يسرا من مهرجان البحر الأحمر: الفن أعطاني كل شيء
قالت إنها لم تخسر أو تندم طوال رحلتها وكشفت عن أسرار
"ليلة العيد" و"روز وليلى"
نجلاء أبو النجا
حياة الفنانة المصرية يسرا شريط سينمائي ثري وحافل بعشرات
الأعمال المميزة سواء في السينما أو التلفزيون لدرجة باتت معها من أهم
النجمات العربيات المؤثرات في الوطن العربي. وتقديراً لرحلتها الطويلة
كرمها مهرجان
البحر الأحمر السينمائي
بجائزة اليسر الذهبي، وسط احتفالية ضخمة تحدث فيها النجم العالمي شاروخان
وصفها فيها يسرا بأنها أسطورة مؤثرة في تاريخ الفن خاصة السينما.
"اندبندنت عربية" التقت يسرا بمدينة
جدة بفاعليات المهرجان في حوار خاص تحدثت فيه عن تكريمها ورحلتها الفنية
وأزماتها ومعادلتها كفنانة وإنسانة وأيضاً أحدث أخبارها مع "حمد الله ع
السلامة" و "روز وليلى".
جائزة اليسر
في البداية تحدثنا مع يسرا عن تكريمها في مهرجان دولي كبير
يحضره أبرز نجوم العالم وحصولها على جائزة اليسر الذهبي الذي حصل عليها
شاروخان ووصفه لها بأنها أسطورة، لتخبرنا أنها "تشرفت بتمثيل مصر والعرب،
وسعدت لأنها جائزة تحمل اسم اليسر وهو نفس اسمي وشعرت أن الجائزة قريبة
مني، وأثرت في كلمة الرئيس التنفيذي للمهرجان محمد ترك الذي قدمني كصديقة،
كما بكيت فرحاً من كلمة شاروخان، الذي قابلته أكثر من مرة في مهرجانات عدة،
لكن فكرة أنه يعرفنا ويفهم أفلامنا ويقدر نجومنا أسعدني بشدة، وهو فنان
شامل وقوي وممثل من النوع الثقيل والميزة التي أحبها في شاروخان كيف يعامل
الناس على المستوى الإنساني وأرى ذلك من أبرز مميزاته".
من المعروف أن جزءاً كبيراً من نجاح يسرا وتفاعل الناس معها
هو تعاملها الإنساني المميز مع الجميع، فهل هذا سبب لدعم الناس لها طوال
سنوات طويلة؟ فقالت "لن تكوني فنانة جيدة من دون إنسانيات، لأن الفن لغة
تخاطب الإنسانية في الأساس، ولا يمكن أن تكوني كاذبة أو شريرة أو منافقة أو
حقودة وتستمري في حياتك بنجاح، ولن يصدقك أحد فالمشاهد يرى الكذب ويتضح لأن
الناس تشعر بنا من الداخل، ومهما كان احتراف الكذب سيحدث في يوم أن يكتشف
بعضهم الحقيقة فتفقدي ثقتك وتنقطع العلاقة للأبد مع الصدق والناس".
إذاً كيف حققت يسرا النجاح على مدار أكثر من 30 سنة وظلت
نجمة أولى تحظى بالنجومية نفسها وما معادلتها للاستمرارية كفنانة وإنسانة؟
تجيب "هذه ليست معادلة محسوبة ولكنها شيء من الله، ربما توفيق أو إلهام أو
قبول وحب لا يمكن أن يباع ويشترى لأنه هبة ربانية لا دخل لأحد فيها.
وبالنسبة إلى حب الناس فهي تحب الجميع وتبذل مجهوداً في هذا، ولأنها تحب
حقيقياً وتبذل طاقة يبادلها الناس هذا الحب".
وأشارت يسرا إلى "أنها حتى تستمر في الفن بذلت مجهوداً غير
عادي، فهي تعرضت لكثير من المشكلات كان يمكن أن تهزمها. فهي تقرأ كثيراً
وتدقق وأحياناً تتأخر في التحضير، كما أن هناك وسائل تواصل اجتماعي التي
تكرهها بشدة ولا تحب استخدامها إلا في التهنئة أو التعزية والواجبات
الاجتماعية".
وترى يسرا تلك الوسائل "أشبه بالحرب أحياناً ضد الفنان
وكثيراً ما يتم الهجوم عليها من خلالها بضراوة لدرجة قد تكسر أي شخص، لكنها
لا تهتم بها على الإطلاق". وتعلم أنهم سيظلون عبر الوسائط الاجتماعية
يشكرون فيها ويهاجمونها ويسبونها حتى آخر يوم في عمرها وحتى بعد وفاتها،
وهذه كلها طاقة سلبية لو ظلت تدقق بها ستعوق طريقها، وشددت أنها لا تلتفت
لكل ذلك وتنظر فقط أمامها.
بعد رحلة طويلة في الفن بدأت منذ أن كانت طالبة هل خسرت
يسرا أشياء تندم عليها؟ قاطعتني، لا تصدقي أن الفن يجعلك تخسرين أي شيء،
ولا تصدقي مونولوج أن الفن جعلني لا أنجب وأحرم من تكوين أسرة أو أستقر مع
رجل، فكل الناس تحقق ما تريد تحقيقه وما تختاره وتقرره، كل الناس تزوجت
وعندها أولاد وأحفاد وهم يمارسون الفن".
تابعت "لا يمكن أن أقول في يوم من الأيام أن الفن حرمني من
شيء بالعكس أعطاني كل شيء بداية من الحب للشهرة، وجائزة دكتوراه، وجعلني
سفيرة لمصر، الفن أيضاً كان سبب أن أسافر كل العالم وأمثل مصر الوطن العربي
في محافل عالمية".
ليلة العيد
فيلم ليلة العيد أحدث أعمال يسرا السينمائية وتردد أنه يحمل
كثيراً من القضايا النسائية، أخبرتنا "أن الفيلم به مجموعة كبيرة من
القضايا والنماذج الخاصة بالسيدات والفتيات اللاتي يتعرضن للقهر الشديد،
إضافة إلى الظلم والإهانة بطرق مختلفة من ختان وعنف جسدي ومعنوي وزواج
مبكر، وتم دمج كل هذه القضايا بشكل مميز ودرامي". أضافت "ربما نضع أيدينا
بالعمل على فكرة مهمة وهي ما الذي يؤدي إليه قهر المرأة في النهاية؟
والفيلم يصنف ضمن سينما المرأة باميتاز، ولو نظرنا لمعظم ما قدمت الشاشة
سنجد قضايا كثيرة منها ما يخص المرأة، فمشكلات المرأة في سينما الخمسينيات
كانت آنذاك في إطار رومانسي وقدمت الفتاة الفقيرة التي تقع في قصة حب من
ثري. ولكن المرأة الآن وضعها مختلف فهي تعيل أسراً بنسبة تقريبية 35 في
المئة، ولم تعد مرفهة فهي العاملة المطحونة وتعول وتتحمل المسؤولية".
"حمد الله على السلامة"
وكشفت يسرا عن تفاصيل مسلسلها الرمضاني الجديد الذي تحضر له
حالياً، وهو بعنوان "حمد الله على السلامة"، وهو من بطولة شيماء سيف وإخراج
عمرو صلاح وتأليف محمد ذو الفقار، تقول عنه "حتى أختار هذا المسلسل قرأت 15
سيناريو، وعرض علي كثير وبعضهم يراني في شكل معين بينما لا أرى نفسي فيه،
أحياناً أرى الفكرة مستهلكة أو غير ملائمة أو قدمتها من قبل، وعندما أعتذر
يأخذ الشخص الأمر بمحمل إهانة، وللأسف لا أستطيع أن أشرح نفسي وأسبابي
للجميع ليلاً ونهاراً لأني بذلك سأقضي طول الوقت في الشرح والتبرير".
واصلت يسرا حديثها عن المسلسل بأن "نيللي كريم هي من اختارت
لها الاسم (حمد الله على السلامة)، وقالت إنها أنسب عبارة، والمسلسل كوميدي
اجتماعي يحكي عن سيدة عادت من الخارج لمصر هي وأولادها بعد غربة 20 عاماً
لتحصل على ميراثها، فتفاجأ بكثير من التغيرات".
وأكدت أنها "تعمدت اختيار فكرة كوميدية صريحة لأن الناس في
أمس الحاجة إلى وجود ضحكة، ولو شاهدنا ما يعرض سنجد أن معظمه نكد، لكنها
تريد أن يبتهج الناس وتخفف عنهم، ويكفي أن الجميع يعود ليشاهد الأفلام
الكوميدية القديمة لنخرج من أحزاننا وضغوط الحياة، وهذا يعني أن الضحك لا
يبطل وأعماله تظل خالدة ويحتاج إليها الناس".
وتابعت "بالنسبة إلى المسلسل (روز وليلى) أيضاً كوميدي
وأكشن في الوقت نفسه وتتصاعد الأحداث لتجد البطلتين كوارث متلاحقة، ولا
تعرفان كيف تحلان المشكلات، وكما نقول (ماشيين بالبركة)، والمسلسل أول
تعاون مع مؤلف ومخرج إنجليزي وهناك فنانة سعودية وفنانون من لبنان ويجمع
بين نجوم من دول كثيرة".
وعن تنفيذ العمل مع مخرج إنجليزي قالت يسرا إن "المخرج قال
العمل كوميدي ووجدنا أننا لو ترجمنا الكوميديا التي يقولها لن ننجح
فالترجمة الحرفية لن تأتي بالإضحاك، وقلنا له نرجو أن تثق بنا فنحن أيضاً
نريد إضحاك المشاهدين، واتركنا ننفذ روح الكوميديا وليس المشهد بشكل حرفي،
واقتنع المخرج ووافق ونفذنا العمل بهذه الطريقة وأعتقد أنه سيكون مفاجأة
جيدة للناس. وأنا أقدم دور ليلى ونيللي كريم تقوم بدور روز".
أدوار متنوعة
وقالت يسرا إنها تفضل دائماً تغيير جلدها في كل شيء بداية
من الأدوار وعدم التكرار ولا تخاف من المغامرة لأنها تدرك أن كل مجتهد
سيحصل على ما يستحقه، كما أن الجمهور ذكي ويقدر التعب والابتكار، وتفضل
أيضاً التعاون مع دماء جديدة في الفن في كل النواحي والتعرف على أفكارهم
ومدارسهم الفنية ودمج كل ذلك يحدث حالاً فنية رائعة ثرية ومتجددة في الوقت
نفسه.
وحول قبولها أدوار شر في بعض الأوقات خصوصاً مثل مسلسل "فوق
مستوى الشبهات"، الذي حقق نجاحاً كبيراً قالت "في كل شخصية حتى لو كانت
شريرة جانب إنساني أبرزه، وميزة أن أقدم كل الشخصيات الطيبة والشريرة ففي
هذا تجسيد لكل أنواع الطبائع البشرية، وفي الشر حذري الناس منه بشكل غير
مباشر، وليست كل الشخصيات في الحياة شريرة بشكل مطلق كما أن الجميع ليسوا
ملائكة، لذلك كان علي أن أقدم الشر بجانب الخير حتى أشبع شغفي، وفي فيلم
(شقو) قدمت دوراً شريراً سيكون مفاجأة للجميع، وهو شر له خلفية مقنعة،
والفيلم بطولة عمرو يوسف ودوري صغير ومحوري بالأحداث". |