يعرض أكثر من 131 فيلماً من الأفلام الطويلة والقصيرة من 61
بلداً
بالصور: اطلاق مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي بشعار
(السينما كل شيء)
البلاد/ مسافات
بحضور كبير لاكثر المهرجانات السينمائية تطورا في العالم،
انطلقت الدورة الثانية من مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في جدة
المملكة العربية السعودية في اكبر تظاهرة فنية عربية وعالمية، وبحضور اهم
الاسماء السينمائية حول العالم، بالاضافة الى الصحافة والضيوف في فندق
الرتز الذي يتسع لقرابة 1200 متفرج على البحر الاحمر في الفترة من 1-10
ديسمبر الجاري، بحضور صانعي الأفلام ونجوم السينما ووسائل الإعلام
والمحترفين في قطاع صناعة السينما وعشاق الأفلام في احتفاليةٍ لعشرة أيام
من الأفلام السينمائية العالمية.
وكان الافتتاح من اكبر مفاجآت المهرجان المنتظر، خصوصا مع
اطلاق الفيلم المبهج “ماعلاقة الحب بذلك؟” للمخرج شيكار كابور، والذي
استقبل الضيوف كأول فيلم ضمن الافلام المنتقاة،. وتدور قصته الفيلم بين
لندن ولاهور، وتتمحور حول الحب والصداقة والتقاليد وكسر المعتقدات بقالب من
الكوميديا الرومانسية البريطانية متعددة الثقافات. ويتحدث عن صانعة أفلام
أرادت توثيق رحلة صديقها المقرب نحو زواجٍ خططته له العائلة.
يعرض المهرجان أكثر من 131 فيلماً من الأفلام الطويلة
والقصيرة من 61 بلداً، عبر 41 لغة، وهي أعمال تحمل بصمة مجموعة من الأسماء
العريقة في تاريخ السينما، إضافة إلى العديد من المواهب الشابة، كما
ويستضيف المهرجان 34 عرضاً أول لأفلام عالمية، و17 عرضاً أول لأفلام عربية،
و47 عرضًا لأفلام من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يشهد المهرجان حضور
العديد من المواهب والنجوم المشاركون في هذه الأفلام.
سيحظى روّاد المهرجان بفرصة المشاركة في عروض السجادة
الحمراء، والتي تضم باقة من أحدث وأهم الإبداعات السينمائية العربية
والعالمية، وتضم هذه العروض كلاً من العرض العالمي الأول لفيلم “الخلاط+”
للمخرج فهد العماري المستوحى من سلسلة “الخلاط” التي حققت أكثر من ١،٥
مليار مشاهدة على الإنترنت وصنعت جيلاً من المخرجين والممثلين تعود بفيلم
يحكي أربع مصائب اجتماعية مترابطة: لصوص يتسللون إلى زواج لإنقاذ شريكهم في
الجريمة… وأنفسهم، طباخة في مطعم فاخر تحتال لإيقاف طلاق والديها وإعادة
الشغف بينهما، صديق يعود إلى مغسلة موتى لدفن سر وسط شك زوجة الميت، وأم
تبحث عن زوجها الذي يبحث عن ابنه في ملهى ليلي. لكل مصيبة حل خفي، ومن لديه
حيلة… فليحتال.
فيلم “جميع الطرق تؤدي إلى روما”، للمخرجة اللبنانية لارا
سابا، الحائزة على جوائز العرض العالمي الأول لفيلمها الكوميدي والرومانسي.
يروي الفيلم قصة الممثل الشاب المشهور هادي، الذي يمرّ بأزمة ويشعر
بالاحباط بسبب تدنّي مستوى الاعمال التلفزيونية والفنية التي تنتج في لبنان
ويشارك فيها. يغتنم هادي الفرصة للتحرر من المسلسل التلفزيوني المتواضع
الذي يمثل فيه عندما يُطلب منه تأدية اختبار لأداء دور بابا الفاتيكان
الشاب. كما يصف الفيلم رحلة هادي نحو تحديد أولوياته وما يهمه فعلاً:
الطبيعة والعلاقات الإنسانية والحب والكرم.
فيلم الدراما الكورية “الوسيط” الذي يستمد أحداثه من ظاهرة
“صناديق الأطفال”؛ حيث يقوم البعض بترك الأطفال حديثي الولادة غير المرغوب
بهم في صناديق أمام الكنائس لتتبناهم عائلات أخرى، وهو من إخراج وتأليف
هيروكاز، وكوري إيدا. يقوم أحد المتطوعين في الكنيسة ويُدعى سانج هيون،
والذي يؤدي دوره سونج كانج الذي شارك في رائعة باراسايت، وصديقه دونج سون،
ويؤدي دوره الممثل جانج دونج وون، بسرقة هؤلاء الأطفال وبيعهم للعائلات
الراغبة بالتبني بهدف جني الأرباح. وتتسارع الأحداث عندما تنضم سو يانج (لي
جي يون) إلى الرجلين لتبحث عن ابنها المفقود وتحاول التعرف إلى العائلة
التي تحاول تبنيه. ليقوم اثنان من رجال الشرطة بملاحقتهم ومحاولة القبض
عليهم. يحاول كوريدا من خلال فيلمه إثبات وجود الإنسانية حتى في قلوب وسطاء
الإتجار بالبشر.
“جنيات إنشرين”، فيلم الدراما والكوميديا السوداء، وأحد
أفضل أفلام عام 2022 وفق تقييمات النقاد من إخراج وتأليف مارتن ماكدونا
(مخرج فيلم ثلاث لوحات خارج إيبينج، ميزوري). بعد صداقةٍ مديدة ووطيدة،
يقاسي صديقان مقرّبان أثر القطيعة وتبعاتها حينما تنقطع الصلة التي
جمعتهما. وفي إطار من الكوميديا التراجيديّة، يستعرض الفيلم تداعيات القسوة
وكبرياء الذكورة، في قصّة تدور أحداثها في جزيرة خياليّة على ضفاف سواحل
أيرلندا في عام 1923.
فيلم التشويق “قرار المغادرة” الذي حاز مخرجه بارك تشان ووك
على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي لهذا العام، يروي الفيلم قصة
محقق بوليسيّ “، يلعب دوره الممثل “بارك هاي إيل” الذي يتحرى عن ملابسات
وفاة أحد متسلّقي الجبال، لتقوده كلّ الخيوط صوب مشتبهةٍ وحيدة؛ وهي أرملة
القتيل التي تعمل في دار الرعاية بعد أن هاجرت بشكل غير شرعيّ. وفيما تزداد
الشكوك وتتوالى الأسرار عن دافعها، يجد المحقق نفسه منجذبًا إلى الأرملة
على نحو غريب، في إطار دراميّ مثير يتوسّل بتناقضات الخير والشر؛ والخبث
والثقة، والموت والحياة.
فيلم “إمبراطورية النور” الذي يعود بمشاهديه إلى مطلع
ثمانينيات القرن الماضي، حيث تدور أحداثه في بلدة ساحلية إنجليزية، ويقدم
قصة مؤثرة حول التواصل الإنساني وتجربة السينما المذهلة، وهو من تأليف
وإخراج سام منديز الحائز على جائزة الأوسكار. ويضم الفيلم مجموعة من أشهر
النجوم من أمثال أوليفيا كولمان الحائزة على جائزة الأوسكار؛ ومايكل وارد
الحائز على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا)؛
وكولن فيرث الحائز على جائزة الأوسكار. كما يشهد الفيلم تعاون منديز مجدداً
مع المصور السينمائي الحائز على جائزة الأوسكار روجر ديكينز بعد تعاونهما
في فيلم سكايفول 1917.
فيلم “شيابني هني” إنتاج مشترك بين السعودية والكويت من
إخراج زياد الحسيني يروي الفيلم قصة صديقي الطفولة اللذان يعثران فجأةً على
مخبأ للبنادق المسروقة؛ يستشرفا فيه فرصةً لثراءٍ عظيم جنبًا إلى تجارتهم
بالكحول. مما يشركهم في رحلة برّية غامرة ضمن عالم غامض أبطاله التجّار
والإرهابيين، جنبًا إلى المرتزقة وأفراد العصابات والأسلحة. ضمن إطارٍ
يستلهم تاريخ الكويت المُعاصر الذي تنصهر فيه الشعوب والثقافات المتباينة،
وعبر قصّة سالم؛ الذي يمثّل المواطن الكويتي الوفيّ وحسن الطويّة، والباحث
عن الإثارة بين ركام الرتابة والملل؛ والساعي وراء بلوغ أقصى إمكانيّاته.
ويقدم المخرج والمؤلف المصري جون إكرام ساويرس فيلم
“كاملة”، الذي يروي قصة طبيبة نفسية تخطت الأربعين من عمرها، عزباء، وتقضي
وقتها بين رعاية والدها المسنّ ورعاية المرضى في عيادتها، وعلى الرغم من
نجاحها المهنيّ، إلا أنها تمر بعدة تحديات في علاقتها مع عمّتها، ومع
وقوعها في الحبّ، وتعرّفها على مريضة جديدة، تنقلب حياتها رأسًا على عقب.
ويأخذ فيلم الرسوم المتحركة العائلي (القط ذو الحذاء:
الأمنية الأخيرة) المشاهدين في مغامرة كوميدية شيقة، وهو من إخراج جويل
كروفورد، يؤدي أصوات الشخصيات أنطونيو بانديراس وسلمى حايك وفلورنس بوج،
يرافق الحاضرون القط ذو الحذاء في رحلة شيقة للعثور على الأمنية الأسطورية
الأخيرة واستعادة أرواحه التسعة.
فيلم “ملكات” الحائز على إعجاب النقاد والجماهير في مهرجان
البندقية السينمائي الدولي لهذا العام للمخرجة ياسمين بنكيران. يروي
الفيلم، قصة ملاحقة الشرطة لبطلات العمل الثلاث، عبر مسيرة طويلة سيعبرن
فيها منطقة جبال الأطلس وصخوره الحمراء ووديانه المزهرة، ليصلن في المرحلة
الأخيرة إلى جنوب المغرب.
فيلم “المتمرد”، أحدث أفلام المخرجين المغربيين عادل العربي
وبلال فلاح، ومن بطولة أمير العربي وأبو بكر بن سايحي وتارا عبود. تدور
أحداث الفيلم حول الشاب كمال، الذي قرر مغادرة بلجيكا لمساعدة ضحايا الحرب
في سوريا وإذاعة ويلاتهم إلى مسمع العالم أجمع. ولكن مع وصوله يُجبر على
الانضمام إلى ميليشيات داعش، ويبقى عالقًا هناك. بينما يبقى شقيقه الأصغر
نسيم في بلجيكا، ويصبح فريسةً سهلة للتجنيد من المتطرفين، الذين يعدونه
بلمّ شمله مع شقيقه، في الوقت الذي تكافح والدتهم ليلى لحماية نجليْها من
حافّة الموت. ضمن قصّة تروي اختراق الشرّ للأرواح الطيّبة.
ويشهد المهرجان عرض فيلم الكوميديا السوداء “مثلث الحزن”
الفائز بجائزة السعفة الذهبية للمخرج روبن أوستلوند، حيث تنقلب المراتب
الاجتماعية لتكشف عن العلاقة المزيفة بين القوة والجمال. وتدور قصة الفيلم
حول زوجين مشهورين هما كارل (هاريس ديكنسون) ويايا (تشارلبي دين) يتم
دعوتهما إلى رحلة بحرية فاخرة بقيادة قبطان مختل. تبدأ الرحلة بطريقة جميلة
لتنتهي بكارثة ويجد الناجون أنفسهم على جزيرة صحراوية نائية يصارعون لأجل
البقاء.
وتُنظم خلال المهرجان مسابقة رسمية للفيلم الطويل والقصير،
يتم من خلالها إلقاء الضوء على أهم الإنجازات والإبداعات السينمائية من
آسيا وأفريقيا والعالم العربي. حيث يعرض المهرجان 26 فيلمًا ضمن مسابقة
الأفلام القصيرة و16 فيلماً في مسابقة الفيلم الطويل، تتنافس على جوائز
اليُسر التي تقدّمها لجنة التحكيم في حفل توزيع الجوائز يوم 8 ديسمبر.
يسلط المهرجان الضوء على المواهب الشابة التي تساهم في رسم
ملامح صناعة السينما في المملكة العربية السعودية من خلال سبعة أفلام
روائية طويلة و18 فيلماً قصيراً، سيتم تقديمها لخبراء صناعة السينما
العالميّة، جنبًا إلى الجمهور المحلّي. ويؤكد اختيار الفيلم السعودي “طريق
الوادي” لختام المهرجان على المستوى المتقدم الذي حققه قطاع صناعة الأفلام
في المملكة العربية السعودية.
وإلى جانب مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة والقصيرة،
وعروض السجادة الحمراء، والعروض الخاصة، يحتضن المهرجان مجموعة من البرامج،
من بينها:” اختيارات عالمية“ و”سينما السعودية الجديدة“ و”كنوز البحر
الأحمر“ و”روائع عربية“ و”روائع العالم“ و”جيل جديد“، بالإضافة إلى عروض
”السينما التفاعلية“ و ”حلقات البحر الأحمر“ و”ورؤى البحر الأحمر”، وهو
برنامج جديد مكرّس لصانعي الأفلام الذين يبلغون آفاقاً جديدة من الإبداع،
من خلال أساليب وتقنيات سرديّة مبتكرة وجديدة.
ويختتم المهرجان الدولي فعالياته بعرض عالمي أوّل لفيلم
“طريق الوادي” للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد والفيلم من بطولة كل من حمد
فرحان ونايف خلف وأسيل عمران. يحكي الفيلم قصة علي الذي هجرت أخته منزلهم
للدراسة، وهي التي كانت تحيطه بالقبول والمحبّة؛ مما يدفع والد علي
لاصطحابه في رحلة إلى الوادي صوب معالجٍ شعبي، ليخلّصه من وصمة النقص
المتمثّلة فيه. وبينما يتوه علي في الرحلة عن والده، يكتشف مستعينًا
بالتجلّد والصلابة، أن هذه الرحلة تخبّئ له الكثير من التحدّيات التي يمكن
مع تجاوزها أن يهزم اختلافه. |