من "كان" لمهرجان البحر الأحمر.. مخرجة فيلم أرجيحة تتحدث
لـ"اليوم"
أكابر الأحمدي-جدة
دخلت السينما النسائية بشكل قوي ضمن قائمة الأفلام المشاركة
في فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فقد نال فيلم “أرجيحة”
على اهتمام شركات متخصصة بالإنتاج السينمائي عالميًا.
كما حظي الفيلم بدعم ورعاية من مركز "إثراء"، وهو فيلم
خيالي موسيقي شارك في مهرجان
كان السينمائي،
وسيعرض في صالات العرض ضمن مهرجان البحر
الأحمر ابتداء
من اليوم وحتى ١٠ من ديسمبر، التقينا بمخرجة العمل رنيم المهندس لنعرف
تفاصيل أكثر.
- ما تعليقك على اختيار فيلمك "أرجيحة" ضمن فعاليات مهرجان
البحر الاحمر ؟
سعيدة جدًا باختيار أرجيحة ضمن نخبة من الأفلام العالمية،
التي ستعرض في المهرجان كونه يعتبر من أهم المهرجانات الدولية في الشرق
الأوسط حاليًا.
تطوير فكرة القصة
-هل يمكن أن نقول إن فيلمك "أرجيحة" وُلد من رحم الألم؟
نعم، الفيلم هو تعبير منا ورسالة حب للراحل عبد الغني
المدني رحمه الله، وهو الاسم الذي سمينا به اسم الطفلة. الفيلم يعد تعبيرًا
لحالة مشاعرية نعيشها عندما نفقد عزيز علينا، وقد صنعنا الفيلم ليساعدنا أن
نفهم هذه المشاعر أكثر ونعبر عنها، ونخبر كل من فقد شخصًا عزيزًا، أنه
سيكون دائمًا بجواره وفي قلبه.
-من أين استوحيت فكرة الفيلم، وما مراحل تطورها؟
كُتبت الفكرة كبداية لفيلم طويل اسمه (أرجوحة) عن نفس
الأرجوحة السحرية التي بالفيلم، ثم جرى تطوير فكرة أخرى بقصة أخرى، ليكون
في نفس عالم الفيلم الطويل، ولكن في زمن آخر وشخصية أخرى تستكشف نفس
الأرجوحة التي على طرف الجبل.
تجربة رواية القصة
-صور الفيلم أحداثه في غابة، ما أكثر ما جذبك في هذا المكان
للبدء بالتصوير؟
الغابة تعتبر انعكاسًا للحالة المشاعرية التي تعيشها بطلة
الفيلم لين، وترمز إلى الغموض وعدم مقدرتها لرؤية الصورة كاملة، و حالة
الضياع التي تعيشها عندما تفقد أباها، وتتضح لها الصورة عندها تفهم السر
وراء إخبار والدها لها عن الأرجوحة.
-كيف تمكنت من التقاط وعرض أكثر القصص بساطة بهذا الأسلوب
المشوق، دون الوقوع في فخ الرتابة أو الملل؟
بمحاولة تطوير القصص بأكثر طريقة ممكنة، واستشارة الخبراء
وتجربة رواية القصة لأشخاص نعتقد أنهم من جمهور أفلامنا لنتأكد أن القصة
مشوقة.
تنسيق مرحلة الكتابة والتنفيذ
-ما التحدي الأكبر الذي واجهتِه في صناعة الفيلم؟
وجودنا كمخرجتين وكاتبين في دول مختلفة وتوقيت مختلف
تمامًا، رنيم في نيويورك ودانة في الرياض.
فالتحدي كان التنسيق في مرحلة الكتابة لإيجاد أوقات مشتركة،
علمًا بأن فرق التوقيت هو ثمانية ساعات، وكلتانا لديها دراسة ومسؤوليات
أخرى، ثم مرحلة ما قبل الإنتاج والتدريبات التي حدثت عن بُعد، أيضًا حيث
دربت دانة بطلة الفيلم لين لمدة شهر قبل التصوير.
-ما الصعوبات التي واجهتيها في هذه التجربة؟
إضافة إلى أن مرحلتي ما قبل وبعد الإنتاج كانتا عن بعد، فقد
واجهنا صعوبة في تنفيذ الفيلم خلال فترة قصيرة.
فالفيلم عرضت فكرته على إثراء خلال
مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالدورة الأولى، ثم جرى التصوير بعدها
بشهرين، وكان التصوير خلال يومين فقط.
ومن التحديات التي واجهتنا هي الطقس وتغيره فوق الجبال،
واضطرارنا لتغيير بعض المشاهد لهذا السبب، بالإضافة إلى أننا رغبنا في
استخدام إضاءة طبيعية فقط، وجرى التصوير في أوقات صعبة في اليوم، مثل
الشروق والغروب. وتكمن الصعوبة في أن إضاءة الشمس تتغير بسرعة في هذه
الأوقات
اختيار اللحظات الغنائية
-المقاطع الموسيقية والغنائية في الفيلم جرى توظيفها عند
الحاجة إليها، أي في لحظات القلق والتردد والتصعيد الدرامي وغير ذلك، كيف
جاء اختيارك لهذه المقاطع؟
جرى اختيار اللحظات الغنائية بدقة شديدة حسب حاجتنا لها بعد
فترة من الدراسة، فحاليًا أدرس ماجستير كتابة الأفلام والمسرحيات الموسيقية
في نيويورك، وأتى هذا الفيلم كتطبيق لجميع ما تعلمناه خلال الفترة السابقة.
-لاحظت أن إيقاع الفيلم كان متوازنا من البداية إلى
النهاية، كيف اشتغلتم على هذا؟
الفكرة تكمن في توظيف فترة الكتابة بشكل أساسي، فجرى تطوير
الفيلم بالتعاون مع خبراء من جامعة نيويورك، ومساعدة فريق إثراء لنصل لأفضل
نتيجة ممكنة من ناحية الإيقاع. ثم خلال مرحلة المونتاج وكيفية توظيف
اللقطات بشكل يخدم إيقاع الفيلم عامة.
حضور الفيلم في مهرجان "كان"
-فيلم "أرجيحة" السعودي استحوذ على اهتمام المنتجين في
مهرجان "كان " السينمائي لماذا؟
أعتقد أن السبب يعود لطابع الفيلم المختلف، حيث لا توجد
أفلام حديثة تدخل ضمن فئة الأفلام الموسيقية، وهو يعتبر نموذج إثبات فكرة
لفيلم طويل من نفس الفئة واسمه أرجوحة.
- كيف كانت تجربتك الأولى في مهرجان "كان" ؟
شعور لا يوصف، فمهرجان كان هو حلم لكل صانع أفلام، ووجودنا
هناك بحد ذاته كان مصدر إلهام لنا، ودافعًا بأن نصنع المزيد من الأفلام،
التي تروي قصصنا التي لم تسمع بعد. |