حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان برلين السينمائي التاسع والخمسون

Berlinale

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

فيلم أصغر فرهادي "عن إيلي":

دراما اجتماعية..... رسائل إنسانية

أريانا ميرزه    ترجمة صفية مسعود

·         نجح المخرج في تصوير عوالم النفس الإنسانية بكل مدخلاتها العاطفية وتشابكاتها الاجتماعية

·         إنني أبين كيف يتصرف الناس عندما يواجهون موقفاً صعباً"

منذ سنوات والسينما الإيرانية تجذب انتباه النقاد والمتخصصين في مهرجان برلين السينمائي. في هذا العام أيضاً استطاع الفيلم الإيراني "عن إيلي" أن يقنع لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي وأن ينال الدب الفضي عن أحسن إخراج. أريانا ميزا شاهدت هذا الفيلم الذي أخرجه أصغر فرهادي.

"عن إيلي" فيلم مُربك عن الشك والاتهام أخرجه ببراعة الإيراني أصغر فرهادي. تبدأ القصة بداية عادية ومفعمة بالآمال في الوقت نفسه: مجموعة من الطلاب الإيرانيين الأصدقاء يبدأون رحلة في نهاية الأسبوع إلى البحر بصحبة عائلاتهم. مع المجموعة سافر أيضاً اثنان يعيشان بمفردهما. أحمد الذي يعيش في أوروبا فشل في زيجته مع ألمانية، وهو الآن يبحث عن زوجة إيرانية.

لا يعرف أعضاء الرحلة شيئاً عن إيلي ذات العشرين ربيعاً سوى أنها تعمل كمربيّة. حصلت إيلي على دعوة مفاجئة من زبيدة التي تتسم بالحيوية الفائقة. هدف زبيدة هو أن تزوج إيلي - التي تكن لها تقديراً كبيراً كمربية حنونة لأطفالها - لأحمد.

إدارة الظهر للحقيقة

تبدأ القصة بداية عادية وواقعية، غير أنها بالتدريج تكتسي ملامح تراجيدية، وفي تلك الأثناء يفقد أبطال الفيلم براءتهم ونزاهتهم. يقع الواحد منهم تلو الآخر في فخ شبكة من التكهنات والظنون والادعاءات – إلى أن يتم تجاوز الحدود الفاصلة مع الكذب. الشخص الأخير في المجموعة الصغيرة الذي يتبع هذه الديناميكية هي زبيدة النشيطة والقوية. ولكنها عندما تدير ظهرها للحقيقة تفقد أيضاً مرحها وبهجتها واحترامها لنفسها.

رغم كل الإحالات والإشارات إلى الوضع الاجتماعي في إيران يتميز فيلم فرهادي ببعد عالمي. "إنني أبين كيف يتصرف الناس عندما يواجهون موقفاً صعباً"، يقول المخرج البالغ من العمر ستة وثلاثين عاماً الذي كتب بنفسه سيناريو الفيلم. "من الممكن أن تجري أحداث الفيلم في مكان آخر أيضاً، ولكنها لا يمكن أن تجري في زمن آخر."

لا رسائل خطابية زاعقة

السمة المعاصرة للفيلم والتي يهتم فرهادي بإبرازها تنعكس على الإخراج الجريء والحديث. يمتنع الفيلم بشكل راديكالي عن تزويد المتفرج بمعلومات تزيد عما يعرفه أبطال الفيلم في تلك اللحظة. وفي النهاية لا يتم الكشف عن حقيقة ما حدث. وبذلك يجب على المشاهد أن يملأ بنفسه هذه البقعة البيضاء وهذا الفراغ – تماماً كما فعلت شخصيات الفيلم عندما ضاقت بهم السبل.

"لم يعد الجمهور اليوم يتفرج على الفيلم بسلبية. إنه يريد هامشاً حراً يستطيع أن يملأه بتفسيراته وتأويلاته"، يقول أصغر فرهادي. لا يهم فرهادي كمخرج أن يكون بوقاً لرسالة خطابية زاعقة، أو أن يجبر مشاهدي أفلامه على قبول تفسيره هو للأمور. "إنني أحكي – عن عمد – نصف الحكاية فقط. النصف الآخر ينشأ في رأس المشاهد."

لم ينل" عن إيلي" التكريم في مهرجان برلين السينمائي الدولي بسبب إخراجه الذكي فحسب. في فيلمه الرابع يبرهن فرهادي مرة أخرى على قدرته البارعة على التعامل مع أدواته السينمائية، ونجاحه في رسم أبعاد شخصياته المعقدة بخطوط بسيطة للغاية، وبخلق الإثارة والتشويق في أفلامه.

صور متحولة وتوثيق دقيق

لقد نجح التصوير الرائع الذي قام به حسين جافاريان في المزاوجة بين الصور المؤثرة المتحولة بإيقاع سريع وبين الاقتراب من الحدث اقتراباً يكاد يكون وثائقياً. الفيلم يبرهن أيضاً على أن المخرج كان موفقاً في اختيار الممثلين.

الأداء التمثيلي الرائع لم تقم به فقط غولشفيته فرحاني التي أدت دور زبيدة. لقد قام الممثلون جميعاً بأداء مقنع ومكثف ومنضبط في الآن نفسه. بعد أن حصل على "الدب الفضي" تتزايد فرص عرض "عن إيلي" على شاشات السينما في العالم. أما في إيران فقد حظي الفيلم في الوقت نفسه تقريباً مع مهرجان برلين السينمائي بنجاح جماهيري لدى عرضه في مهرجان "الفجر" السينمائي.

ويأمل فرهادي أن يُعرض فيلمه "عن إيلي" - أو "دارباريه إيلي" كما يُسمى بالإيرانية – في دور السينما هذا العام في وطنه إيران. حتى الآن لم تعترض هيئة الرقابة على الفيلم، وبذلك فإن "عن إيلي" – الذي أنتجته شركة خاصة بميزانية صغيرة لا تتعدى 350 ألف يورو – لديه فرص طيبة في أن يغطي تكاليف إنتاجه. ويحتاج فرهادي إلى المال احتياجاً كبيراً لكي يستطيع أن ينقل إلى شاشة السينما الأفكار السينمائية الجديدة التي تدور في رأسه.

حقوق الطبع: قنطرة 2009

موقع "قنطرة" في 23 فبراير 2009

 

انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائي "برليناله":

الدب الذهبي الحلم الأكبر والأفلام العربية خارج المنافسة

هبة الله إسماعيل- برلين 

·         الدب الذهبي حلم لصانعي الأفلام

·         الممثل الأمريكي جون غودمان بطل فيلم "في الضباب الكهربائي" على بساط البرليناله الأحمر

·         الطفل الطائر ذو القدرات الخاصة ينجح في لم شمل الأسرة

سجل مهرجان برلين السينمائي هذا العام رقما قياسيا من حيث عدد الأفلام المتقدمة للمشاركة، لكن اللجنة المشرفة اختارت أكثر من ثلاثمائة فيلم للعرض في فقرات المهرجان المتنوعة. والأفلام العربية المشاركة بقيت خارج إطار المنافسة. هبة الله إسماعيل في استعراض أولي لأهم هذه الأفلام.

تواصل مدينة برلين عرض الأفلام المتميزة في إطار الدورة التاسعة والخمسين من مهرجانها السينمائي "البرليناله"، الذي يستمر حتى 16 شباط/ فبراير الجاري. وتُعرض في المهرجان أفلام من شتى أنحاء العالم لتتنافس على جائزة الدب الذهبي أو سعيا وراء اجتذاب محبي الفن السابع وأخرى تبحث عن فرص لتسويقها.

وشهدت هذه الدورة من المهرجان عرض الفيلم البوليسي "في الضباب الكهربائي"، الذي يصور لويزيانا مسكونة بأشباح ماضيها المثقل بالعبودية ومدمرة بفعل الإعصار كاترينا. ويأتي هذا الفيلم الأمريكي الذي عرض مساء السبت في قاعة قصر المهرجان، في إطار المنافسة على الدب الذهبي في يوم واحد مع الفيلم الإيراني "بشأن إيلي" للمخرج أصغر فرهدي و الفيلم الألماني "العاصفة" لهانس كريستيان شميت.

تنافس على الدب الذهبي

والفيلم الأمريكي، وهو الفيلم الثاني الناطق بالانجليزية للمخرج الفرنسي تافرنييه بعد فيلمه "ديث ووتش" في عام 1980. والفيلم مقتبس عن قصة بوليسية للكاتب جيمس لي باركي حول شرطي يعمل في بلدة صغيرة نائية في ولاية لويزيانا، يعيش بهاجس واقعة شاهدها وهو طفل صغير لضرب رجل أسود حتى الموت.

ويكلف هذا الشرطي بالكشف والتحري عن جرائم قتل غامضة، تروح ضحيتها فتيات الليل. وعلى الرغم من تعقيدات اللغز، إلا أن الأحداث تتوالى بانسيابية في أجواء من الفساد داخل مستنقع صغير مسكون بأشباح ضحايا العبودية.

أما الفيلم الألماني "العاصفة" الذي أثار انفعال جمهور المهرجان وتأثره، فهو يبرز تعطش مدعية في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي إلى العدالة، طارحا في أطار قصة مُتخيلة التساؤل التالي: من يعوض الضحايا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم: القضاء أم السياسة؟

الطفل الطائر "ريكي"

أما الفيلم الفرنسي الطفل الطائر أو "ريكي"، فيمزج بين الواقع والخيال، مبرزا معاناة الأطفال الذين ينشأون في كنف الأسر الفقيرة، ومدى انشغال الأهل بالبحث عن لقمة العيش. ويركز الفيلم على طفلة تخلى عنها والدها، تنشأ مع أمها العاملة في أحد المصانع. وفي الوقت الذي تنشغل فيه أمها بشؤون حياتها الخاصة، تبحث الطفلة عن العطف والحنان.

وتتعرف الأم على زميل لها في المصنع وتنشأ بينهما علاقة عاطفية ينتج عنها طفل جديد. وهنا تظهر مشاعر الطفلة المختلطة ما بين حب الضيف الجديد ورعايته وبحثها عن حنان أمها المنشغلة بالمولود الجديد. و يأخذ الفيلم منعطفا خياليا حيث يتبين أن هذا المولود الجديد ليس مثله مثل الأطفال الآخرين، فهو ذو قدرات خاصة، إلا أنه ينجح في جمع شمل الأسرة.

مشاركة عربية متواضعة

لم ينجح أي فيلم عربي في الدخول في قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة الدب الذهبي. إلا أنه تم عرض فيلمين عربيين في إطار فعاليات المهرجان، أولهما الفيلم اللبناني "سمعان بالضيعة" للمخرج سيمون الهبر والآخر الفيلم المصري "ميكانو" للمخرج محمود كامل.

وتدور أحداث الفيلم الوثائقي اللبناني "سمعان بالضيعة"، الذي سبق عرضه في مهرجاني بيروت ودبي، في إحدى ضياع جبل لبنان الأخضر بعد اندلاع الحرب. والشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية المزارع سمعان، وهو آخر من تبقى في قرية لبنانية بعد أن هجرها سكانها إثر اندلاع الحرب الأهلية. ويروي الفيلم في قالب سردي حياة هذا المزارع المنعزلة وكيف أنه أطلق على حيواناته أسماء أشخاص وكيف يتحدث إليها، كما لو كانت أشخاصا.

ويعكس الفيلم حياة العزلة التي خلفتها الحرب الأهلية على سكان القرى الذين تأثروا بالصراعات التي عاشها لبنان والذين آثروا البقاء في موطنهم مواجهين الدمار والتهجير.

"ميكانو"أولى تجارب تيم حسن السينمائية

أما فيلم "ميكانو" للمخرج المصري محمود كامل، فيسعى في هذا المهرجان إلى إيجاد مسوق له داخل دول الاتحاد الأوربي، فقد تم عرضه في قسم التسويق الدولي للمهرجان. والفيلم، الذي يقوم ببطولته الممثل السوري تيم حسن في أولى تجاربه السينمائية بالإضافة إلى خالد الصاوي ونور، يدور حول المهندس المعماري المبدع الذي يعمل من خلف الستار معتمدا على أخيه، لأنه لا يجيد التعامل مع الناس.

ويتعرف المعماري الخجول في حفل لأحد مشاريعه على مسؤولة التسويق التي تقع في غرامه على الرغم من تصرفاته الغريبة، وتتحول تلك العلاقةإلى أجمل وأسوأ علاقة حب نظرا لمرض هذا المعماري الشاب بفقدان الذاكرة كل فترة، ليعود إلى سن السادسة عشرة دون أن يتذكر كل ما مرّ بعد ذلك .

دويشه فيله 2009

موقع "قنطرة" في 23 فبراير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)