* مع السلامة يا جميل.. اسم الفيلم الذي يحمل جنسية الدنمارك
ويمثلها في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي في دورته
رقم 37. والتي افتتحت مساء الثلاثاء أول أمس بمظاهرة فنية رفيعة المستوي
وجمهور كبير استطاع هذا المهرجان أن يجذبه لعروضه وحتي أصبح موعده علي
أجندة عشاق السينما في هولندا. وهم كثيرون.
الفيلم "مع السلامة يا جميل" هو فيلم لمخرج عربي اسمه عمر
شرقاوي وواضح أنه مهاجر إلي الدنمارك. لكن قلبه مايزال في الوطن الأول.
وحيث يطرح فيه الصراع الذي يعيشه المواطنون ذوو الأصول العربية بين هوياتهم
الثقافية والدينية الأصلية التي يحملونها معهم حين يغادرون وطنهم الأم.
وكيفية التعايش مع هذا الميراث في أوطانهم الجديدة بالغرب. وقصة الفيلم
تدور في إطار عائلة مهاجرة تقع في وسط تيارات مختلفة ما بين الحفاظ علي
روابطها التقليدية وصداقاتها أو الخروج عليها في إطار رؤية جديدة للتعامل
مع الانقسامات الدينية والطبقية داخل المجتمعات العربية نفسها.. هذا هو
العرض العالمي الأول للفيلم.. وليس هو الفيلم الوحيد الذي يعرض عالمياً
للمرة الأولي في روتردام. فهناك سبعة أفلام غيره في مسابقة الأفلام الطويلة
بالمهرجان منها فيلم الافتتاح الأرجنتيني "حمل الرب" والفيلم الأوكراني "لاس
ميناس" إخراج ريجور بودوك. والهولندي "عبور شنغهاي" لدافيد فيربيك والفيلم
الشيلي "السماء.. الأرض والمطر" لجوزيه لويز بز واليوناني "الحكاية 52"
إخراج الكسيو الكسيسي. والأمريكي "وحدة" إخراج مارك ماهاث. والفيلم
الفلبيني "السنوات التي كنتها طفل بالخارج" إخراج جون توروس وتمتاز مسابقة
هذا المهرجان بتخصيصها لشباب المخرجين والمخرجات وللواعدين الذين تلمحهم
عيون كشافي المهرجان الماهرة. وتتنافس أفلام المسابقة الرسمية للفيلم
الروائي الطويل علي ثلاث جوائز تيجر. قيمة كل جائزة 15 ألف يورو "حوالي 8/1
مليون جنيه مصري".
حمل
الرب.. بين العائلة والسياسة
* من الجدير بالذكر هنا. أن المسئولين عن مهرجان روتردام
يفخرون بأن خمسة من أفلام المسابقة الرسمية الخمسة عشر كانت قد تلقت دعماً
من صندوق الدعم الخاص بالمهرجان نفسه والمسمي باسم "صندوق هوبرت بالسي"
نسبة إلي مؤسس المهرجان. ومن بين هذه الأفلام فيلم الافتتاح الذي عرض أول
أمس وعنوانه "حمل الرب" وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجته
الأرجنتينية لوتسيا سيدرون. وقد أنتجته ليتا ستانتيك إحدي أهم المنتجات في
السينما الأوروبية. ويطرح الفيلم العلاقة بين الحكايات والحواديت الشخصية
الحميمة في تاريخ عائلة. وبين أحوال السياسة ومتغيراتها. وذلك من خلال
الشخصية الرئيسية في الفيلم. الجد أرتوور الذي يبلغ من العمر 77 عاماً
والذي تم اختطافه أثناء الأزمة الاقتصادية التي عاشتها الأرجنتين عام 2002
وقبلها كان الرجل قد أجبر. بواسطة ابنته علي العيش منعزلاً ومبعداً لسنوات
طويلة. قبل أن يعود من صنعاء إلي العاصمة بيونيس ايرس من جديد. وعندما يعود
ويعتقد الجميع. سواء المدانون أو الانقياء. أن كل ما يربطهم بالماضي قد
انتهي يصمون هذا الماضي بالتدريج ليكتشف هؤلاء أن التاريخ يعيد نفسه..
ويفهمون الحاضر.
رئيس
اللجنة ومشروعه معه
* من الغريب هنا أن تعلن نتائج تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة
يوم 1 فبراير القادم من خلال اللجنة التي يرأسها المخرج الإيراني الكبير
جعفر بناهي. الذي يأتي هنا بمشروع لإنتاج فيلمه الجديد من خلال القسم الخاص
بمشروعات المهرجان للسنوات القادمة. وقد قبل مشروعه ضمن مشروعات هذا العام
2008 في السيني مارث.
ويشارك في التحكيم المخرجة الممثلة الروسية ريناتا ليتفينوفا
"يعرض لها في المهرجان فيلم اثنان في واحد" والمخرجة السويسرية تيزيانا
فيتري المدير المساعد لمهرجان لوكارنو. والمخرج الألماني ريكس هادرز.
والمخرج السنغافوري رويستون تان.
أما لجنة تحكيم الفيلم القصير فيرأسها الألماني مونيك توبوش
فنان الوسائط البصرية وسوف تعلن نتائجها وحدها يوم الاثنين القادم 28
يناير. وحيث تعلن الأفلام الثلاثة الفائزة بجوائز المهرجان "التايجر الذهبي
والفضي والبرونزي" من بين عشرين فيلماً قصيراً تم اختيارها منها ثلاثة من
هولندا دولة المهرجان وفيلمان أمريكيان وفيلم لكل من إنجلترا والنمسا
وإندونيسيا والأفلام الثمانية تعرض لأول مرة عالمياً. وتصل جائزة الفيلم
القصير ثلاثة الاف يورو. أي 15 ألفاً للأفلام الثلاثة القصيرة وهو ما يعادل
جائزة الفيلم الطويل الواحد.. وربما فسر رئيس المهرجان روتجر وولفسون هذا
بأن الأعمال الروائية تستحوذ علي اهتمام أوسع لمشاهدتها ومن هنا جاءت فكرة
دخول الأعمال الأول والثانية للمخرجين الجدد للمسابقة الرسمية للفيلم
الطويل لأنها فضلاً عن تقديمها للمبدعين الجدد في إطلالاتهم الأولي. فهي
تعبر عن تنوع مطلوب في مهرجان يختلف عن المهرجانات الأخري التي تحتفي أكثر
بالأسماء اللامعة.
الجمهورية المصرية في 24
يناير 2008
|