لا بد من
من وجود أشرار غرباء يتربصون وينتظرون
لتدمير الأرض بمن عليها حتى يستطيعوا ان يشبعوا رغبتهم الأبدية في القتل
وشرب
الدماء والانتقام من كل الأشياء الجميلة في الحياة، وحتى يستطيعوا ان
ينشروا الفوضى
في كل
مكان يصلون اليه، هكذا هو الشر بعينه وهكذا هي صورة الأشرار. هؤلاء الأشرار
من الممكن ان يكونوا اناسا متحضرين مثل هؤلاء الناس الذين صادفناهم في «ماتريكس»
او
في «تقرير الأقلية» اوفي بعض أفلام جيمس بوند. ومن الممكن ان يكونوا
متوحشين
وبدائيين مثلما شاهدنا في «العنصر الخامس» و «سيد الحلقات» و«هاري بوتر»
و«حرب
العوالم» و«قراصنة الكاريبي» واخيرا «غولدن كومباس» او «البوصلة الذهبية».
وفى اغلب
الأفلام سيتم بناء الحبكة القصصية وكأنها مشروع معماري لا يتغير كثيرا،
فهناك على
الجانب الآخر مجموعة الطيبين التي قد تتمثل في وجود مجموعة أطفال او عائلة
مكونة من
اب وام وطفل اوطفلة او شاب عازب طيب او مهندسة او حتى رائدة فضاء قد تجد
نفسها
متورطة في اكتشاف مثير لظاهرة كونية او عالم جديد وغريب.
التشويق
والاثارة فى أفلام الخيال العلمي التي تدفع بأفكارها شركات الانتاج الى
مصنع الأحلام الهوليوودي عملية سهلة ومقدور عليها فهناك موروث يمتد على مر
السنين
بداية من عام 1903 عندما قدم فيلم «رحلة على القمر» مرورا بفترة هوليوود
الذهبية فى
فترة الثلاثينات والأربعينات عندما تم تقديم «ساحر اوز» وغيره من الأفلام
الخيالية
التشويقية المثيرة. ويرتكز هذا الموروث على تيمات وأشكال ومواقف من النادر
ان تتغير
كثيرا و«فلاش باك» صغير ستعود بنا الذاكرة الى الكثير من الأفلام التي
شاهدنا فيها
البطل وهو معلق على غصن شجرة جافة على حافة جبل على وشك الانهيار. وكثيرا
ماشاهدنا
أيضا طفلة صغيرة بريئة طاهرة يقوم البطل بدفعها بعيدا في آخر ثانية قبل ان
يهم
الأسد الهصور بالانقضاض عليها لالتهامها، وكثيرا أيضا ماشاهدنا البطلة وهي
تجري على
جسر معلق ينهار من تحت قدميها كلما خطت خطوة الى الامام. وقبل ان يهجم
عليها التنين
الطائر فان البطل ينجح في تسديد رمحه في قلب هذا التنين. طبعا هناك عوامل
مساعدة
قادرة دائما على تأكيد هذه الاثارة وهذا التشويق منها موسيقى تصويرية
متوترة تلعب
فيها الآلات النحاسية الدور الأكبر وهناك أنظمة صوت رقمية حديثة قادرة على
توزيع
الأصوات بطريقة مثيرة وملهمة، وهناك أيضا مؤثرات بصرية يلعب فيها
الكمبيوغرافيك
الدور الأكبر في تقديم صور ومشاهد قادرة على تغليف الخيال وتقديمة بطريقة
ملهمة
وقابلة أحيانا للتصديق وهكذا كان الأمر بالنسبة إلى «البوصلة الذهبية».
قلب نابض
في
«البوصلة الذهبية» وكما جاء في عرض قصة الفيلم على صفحات مجلة:
movies
الكويتية
التي تصدرها شركة السينما الكويتية «هناك عالم تحكم فيه الساحرات الشمال،
ويعد الدببة القطبيون أشجع المحاربين، وحيث ترافق كل إنسان روح حيوان تكون
قريبة
منه، وكأنها قلبه النابض. ولكن هذا العالم تحكمه مجموعة تعرف بالماجيستريوم،
التي
تسعى الى السيطرة على البشرية، والتهديد الأكبر لها يتمثل بما يعرف
بالبوصلة
الذهبية، وطفلة وحيدة مقدر لها أن تمتلكها الا وهي لايرا طفلة في الثانية
عشرة من
عمرها، تعيش حياة غير اعتيادية، تجول دون رقابة في الشوارع بحثا عن مغامرة
مع
صديقها الوفي روجر. البوصلة جهاز غامض، ويمنح حامله القدرة على معرفة
الحقيقة
وقراءة أفكار الآخرين، وآمالهم، وأسرارهم، وبإمكانه أيضاً أن يغير
المستقبل. إذن
على لايرا أن تهرب من ماريسا وتنقذ روجر، وتوقف الماجيستريوم من تنفيذ
مخططاتهم.
تجربة
متقدمة
الفيلم
«السيناريو» يقدم توليفة عن رواية تحمل الاسم
ذاته للكاتب الإنكليزي فيليب بولمان«قدم من قبل العديد من الراويات بعضها
سيتحول
الى سينما خلال الأعوام القليلة المقبلة» وهي توليفة لا تخرج كثيرا عما سبق
ذكرة
وهي التوليفة الخيالية للشرير والطيب بعد تغليفها بكل مايلزم لصناعة
التشويق.
الأخيار موجودون على رأسهم لايرا والاشرار موجودون على رأسهم «الماجيستروم»
وفي
الخيال
مثلما في الحلم تختلط الشخصيات مع الحيوانات، وتتحدث الحيوانات أحيانا بلغة
البشر. وعوالم الشخصيات الرئيسية لا تتغير بسهولة نتيجة تطور طبيعي في
الشخصية
وانما تتغير بفعل عوامل خارجية فعالم لايرا يتغير في الفيلم عندما يقرر
عمها اللورد
اسريل (دانيال كريغ) السفر الى القطب الشمالي لدراسة جزيئات غامضة تسمى
غبار الا ان
الماجيستروم مستعدون لعمل اي شيء بما فيه اغلاق كلية غوردن لمنعه من القيام
بهذه
الرحلة.
وفي
الفيلم «الفن» يقدم المخرج والمنتج والممثل وكاتب السيناريو
الأميركي كريس وايتس (من اشهر أعماله الفطيرة الأميركية) تجربة متقدمة في
تاريخ
أعماله السينمائية، وربما ساعده على ذلك وجود أسماء كبيرة مثل نيكول كيدمان
ودانيال
كريغ وايفا غرين وساعده أيضا وجود فريق متمكن من فرق المؤثرات الخاصة على
رأسه
سيمون كوكرن وهناك الكسندر ديسبلان الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم
وغير هذا
وذاك هناك فرق عمل متكاملة كانت تعمل ليل نهار في مجالات الماكياج وصناعة
الملابس
والديكور لخلق الاجواء المناسبة.
يمكن
احتماله
قد تشعر
أحيانا ان ايقاع
الفيلم قد
هبط فجأة، وقد تشعر ان الفيلم فى بعض مشاهده قد تضخم ببعض الافكار العصية
على الفهم وقد يحدث ان تشعر بالضيق للزج بالطفلة الصغيرة لايرا فى خضم كل
هذه
الأحداث الرهيبة والمهيبة والمثيرة والمفزعة فى ان. وقد ترى ان نيكول
كيدمان دورها
غير مناسب وهي التي ادت الكثير من الأدوار الصعبة والمميزة من قبل لكن رغم
كل تلك
الملاحظات يمكن القول ان «البوصلة الذهبية» يمكن احتماله كواحد من أفلام
التسلية من
اجل التسلية.
القبس الكويتية في 9
يناير 2008
|