شارون ستون : «غريزة أساسية» كلفني الكثير.. وأحب نجوم
العصر الذهبي للسينما
جدة : إنتصار دردير
أقيمت ظهر اليوم ندوة خاصة للنجمة العالمية شارون ستون على
هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في مدينة جدة بحضور
صحفي وإعلامي لافت.
تحدثت ستون خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية رايا ابي
راشد، عن محطات مهمة في حياتها ورؤيتها للمشهد السينمائي في المنطقة
والعالم.
وتناولت النجمة العالمية ذكرياتها منذ البدايات وأول تواجد
لها في مهرجان كان السينمائي الدولي، وقالت: لقد كانت تجربة سيئة وفقدت
حقيبتي وملابسي في ذلك الوقت.
وأضافت: لا أحد يولد بالشهرة، حتى نجوم العالم في وقت
البدايات لم يكن أحد يعرفهم، لقد كسرت قواعد الاستوديوهات التي لم تكن تعطي
السيدات أجوراً كبيرة، ودائماً أتحدث إلى ذاتي لدرجة أن بعض المحيطين
ينعتوني بالجنون، ولكني أشعر أن ثمة أفكار في رأسي تريد أن تخرج إلى لساني.
وتابعت: لم أكن أعرف الكثير عن العرب بالرغم من أنني شاهدت
فيلم «لورانس العرب» مئات المرات، وممتنة جداً لتواجدي هنا في السعودية،
وعندما قررت أن أحضر مهرجان البحر الأحمر السينمائي قال لي البعض ألستِ
خائفة، قلت لهم الخوف بالنسبة لي هو ألا أعرف.
وتابعت شارون ستون، حديثها عن ذكرياتها مع مهرجان كان
السينمائي عندما ذهبت لأول مرة عام 1992، قائلة : ذهبت لمهرجان كان مع فيلم
«غريزة أساسية ـ Basic
Instinct»
وكنت شخص عادي ولكن خرجت منه نجمة «سوبر ستار» وحتى الفندق الذي كنت اقيم
فيه تم نقل كل شيء يخصني حتى ملابسي الداخليه لمكان اخر، وكانت لدي سياره
صغيره اضطررت للهروب بها من الأابواب الخلفية بسبب تزاحم الجمهور والمعجبين.
وأضافت: «كان الوضع غريب واستمر لمدة أشهر، وبدأت بعدها
أذهب لطبيب نفسي لأنه اصبح لدى فوبيا، من كثرة المعجبين واقتحامهم لمنزلي
وحياتي ومتابعتهم لي في كل شارع، وسألتني الطبيبة هل أنت الممثله التي
تنتشر صورها في الطرقات، قلت لها نعم.. نظرت إلي وسألتني هل امتلك سيارة
وسائق وحرس خاص، واجبتها لا، فكان ردها أن هذه الجلسة مجانية، وأن ما يحدث
طبيعي لاني غير معتاده على حياة الشهرة، ونصحتني أن حياتي الآن متغيره
وهناك أساسيات للحياة الجديدة، وهي سائق خاص وسيارة وحرس شخصي.. حتى مارلين
مونرو لم تكن معتادة على هذه الحياة، ولم تبدأ كذلك، والغريب أن الناس
دائماً ما تتخيل حياتك وانت تحاول أن تتخيل حياتك أيضاً، ولكن هذه الحياة
كانت مكلفه جداً بالنسبه لي، فقد حقق مايكل دوجلاس 14 مليون أما انا حققت
500 ألف دولار ولم يكن لدي الامكانيه للانتقال لسكن آخر، والاستديو لم
يوافق على أن يدفع هذه التكاليف لأنني إمرأه».
واكملت حديثها قائلة: «بعد ذلك أصبحت الحياة أكثر قسوة
عندما خسرت حضانة ابني، لأن المحكمة قالت أنني أقدم أفلاماً اباحية ولانني
كسرت الحواجز والقوالب التي يحبسون المرأه فيها ولأن المجتمع ذكوري في
الاساس. لذلك تم معاقبتي بشدة عند الطلاق وحتى حقوقي كإنسانة تم محاربتي
حتى لا أحصل عليها، وبالفعل تم تدمير حياتي الشخصية وحقوقي وحكم الجمهور
على كإنسانه من خلال الشخصيات التي أقدمها في الأفلام، وعرفت انني لم
استمتع بما حدث لي أبداً وعندما ذهبت للغولدن غلوب وجدت تجاهل كذلك من
الوسط السينمائي».
توقفت شارون للحظات من شدة تأثرها لتذكر هذه المشاهد
الصعبة، وقالت : «الحياة خدمه، ونحن هنا لخدمه بعضنا البعض.. يجب أن يخدم
الرجل المرأة والعكس بشكل متساوي وبعدم تنفيذ ذلك فنحن لا ننفذ رغبه خالقنا
في الأرض لقد خلقنا لنتعامل بانسانية، ونحن هنا لنري بعضنا بعين الحب
والرحمه التي اعطاها لنا الله.. لقد عملت في دول كثيره وشاهدت الأجمل
والأسواء في الحياه، وفي أسوأ مواقع الحرب شاهدت أجمل مشاعر في الدنيا وهي
الحب والرحمة».
وعن عودتها للرسم والفن الذي تتقنه ببراعه قالت شارون ستون:
«كنت ارسم اثناء الدراسة وعاودت الرسم في فتره كورونا، وهو أمر رائع لي حتى
يستطيع أطفالي رؤيتي وأنا ارسم، ولكن الوصول للإتقان يحتاج لوقت خيالي وانا
اؤمن انني موهوبة واسعى لتحقيقي ذلك».
وبسؤالها عن سر بعاد عائلتها عن السوشيال ميديا، قالت:
«اعتقد أن أولادي لا يمكنهم تحمل هذا الضغط، وأحب أن يبتعدو عن الفن
والشهرة ومشكلاتها».
وحول علاقتها كممثلة مع المخرج، كيف يكون شكلها في الكواليس
قالت: «عملت مع مخرجين كبار وأحب المخرج الجيد والسيناريو الجيد، لأنه
يستطيع أن يخرج أفضل ما بداخلي، وانبهر بكل زملائي الموهوبين وذلك على أي
مستوى بدايه من العمال وحتى النجوم وحتى أنت يا رايا مميزه وموهبة في
مجالك، أنا أحب الموهوبين في مجالتهم، وذلك لان الامر لا يتعلق بالموهبة
فقط ولكن هناك مجهود ضخم يبذل للاستمرار ويمكنك البدء في شيء ولكن الاهم ان
تستمر لان هناك عوامل كثيرة ستقف في طريقك ولكن عليك ان تتحلى بالصبر».
وعن الجوانب المضيئة للشهرة قالت شارون ستون: «الشهرة
تمنحك القدره على السفر والاتصال بالعالم من حولك واعتقد ان ذلك اهم شيء
حدث لي».
وحول الأزمات التي مرت بها شارون ستون في حياتها، قالت:
«كان لدي أمثال رائعه لتتبعها وكان لدي أفلام كبيره لتصويرها، ولكن عرضوا
علي أخد مكان اليزبيث تيلور لجمع تبرعات لمرضى الإيدز من خلال اليونيسيف،
وبالفعل جمعنا تبرعات بمبالغ طائلة وبعدها بدأ الكره والقسوه والضغط»..
سكتت شارون لثواني لتستجمع نفسها بعدما نزلت الدموع من عينيها وهي تروي هذه
القصة.
وقالت: «بسبب جمع هذه التبرعات واجهت مشكلات كثيرة، ويجب أن
اقول انني كنت على علم بهذه الحرب، ولكني عنيدة وقررت ان ادخلها بعدما
شاهدت الفيرس تحت الميكروسكوب وقلت للاطباء هل سنترك العالم ينهار بسبب هذا
الشيء .. ونجحت في جمع تبرعات بالملايين واستمر عملي في هذه الحملة 25
عاماً، بعد ذلك وبالفعل دمرت مستقبلي لمده 8 سنوات وتعرضت لتهديدات خطيرة
مع أسرتي ولكن كلما اشتد الضرب كنت أتأكد انني على الطريق الصحيح وان على
الاستمرار».
وتحدثت شارون ستون كذلك عن علاقتها الروحانية بالخالق،
وقالت: «كل شخص يمكنه ان يحب الله بشكل مختلف وبطريقه مختلفه ولا اعتقد ان
هناك شخص لا يحب ربه من قلبه حتى وان اختلفت طرق هذا الحب».
وقالت عن الفتره التي عانت فيها من أزمه صحية عنيفه: «عانيت
من أزمات صحية كبيرة اعتبر النجاة منها معجزة حقيقة، وربما هذه الفتره
جعلتني في حديث دائم مع الروح بعد كل ما تعرضت له، وبدأت اتحدث واسمع
اجابات من أرواح تتحدث معي ويعتقد بعض من حولي أنني مجنونه، ولكن في عقلي
هناك من يتحدث معي وانا سعيدة بهذه الحالة، والمفاجأة انه تم اكتشاف وجود
خلايا في قلوبنا تفكر مثل العقل تماماً، وهذا ما اتحدث عنه انه حديث القلب».
وفي نهاية الجلسة، سألتها رايا عن نجمتها المفضلة، فقالت
ستون: «بالنسبة لي كيت وينسلت ايقونة أحبها جداً وروسي دي بالما.. طبعاً
تغير النجوم بسبب عصر التكنولوجيا والموبايلات، ولكني أحب نجوم العصر
الذهبي». |