شهدت صناعة السينما والتلفزيون فى مصر فى العام 2007 اتساعا
كبيرا على مستوى الإنتاج والتوزيع وتنوع الموضوعات التى تناولتها الأفلام
والمسلسلات.
وأرجع خبراء ونقاد فنيون التطور الحاصل فى صناعة الأعمال
الدرامية إلى ازدياد شركات الإنتاج السينمائى وارتفاع مساهمات القنوات
الفضائية فى مجالى الإنتاج والتوزيع التلفزيوني، بالإضافة إلى تعدد المواسم
السينمائية فى مصر والنمو الحاصل فى عدد دور العرض.
واستقبلت دور العرض المصرية فى عام 2007 41 فيلما روائيا
طويلا، بدأت بفيلم "آخر الدنيا" للمخرج أمير رمسيس وانتهت بفيلم "شيكا
مارا" لأيمن مكرم، فى أول بطولة نسائية مطلقة للممثلة مى عز الدين.
وعلى الرغم من أن حجم الإنتاج السينمائى المصرى لم يزد عن
إجمالى عام 2006 الذى شهد إنتاج نفس عدد الأفلام، إلا انه تميز بنمو حجم
إيرادات الأفلام التى تعدت لأول مرة حاجز الـ210 مليون جنيه، علما وان
الدولار يساوى 5،5 جنيهات.
وتنوعت مواضيع الأفلام بعيدا عن الطابع الكوميدى الذى هيمن
عليها منذ عام 1997، بالإضافة إلى صعود نجم الممثل احمد حلمى ليتبوأ صدارة
نجوم الشباك فى مصر، مقصياً محمد سعد عن القمة التى تربع عليها خلال
الأعوام الخمسة الماضية.
وقال الناقد الفنى أحمد عزت انه على الرغم من صعوبة التثبت
بدقة من إيرادات الأفلام المصرية لقيام شركات الإنتاج بالتلاعب فيها بغرض
إظهار تفوق أفلامها، إلا أن تقديرات بعض شركات التوزيع المستقلة وعدد
الأسابيع التى عرض خلالها الفيلم قد تعطى مؤشرات تقريبية عن قائمة نجوم
الشباك فى مصر.
وأضاف عزت فى مقابلة صحفية إن التقديرات المستقلة تشير إلى أن
فيلم "كده رضا" للنجم أحمد حلمى حقق أعلى الإيرادات خلال العام الحالى على
الرغم من أن عرضه لم يبدأ إلا فى شهر أغسطس/آب الماضى متخلفا بنحو ستة
أسابيع عن فيلمى "كركر" لمحمد سعد و"مرجان أحمد مرجان" لعادل إمام.
ولا يزال فيلم "اللى بالى بالك" للممثل محمد سعد الذى أنتج فى
عام 2003 صاحب أكبر إيرادات فى تاريخ السينما المصرية بإجمالى يتجاوز 30،5
مليون جنيه.
وقال عزت إن فيلم "مرجان أحمد مرجان"، الذى شاركت ببطولته
ميرفت أمين بعد فترة غياب طويلة، نجح فى إعادة عادل إمام للتنافس بقوة على
صدارة نجوم الشباك محققا ما بين 22 و24 مليون جنيه.
وقال عزت أن أحد أهم ايجابيات الإنتاج السينمائى فى مصر فى عام
2007 كان تعدد مواسم العرض التى لم تقتصر على موسم الصيف وإنما شهدت زيادة
جرأة المنتجين على عرض أفلامهم فى عيدى الفطر والأضحى، بالإضافة إلى عودة
الموسم الشتوى فى أعياد الميلاد ورأس السنة.
وأضاف إن نهاية عام 2007 قد تشهد أيضا نهاية حرب التوزيع
الشرسة المستمرة منذ نحو عامين بين تحالف شركات إنتاج.
وقالت تقارير إن هذه الحرب بين شركات الإنتاج، التى تسيطر أيضا
على سوق التوزيع قد أضرت بشدة بصناعة السينما المصرية لقيام الشركتين بمنع
عرض أفلام الشركة الأخرى فى دور العرض التابعة لها مما أثر سلبا على
إيرادات الأفلام، وخاصة الصغيرة منها.
من ناحيتها، قالت الباحثة فى ميدان علم اجتماع الفن فى الجامعة
الأمريكية بالقاهرة فيروز كراوية إن أهم ايجابيات العام السينمائى 2007 فى
مصر كان ظهور نوعية جديدة من الأفلام خلافا للكوميدية التى سيطرت بصورة شبه
مطلقة على السوق خلال السنوات التسع الماضية.
وأضافت كراوية فى مقابلة صحفية إن العام الحالى شهد ظهور عدد
من أفلام الحركة "الاكشن" كـ "الشياطين"، و"الجزيرة"، و"جوبا"، و"الشبح"،
و"عجميستا" والأفلام الرومانسية كـ"تيمور وشفيقة"، و"عمر وسلمى"،
و"التوربيني"، و"آخر الدنيا".
وتابعت: إن أفلام الرعب والإثارة ظهرت لأول مرة بكثافة العام
الحالى كأفلام "أحلام حقيقية" و"فى شقة مصر الجديدة".
أما تلفزيونيا، فقد تميز عام 2007 بضخامة الإنتاج المصرى
والسورى ونمو اقتصاديات القطاعات الإنتاجية فى التلفزيونات العربية وهو ما
ظهر واضحا فى ارتفاع أجور العاملين والممثلين وثمن بيع الأعمال الدرامية
للمحطات الفضائية والتلفزيونات الأرضية نتيجة الإقبال المتزايد من الشركات
الإعلانية على عرض إعلاناتها خلال عرض الأعمال الدرامية المتميزة.
وقال عزت إن العام 2007 شهد انفراد الدراما السورية "فى ما عدا
مسلسل الملك فاروق" بإنتاج الأعمال التاريخية الضخمة التى تناقش حقباً
تاريخية مهمة وتثير الجدل حولها وأبرزها مسلسلا "أبو جعفر المنصور" مؤسس
الدولة العباسية و"سقوط غرناطة".
كما لقى مسلسل"قضية رأى عام" الذى قامت ببطولته الممثلة
المصرية يسرا صدى إعلاميا واسعا فى مصر لمعالجته قضية اغتصاب الإناث للمرة
الأولى على شاشات التلفزيون العربى وناقش الخوف الاجتماعى الذى يحيط
بالإبلاغ عن حوادث الاغتصاب ويمنع حصول الضحايا على حقوقهن.
العرب أنلاين في 30
ديسمبر 2007
|