الفيلم المصري في ترشيحات الأوسكار.. التجاري ممنوع
كتب: محمود
مجدي
أثار إعلان نقابة المهن السينمائية الخميس عدم ترشيح فيلم
مصري لعام 2022 لخوض سباق ترشيحات أوسكار أفضل دولي صدمة في الوسط
السينمائي لعدم اختيار أعضاء اللجنة فيلم مصري يمكن ترشيحه لخوض تصفيات أوسكار
أفضل فيلم دولي لعام 2022 ، التي يجري الكشف عنها العام
المقبل من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز
الأوسكار، وأثار موجة من الجدل منذ لحظة ظهوره.
اللافت أن وجهات النظر المعارضة للقرار تراه مجحفًا وظالمًا
لفيلماً هاماً مل كيرة والجن، الذي قدمت فيه ملحمة سينمائية بداية من
السيناريو المبني على رواية 1919 والمزخم بشخصيات وأحداث حقيقية مروراً
بكافة عناصر الفيلم من إخراج وتصوير وملابس وتمثيل، نهاية بنجاحه في شباك
التذاكر السينمائي وتحقيقه لأكثر من 100 مليون جنيه. ولم يتم ترشيحه لأنه
فيلما ذو صبغة تجارية !!
الصراع ما بين الفني والتجاري
الصراع ما بين السينما الفنية والتجارية حاضراً منذ بداية
انتعاش سوق السينما من ستينات القرن الماضي، ومن وقتها والأمر مختلط عند
كثيرين ممن يعملون في السينما قبل الجمهور العادي، هل السينما هي صناعة
وتجارة أم فناً خالصأ يبقى مع الزمن حتى لو لم يحقق إيرادت عالية؟!، وانقسم
عالم السينما إلى عالمين، عالم أفلام تجارية باهظة التكاليف، تحقق إيرادات
عالية وأفلام فنية عالية الجودة تحقق إيرادات ضعيفة ولكن تضمن مقعداً
رئيسياً في المهرجانات. حتى لو لم يقبل عليها الجمهور العادي أو لم يهضمها،
وقد يصل الأمر للبعض النقاد لاتهام الجمهور لأنه لم يفهم نوعية تلك
الأفلام.
التجاري ممنوع
وهنا السؤال، هل أًصبح لزاماً على كل مهرجان أو لجنة
للترشيحات أن تضم الأفلام الفنية فقط، هل الأفلام ذات الصبعة التجارية
البعيدة في المضمون والشكل عن الأفلام الفنية لا تضمن مقعداً رئيسياً في
المهرجان لمجرد أن بعض النقاد يعتبرونها فناً درجة ثانية يصلح للعوام ولا
يصلح لتمثيل مصر دولياً!
ولنكن أكثر صراحة ووضوحاً هل لجنة ترشيح الأوسكار كانت تبحث
عن فيلم «مهرجاناتي» على غرار ريش وعلي معزة وإبراهيم لتمثيله للمهرجان ؟!
هل أصبحت تلك الأفلام هي الرول موودل للتمثيل مصر دولياً وبقية الأنواع
السينمائية الأخرى محرم عليها هذا الأمر؟!
الرقم القياسي في معدل الترشيحات الفاشلة للأوسكار
التاقد الفني أمجد جمال ذكر في منشور له عبر صفحته الشخصية
على الفيس بوك أن لمدة 70 عاماً مصر ترسل بللأوسكار الأفلام الso called
«فنية» «غير تجارية».. ولم ينجح فيلماً واحداً باجتياز أول تصفية.. بل إن
مصر صاحبة الرقم القياسي كدولة في معدل الترشيحات الفاشلة للأوسكار. فأفلام
مثل باب الحديد أو دعاء الكروان أو المومياء أو المصير أو أرض الخوف، سهر
الليالي، بحب السينما.. كل هذه الأفلام تم إرسالها للجنة الأوسكار ولم
تستوف الشروط وعادت كما جاءت، إذن هل فيلم كيرة والجن كان سيكون مصيره أسوأ
من تلك الأفلام؟! بالتأكيد لا. لكن من الممكن أن تكون الطبقية الفنية التي
توالدت وتعاظمت عند بعض النقاد هي من دفعتهم لعدم ترشيحه.
الغريب واللافت أن الأوسكار هي الجايزة السينمائية الأكثر
شهرة لكونها اختيار الصناع (industry
voters)
لا النقاد.. الذي يصوت فيها هو الممثل المخرج السيناريست المنتج المصور
المونتير.. وليس النقاد.
من المؤكد أن قرار عدم ترشيح فيلماً للأوسكار هو قرار قد
يراه البعض جرئ وقد يراه البعض الآخر غير موفق، لكن من المؤكد أنه يجب أن
يتم تغيير وجهات النظر عند كثير من النقاد المصريين أن الفيلم التجاري عالي
الجودة الفنية ليس سبة أو فناً درجة ثانية لترشيحه للأوسكار. |