المخرج زيد أبو حمدان لـ«الشروق»: استلهمت فيلم «بنات
عبدالرحمن» من قصة أمي وخالاتي
حوار ــ مصطفى الجداوي:
·
الكتابة لأربع بنات صعبة واستغرقت وقتا طويلا فى كتابة
السيناريو
·
المنتجون رفضوا إنتاج الفيلم خوفا من عدم تحقيق إيرادات..
وصبا مبارك تحمست وشاركت فى إنتاجه
·
الرقابة فى الأردن لم تعلق على الفيلم والمجتمع هو مشكلة
المرأة وليس الرجل
·
سأظل أتذكر أن انطلاقتى كانت من «القاهرة السينمائى»
نجح الفيلم الأردنى «بنات عبدالرحمن»، فى أن يلفت الأنظار
عند عرضه فى الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائى، وينتزع جائزة الجمهور،
قبل أن يواصل رحلته فى المهرجانات ويعرض فى الدورة الافتتاحية لمهرجان
البحر الأحمر السينمائى.
«الشروق»
التقت بمخرج الفيلم، زيد أبو حمدان، ليتحدث عن تفاصيل الفيلم، وما الذى
جذبه لتقديم هذه الفكرة، ولماذا اختار 4 بنات لبطولته، وإلى أى مدى حرصت
على أن تكون مشاهدهم متساوية، وما إذا كانت الرقابة فى الأردن تدخلت فى
الفيلم، وكيف استقبلوا ردود الأفعال بعد عرضه.
·
فى البداية ما الذى حمسك لتقديم فيلم «بنات عبدالرحمن»؟
ــ السبب الرئيسى الذى دفعنى لكتابة الفيلم، هو أننى
استلهمته من قصة أمى وخالاتى، وكنت أتمنى وجود حرية لأمى وخالاتى وأن
يتمكنوا من فعل أى شىء، دون خوف من المجتمع أو وجود أى قلق لديهم، أو أى
شىء يعيقهم فى طريقهم لأحلامهم.
·
ما الصعوبات التى واجهتك فى الفيلم؟
ــ الفيلم أخذ وقتا طويلا فى الكتابة، لأننى فى النهاية شاب
شرقى، وأكتب عن أربع بنات، وكنت مصرا أن أستغرق أدنى وقت فى الكتابة لكى
أخرج القصة الحقيقية من وجهة نظر البنات، وليس من منطلق ذكورى، لأننا نرى
كثيرا قصصا تحكى عن النساء فى العالم العربى من منطلق ذكورى بحت ومنطلق حكم
على المرأة، فأنا اضطريت أننى أستكمل عملى بدون استعجال، وأحكى كثيرا مع
النساء لكى أتمكن من الوصول للحقيقة عن المرأة.
ومن الممكن أن شخصا آخر يكتب فيلما لأربع بنات فى وقت أقل
إذا كان لديه خبرة أكبر، ولكن «بنات عبدالرحمن» هو فيلمى الأول فأخذ وقتا
طويلا لأننى كنت أتعلم من خلاله.
·
لماذا اخترت قصة الفيلم تدور حول أربع بنات؟
ــ فى إحدى مراحل الكتابة فكرت أن تكون الشخصيات 3 فقط، لكن
شخصية الأخت الرابعة رأيت أن وجودها ضرورى لكى تكمل قصص الأخوات الأربعة
وتدفع قصتهم إلى الأمام وفى النهاية وجدنا الشخصيات متوازنة.
·
إلى أى مدى حرصت على أن تكون مشاهد الشخصيات الأربعة
متساوية؟
ــ لأن الفيلم مستوحى من قصة أمى وخالاتى، فأنا كنت على علم
بكل الشخصيات وتفاصيلها فى ذهنى دائما، كل واحدة فيهم هى واحدة من الأربع
بنات، أنا بحبهم كلهم فى الحقيقة زى بعض، وشعرت بنفس إحساس الأب الذى لديه
أربع بنات ولا يستطيع أن يفرق بينهم، بالإضافة إلى أن كل واحدة فيهم لديها
مشكلة معينة فى حياتها، ولابد أن نتطرق لها ونعطيها مساحتها، فخلال كتابتى
للفيلم لم تكن البطلات موجودة فى خيالاتى سوى الممثلة فرح بسيسو، وسميت
الشخصية زينب وكتبت جنبها فرح بسيسو، لأننى شعرت أنها الأنسب لهذا الدور.
·
لماذا اخترت صبا مبارك فى بطولة الفيلم؟
ــ بعد الانتهاء من السيناريو بدأت مرحلة البحث عن منتجين،
فكان هناك منتجون يخشوا تقديم فيلم به قصص درامية كثيرة، وكان هناك تردد
وقلق من الفيلم، ولم يروا أى نجاح مادى لهم، وتحقيق إيرادات وفى نهاية عام
٢٠١٧، التقيت بصبا مبارك عن طريق صديقة مشتركة بيننا، واقترحت علىَّ أن
أتحدث مع صبا عن فكرة الفيلم، ووافقت على قراءة السيناريو وتحمست للفيلم
وقررت المشاركة أيضا فى إنتاجه، وبدأنا العمل.
·
ناقشت العديد من القضايا فى الفيلم منها زواج القاصرات
واضطهاد المرأة فما السبب؟
ــ الهدف هو أننا بالطبع فى الحياة لا يوجد أحد حياته
ممتازة من البداية للنهاية، ولكن الموضوع يعود لنا سواء بنات أو شباب،
لأننا نسمح للمجتمع أن يحركنا، وهناك التزامات حياتية بسبب العادات
والتقاليد، وهذه التزامات هى التى تسببت فيما وصل إليه بنات عبدالرحمن، من
بداية الفيلم.
·
هل المجتمع الأردنى يعانى من كل هذه القضايا؟
ــ مع فخرى إننى شخص عربى، ولدينا خصال وأشياء كثيرة رهيبة
وأخرى جميلة، لكن لدينا مشاكل كثيرة من الممكن أن نعمل عليها من أجل
تحسينها، وبطبعنا كعرب لا نريد أن نتحدث عن السلبيات الموجودة فى بلادنا،
وإذا ما تحدثنا على السلبيات لا تتطور بلادنا، فهى أول خطوة لاستصلاح أى
مشكلة هو أن تعترف بها، ولابد أن نتحدث عن قضايانا بحرية، وأعتقد أنها
مشكلة عربية بشكل عام.
·
هل الرقابة الأردنية تدخلت فى الفيلم؟
ــ إطلاقا؛ الرقابة بالأردن وهى تتمثل فى الهيئة الملكية
للأفلام بقيادة مهند البكرى، كانت أكثر الناس الذين آمنوا بالفيلم منذ أن
بدأت فيه بالنسخة القديمة وقدموا دعما كثيرا، وحضرت الأميرة ريم تصوير
الفيلم وعدد من المسئولين من الهيئة الملكية.
·
ما شعورك بردود فعل الجمهور بعد عرض الفيلم؟ وماذا يعنى لك
«القاهرة السينمائى»؟
ــ سأظل طوال عمرى متذكرا أن انطلاقتى كانت من مهرجان
القاهرة، فأنا عملت من قبل أفلام قصيرة، كان لدى فيلمان قصار كانا مؤهلين
لجائزة الأوسكار للأفلام القصيرة، والآن أدركت أن كل ذلك كان مرحلة صغيرة
بعد مشاهدتى لردود فعل الجمهور وإعجابهم بالفيلم، لأن الجمهور حقيقى كان
كريما جدا بوقته وبمشاعره وبردود الفعل، والحمد لله على النجاح.
·
قدمت النموذج النسوى من خلال 4 سيدات.. هل ترى أن الرجل هو
صاحب المشكلة فى حياة المرأة؟
ــ لا.. أرى أن المجتمع بشكل عام هو المشكلة فى حياة المرأة
وكذلك الرجل أيضا، لأن المراة تأخذ الحظ الأسوء بأى مجتمع عربى، دائما
عليها ضغوطات أكثر، والحكم عليها يكون غالبا أكثر قسوة من الراجل، ولكن
الفيلم هذا يحكى عن حقوق الإنسان. |