يُكرم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في حفل افتتاح
الدورة الثانية للمهرجان الذي سيعقد في مدينة جدة على الشاطئ الشرقي للبحر
الأحمر نجمة السينما المصرية يسرا بجائزة اليُسر الفخرية الذهبية في. ستحصل
يسرا على الجائزة إلى جانب المخرج البريطاني الشهير غاي ريتشي والممثل
والمنتج الهندي الأسطوري شاروخان،حيث سيتم تكريم المواهب الثلاثة البارزة
لتقدير مساهمتهم الاستثنائية في صناعة السينما. ومن المقرر أن يقام
المهرجان خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر ويعرض 131 فيلمًا من الأفلام
الروائية والقصيرة من 61 دولة بأكثر من 41 لغة لمجموعة من صناع الأفلام
الصاعدين والمتمرسين.
تعتبر الممثلة والمغنية ونجمة السينمائية وسفيرة النوايا
الحسنة الفنانة يسرا، أيقونة الفن المصري والعربي، وواحدة من أكثر الأسماء
شهرة في المنطقة بأكملها، متربعة على عرش الشاشة الفضية منذ أكثر من 50
عاماً، لعبت خلالها أدوار البطولة في العديد من أهم الأفلام في تاريخ
السينما المصرية، وحيث ظهرت في أكثر من 100 فيلم. وتحظى أدوارها في الأفلام
والمسلسلات التلفزيونية التي قامت بأدائها بتأثير ملهم في الأجيال حتى
يومنا هذا.
وبمناسبة الإعلان عن تكريم النجمة المصرية يسرا، علق محمد
التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي،
قائلاً:” تعد النجمة المصرية يسرا واحدة من السيدات الرائدات في صناعة
السينما، وهي شخصية ثقافية ملهمة في العالم العربي. ويسرنا الاحتفاء بها
وتكريمها جنبًا إلى جنب مع النجمين غاي ريتشي وشاروخان، تقديراً لإسهاماتهم
الاستثنائية في عالم صناعة السينما، حيث يمثل الثلاثة دورًا مهمًا في هذا
المجال، ونتطلع إلى استضافتهم والترحيب بهم في مدينة جدة
“.
يسرا كتاب مفتوح لكل من يجيد القراءة الإنسانية أو يفك خط
أبجدية الحب والصداقة والوفاء ويفهم معاني «الجدعنة» و«الشهامة».. على من
يريد الاقتراب من عالمها أن ينازع عن نفسه أساليب المناورة واللف والدوران
فهي إنسانة بسيطة صريحة ومباشرة، الحوار معها فيه الكثير من الإنسانية..
حيث لا حدود أو حواجز، ولأنها بقلب مفتوح وعقل ناضج فلديها قدرة على أن
تأخذك من حكاية لحكاية وأنت مشدود إليها، والسبب أن كل ما في قلبها تجده
على لسانها، ورغم الذكاء الشديد الذي تتمتع به والمكانة الفنية التي وصلت
إليها إلا إنها شديدة التواضع أمام الآخرين حتى إذا كانوا اقل منها في السن
والمستوى الفني والاجتماعي.. وربما يكون هذا سر الشفافية العالية التي
تتمتع بها في إحساسها بالآخرين وخاصة من تحبهم.
اسمها الحقيقي سيفين محمد حافظ نسيم، ولدت في العاشر من
مارس 1955، ولكن تم الاتفاق على مناداتها في البيت بـ«يسرا».
حصلت على شهادة
GCE
من المنزل، وتمنت أن تصبح طبيبة تعالج أمراض الناس وتخفف عنهم آلامهم، أو
أن تعمل في السلك الدبلوماسي أو مضيفة طيران، دخلت مسابقة وفازت فيها
ولكنها رفضت الوظيفة عندما علمت أن عملها لن يكون في القاهرة.
عندما أتمت يسرا السابعة عشرة من عمرها جاءتها الفرصة
الأولى في عالم التمثيل من خلال المصور السينمائي عبد الحليم نصر من خلال
تجربته الإخراجية الوحيدة «قصر في الهواء» وبعد هذا الفيلم تم ترشيحها
ومثلت فيلمين تلفزيونيين هما «شهر عسل في القنال» إخراج فاضل صالح، وفيلم
«فتاة تبحث عن الحب» إخراج نادر جلال، ثم فيلم «أذكياء ولكن أغبياء» إخراج
محمد عبد العزيز.
تبرر يسرا قبولها لهذه الأفلام في البداية بقولها: عندما
بدأت كانت بداخلي شحنة كبيرة للتمثيل وكان مجرد تفريغها يرضيني، وشيئا
فشيئا أدركت الفرق بين الانتشار والاختيار.
ويسرا واحدة من الفنانات اللاتي يؤمن بأن الرأي شورى خاصة
في أعمالها الفنية فهي لا بد ان تناقش المقربين منها في الأدوار التي
تقدمها ومدى ارتباط الأدوار بالجماهير. وقبل أي عمل تجد يسرا في توتر
دائم.. وعلى مدار ربع قرن قدمت يسرا عشرات الأفلام التي حملتها لتضعها في
مصاف النجوم بعد أن شقت طريقها بثبات وثقة وموهبة.
لقد حلمت يسرا كثيرا بالنجاح ولم تركن للحلم بل سارعت
بتنفيذه من خلال عشرات الشخصيات والأدوار، فكانت المرأة القاتلة والفتاة
الوديعة والأم والفلاحة وبنت البلد والصعلوكة والهانم والصعيدية والصحافية
والزوجة الخائنة.
وتعترف يسرا بتأثير يوسف شاهين وعادل إمام على مشوارها
الفني، وتؤكد أن الأول قادها إلى العالمية والثاني قادها إلى الجماهيرية،
وكلاهما مهم في حياة كل فنان. وتؤكد أن أهم المحطات الفنية في حياتها كان
لقاؤها مع يوسف شاهين والعمل معه والاستفادة من خبراته.
فأفلامها مع شاهين هي انضج أعماله الفنية وحصلت من خلالها
على العالمية وشاهدها العالم من خلال المهرجانات في كان وبرلين وفينسيا،
كما حصلت على العديد من الجوائز والكثير أيضا من الإشادة النقدية، يسرا
تؤكد انه عندما قدمها شاهين في فيلم «حدوتة مصرية» شعرت وقتها فقط إنها
وضعت قدميها على طريق النجومية.
وبعد «حدوتة مصرية» قدمت يسرا العديد من الأفلام مع يوسف
شاهين منها «إسكندرية كمان وكمان» و«المهاجر» و«إسكندرية نيويورك». وتقول
يسرا عن علاقتها بشاهين: «لقد علمني كيف أتمنى أن أموت جوعا ولا اقدم فيلما
هابطا أو أهين نفسي كفنانة من اجل حفنة جنيهات، وهو فنان يعرف جيدا كيف
يوظفني كفنانة، ومعه أعيش الدور بكل حواسي ولو طلب مني أن أمر أمام
الكاميرا فقط لن أقول له سوى حاضر!». ولا تنسى له انه أخرجها من واحدة من
اصعب الأزمات النفسية التي مرت بها في حياتها بعد ان اقتحم منزلها احد ضباط
الشرطة مدعيا علاقته بها بعدها أخذها شاهين في رحلة حول العالم لمدة شهرين
سافرا فيها من بلد إلى بلد ومن مهرجان لمهرجان إلى أن انتهت الأزمة تماما..
اما علاقة يسرا بعادل أمام فتمتد منذ عام 1978 حين قدمت معه
فيلم «شباب يرقص فوق النار» وكانت نجوميتها في تلك الفترة قد بدأت تتضح
معالمها وبدأت الاعمال تتوالى عليها.. إلا أن العمل في أفلام عادل إمام ظل
هو الفاكهة التي تشتاق إليها يسرا طوال العام.. ويسرا تعرف الحقيقة، إنها
قبل عادل إمام كانت مشروع نجمة ومع عادل إمام صارت صاحبة جماهيرية عريضة
ورغم انهما قدما معا 15 فيلما كان آخرها «عمارة يعقوبيان» الذي يعرض في
الصيف القادم إلا انهما قدما تجربتين فقط في البدايات تنتميان إلى التيار
الرومانسي هي «الإنسان يعيش مرة واحدة» وفيلم «ليلة شتاء دافئة» كما أن
عادل امام يحتل المقعد رقم واحد في مجلس شورى يسرا الخاص، فهي كثيرا ما
تلجأ له لمعرفة رأيه في شؤونها الفنية أو الخاصة، كما انه الفنان الوحيد
الذي توافق على العمل معه في أي فيلم لأنها متأكدة من انه لن يوافق على
وجودها في فيلمه إلا إذا كان دورا جيدا.
ويسرا لا تقيس أعمالها مع عادل أمام بعدد المشاهد ولكن
بقيمة الدور وتأثيره في الأحداث، فمثلا في أفلام «الإرهاب والكباب»
و«المنسي» و«طيور الظلام» كان دور يسرا صغيرا ولكن كل من شاهد هذه الافلام
لا يمكن أن ينسى يسرا. والحقيقة أن عادل ويسرا شكلا معا ابرز ثنائي عرفته
الشاشة الفضية خلال الربع قرن الأخير وقدما معا أفلاما مثل «على باب
الوزير» و«الافوكاتو» و«الأنس والجن» و«كراكون في الشارع» و«المولد»
و«جزيرة الشيطان» و«الإرهاب والكباب» و«المنسي» و«طيور الظلام» و«رسالة إلى
الوالي» و«عمارة يعقوبيان».
قليلة هي الأفلام التي كتبت من اجل يسرا، وان كانت تشكل
علامات مهمة جدا في مشوارها الفني كانت البداية فيلمان لمحمد شبل هما
«كابوس» و«التعويذة» وكتبهما خصيصا من اجلها حيث كانا بداية موجة جديدة
لأفلام الرعب في السينما المصرية بعدها بعام قدمت يسرا فيلم «امرأة آيلة
للسقوط» ثم «مرسيدس» مع المخرج يسري نصر الله.
ومن الأفلام التي تعتز بها يسرا في مشوارها على مدار 25
عاما «قصر في الهواء» و«ابتسامة واحدة لا تكفي» و«ليلة شتاء دافئة»
و«الإنسان يعيش مرة واحدة» و«منزل العائلة المسمومة» و«الثأر» و«التعويذة»
و«لعدم كفاية الأدلة» و«نشاطركم الأفراح» و«أرزاق يا دنيا» و«البداية»
و«الجوع» و«وصمة عار» و«بستان الدم» و«لا تسألني من أنا» و«كراكون في
الشارع» و«حدوتة مصرية » و«الصعاليك» و«أيام الغضب» و«جزيرة الشيطان»
و«المولد» و«إسكندرية كمان وكمان» و«مرسيدس» و«الراعي والنساء» و«امرأة
آيلة للسقوط» و«المهاجر» و«دانتيلا»، وأفلامها مع عادل إمام «على باب
الوزير» و«الافوكاتو» و«الأنس والجن» و«المولد» و«الإرهاب والكباب»
و«المنسي» و«طيور الظلام» و«رسالة إلى الوالي».
شحنة الموهبة بداخل يسرا تدفعها دائما إلى خوض الجديد في
عالم الفن، ولأنها تمتلك صوتا مريحا فقد أقدمت على الغناء وتقديم البوم
غنائي بعد نجاح أغنية «كهربا» التي غنتها في فيلم «امرأة آيلة للسقوط»،
ويسرا تقدم الغناء من باب الأداء وليس الطرب ولكنه أداء على درجة من الجودة
ومن ابرز أغانيها التي حققت شهرة «جت نظرة عيونه» و«جنون الحب».
أول مرة تم تكريم يسرا كان من خلال التلفزيون العربي
الأميركي كأفضل ممثلة عربية عام 1990، واستضافها مهرجان «فينسيا» كضيفة شرف
وكرمها عام 1992، كما كرمها مهرجان «كان» الفرنسي 1995 وفي نفس العام كرمها
معهد العالم في باريس، وفي عام 1998 تم تكريمها كضيف شرف في مهرجان السينما
والثقافة الرابع عشر لدول البحر الأبيض المتوسط بفرنسا، وفي عام 1999 كرمها
مهرجان بيروت السينمائي والقاهرة السينمائي الدولي والاسكندرية لدول لحوض
البحر المتوسط
حصلت يسرا على اكثر من 50 جائزة وعشرات من شهادات التقدير،
وأول جائزة في مشوارها كان عام 1981 كأفضل ممثلة عن فيلم «ليلة شتاء دافئة». |