مونيكا بيلوتشي:
المغرب وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الكبرى
الممثلة الإيطالية تشارك في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
من خلال فيلم وثائقي تجسد فيه شخصية المغنية الأوبرالية ماريا كالاس.
مراكش
- يعد
المغرب وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الدولية الكبرى، وفق ما أكدته
الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي خلال لقاء صحفي على هامش
مشاركتها في فعاليات الدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم
بمراكش.
وأضافت أن المملكة تعد منصة تسلط الضوء على العديد من
المواهب الوطنية والدولية الصاعدة، خاصة من خلال المهرجان الدولي للفيلم
بمراكش الذي يحتفي بالتنوع الفني بكل أبعاده، قائلة "يشرفني أن أشارك للمرة
الثالثة في هذا المهرجان الرائع الذي يجمع كبار أسماء السينما من جميع
أنحاء العالم".
وتشارك مونيكا بيلوتشي خلال الدورة الحالية للفيلم بمراكش
في فقرة حوارات حول آخر أعمالها، الفيلم الوثائقي "ماريا كالاس مونيكا
بيلوتشي: اللقاء" للمخرج اليوناني يانيس ديموليتساس، والذي عرض الأحد في
قسم "القارة الحادية عشرة" بالمهرجان.
وكان منظمو المهرجان قالوا في بلاغ إن قسم "القارة الحادية
عشرة" يعد إحدى فقرات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث يقدم أفلاما
مفعمة بالجرأة والإبداع تهز التصورات السينمائية.
وأبرزت بيلوتشي أن فيلمها الوثائقي يروي لقاء بين روحين
ويقتفي عمل فنانة تسعى لتجسيد شخصية بإتقان، مضيفة "عند اكتشافي لرسائل
المغنية الأوبرالية العظيمة ماريا كالاس، تأثرت بشدة بقوة كلماتها وهشاشتها
والصدق الذي ينبعث منها. وهذا دفعني لمشاركة هذه الشذرات من حياتها مع
الجمهور".
ويعد الفيلم بمثابة غوص رائع يستكشف حياة وإرث مغنية
الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس التي جسدتها مونيكا بيلوتشي. ويندرج في سياق
مغامرة فنية بدأت على خشبة المسرح، حيث جسدت بيلوتشي دور ماريا كالاس
ببراعة، مسلطة الضوء على مسيرتها ولحظات مجدها وضعفها.
كل فيلم تجربة فريدة
ويتناول الفيلم فترتين مختلفتين: الفترة التي بلغت فيها
كالاس ذروة الشهرة في مسارها الفني الحافل، والفترة المعاصرة، حيث لا يزال
صدى صوتها الذي أسر الملايين يتردد إلى اليوم.
ووفق بلاغ المنظمين، فإن "في جوهر هذا العمل الإبداعي، حوار
حاسم بين امرأتين – كالاس وبيلوتشي – يجمعهما التفاني والوفاء للفن رغم
اختلاف مساراتهما. لقاء بين الماضي والحاضر يكشف عن الروح الإنسانية
الكامنة وراء الأسطورة، ويحتفي بفنانة استطاعت أن تحول ألمها إلى جمال ومجد
خالدين".
وأفادت مونيكا بيلوتشي بتأثر "ما أثار إعجابي بشكل خاص هو
ازدواجية ماريا كالاس، فهي ديفا ذات شأن عظيم، لكنها كانت أيضا امرأة تجرأت
على أن تكون على حقيقتها"، مشيرة إلى أن القليلين فقط يعرفون هذه الناحية
الحساسة من شخصيتها.
ويعد فيلم "ماريا كالاس مونيكا بيلوتشي: اللقاء" رحلة غنية
في حياة وإرث ماريا كالاس، حيث جسدتها مونيكا بيلوتشي كديفا مطلقة للأوبرا.
ويأخذ الفيلم المشاهدين إلى عالم كالاس، منذ بداياتها المتواضعة في نيويورك
إلى نجاحها العالمي على مسارح العالم.
ولا تزال ماريا كالاس مصدر إلهام رغم مرور عقود على وفاتها،
حيث تمثل امرأة تميزت بقوة شخصيتها وشجاعتها في اتباع ما يمليه قلبها
وعواطفها، مما يجعلها نموذجا تحتذي به العديد من الفنانات في أعمالهن، وفق
بيلوتشي، لافتة إلى أن الفيلم يقدم لمحة فريدة عن كواليس التحضير للأدوار،
حيث يكشف عن العملية الإبداعية بكل مراحلها، والجهود اللازمة لإحياء مشروع
بهذا الصدق.
وكشفت مونيكا بيلوتشي أن اللباس الخاص بتلك الفترة ساعدها
بشكل كبير في تقمص شخصية ماريا كالاس، مشيرة إلى مشهد ارتدائها القفطان
المغربي، معتبرة أن هذا الزي التقليدي يمثل "رمزا للأنوثة والأناقة الفائقة".
وفي معرض جوابها عن الدوافع التي تحكم اختياراتها الفنية،
أوضحت بيلوتشي أن الأمر بالنسبة إليها يتعلق بالحدس، قائلة إن ذلك يحدث
عندما تقرأ نصا، وينتابها شعور ما، وأن ذلك يساعدها أحيانا على اكتشاف جزء
من ذاتها.
وأكدت مونيكا بيلوتشي وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي
للأنباء حول اللقاء، أن "كل فيلم هو تجربة فريدة. لقد شاركت في إنتاجات
ضخمة وكذلك في مشاريع متواضعة، لكن عندما أقف أمام الكاميرا، لا يتغير شيء
بالنسبة إلي".
وسبق للنجمة الإيطالية العالمية مونيكا بيلوتشي أن توجت في
مايو/أيار 2022 في مهرجان مونتي كارلو كأفضل أداء مسرحي عن تجسيدها لشخصية
ماريا كالاس في مسرحية: رسائل ومذكرات ماريا كالاس.
ويعرض المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال دورته الحادية
والعشرين الممتدة حتى السابع من ديسمبر/كانون الأول 71 فيلما من 32 دولة
موزعة على المسابقة الرسمية وعدد من البرامج الموازية. |