القضية
الفلسطينية تمر بأصعب ظروفها وأزماتها وهذا يؤثر على
مسارات الحياة فيها بما فيها السينما.
انتهى المخرج الفلسطيني سعود مهنا مؤخرا من تصوير فيلمه الجديد
"زائر بلا
موعد"، بطولة الفنان المصري أحمد ماهر، والفنان غسان مطر من فلسطين،
والفنانة
السعودية مريم الغامدي، ومجموعة أخرى من الممثلين المصريين.
المخرج سعود مهنا من مواليد 1957 بفلسطين، عمل مديرا لدائرة
الأفلام بالقناة
الفلسطينية الفضائية وعضو مؤسس لتلفزيون فلسطين، يرأس "جماعة سوالف للأعمال
الفنية"
وكان سابقا مدير المسرح في مؤسسة الفنون الشعبية التابعة لمنظة
التحرير الفلسطينية
في
بغداد.
كما شارك في عدة دورات تدريبية في الإخراج السينمائي باليابان
وفرنسا إضافة
إلى مشاركته في عدة مهرجانات عربية ودولية عضوا بلجان التحكيم. أول فيلم
قام
بإخراجه سنة 1989 ببغداد كان شريط "عندما ينطق الحجر". كما حصل على مجموعة
من
الجوائز في عدة مهرجانات عربية من بينها:
·
فيلم "صرخة أمل" بمهرجان القاهرة عام 1994.
·
فيلم "معبر الموت"، جائزة ذهبية بمهرجان
القاهرة عام 1998.
·
فيلم "فيلم أطفال ولكن" بمهرجان اليابان عام
1998.
·
فيلم "نورة" وثائقي بمهرجان قبرص 1990.
·
فيلم "رغم الحصار" روائي حصل على جائزة
بمهرجان القاهرة سنة 2003.
·
الملحمة الروائية الغنائية "عائد جنين"، حصلت
على جائزة في مهرجان القاهرة
2003.
إضافة إلى مجموعة من الأفلام الوثائقية شارك بها في عدة
مهرجانات دولية:
الصبار،
البداية حلم، هنية، مذكرات شجرة، سعيد، سفيرة الأسرى، سيبقى الأمل.
***
عن فيلمه الجديد "زائر بلا موعد"، وعن وضع السينما الفلسطينية
بصفة عامة كان
لنا معه الحوار التالي:
·
انتهيتم مؤخرا من إنجاز شريطكم الجديد "زائر
بلا موعد"، هل في الامكان إعطاء
فكرة موجزة عن الفيلم وظروف إنجازه?
الفيلم يحكي قصة قرية يحكمها عمدة معروف بالظلم ويخالف كل
القوانين ويسيطرعلى
على عقول الناس، وتأتي للقرية دكتورة لتوعيتهم بحقوقهم، فيحدث صدام بينهم.
وللقصة
أكثر من مسار فيه تجربة حب بين بنت العمدة الظالم ومهندس زراعي من القرية.
وتم التصوير في إحدى قرى مدينة المنوفية بمصر، وسيبدأ المونتاج
قريبا، وخلال
شهر سيكون الفيلم جاهزا للعرض في صالات السينما. مدة الفيلم ساعة ونصف. وتم
تصوير
الفيلم بتقنية جيدة. وشارك في التصوير والإضاءة والأعمال الفنية أمهر
الفنيين بمصر.
·
تعيش القضية الفلسطينية وضعية صعبة تحكمها
ظروف محلية وداخلية، إلى أي حد أثر
ذلك على السينما الفلسطينية?
لاشك أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب ظروفها وأزماتها وكل هذا
يؤثر على جميع
مسارات الحياة فيها بما فيها السينما، لكن لا ننسى نحن السينمائيين
الفلسطينيين
أننا ملزمون بعدم التخلي عن واجبنا في صنع أفلام تنتقد الكيان الفلسطيني،
ورغم ظروف
الشتات والهجرة، فإن كل السينمائيين الفلسطينيين أبدعوا في
إنتاج أعمال قيمة وذات
بعد عالمي.
الشباب يصورون يوميا، خصوصا من يعملون في السينما بكل ما
يقتضيه ذلك من مغامرة
في
ظل الوضع الفلسطيني الداخلي. وفي هذا السياق فإن من يتابع موقع جماعة
السينما
الفلسطينية برام الله، سيقرأ عن المبدعين الذين مازالوا يحلمون وينتجون
ويخرجون
"بأرواحهم"، من أجل تسجيل الحقيقة.
·
إلى أي حد يواكب الفيلم الوثائقي الأحداث
الجارية في فلسطين?
أنت شاهدت أفلاما وثائقية تتكلم عن القضية الفلسطينية، فهي
تسجيل للواقع
وتواكب كل الأحداث، وفي هذا السياق يمكننا الرجوع إلى عدد الأفلام
الوثائقية التي
أنجزت خلال الانتفاضة والأفلام المنجزة عن محمد الدرة والطفلة غالية. إن
الفيلم
الفلسطيني بشقيه الروائي والوثائقي لا يفترق أبدا عن معاناة
الشعب الفلسطيني
وعذاباته.
·
حسب إعتقاد العديد من النقاد والمهتمين
بالسينما الفلسطينية، أن إحدى العوائق
التي تحول دون إنجاز أعمال فلسطينية جديدة، هو غياب التمويل، ما تعليقكم
على ذلك?
لاشك أن هناك معاناة للمبدعين الفلسطينيين مع مشكل التمويل
خاصة المخرجين
بداخل فلسطين، فأغلبهم يشتغل بأبسط الوسائل وهو ما يميزهم عن غيرهم من
السينمائيين،
والذين يضحون بقوت أطفالهم من أجل صناعة سينمائية.
والإعلام لا ينتبه ولايدعم هؤلاء السينمائيين، والبعض من
الفلسطينيين أنتجوا
أفلاما بطرقهم الخاصة أو بالتعاون مع دول أوروبية. وقليل منهم تلقوا دعما
من طرف
الجهة الفلسطينية الرسمية المعنية. أما على المستوى العربي فليس هناك دعم
للنهوض
بالسينما الفلسطينية، وحتى الجامعة العربية.
·
هل هناك تعاون مشترك بين المخرجين
السينمائيين الفلسطينيين ونظرائهم في العالم
العربي، خاصة على مستوى دول المغرب العربي?
هناك بعض التجارب الناجحة في التعاون مع كتاب ومخرجين وفنيين
والجميع يعمل من
أجل نجاح الفكرة، لكن المخرجين يتطلعون إلى تعاون أكثر ودعما من طرف
القطاعات
المهتمة بالسينما في العالم العربي.
·
حينما التقيت بكم في القاهرة بمناسبة مهرجان
النيل للأفلام البيئة الروائية
والتسجيلية، جرى الحديث عن عزمكم تأسيس مركز للذاكرة الفلسطينية، ماذا عن
هذا
المشروع والذي سيسهم إلى حد بعيد في توثيق القضية الفلسطينية بالصورة
والصوت?
هو موجود على أرض الواقع بفلسطين، ولقد أنتجت أكثر من فيلم من
خلال مركز تسجيل
الذاكرة الفلسطينية منذ تأسيسه سنة 1995.
وأصور مع الفلسطينيين بالقاهرة لتكميل مشروعي وهو تسجيل
الذاكرة الفلسطينية.
لقد سجلت
العديد من اللقاءات، مع شيوخ وعجائز عاشوا قبل عام 48، لكي يبقى تاريخنا
حيا ونابضا بعد رحيل هؤلاء.
هناك العديد من الشهادات الحية الموثقة بالصورة والصوت. أتابع
اللاجئين وأبحث
عنهم، عندي أكثر من فيلم الآن يصور الشتات والرحيل لتكميل المشروع وسأسافر
إلى
سوريا والأردن ولبنان.
·
كيف تقيمون التجربة السينمائية في المغرب?
شاهدت العديد من الأعمال المشرفة والراقية، أنا من أشد
المعجبين بالسينما
المغربية وأتمنى أن أتعاون مع مجموعة من المخرجين المغاربة، وأفكر مستقبلا
في إنجاز
بعض الأفلام الوثائقية بالمغرب.
د. عمر
الفاتحي
ناقد
سينمائي من المغرب
ميدل إيست أنلاين في 7
يناير 2008
|