حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الخامس والستون

الموقف المطلوب من المثقفين بعد اكتشاف المنتج الصهيوني لفيلم«بعد الموقعة»

بقلم : أسامة عبدالفتاح

لم أكن أعرف، أو أتخيل، عندما كتبت في هذا المكان قبل أسبوعين عن الوجود الصهيوني في دورة هذا العام من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، والتي اختتمت أمس الأول الأحد، أن الجزء الأهم من ذلك التواجد تحقق - للأسف - عبر مشاركة الفيلم المصري "بعد الموقعة" في المسابقة الرسمية، في خيبة أمل كبيرة للسينمائيين والمثقفين والشعب المصري كله، الذي انتظر 15 عاما حتي يشهد مشاركة مصرية رسمية في مهرجان "كان"، فإذا بالصهيونية البغيضة تفسد الفرحة وتلوثها! كان المخرج والناقد الصديق أحمد عاطف أول من فجّر القضية، حيث كشف - في رسالته من "كان" بصحيفة "الأهرام" في 23 مايو الحالي- عن أن المنتج الفرنسي المشارك في إنتاج الفيلم هو الصحفي الصهيوني جورج مارك بينامو، وهو ما لم يكن معلنا قبل سفر الفيلم للمشاركة في المهرجان، حيث كان المعروف أن شركة "نيو سنشري" المصرية هي المنتجة، دون الإعلان عن شريك.. والمفترض ألا يكون هناك شريك، لأن الفيلم ميزانيته صغيرة، وقائم - كما أعلن مخرجه يسري نصر الله - علي سيناريو من خمس ورقات فقط تم تطويره واستكماله خلال التصوير. وتكتمل الدهشة إذا عرفنا أن بينامو لم يسبق له إنتاج أي فيلم في حياته، وأن باكورة إنتاجه هو "بعد الموقعة"، الذي يدور حول ثورة 25 يناير المصرية، بالتركيز علي ما عرف إعلاميا بـ"موقعة الجمل".. أي أن الصحفي الفرنسي ـ الصهيوني لم يتحمس لتقديم أي فيلم، ولم تظهر "مواهبه" الإنتاجية إلا للقفز علي الثورة المصرية، والتمسح في الربيع العربي الذي يبدو أنه يثير اهتمام وشهية الصهاينة بطريقة لم نكن ندركها أو نتخيلها.. فقد سار بينامو في ذلك الاهتمام علي درب صديقه الصهيوني الآخر الفيلسوف الفرنسي برنار أونري ليفي، الذي فجر مسئولو مهرجان "كان" قنبلة فنية وسياسية عندما أعادوا "فتح" قوائم الاختيارات الرسمية لهذه الدورة بعد نحو ثلاثة أسابيع من إغلاقها، وأضافوا فيلمه الوثائقي عن الحرب الليبية الأخيرة إلي قسم "عروض خاصة" خارج المسابقة. غضب وصدمة وكما ثار وقتها غضب - وكذلك دهشة - المثقفين والسينمائيين العرب، الذين يعتبر كثير منهم ليفي جاسوسا صهيونيا خطيرا يعمل لمصلحة إسرائيل، ويؤمن بعقيدة الوطن الأكبر من النيل إلي الفرات، أصيب السينمائيون والمثقفون المصريون بصدمة عندما تم الكشف عن مشاركة بينامو في إنتاج فيلم نصر الله، وأيقنوا أن مهرجان "كان" قرر - لسبب غير معروف - إقامة احتفال صهيوني بالربيع العربي، في حين أن مسئولي المهرجان أعلنوا أن هدفهم "تمرير شعلة الثورة بين الشعوب التي يجمعها حب الحرية"، في إشارة إلي سوريا. لا أعتمد بالطبع، فيما أكتبه وفي الموقف الذي أتخذه، علي معلومات ذكرها زميل لي، فقد بحثت بدقة في كل مصادر المعلومات المتاحة، وتأكدت من صهيونية الصحفي اليهودي جورج مارك بينامو، الذي وضعته بعض المواقع الإلكترونية الفرنسية علي قائمة أبرز 500 شخصية صهيونية في الميديا الفرنسية، والذي تحول علي أيدي مخرجنا يسري نصر الله إلي منتج سينمائي.. فقد اشتهر بالعمل كهمزة وصل بين الرؤساء الفرنسيين وبين اللوبي الصهيوني بفرنسا، وكان مقربا جدا من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي عينه مستشارا للشئون الثقافية، واشترك في أكثر من مشروع صحفي مع صديقه برنار أونري ليفي، القطب الصهيوني الكبير الذي أثارت زيارته لميدان التحرير - خلال أيام الثورة المصرية - جدلا واسعا. وبعيدا عن نظرية المؤامرة، لا مفر من الربط بين علاقة الصداقة والمواطنة التي تربط بين بينامو وليفي، فضلا عن الفكر الصهيوني الذي يجمعهما، وبين اختيار فيلم ليفي للعرض في أحد أقسام الاختيارات الرسمية لمهرجان تستضيفه بلادهما بعد إغلاق باب الاشتراك، واختيار فيلم بينامو للعرض في المسابقة الرسمية رغم إجماع النقاد الذين شاهدوه علي ضعف مستواه الفني، ورغم أن الأفلام السابقة لمخرجه يسري نصر الله - وكانت أكبر وأهم - لم تكن تعرض في "كان" إلا في الأقسام الموازية.. وأؤكد هنا أنني لم أشاهد الفيلم، إلا أن الآراء السياسية القائمة علي معلومات مؤكدة، ليست لها علاقة بمشاهدة الفيلم، لأن الأمر هنا لا يتعلق برأي فني، بل مبدئي وسياسي، وكوني لم أشاهده لا يغير من حقيقة أن منتجه صهيوني. آراء النقاد وبما أن الفيلم لم يعرض في مصر، من المفيد هنا أن نذكر آراء النقاد العالميين الذين شاهدوه في "كان" وقيموه.. فقد كانت هناك مجلتان تنشران يوميا - خلال المهرجان - جدولا لتقييم أفلام المسابقة الرسمية من خلال آراء مجموعة من النقاد الأجانب بطريقة وضع عدد من النجوم من خمسة، بحيث تعني النجمة الواحدة أن الفيلم ضعيف والخمسة أنه ممتاز، ويتم جمع التقييمات واستخراج متوسطها حتي يصبح الجدول دليلا لضيوف المهرجان عن اتجاه النقاد واتجاه الجوائز لاحقا. المجلة البريطانية "سكرين إنترناشيونال" استعانت بعشرة نقاد أجانب من بريطانيا، أستراليا، ألمانيا، أمريكا والدنمارك. خمسة من هؤلاء النقاد أعطوا الفيلم نجمة واحدة فقط، والخمسة الآخرون أعطوه نجمتين. متوسط التقييم إذن كان نجمة ونصف النجمة، وكان الأقل بين أفلام المسابقة الرسمية.. أما المجلة الفرنسية "لو فيلم فرانسيه"، فكانت تستعين يوميا في جدولها بخمسة عشر ناقدا فرنسيا من الصحف والمجلات الفرنسية الرئيسية. سبعة من هؤلاء النقاد أعطوا "بعد الموقعة" نجمة واحدة، وستة نقاد أعطوه نجمتين، وناقد واحد أعطاه وجها عابسا بما يعني أنه رديء، وآخر امتنع عن التقييم. علي كل حال، التقييم الفني ليس موضوعنا هنا كما قلت، واستعنت به فقط للإشارة إلي أن اختيار الفيلم في المسابقة الرسمية قد تكون له أسباب سياسية.. أما موضوعنا، فهو الموقف السياسي الذي يجب أن يتخذه السينمائيون والمثقفون المصريون فورا - وقبل مشاهدة الفيلم - لإدانة المخرج يسري نصر الله بعد انتهاكه الموقف العام والقرارات الواضحة للنقابات المهنية والمجتمع المدني والشعب المصري كله بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني، والصهاينة بشكل عام، إلا بعد الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة. بيع وشراء ولابد من الإسراع في الإعلان عن هذا الموقف وتلك الإدانة، خاصة أن الفيلم سيعرض في إسرائيل، رغم إصرار مخرجه علي نفي ذلك.. فقد سأله النقاد في المؤتمر الصحفي لفيلمه بمهرجان "كان" عما إذا كان الفيلم سيعرض بإسرائيل، فقال: "لا أريد عرض فيلمي هناك حتي يعامل الإسرائيليون الفلسطينيين في الأرض المحتلة بشكل أفضل". كما كتب علي صفحته بموقع "تويتر": "شركة نيو سنشري المصرية المنتجة لم تبع الفيلم لإسرائيل، هذا من الشروط الأساسية لعقد الإنتاج المشترك، وشرط موافقتي عليه"، كما أكد أن الطرف الفرنسي لا علاقة له علي الإطلاق بتوزيع الفيلم في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل.. لكن الموزع السينمائي الإسرائيلي عوديد هوروفيتز قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "أري ذلك غريبا. لا أعرف لماذا يقول نصر الله ذلك.. فقد اشترينا بالفعل من المنتج الفرنسي حق عرض فيلمه في إسرائيل، وسنعرضه". وحتي لو لم يكن الفيلم سيعرض في إسرائيل، فمجرد تعامل نصر الله مع منتج صهيوني كاف جدا لإدانته.. أما ما يردده بعض النقاد من أنه ربما لم يكن يعرف حقيقة جورج مارك بينامو، فعذر أقبح من ذنب، إذ كيف لا يعرف مخرج كبير مثله كل شيء عمن يشاركه إنتاج فيلمه، وكيف لا يلفت نظره أن الرجل ليست له أي خبرة سابقة بالإنتاج السينمائي، وأنه قرر فجأة دخول ذلك المجال وإنفاق الكثير من المال من أجل "عيون" الثورة المصرية؟!

جريدة القاهرة في

29/05/2012

 

نصر الله يرفض عرض فيلمه في إسرائيل..

أفلام الربيع العربى أثارت جدلاً فى "كان"

كتبت - حنان أبوالضياء : 

الأفلام المثيرة للجدل تربعت على عرش مهرجان كان هذا العام كما هو المعتاد وخاصة الافلام الخاصة بالربيع العربى، أو تناولت الارهاب فى البلاد العربية. وإذا كان فيلم «بعد الموقعة» قد نال قدراً من الهجوم من منطلق أن أحد منتجيه يهودى إلا أن رفض المخرج يسري نصر الله عرض فيلمه «بعد الموقعة» في إسرائيل بصفتها محتلة للأراضي الفلسطينية يعد بمثابة الدفاع عن موقفه. وأكد  فى الندوة التى أقيمت على هامش مهرجان «كان»: «لا أريد عرض فيلمي في إسرائيل في الوقت الذى تحتل فيه فلسطين».

.. وجاء فيلم «يا خيول الله» للمخرج المغربي نبيل عيوش ليطرح رؤية واقعية لسيرة دامية لاعتداءات الدار البيضاء عام 2003, والطريف أن عنوان (ياخيول الله) اقتبس من حديث للنبي استخدمه تنظيم القاعدة وبن لادن مرات كثيرة للدعوة الى «الجهاد» ويركز الفيلم على أخوين ورفاقهما عاشوا في أجواء من البؤس فى «سيدي مومن» قرب الدار البيضاء حيث الحرمان والعنف مما يدفع بهم الى التطرف والموت. وزاد من واقعية الفيلم التصوير فى أماكن مثل  المكان الذي نشأ فيه منفذو تلك التفجيرات وعلى سكان من المكان المهمش. ويركز الفيلم على الشباب المتروكين فريسة سهلة  للاسلاميين السلفيين الذين يستغلون فقرهم كوسيلة لغسيل عقولهم، وقال المخرج لوكالة فرانس برس: «تفجيرات الدار البيضاء لا تهمني بقدر ما تهمني سيرة هؤلاء الشبان وما قادهم الى ارتكاب فعلهم. أردت أن أعبر الى الجانب الآخر من المرآة، أن أحكي التاريخ الشخصي لهؤلاء».

أما فيلم «التائب» فيدعو إلى تجاوز مأساة مايسمى بالعشرية السوداء في تاريخ الجزائر ولكن من خلال أطروحة تعيد قراءة الأحداث, وهذا ماحاول تقديمه مرزوق علوش بعد انقطاع ١٨ عاماً، منذ (1994) والذى نال شهرته بفيلم «عمر قتلاتو» (١٩٧٦). ثم  «باب الواد سيتي» عام ١٩٩٤. والذى أخرجه فى أكثر أوقات الجزائر حرجا عندما كانت الجماعات الاسلامية تستخدم المجازر البشعة لكل من يخالفها الرأى. فكان «باب الواد سيتي» بمثابة صرخة ضد الارهاب والتعصب, ولكن الجزائريين يرون أن الأمر مختلف مع الفيلم الجديد «التائب»، لذلك هناك حملة إعلامية شرسة فى الجزائر ضده وصلت إلى حد التخوين والطعن فى النزاهة الفنية.

وعن قصة حقيقية حاول علوش فى «التائب» مناقشة مافعلته السلطات الجزائرية لمساعدة الناس على تجاوز ما حدث بالعشرية السوداء بميثاق «السلم والمصالحة الوطنية» مما أدى الى عودة مئات الشبان أصحاب الفكر المتطرف والميالين الى العنف من الجبال الى أهاليهم وهذا مثل ماحدث من مراجعات دينية للجماعة الاسلامية فى مصر  مما خلق نوعاً من الامل يراه علوش مزيفاً لذلك كان رافضا «قانون الوئام المدني» لأنه يراه تبييضاً لصورة القتلة بدون الحصول على حقوق الضحايا وهذا ما أكده من خلال  السيناريو المكتوب من التسعينيات ولكن لم يجد أحد ينتجه.

وقد أكد علوش فى العديد من اللقاءات ان الشعب الجزائري يعاني من «صدمة» ما بعد الأحداث و لا يريد للأمور أن تتغير جراء الخوف مما عاشه في تاريخ قاس جدا» ويلقي باللائمة على الجمود العائد الى الخوف.
على الجانب الآخر مازال برنار هنري ليفي المفكر الفرنسي يلعب دوره القذر لتشويه الربيع العربى وخاصة بعد عرض فيلمه الوثائقى قسم طبرق والذى قارن فيه بين مسيرة الليبيين وثورتهم على نظام معمر القذافي بمسيرة الصهيونية للسيطرة على فلسطين ويطابق بين المعركتين.

ويقول ليفي: إن الفيلم جاء ليصور خصوصا كيف يمكن تحقيق الأفكار لأول مرة في التاريخ عبر التدخل العسكري في بلد، ويصور ليفي في الشريط الذي موله جيل هيرتزوج تحركاته بجانب المسئولين الفرنسيين وفي العالم لاقناعهم بضرورة التدخل العسكري في ليبيا وذلك بالتشاور مع الليبيين.

الوفد المصرية في

29/05/2012

 

هل تحيز رئيس لجنة التحكيم ناني موريتي لمواطنه ماتيو جاروني؟

فيلم «حب» لمايكل هنيكية فاز بسعفة «كان» الذهبية

كان - عبدالستار ناجي 

لم تذهب نتائج مهرجان كان السينمائي الدولي بعيدا عن قوائم الترشيحات التي اتفق عليها النسبة الاكبر من نقاد مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والستين التي انتهت أعمالها هنا في مدينة كان جنوب فرنسا بعد ايام حبلي بالعروض والنجوم والمؤتمرات واللقاءات الاحتفاليات التي زينت ايام وليال هذا الحدث السينمائي الاهم. الا من جائزة واحدة جاءت خارج السياق العام. ودار حولها كثير من اللغط. وتوجهن خلالها اصابع الاتهام الى رئيس لجنة التحكيم ناني موريتي في تعاطفة ولربما تحيزه لمواطنه «ماتيو جاروني» ومنحه الجائزة الكبرى للجنة التحكيم وهي الجائزة الثانية من حيث الاهمية بعد السعفة الذهبية التي ذهبت وباستحقاق واضح وصريح لفيلم «حب» اخراج النمساوي «مايكل هنيكية».

وقبل ان نذهب للتحليل نتوقف امام القائمة الكاملة للجوائز والتي جاءت بالشكل التالي

السعفة الذهبية : للفيلم الفرنسي «حب» اخراج النمساوي «مايكل هنيكية».

الجائزة الكبرى: للفيلم الإيطالي «ريالتي» الحقيقة «للإيطالي ماتيو جاروني».

جائزة أفضل تمثيل رجالي: للدانماركي «ماتس ماكلسون» عن فيلم «الصيد» للمخرج توماس فانتربيرغ.

أفضل ممثلة : ومنحت مناصفة بين الممثلتين الرومانيتين «كوزيما ستراتن وكرستينا فلاتر عن الفيلم الروماني «بعد التلال» لكرستيان مينجو.

أفضل سيناريو : للروماني كرستيان مينجو عن فيلم «خلف التلال».

أفضل اخراج : للمكسيكي كارلوس ريجاداس عن فيلم «الضوء بعد الظلمة».

جائزة لجنة التحكيم الخاصة : فيلم «حصة الملائكة» اخراج البريطاني «كين لوش».

الكاميرا الذهبية: لفيلم «زوارق الجنوب المتوحشة» للاميركي من اصول إيرانية بنه زيتلين .

هكذا هي القائمة الشاملة لجوائز لجنة التحكيم الدولية لمهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2012 وان كانت هناك جوائز أخرى مثل النقاد الدوليين ونظرة ما وغيرها وهذة سنتوقف عندها في سياق هذة الرسالة التي نحرص من خلالها على تحليل النتائج ودراستها. ولكن قبل ذلك علينا ان نعترف باننا امام دورة استثنائية للحضور العربي الذي توزع على مستويات عدة بين المشاركة في المسابقة الرسمية من خلال الفيلم المصري «بعد الموقعة» ليسري نصر الله الى المشاركة في عدد آخر من التظاهرات وايضا لجان التحكيم من خلال عدد من العناصر ومن ابرزهم الفلسطينية هيام عباس التي شاركت في عضوية لجنة التحكيم الدولية التي قادها المخرج الايطالي ناني موريتي والذي نعود اليه لنوجه له شيئا من الاتهام من خلال منحة الجائزة الكبرى للفيلم الايطالي «ريالتي» والذي يبدو بعيدا جدا عن قوائم الترشيحات رغم اهمية مخرجه ماتيو جاروني الا اننا كنا امام فيلم متأخر في طروحاته وكنا قد شاهدنا الكثير من هذة النوعية منن الافلام التي تندد بسيطرة وهيمنه تلفزيون الواقع على الجماهير والحلم بالشهرة والنجومية .

ونتحدث على فيلم السعفة الذهبية «حب» وهو بلا أدنى شك عبارة عن تحفة سينمائية عالية الجودة . كتب لها السيناريو واخرجها النمساوي المقتدر مايكل هنيكية، الذي كان قد فاز من ذي قبل بالسعفة الذهبية عن فيلم «الشريط الابيض» وهو هنا يذهب بنا الى حكاية حب جمعت بين زوجين واستمرت لعقود عدة. حتى جاء المرض ليدمر جسد تلك الزوجة فكانت مبادرات الزوج بتحمل تبعيات علاجها والاشراف على رعايتها سنوات بينما أوضاعها الصحية تنهار يوما بعد آخر حتى وصلت الى مرحلة الشلل التام وتكرار مفردة «ألم» لكثرة الألم والمعاناة الجسدية

عندها لم يستطع ذلك الرجل الكهل المحب لزوجته ان يراها تتألم دون ان يجد الطب لها علاجا وشفاء ودون ان يقدر هو ان يمد لها يد المساعدة فتكون مبادرته بممارسة القتل الرحيم. وقد نختلف حول هذا الجانب ولكننا امام حب عالي المستوى وايضا ألم لا يستطيع تحمله أي انسان على مدى سنوات طويلة من المعاناة. في هذا العمل نجوم كبار أشار اليهما رئيس لجنة التحكيم وهو يعلن قرار الفوز بالاشادة ونعني النجم الفرنسي القدير جان لوي ترانتنيان والنجمة الفرنسية الكبيرة «ايمانويل ريفا» في اداء عالي المستوى. جياش بالاحاسيس والمشاعر. وايضا التقمص والذوبان في الشخصية بالذات النصف الثاني من الفيلم حيث تتأكد اللياقة العالية في التمثيل السينمائي .

ونذهب لجائزة أفضل تمثيل رجالي التي كانت من نصيب الدانماركي «ماتس ماكلسون» عن فيلم «الصيد» لتوماس فانتربيرغ. في هذا العمل يجسد «ماتس» شخصية استاذ في احدى رياض الاطفال. الجميع يحبه ويرتبط بعلاقات اجتماعية عالية. حتى ذلك اليوم الذي تدعي به طفلة بان هذا الاستاذ قد تحرش بها جنسيا. انها البراءة حينما تكذب . حيث تدمر حياة هذا المدرس ويتم عزله ويخسر الجميع حتى افراد أسرته وجميع اصدقائه. لتأتي المواجهة في الكنيسة ليلة عيد الميلاد ولكن ماذا بعد فوات الآوان. طفلة ادعت وكذبت وعلى الكبار ان يتحملوا كذب الصغار .

أداء جعل هذا النجم الدانماركي يخطف جائزة افضل ممثل من براد بيت في «اقتلهم بحنان» وجان لوي ترانتيان في «حب» وكم آخر من الاسماء . اما جائزة التمثيل النسائي فكانت هناك الكثير من الاسماء. لعل ابرزها نيكول كيدمان «عن موزع الصحف» والفرنسية الفائزة بالاوسكار ماريون كوتيارد. والتي جسدت الفتاة التي تتعرض الى القاعة في فيلم المخرج جاك اوديار «الصدا والحب» .

وقد ذهبت جائزة التمثيل مناصفة بين الرومانيتان كوزميا ستراتن وكرستينا فلاتر عن فيلم «خلف التلال» الذي يروي علاقة مثلية بين شابتين تذهب احداهن الى احد الاديرة البعيدة للتفرغ للعبادة وحينما تزورها صديقتها تبدأ المشاكل التي تنتهي بموت الصديقة الزائرة من قبل الراهب وعناصر الكنيسة في اتهام واضح وصريح لرفض المؤسسة الكنسية للعلاقات المثلية . وعن العمل نفسه فاز المخرج كرستيان منجيو بجائزة افضل سيناريو نتيجة لتميزة في التعامل مع الرواية التي تحمل الاسم نفسه للروائية الرومانية «تاتانيا نيكالسكو». وهنا نحن امام مخرج مثير للجدل في عملة السابق «4 اشهر و3 اسابيع ويومان» الذي نال عنه السعفة الذهبية يتعرض بالنقد للسلطة السياسية والمؤسسات الطبية في بلادة ابان حكم الرئيس السابق «تشاوتشسكو» وفي هذا العمل يتعرض بالنقد للمؤسسة الدينية الكنسية. ونتوقع ان يثير الفيلم كثير من الجدل رومانيا وأوروبيا . ونتوقف مع جائزة لجنة التحكيم الخاصة والتي ذهبيت الى الفيلم البريطاني «حصة الملائكة» لكين لوش الذي فاز عام 2006 بالسعفة عن فيلم «الريح التي تهز حقل الشعير» وكان الفيلم يستحق اكثر من هذه الجائزة ولكن ناني موريتي بهذه التوزيعة «والحلول التوفيقية» استطاع ان يمهد الطريق لفيلم مواطنه «ماتيو جاروني».

جائزة افضل اخراج ذهبت الى المخرج المكسيكي «كاروس ريجاداس عن فيلمه «الضوء بعد الظلمة» وهو أهل للاستحقاق لاننا كنا امام حرفة سينمائية عالية وسيطرة تامة على الشكل في ظل مضمون جاء كذريعة لتقديم الشكل السينمائي الذي يشتغل عليه هذا المخرج بالذات في المزج بين عوالم الواقع والعزلة. سينما من نوع مختلف تعتمد الرؤيا البصرية عبر حكاية شخص يقيم مع أسرته في احدى الغابات المعزولة في المكسيك حيث كل وسائل الراحة والفخامة في حالة عزلة عن الواقع الذي ما ان يتواصل معه حتى يغتاله .

اما جائزة الكاميرا الذهبية والتي تذهب للفيلم الاول لمخرجه فقد ذهبيت لصالح المخرج الاميركي من أصول ايرانية «بنه زيتلين» عن فيلم «زوارق الجنوب المتوحشة» عن حكاية طفلة سوداء تعيش مع والدها في احدى الغابات في الجنوب الاميركي تبحث عن والدتها في اجواء من الفقر والحاجة والعزلة . ونعود الى الجائزة التي أثارت الجدل والتي منحت لفيلم «ريالتي» فقد كان هناك الكثير من الاعمال التي تستحقها ويمتاز بالافضلية عن الفيلم الذي فاز بسبب تحيز رئيس لجنة التحكيم ومن تلك الاعمال التي تستحق الجائزة هناك افلام «الصدا والعظم» لجاك اوديار و«الصيد» لتوماس فانتربيرغ و«موزع الصحف» للي دانييلز وايضا فيلم «الجنة» «للنمساوي» الريش سيدل . ويبقى ان نقول ...

سعفة كان الذهبية لعام 2012 ذهبت للفيلم الاكثر استحقاقا.. وتميزا.. وقيمة ونعني فيلم «حب» للنمساوي «مايكل هنيكية» .

النهار الكويتية في

29/05/2012

 

 

وزيرة الثقافة النمساوية:

السعفة الذهبية مكافأة مستحقة لجهودنا

(فيينا – أ ف ب) 

لم تخرج نتائج مهرجان كان السينمائي الخامس والستين عن توقعات النقاد والصحافيين، حيث استحق فيلم «لاف» النمساوي جائزة «السعفة الذهبية»، كأفضل فيلم منافس في المسابقة لهذا العام.

اعتبرت وزيرة الثقافة النمساوية كلوديا شميد في بيان ان منح السعفة الذهبية في مهرجان كان للسينما الى المخرج النمساوي مايكل هانيكه عن فيلمه «لاف» (حب) يشهد على «دور النمسا ونجاحها كدولة منتجة للسينما».

وقالت الوزيرة ان «هذه المكافأة مستحقة. والوجود القوي للسينما النمساوية في مهرجان كان دليل على دور النمسا ونجاحها كدولة منتجة للسينما. كرم مهرجان كان من خلال شخص مايكل هانيكه شخصية فريدة وليس لها نظير اتت باداء سينمائي رائع».

النتائج

وكان المخرج النمساوي مايكل هانيكه قد حاز مساء الاحد في الدورة الخامسة والستين لمهرجان كان، على السعفة الذهبية للمرة الثانية عن فيلم «لاف» (حب) وهو رواية مؤلمة عن شيخوخة زوجين، في حين حصد فيلم «ريالتي» (واقع) للايطالي ماتيو غاروني الجائزة الكبرى وكين لوتش جائزة التحكيم عن فيلمه الكوميدي الاجتماعي «ذي انجيلز شير».

وانضم هانيكه الذي سبق له ان حاز الجائزة نفسها عام 2009 عن «الشريط الابيض»، تاليا الى النادي الضيق للمخرجين الذين حازوا السعفة الذهبية مرتين.

وسلم رئيس لجنة التحكيم المخرج الايطالي ناني موريتي الجائزة، مشددا على «المساهمة الاساسية» للممثلين الرئيسيين جان لوي ترانتينيان (81 عاما) وايمانويل ريفا (85 عاما).

وقد صعد الممثلان الى المسرح وسط تصفيق الحضور مع المخرج النمساوي صاحب الشعر الابيض. وشكر المخرج الذي يقيم بين فيينا وباريس «بعمق الممثلين الرائعين الذين صنعوا هذا الفيلم وهم جوهره».
وكافأت لجنة التحكيم فيلم «ريالتي» الكوميدي المرير حول مسار فاشل لمشارك في برنامج العاب من تلفزيون الواقع، من خلال منحه جائزتها الكبرى.

وقال المخرج ماتيو غاروني الذي بدا عليه التأثر الكبير، بالفرنسية «انا سعيد جدا بوجودي هنا مجددا» بعدما فاز في عام 2008 بالجائزة الكبرى لمهرجان كان عن «غومورا» وهو فيلم اكثر عنفا وجدية حول المافيا في نابولي المعروفة باسم «كامورا».

أفضل ممثلة

وعلى صعيد الممثلات، كانت جائزة افضل ممثلة من نصيب الممثلتين الرومانيتيين المبتدئتين كوزمينا ستراتان وكريستينا فلتورو، اليتيمتين اللتين مثلتا في فيلم «ما وراء التلال» لكريستيان مون.
واكتفى المخرج الروماني البالغ من العمر 44 عاما والفائز بالسعفة الذهبية العام 2007، هذه السنة بجائزة افضل سيناريو عن الفيلم المستوحى عن حدث وقع في رومانيا عام 2005.

ميكلسن… الأفضل

ونال الممثل الدنماركي مادس ميكلسن من جهته جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم «الصيد» لتوماس فينتربرغ. واعرب الممثل البالغ 46 عاما عن تأثره الكبير موضحا «انها مفاجأة». وميكلسن معروف خصوصا لتأديته دور الشرير في فيلم «كازينو روايال» (2006) احد اجزاء سلسلة جيمس بوند.

اما جائزة افضل اخراج فكانت من نصيب المكسيكي كارلوس ريغداس عن فيلم «بوست تينيبراس لوكس» وهو يعطي صورة مجازية عن العنف الذي يعصف بالمكسيك.

وشكر المخرج الذي تحدث الفرنسية لجنة التحكيم «المؤلفة من رجال ونساء احرار على ما اظن» مضيفا بسخرية «اريد ان اشكر ايضا الصحافة التي لم تتوقف عن مديحي في الايام الثلاثة او الاربعة الاخيرة». وكانت الصحافة انتقدت بشدة فيلمه فيما لقي تجاوبا متفاوتا من الحضور في المهرجان. اما الفيلم الكوميدي الوحيد المشارك في المهرجان «ذي انجيلز شير» للبريطاني كين لوتش فقد حاز جائزة لجنة التحكيم.
اما جائزة الكاميرا الذهبية التي تكافئ اول فيلم في كل الفئات في مهرجان كان فكانت من نصيب الفيلم الاميركي «بيستس اوف ذي ساذرن وايلد» لبن زيتلين (29 عاما). وسبق للفيلم ان فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان ساندانس في يناير.

وفاز المخرج التركي رضوان يسيلباس (34 عاما) بجائزة السعفة الذهبية للفيلم القصير عن فيلم «الصمت».

وكان النجوم والمشاركون في حفل اعلان النتائج صعدوا درج المهرجان الشهير للمرة الاخيرة في دورة عام 2012 تحت المطر الغزير.

الجريدة الكويتية في

29/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)