نوراة" التي حصلت فيها على
العديد من من الجوائز، وربما يصل المخرج الرجل للمرأة ولكن المرأة أكثر في
الحديث عن نفسها المرأة ربما إلى حد دقيق تستطيع أن تقوم من خلاله بترجمة
مشاعر المرأة.
وأشارت منة
شلبي إلى
أن صناعة المسلسلات تختلف عن السينما لأنها تمكث في الأخيرة لمدة طويلة في
اليوم ولكن تشعر في الوقت ذاته بأن الشخصية تدفق بداخلها، مؤكدة أن النقطة
الوحيدة التي تود التأكيد عليها أنه لا يوجد أمر سهل في الحياة.
وأضافت أنها لديها لعبة تجريها قبل الدخول في أي شخصية تسألها ١٢٠سؤالا عن
هوياتها وطريقة تحركها وكيف تتحدث وغيرها، كما نوهت إلى أنها تقوم حاليا
بأداء دور صعب وهو نوعية من أدوار التي لم تلعبها من قبل عن الشخصية السيكو
دراما، وفي كل مرة تذهب فيها للتصوير تعتقد أنها تعرفها لكنها في الوقت
نفسه تكتشف أنه لا يعرفها، مشيرة الى أن هناك بعض الشخصيات التي يصعب
التعرف عليها.
كما تحدثت عن بدايتها الفنية والتي بدأت من خلال اعتيادها الكذب على
والدتها والتي دعتها للاستفادة من هذا الكذب في عمل مفيد، مؤكدة أنها دريت
في المعهد العالي للفنون المسرحية وقام بالوقوف معها حينها الدكتور أشرف
زكي، كما أكدت أنها لا يمكن أن تنزعج من إزالة مشهد في فيلمًا لها لأن ذلك
في مصلحة العمل والمهم أن يكون دورها مؤثر.
شريف عرفة
أكد في رده على تساؤل لـ "بوابة الأهرام" حول تحديه لظروف صناعة السينما
بتقديم مجموعة من الأفلام الجادة في ظل وجود سينما المقاولات حينها، حيث
أكد أن الثقة بالنفس هي عامل مهم في النجاح، وأشار إلى أن الأمر يعود
لتوفيق من الله الذي يمنح أسبابا وظروفا تتيح للشخص الفرصة الحقيقية، بخلاف
الموهبة التي يمنحها الخالق لذلك، مؤكدا أنه شاهد موهبين كثر لا يكملون
مسيرتهم بسبب اليأس الذي يعيشونه.
كما تحدث عن علاقته بالراحل أحمد زكي تحديدًا في فيلم "حليم" الذي أكد أنه
قبل العمل به من أجل تحسن الحالة الصحية للراحل لكونه لا يحب تقديم شخصيات
السير الذاتية؛ حيث أكد طبيبه أن حالته تتحسن بالتمثيل.
وأكد عرفة، أن تكريم مهرجان القاهرة بالنسبة له يحمل مكانة كبيرة تعلم منها
في صغره؛ حيث كان النافذة الوحيدة التي يشاهد من خلالها الأعمال حتى إنه في
أحد أفلامه عمل مشهدا عليه في حديث بين الفنان عادل إمام ومحمد هنيدي وهو
المشهد الشهير الذي قال له فيه "الفيلم ده قصة ولا مناظر".
وأشار عرفة إلى حكاية عن المهرجان جمعته بالراحلة فاتن حمامة التي منح
الجائزة التي تحمل اسمها، حيث كانت ترأس لجنة التحكيم في إحدى دوراته؛ حيث
كان يعرض فيلم "يامهلبية يا" وحينها هاتفتني الراحلة وكانت متحمسة للفيلم
بمنحه الجائزة إلا أنه بسبب عدم فهم لجنة التحكيم لطبيعة الإفيهات في
الفيلم التي يفهمونها لم يتمكن من الحصول على الجائزة.
وشدد عرفة، على أن صناعة السينما هي قوة مصر الناعمة الثانية بعد الجيش،
ضاربا المثل بلقاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المغرب بأحد المواطنين
عندما قال له "سلملي على إسماعيل يس" كما أشار إلى أن السينما هي قوة مصر
الناعمة التي ورثوها من الأجيال القديمة، وهي المسئولية التي منحها لجيله.
وأوضح عرفة أن السينما المصرية تشتغل بمبدأ "على الله"، حيث إن شركات
التوزيع في الخارج تمنح المخرج نسب إيراداته في كل عام أول بأول وبالتالي
يقدم المنتج ميزانية على قد الفيلم بعكس ما يحدث في مصر، مؤكدًا أن التوزيع
الخارجي هو ضامن لكن يستحيل تغطيته تكلفة الفيلم، وبالتالي هو لايطلب من
الدولة أن تضخ في الإنتاج ويحملها أعباء بل فقط تسهيلات خاصة بالتصاريح
وازالة العوائق الروتينية.
على الجانب الآخر
حمل اليوم الثاني لفعاليات
القاهرة السينمائي بشرى أخرى تتمثل في خبر اعتماد مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي، من أكاديمية
فنون وعلوم الصورة المتحركة، ليؤهل أفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار،
بدءا من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر ٢٠٢٠ لينضم "القاهرة" بذلك إلى
قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان
وفينيسيا، ويكون أفضل فيلم في مسابقته القصيرة (سينما الغد)، مؤهلاً
للمنافسة في فئة الفيلم القصير (روائي أو تحريك) ضمن جوائز الأوسكار، دون
الحاجة لعرضه تجاريا، بشرط أن يتوافق الفيلم مع قواعد الأكاديمية.
كما أنطلقت بالأمس أولى فعاليات النسخة الثانية من أيام القاهرة لصناعة
السينما، التي افتتحها رئيس المهرجان بتأكيده على دور المهرجانات المختصة
في دعم أصحاب المهارات والمواهب في صناعة السينما لتنفيذ مشروعاتهم، وعلى
هامش افتتاح الملتقى أجريت بعض الجلسات النقاشية بدأت بحوار مع المنتج
ستيورات فورد المدير التنفيذي لشركة
AGC،
كما قدمت محاضرة عن بيع الأفلام شديدة الانتقائية قدمها جابور جراينر،
بخلاف مناقشة عن قوة الحكي في تناول السينما والدراما التليفزيونية للعنف
بخلاف مناقشة أيضًا عن الزاوية الجديدة في صناعة الأفلام الحجمية.
بدأت المنافسة بالأمس في المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان بعرض فيلمي
"موسم ممطر" و"جدار الصوت" الذي أقيم له عرض "جالا" على السجادة الحمراء،
ونوال تحية وتصفيق كبير من الحضور، وسبق الفيلم كلمة للمخرج أحمد غصين تمنى
فيها النجاح للثورة الحالية في لبنان.
بدأت بالأمس توزيع استمارات التصويت الخاصة بجائزة الجمهور التي تحمل اسم
الراحل يوسف شريف رزق الله، حيث يتم توزيعها على الحضور خلال دخولهم
المسرح.
أثار فيلم "سيدة البحر" الذي عرض بالأمس على هامش مسابقة آفاق السينما
العربية جدلًا بين الحضور، وهو التجربة الأولى لمخرجته شهد أمين حيث نال
إعجاب البعض في حين أنه لم ينل استحسان الكثيرين بسبب طبيعة الفيلم التي
تعتمد بشكل أساسي في سرد الأحداث عبر كادرات التصوير أكثر من الحكي، وقد
سبق الفيلم عرض "جالا" على السجادة الحمراء.
حضر كل من النجمين ليلى علوي،
وشريف منير، والمخرج عمرو عرفة في ندوة تكريم المخرج شريف
عرفة كما
تم توزيع الكتاب الاحتفائي الخاص به الذي يحمل قراءة من الناقد طارق
الشناوي عن مسيرة عرفة الفنية. |