اعتبر فوز الممثلة الفرنسية ماريون كوتيارد بجائزة الغولدن
غلوب الأخيرة، عن دورها في فيلم «لا موم»، «دليلاً على حيوية السينما
الفرنسية التي تحتل موقعاً في الصدارة لاسيما في هوليوود». وكان هذا الفيلم
الذي يحكي سيرة المغنية الفرنسية إديث بياف، قد شهد إقبالاً منقطع النظير
في الولايات المتحدة الأميركية. وصرحت مديرة المركز الوطني الفرنسي للسينما
بعد إعلان الجوائز، أن فرنسا تتابع لعب دور متفوق في المشهد العالمي للدفاع
عن «التنوع الثقافي» وأن هذا يتم تحديداً بفضل الفن السابع.
وتبين الإحصاءات التي أصدرها أخيراً المركز الوطني الفرنسي
للسينما، أن الاستثمار في الفن السابع في فرنسا قد تجاوز وللمرة الأولى،
خلال العام المنصرم، عتبة المليار يورو، ما يعتبر رقماً قياسياً بالنسبة
الى الإنتاج السينمائي. ففي2007، شاركت فرنسا في إنتاج 228 فيلماً، كان من
ضمنها 133 فيلماً برأسمال فرنسي مئة بالمئة. وهذا العدد في ازدياد مستمر
منذ عشر سنوات حيث كان عدد الأفلام المنتجة 86 فيلما.
وفي مقابل ارتفاع وتيرة الإنتاج السينمائي الفرنسي، فإن العام
الفائت قد شهد انخفاضاً في الإقبال على دور العرض وصل إلى 5.6 بالمئة، كما
إن عدد مشاهدي الفيلم الفرنسي قد تناقص بمعدل 22 في المئة قياساً بعام
2006، وهو عام اعتبر الأفضل للسينما الفرنسية بالإقبال الجماهيري. حصة
الفيلم الفرنسي في السوق والتي تجاوزت، للمرة الأولى في تاريخها، حصة
الفيلم الأميركي، لتعود وتتراجع في العام الماضي. إنما ورغم التناقص في
أعداد جمهور صالات السينما، لا تزال نسبة ارتياد الصالات فوق المعدل الوسطي
المسجل للسنوات العشر الأخيرة والذي يصل إلى 177 مليون مشاهد.
وبينت الأرقام كذلك أن الفيلم الأميركي في فرنسا ما زال غير
قادر على الوصول إلى النجاح القياسي الذي حققه عامي 2002 و2004، وأن نسبة
ارتياده على رغم زيادة الإقبال عليه خلال العام الفائت، ما زالت تحت المعدل
الوسطي للسنوات العشر الأخيرة. أما الأفلام «الأخرى»، الأوروبية وغيرها،
فقد ارتفعت نسبة مشاهدتها، ويعود الفضل في ذلك إلى الفيلم الألماني «حياة
الآخرين» الذي تجاوز عدد مشاهديه المليون ونصف مليون في فرنسا.
الحياة اللندنية في 25
يناير 2008
السينمائيون السوريون يطالبون بالدعم الحكومي
وتحديث القوانين
الحياة/ دمشق: ناقش السينمائيون السوريون في ندوة امتدت عبر
يومين كاملين، وجمعت مخرجين ونقاداً وصحفيين وأصحاب صالات، و«أصحاب هموم
سينمائية»، أزمة السينما السورية ومعضلاتها، في حضور وزير الثقافة السوري
رياض نعسان آغا الذي رأى في اجتماعهم «الفرصة الأخيرة للمساهمة بجهود
الانقاذ كي لاتضيع ذاكرة السينما والسينمائيين، وربما ذاكرة وطن بأكمله».
بدا للجميع - للوهلة الأولى - أن تشخيص الأزمة كان واضحاً، وفي
متناول اليد، وهذا ما سعى إليه المتكلمون تباعاً، لكن ما إن انتهى الوزير
السوري من كلمته المرتجلة حتى بدأت تنهال الهموم الواحدة تلو الأخرى، فقد
أجمع المتحدثون على أن «قدم» الأنظمة التي صارت تتحكم في كل صغيرة وكبيرة
في عمل المؤسسة «الحاضن الوحيد للسينما السورية»، هو سبب رئيس في لجم عمل
المؤسسة»، التي صنعت اسماً لسورية في الخارج»، فيما تحاول – المؤسسة –
وحيدة ومتروكة اللحاق بالتطورات التقنية الكبيرة التي تتسارع من حولها، فـ
«المؤسسة وان استوردت أحدث المعدات الرقمية، فإنها تصطدم بعقبة توفير
الكادر التقني المختص الذي يصطدم ببيروقراطية الموظف الأعلى المسؤول الذي
قد يوفر عقود التوظيف أو لا يوظفها وبحسب الشرائح المعمول فيها، وهي قد
أصبحت قديمة ومتهالكة وما يزال معمولا بها في الكثير من المؤسسات الحكومية،
ومنها بالطبع مؤسسة السينما التي لا تزال خاضعة بالكامل لمثل هذه النصوص،
وهذا أدى إلى تسرب الكثيرمن الكادرات السينمائية باتجاه القطاع الخاص الذي
يقدم مغريات كثيرة لها بهدف استقطابها».
محمد الأحمد، المدير العام للمؤسسة، والذي أشرف على سير هذه
الندوة «ذكّر» بأن «أزمة السينما السورية الحالية تكمن في عملية تمويل
انتاج الأفلام ، فالميزانية المتواضعة التي تحصل عليها المؤسسة لا تكفي
لانتاج فيلمين في العام، وقال إن مهرجان دمشق لهذا العام سوف يشهد مشاركة
ستة أفلام سينمائية سورية، وهذه سابقة تحسب للمهرجان الذي يريد منه المخرج
السوري ريمون بطرس «أن يظل خيمة يستظل بها السينمائيون السوريون بدل قصور
الأوهام التي يلهث البعض وراءها» في اشارة إلى المهرجانات العربية التي
تحظى بميزانيات ضخمة. بعض هذه الأفلام مستوحى من أعمال أدبية، وهو اسلوب
يصلح ربما لتفادي «الروايات اشخصية التي سئم منها الجميع» كما رأى الوزير
السوري في كلمته.
أياً تكن الأسباب التي أدت إلى نشوء أزمة في السينما السورية،
فإن المتحدثين أبدوا اهتماماً كبيراً، وربما للمرة الأولى بهذه الجدية،
وبالرغم من الانخفاض الكبير في درجات حرارة الجو، وبرودة الصالة الشامية
التي شهدت عقد هذه الندوة، فإن زوايا هذه الأزمة بدت مكشوفة للعلن، ورأى
فيها السينمائيون السوريون مقدمة للبحث عن حلول، خاصة أنهم يرون في
الاهتمام الذي توليه الحكومة السورية للدراما التلفزيونية ظلما يحيق بهم،
وبمنجزاتهم السينمائية، وهي وان بدت مقلة، إلا أنها «أهّلت السينما السورية
لأن تكون في مقدمة السينمات العربية الأخرى، الجديرة بأن تنضم لمتاحف
الفنون العربية».
الحياة اللندنية في 25
يناير 2008
|