بدأ مسيرته بموقف محرج واعتذر عن كتابة «الإمبراطور»..
أبرز محطات مشوار وحيد حامد
كتب: أماني
حسن
«الإرهاب والكباب»، «الهلفوت»، «إحكي يا شهرذاد»، «الدنيا
على جناح يمامة»، «الراقصة والسياسي»، وغيرها من الأعمال التي استطاع
الكاتب الراحل وحيد حامد كتابة تاريخه الفني من خلالها على مدار أكثر من 40
عام، باختيار شخصيات من الشارع المصري يجسدها عدد من أقرب النجوم إلى قلوب
الجمهور، الأمر الذي مكنه من مخاطبة جميع فئات المجتمع.
وحيد حامد من مواليد 1944 مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية،
درس بكلية الآداب قسم علم الاجتماع، وتخرج فيها، وبدأ مسيرته الأدبية في
أواخر فترة السيتينات، بكتابة القصص القصيرة والمسرحيات ثم اتجه لكتابة
الأعمال الفنية سواء السينماية أو الدرامية، واختتم مشواره الفني بفيلم «قط
وفار» ومسلسل «الجماعة 3» الذي لم يتم عرضه، ورحل وحيد حامد اليوم، السبت،
بعد تعرضه لأزمة قلبية، عن عمر يناهز 77 عامًا.
«المصري اليوم» يرصد أبرز المحطات في حياته الفنية.
كيف تحدث عن الدور الوحيد الذي لعبه؟
روى وحيد حامد تفاصيل الدور الوحيد الذي لعبه كممثل في أحد
أهم أفلامه وأكثرها ارتباطًا بالجمهور وهو «اللعب مع الكبار»، موضحًا أنه
جاء عن طريق الصدفة.
قال «حامد» في حوار سابق ببرنامج «معكم منى الشاذلي»
المُذاع على قناة «cbc»
وتقدمه الإعلامية منى الشاذلي، «كنت متواجد بالصدفة في الاستوديو أثناء
تصوير الفيلم، وكان هناك مشهد لعادل إمام وهو يجلس على القهوة، وكان فريق
العمل يبحث عن كومبارس لمشاركته لعب الطاولة خلال المشهد».
وعرض النجم عادل إمام عليه القيام بالدور «إيه رأيك يا وحيد
أنت اللي هتيجي تقعد قدامي وترمي الزهر وتقول حسن تعالى ألاعبك عشرة
طاولة».
ونفى أن يكون قام بالدور رغم صغر حجمه من أجل توفير أجر
الكومبارس، مشيرًا إلى قيامه بتجربة التمثيل حيث أعاد الجملة أكثر من عشر
مرات حتى خرج المشهد بشكل مقبول.
كيف وطد علاقته القوية بنجوم الفن؟
وحيد حامد من أبرز الكُتاب الذين تركوا بصمتهم في قلوب
الفنانين وعرف احتفاظه بعلاقات خاصة جدًا وفريدة مع عدد من ألمع النجوم من
جيله، فضلًا عن الأجيال اللاحقة، وقد يتسائل البعض كيف استطاع شخص واحد هذا
دون أن يكون له خلاف يُذكرر مع أحدهم.
«أصل احنا كنا جيل واحد وقريبين جدًا من ثقافة بعض»، هكذا
أجاب الكاتب الراحل عن كيفية احتفاظه بالعلاقة الطيبة مع نجوم أمثال أحمد
زكي، ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام، موضحًا أنه كان هناك ود متبادل بينهم.
وقال خلال لقائه في برنامج «يحدث في مصر» المُذاع على قناة
«mbc
مصر» ويقدمه الإعلامي شريف عامر، «أنا لم أغضب أحد وبالتالي لم يغضبني
أحدهم، حتى الخلافات التي كانت تحدث بيننا كانت تنتهي بسرعة»، مشيرًا إلى
أن عنصر المنافسة لم يحدث بينهم أي خلاف «نجاح الآخرين كان بيفرحنا ودي
كانت ميزة».
كيف كانت شخصيات أفلامه حقيقية؟
مشوار فني طويل، قدم خلاله ما يزيد عن 80 عمل بين السينما
والتليفزيون، كيف استطاع جمعهم من أرض الواقع دون الاستعانة بشخصيات من وحي
خياله.
كشف «حامد» خلال حوار سابق أن جميع شخصيات أفلامه هي شخصيات
حقيقية، «الشخصيات كانت حقيقية وإن كانت زائفة، لما حصلت على حب الناس
وتعاطفهم».
وعن كيفية اختياره لتلك الشخصيات فأوضح «أنا ابن الشارع،
وقبل الشارع كنت ابن قرية بسيطة ووالدي فلاح بسيط»، مضيفًا «نشأتي في
القرية، ثم المدينة ثم المجتمع جعلتني أحتك بالناس فأنا أعيش وسطهم ولم
أتخلى عنهم أبدًا».
وأضاف «إن كنت قد اعتادت على العمل أمام النيل فهذه عادتي
أثناء الكتابة، ولكن في غير أوقات العمل أنزل الشارع وأتعامل مع الناس عن
قرب».
كيف انتشله محمد عبدالحليم عبدالله من اليأس
«لولا وجود هذه اللمسة الطيبة كنت أصبحت شخصًا آخر»، بهذه
العبار أبدى وحيد حامد امتنانه للأشخاص اللذين مدوا له يد العون في بداية
مسيرته.
ويروي «في يومًا ما في بدايتي كنت أقرأ قصة لي في ندوة
بنادي القصة، وأثناء قرائتي قام أحد النقاد بنقدي على الملأ نقدًا لاذعًا،
مؤكدًا انني لا أقفه شيء في الكتابة ولا بد أن أبتعد عنها»، «مسح بيا البلط
وقالي إيه الفشل ده».
وأضاف في حواره مع شريف عامر «أقسم بالله كنت منتظر الندوة
تخلص عشان آخد أول قطر لأعود لبلدي على ألا اعود مرة أخرى».
وفجأة قام محمد عبدالحليم عبدالله وكان سكرتير النادي آنذاك
ودافع عن القصة على الملأ أيضًا وظل يذكر في مميزاتها، وكافئه بالذهاب
لرحلة نظمها النادي مجانًا، ويقول «حامد»، «حينها بدأ الأمل يتسرب لي من
جديدة»، مضيفًا «الدم بدأ يرجعلي».
تفاصيل اعتذاره عن كاتبة مسلسل «الإمبراطور»
تحدث وحيد حامد خلال حوار سابق له عن تفاصيل اعتذاره عن
كتابة مسلسل «الإمبراطور» الذي يتناول السيرة الذاتية للنجم الراحل أحمد
زكي.
قال «حامد» خلال استضافته في برنامج «التاسعة«مع الإعلامي
وائل الإبراشي، إنه تلقى مكالمة هاتفية من المخرج محمد سامي ولم يكن على
علم أنه بصحبة محمد رمضان في ذلك الوقت، وعرض عليه كتابة السيرة الذاتية
لأحمد زكي لتناولها في عمل فني.
وأوضح «أخبرته أنني مرتبط بكتابة الجزء الثالث من مسلسل
الجماعة، فأعطاني محمد رمضان ليحدثني بنفسه»، وعرض «رمضان» عليه تفاصيل
المشروع لكنه أوضح أنه ليس لديه وقت.
ومع استمرار المناقشة طلب الكاتب الراحل من محمد رمضان عرض
الفكرة على تامر مرسي وإخباره برغبته في أن يشارك «حامد» بالكتابة، «قولت
لو أستاذ تامر مرسي قال يشتغل يبقى مفيش الجماعة، ولكنه أجاب مؤكدًا بأنني
مرتبط بمسلسل الجماعة».
ومضى قائلًا: «استيقظت من نومي في يوم اجتماع محمد رمضان مع
تامر مرسي، ووجدته قد اتصل بي لكني لم أسمع الهاتف لذلك حدثته ذوقيًا حين
رأيت الهاتف فأجاب موضحًا أنه خرج من الاجتماع وسيحدثني فور وصوله للمنزل»،
مضيفًا أنه لم يحدثه حتى لحظة حديثه «ولحد دلوقتي مكلمنيش».
رأيه في رفض بعض الممثلين للمشاهد الجرئية
أثناء الجدل الذي أثاره الفنان يوسف الشريف بعد إعلانه
لرفضه لملامسة النساء أو تقديم مشاهد جريئة، أبدى وحيد حامد رأيه في هذا
المبدأ قائلًا «اللي مش عاوز يشتغل الشغلانة دي يسيبها».
وقال خلال حديثه للإعلامي وائل الإبراشي، «الفيصل في هذه
القصة هو رضاء المؤلف عن النص المكتوب وكذلك المخرج وكذلك جهة الإنتاج
والرقابة» مشيرًا إلى أن الرقابة هي المسؤولة عن حفظ قيم المجتمع وبالتالي
فالعمل ساري إذا حصل على موافقتها.
وتابع «الممثل من حقه القبول أو الرفض، ولكن دون أن يرفض
إرادته على فريق العمل من خلال طلبه بإحداث تغييرات على النص». |