وداعًا "الدلوعة" ماجدة الصباحي..
بدأت التمثيل في عمر الـ 15 وغيرت اسمها خوفًا من أسرتها
كتب- عمرو إسماعيل
:
رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة الكبيرة ماجدة
الصباحي،
عن عمر يناهز 88 عامًا
.
وقدمت ماجدة
الصباحي،
للسينما عددا من أهم الأفلام الاجتماعية والدينية والوطنية والتي تم تصنيف
عدد منها في قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما، وتُعد من أهم نجمات
الزمن الجميل والتي قدمت عشرات الأفلام كممثلة ومنتجة، كما أن لها تجربة في
الإخراج وقد تميزت عن بنات جيلها برقتها الزائدة وصوتها المبحوح ودلعها،
وهذا ما لفت الأنظار إليها في البداية لتقدم مجموعة من الأفلام الهامة في تاريخ
السينما المصرية،
فقال عنها الفيلسوف الفرنسي سارتر: "هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي".
ولدت الفنانة الراحلة عفاف
علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي،
في 6 مارس عام 1931، والتي اختارت اسم الشهرة "ماجدة"، خوفًا من أسرتها،
بمحافظة طنطا، وحصلت على شهادة البكالوريا في اللغة الفرنسية، حيث كان
والدها من كبار موظفي وزارة المواصلات، كما كان أحمد الصباحي من أفراد
أسرتها يشغل منصب مجلس شورى القوانين وكانت أسرتها تمتلك العديد من الأملاك
.
وبعد طفولة 15 عاما من عمرها، قررت أن تمثّل بعد أن عرض
عليها المخرج سيف الدين شوكت، المشاركة في فيلم "الناصح" عام 1949 أمام إسماعيل
ياسين،
ولكنها طلبت منه تغيير إسمها على التتر إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من
أسرتها، وقد نشبت مشاكل عديدة بين أسرتها وبين أسرة الفيلم أدت لتعطيل
العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة
الأمور، وفي اقناعهم بعرض الفيلم.
اشتهرت الراحلة ماجدة
الصباحي،
في أعمالها، بـ" البنت الدلوعة" لكنها أيضاً قدمت العديد من الأعمال الهامة
والدينية في مشوارها، فتنوعت اعمالها، بالإضافة إلي إنها أنشأت شركة إنتاج
خاصة بها أسمتها "أفلام ماجدة" كان مقرها في عمارة الإيموبيليا، وعلى الرغم
من عشق ماجدة للسينما لكنها رفضت العمل في المسرح، وذلك لرغبتها في ألا
تكرر ما تقدمه يوميًا على خشبة المسرح.
وكان للراحلة ماجدة
الصباحي،
تجربة وحيدة في اﻹخراج من خلال فيلم "من أحب؟"، ومن أفلامها الدينية
"انتصار الإسلام" و"بلال مؤذن الرسول"، ومن أفلامها الوطنية فيلم "الله
معانا" وفيلم "جميلة بوحيرد" والذي حققت من خلاله شعبية كبيرة على مستوى
العالم، إذ جسدت خلاله شخصية المناضلة "جميلة بوحيرد"، كما قدمت شخصية ليلى
في فيلم "قيس وليلى".
وكونت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت
مع إسماعيل
ياسين "ليلة
الدخلة" و"فلفل" و"الآنسة حنفي"، وغنى لها عبد الحليم حافظ "أهواك" في
فيلم "بنات اليوم"، وقدّمت مع رشدي أباظة أفلام "المراهقات" و"دنيا
البنات" و"حواء على الطريق" و"زوجة لخمسة رجال".
كما قدمت مع فريد الأطرش، "لحن الخلود" و"من أجل حبي"،
ومع يحيى شاهين، "مرت الأيام" و"هذا الرجل أحبه" و"أين
عمري" و"عشاق الليل"، وشاركت زوجها إيهاب نافع أفلاماً مثل "الحقيقة
العارية" و"القبلة الأخيرة" و"هجرة الرسول"، وكان آخر فيلم قدمته هو "ونسيت
اني امرأة" في عام 1994، ومن أهم أفلامها أيضاً "النداهة" و"العمر لحظة"
و"أنف وثلاثة عيون".
مشاركتها في المهرجانات
وتخليدًا لدور الراحلة ماجدة
الصباحي،
شاركت في مهرجانات عديدة منها، عام 1967، عضوية لجنة التحكيم الدولية في
مهرجان موسكو السينمائي الدولي، كما شاركت في عضوية لجنة التحكيم بمهرجان
الهند السينمائي عام 1964.
وخلال تواجدها في اسبوع الفيلم المصري في مقديشيو عام 1988،
قابلت الرئيس الصومالي محمد سياد بري، مع وفد الفنانين، كما اختيرت لتكون
عضو بلجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على جائزة وزارة
الثقافة والإرشاد، وشغلت منصب الرئيسة الفخرية والرائدة لجمعية السينمائيات
المصريات التي إشتهرت في عا م 1990، وقد حملت اسمها دار عرض تم افتتاحها في
عام 1992 في ميدان حلوان في مصر ودار عرض أخرى بإسمها في الخرطوم، كما
كرمها الرئيس
السابق عدلي منصور في
عيد الفن، وذلك في عام 2014. |