صرحت المخرجة اللبنانية نادين لبكى بالعاصمة مدريد بمناسبة
العرض الخاص لفيلمها "سكر بنات" أن "سر نجاح فيلمى هو إبراز جمال وروعة
الأشياء والأشخاص البسيطة، دون مبالغة أو تعقيد".
واضافت فى تصريحات خاصة للتليفزيون الإسبانى "مجتمعاتنا مليئة
بالمتناقضات وأنا جزء من هذا المجتمع المزدوج المعايير حيث نرتدى ملابس
أوروبية و تحكم علاقتنا عادات شرقية".
وترافق المخرجة اللبنانية نادين لبكي، فيلمها "سكر بنات" أو "كراميل"
الذى سيطرح للعرض الجماهيرى فى إسبانيا اعتبارا من 18 الجاري.
وربما كان الفيلم اللبنانى أكثر الأفلام العربية حظا خلال عام
2007 على الصعيدين العربى و الدولى - بالرغم من منع عرضه فى لبنان - من حيث
العرض فى المهرجانات أو من حيث كم الجوائز التى حصل عليها.
استهل "كراميل" مسيرته الناجحة بافتتاح أسبوع أفلام المخرجين
فى مهرجان كان 2007 ، وعرض بعد ذلك فى عدد من المهرجانات السينمائية
العربية مثل مهرجان القاهرة،
ومهرجان دبى ومهرجان مراكش ومهرجان قرطاج.
ثم عرض فى مهرجان "كوينكا" و "سان سباستيان" فى إسبانيا وعدد
من المهرجانات اللاتينية فى الأرجنتين والبرازيل وتشيلي، بالإضافة لاختيار
الفيلم لنيل الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، بجانب فيلم "فى شقة مصر الجديدة"
لمحمد خان، وسوف تعلن نتائجها فى فبراير/ شباط القادم.
والفيلم اللبنانى "سكر بنات" هو العمل الأول للمخرجة وهو انتاج
فرنسى لبناني، وينتمى لنمط "الفضفضة النسائية الصادمة" من خلال قصة ليالِ
"نادين لبكي"، التى تعمل فى صالون تجميل ببيروت مع ثلاث نساء أخريات.
وبطبيعة الحال سيكون أكثر ما يبهر المشاهد الإسبانى - و الذى
يعتبر فى الوقت نفسه من أهم عناصر الجذب بالنسبة إلى المشاهد الغربي، هذه
الأجواء المغايرة وغير المعتادة حيث تدور أحداث الفيلم بين أجواء الصالون
النسائية التى تتميز بالسرية والخصوصية، التى تكشف عالم من المتناقضات
الصادمة فى مجتمعات يفترض فيها سيادة طابع التحفظ.
وبرغم طغيان أجواء التوتر السياسى و الحرب التى خيمت أجواءها
العام الماضى على لبنان فإن موضوع الفيلم بعيد كل البعد عن هذا المجال، حيث
يصور بعض النماذج النسائية اللبنانية من أجيال مختلفة وخلفيات دينية
متباينة تتداخل حياتهن وهن يعملن فى صالون تجميل فى بيروت.
وقد تمت صياغة سيناريو الفيلم بحرفية عالية ولا يقتصر على
تقديم نماذجه النسائية فقط، وانما تتداخل فى اللوحة ظلال بعض النماذج
الرجالية التى تؤثر وتتأثر بما يجرى حولها، وكل النماذج بلا استثناء تعيش
حالة من القهر والوحدة.
لايقدم الفيلم قصة تقليدية عن بطل واحد، وانما يلتقط نماذج
انسانية من مختلف الأعمار ليصور من خلالها بطولة جماعية لمجموعة من البشر
البسطاء رغم احزانهم الكثيرة فإنهم قادرون على صناعة الأمل.
ويعتبر الفيلم بوصفه العمل الأول لنادين لبكي، شهادة ميلاد
لمخرجة موهوبة ومتمكنة من ادواتها ومفردات لغتها السينمائية، فهى قادرة على
ادارة الممثل وقادرة ايضا على توظيف كل عناصر الفيلم لابداع صورة حافلة
باللون والضوء والحركة دون مبالغة.
ويذكر أن زوجها خالد مزنر هو الذى وضع الموسيقى التصويرية
للفيلم.
وحصل فيلم لبكى على جائزة الأسبوع الدولى الثانى لسينما "كوينكا"
عن الأعمال الأولى من إخراج نسائي، من بين 8 أفلام مقدمة من ستة بلاد، الذى
أقيم فى إسبانيا فى ديسمبر/ كانون أول الماضي.
كما حصل الفيلم من قبل على جائزة سينما الشباب فى مهرجان سان
سباستيان فى دورته الأخيرة بناء على اختيار لجنة التحكيم الشعبية.
ولدت نادين لبكى فى لبنان ودرست فى جامعة سانت جوزيف فى بيروت
ونفذت مشروع تخرجها الأول عام 1997 وهو فيلم "11 شارع باستور"، واتجهت
لاخراج أغانى الفيديو كليب بالإضافة للقيام ببعض الأدوار فى العديد من
الافلام القصيرة، كما شاركت فى فيلم "بوسطة" عام 2005.
العرب أنلاين في 10
يناير 2008
|