•
انطلاق العروض بوثائقي يرصد آلام ضحايا حرب الأيام الستة
بين أوغندا ورواندا.. وسيدة في الثمانين من عمرها تتصدى لبناء سد يهدد بغرق
قريتها في ليسوتو
•
مخاوف السينما التقليدية من سيطرة المنصات الرقمية على
مائدة الحوار في اليوم الأول
انطلقت عروض مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أمس الأول،
بالفيلم التسجيلي الطويل "مع التيار نحو كينساش" المشارك في مسابقة الأعمال
التسجيلية الطويلة باسم جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو الفيلم الذي
اعتبره النقاد والمتابعون للمهرجان بداية قوية لعروض الدوة العاشرة، وحرص
عدد كبير من ضيوف المهرجان على حضور عرض الفيلم الذي يتناول قضية إنسانية
مزمنة، وهي المتعلقة بضحايا حرب الأيام الستة بين أوغندا وروندا، التي خلفت
ضحايا بلغ عددهم 3 آلاف شخص بين قتيل ومصاب.
وخلال رحلة مع تيار النهر إلى العاصمة، يستعرض مخرج الفيلم
ديودو حمادي آثار هذه الحرب التي اندلعت في عام 2000 على مجموعة من
المعاقين جسديا، الذين يسعون إلى العاصمة للوصول بقضيتهم إلى مسامع
المسئولين في الحكومة والبرلمان، والمطالبة بالتعويضات التي أقرتها منظمات
عالمية لمتضرري هذه الحرب.
الفيلم إنتاج مشترك بين الكونغو وفرنسا وبلجيكا، ويتناول
عبر صورة واقعية تفاصيل تلك الرحلة المحفوفة بالكثير من المخاطر، من أجل
الحصول على حقوق صحايا تلك الحرب، وترصد الكاميرا أيضا واقع دول القارة
التي تعاني الفقر وندرة الخدمات الإنسانية.
كذلك شهد اليوم الأول للدورة العاشرة من المهرجان عرض فيلم
الافتتاح "هذه ليست جنازة.. هذه قيامة" للمخرج ليمو هانج جريمايا موسيسي،
وإنتاج ليسوتو ـ إيطاليا، الذي رفع لافتة كامل العدد على قاعة العرض، مع
التزام إدارة المهرجان بالإجراءات الاحترازية ضد انتشار فيروس كورونا،
وتطبيق التباعد الاجتماعي.
قدم الفيلم الناقد أسامة عبدالفتاح، الذي أشار لأهمية
الفيلم الذي شارك في عدد كبير من المهرجانات الدولية المهمة، وحصل على عدد
من الجوائز، ورغم ذلك لم يعرض تجاريا في أي بلد حتى الآن.
يتناول الفلم موضوعا شديد الإنسانية حول انتظار مسنة في
الثمانين من عمرها عودة ابنها العمل في مناجم جنوب إفريقيا، ليتولى مراسم
جنازتها وفق تقاليد بلدتها، لكنها تعلم بوفاة الابن الذي يمثل آخر أفراد
العائلة، فتقرر أن تتولى ترتيبات الجنازة بنفسها، ويتبدل موقفها عندما تعلن
الحكومة عن مشروع بناء سد جديد سيترتب عليه غرق البلدة، فتقرر أن تقف في
وجه المشروع الذي سيبتلع أرض الأجداد ورفاتهم.
وفي إطار اهتمام مهرجان الأقصر بخلق محاور للنقاش حول
إشكاليات السينما، أقيمت مائدة مستديرة تحت عنوان "السينما والتكنولوجيا"،
ناقشت مدى التأثير السلبي والإيجابي للتقدم التكنولوجي على صناعة السينما.
أدار جلساتها عدلي توما، وشارك في الحوار كلا من المخرج
أمير رمسيس، وخالد الحجر، وسعد هنداوي، والنجم العالمي جيمي جان لوي،
والفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان، ومحمد حفظي رئيس مهرجان
القاهرة السينمائي.
وفتح الحوار الفنان محمود حميدة بطرح السؤال حول الـ"سينما
تيك" ومدى إمكانية تأثير التكنولوجيا الحديثة على صناعة السينما، وكيف يمكن
أن يغير ذلك في الصورة المستقبلية للصناعة، متوجها للحديث لشباب السينمائين
للاجتهاد في البحث عن سبل التعاون المثمر بين الجانب التقني والفني
والسينما، بينما أكد عدلي توما أن التكنولوجيا تقدم التسهيلات في البحث عن
حلول، ولن تكون بديلا عن الإنسان الفنان، أو العامل البشري.
وتحت عنوان "تأثير المنصات الرقمية على صناعة السينما
التقليدية"، دار حوار في الجلسة الثانية، التي أدارها الناقد أحمد شوقي،
وشارك فيها الممثل العالمي جيمي جون لوي، والمخرج النيجيري كونلي افولايان،
والمنتج مايكل باريش من ألمانيا، والتونسية ليندا بلخيرية، والمخرج أمير
رمسيس والمنتج محمد حفظي والناقد خالد عاشور.
أشار الناقد أحمد شوقي إلى تغير عادات المشاهدة فيما يتعلق
بجمهور السينما، وهناك انخفاض كبير في أعداد المشاهدين الدائمين رغم زيادة
أعداد الجمهور الموسمي، وفي خلال العام الماضي قفزت خطوات التغير السينمائي
للأمام بشكل ملحوظ بسبب جائحة كورونا، مع تعدد المحتوى الذي تعرضه المنصات
الإلكترونية، حيث تزايد جمهور المنصات مع إغلاق كامل لدور السينما في
العالم نتيجة لكوفيد19.
وتحدث أمير رمسيس، عن تأثير المنصات الإلكترونية، ورغم
اعتراض بعض أصحاب قاعات العرض السينمائي على عرض الأفلام بهذه المنصات لأن
مكان الفيلم الحقيقي هو قاعة العرض، أصبحت المنصات طوق نجاة للمنتجين، بعد
أن أصبحت وسيطا تعيش من خلاله الأفلام وقتا أطول.
قالت التونسية ليندا خيرية، إن صناع السينما لا يجب أن
يضيعوا أي فرصة لإنتاج أو توزيع الأفلام، ويجب أن نستغل هذه المنصات للضغط
على الحكومات والمسؤولين لإنتاج المزيد من الأفلام، واستغلال الإمكانيات
وتطوعها مع هذه الوسيلة الحديثة.
وقال المنتج محمد حفظي، إنه يتوقع أن تكون هناك 5 شركات
عالمية فقط هي المتحكمة في الإنتاج السينمائي، ونتيجة لهذا ستقل الأفلام
المعروضة في السينما، لكن ستظل للمهرجانات السينمائية أهميتها لأنها ملتقى
لكل صناع السينما، مؤكدا أن فيروس كورونا وانتشاره كان سببا رئيسيا للتعجيل
بتأثر دور السينما بظهور وسيطرة المنصات.
وأوضح المنتج مايكل باريش، أن هناك حسابات كثيرة تغيرت في
الصناعة بسبب المنصات، ولابد من التعايش من أجل الاستمرار.
وفي مداخلة، أبدى السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان،
مخاوفه من انتهاء عصر دور السينما، وقال إن السينما لها تكوين نفسي للشخص
في المشاهدة وتعد طقسا هاما نفقده، وأتمنى من اتحاد المنتجين والجهات
المهتمة بصناعة السينما أن تكرس جهودها للحفاظ على السينما أن يسعون لوجود
قوانين تحافظ على دور العرض والحضارة السينمائية. |