لم يجد فيلم ألكسندر سوكوروف الأخير، وعنوانه (ألكسندرا)
مكاناً له في غالبية قوائم الأفلام العشرة الأفضل التي شاهدها النقّاد في
العام الماضي.
إنها قوائم يتبارى النقاد الغربيون بإطلاقها في الأسبوعين
الأخيرين من كل عام والبعض ينتظر حتى مطلع العام الجديد، تسلّي القارئ إذا
ما أراد الإبحار والمقارنة بين تلك القوائم وربما حفّزته على مقارنة قائمته
الخاصّة بها فغيّر وعدّل أو تحفّظ وتمسّك بما وصل إليه من قناعات.
بالنسبة للنقاد الأميركيين، ومن باب الإنصاف، لم يكن بوسعهم
إبداء رأي في فيلم لم يشاهدوه.. لقد عرض في مهرجان نيويورك السينمائي في
الرابع من أكتوبر من العام الماضي، وفقط أولئك الذين قصدوا ذلك المهرجان
ربما شاهدوه، كذلك الذين أمّوا مهرجان تورنتو القريب وبالتأكيد تلك القلّة
(نسبياً) التي سعت للسفر إلى مهرجان (كان) السينمائي الدولي حيث شهد عرضه
السينمائي الأول.
طبعاً، هناك احتمال أن يشاهده الناقد ولا يعجب به، وهو لم ينل
التقدير الذي يستحقّّه في مهرجان (كان) الأخير علي أي حال بل خرج صفر
اليدين من الجوائز.. لجنة التحكيم صوّتت لفيلم آخر من أوروبا الشرقية هو (4
أشهر، 3 أسابيع ويومان) للروماني كرستيان مونجو، الجيّد في نواحيه
الاجتماعية لكنه البعيد عن أن يكون إنجازاً فنيّاً وبالتأكيد لا ينتمي إلى
السينما التي تعتمد على مزاوجة الفن بالرسالة.
ضد الحرب
ألكسندر سوكوروف ملك الحنين على الشاشة في هذا العصر.. ملك
اللحظات الإنسانية الدافئة.. المشاعر الحانية والدفق الإنساني الآتي من عمق
النظرات ومن دواخل الذات.. إنه المخرج الذي يجد عذراً لدى الجميع لكنه لا
يترك ذلك العذر يُميّع موقفه.. متفهّم لكنه في النهاية غير متنازل.
في (ألكسندرا) هناك موت من دون جثث.. حرب من دون معارك..
الجميع لا يزال حيّاً حين نغادر الفيلم. لكن الأمر غير مؤكّد من بعد ذلك..
أو كما تقول بطلة الفيلم ألكسندرا (الممثلة غالينا ففنسكايا) لقائد الثكنة
التي تزور حفيدها المجنّد فيها: (حين يعود بعد سبع سنوات... إذا عاد).
إننا في مكان ما من شيشانيا في زمن قريب غير محدد.. تصل الجدّة
لزيارة حفيدها في الثكنة العسكرية وتعيش يومين هناك حيث تتعرّف أيضاً على
عدد من الضبّاط والجنود توزّع على بعضهم الأطعمة والسجائر.. في البلدة
الشيشانية القريبة تتعرّف على امرأة اسمها مليكة لديها بسطة في السوق تبيع
عليها ما يتسنّى لها بيعه.. مليكة تحتفي بها وتدعوها لزيارتها في البيت لكي
ترتاح.. حين تغادر ألكسندرا ذلك البيت تغادره سعيدة بلقائها المرأة المسلمة
وبصداقتها لها.. تغادره وهي أكثر ثقة بموقفها المعادي للحرب الدائرة.
في 93 دقيقة يمسح المخرج بيد بطلته دموع عديدين في الثكنة
كانوا يبحثون عن الأم وحنانها والمرأة وعطفها والجدّة وحكمتها.. ألكسندرا
إذ تزور حفيدها الذي لم تلتق به منذ سنوات لتتعرّف على حياته في ثكنة
عسكرية روسية لا تمنحه الحنان الذي يحتاجه فقط، بل الحضن العائلي الذي حُرم
منه طويلاً.. وهي لا تعتبر جدّة له وحده، بل لمجموعة المجنّدين المحرومين
مثله من كل شيء بإستثناء بنادق يقاتلون بها أو أوامر ينصاعون إليها.
هذا الفيلم هو ضد الحرب من باب كبير ومن دون طلقة نار واحدة أو
مشهد قتال ما وهو آخر عنقود في سلسلة من الأفلام الروسية التي تعرّضت للحرب
الشيشانية ولو أن أياً منها لم يتعرّض إليها بهذه الطريقة الشعرية
والإنسانية العميقة.
تاريخ
علاقة
حين عُرض الفيلم في مهرجان "كان" فوجئ الذين شاهدوه بعدم حضور
مخرجه بسبب ما قيل من توعّك صحّته. لذلك لم يستمع أحد قول كلمات كان يريد
إلقاءها حول هذا الموضوع. لاحقاً عرضها في سياق مقابلة نشرت له في أكثر من
مكان.
قال: (بالنسبة إلي، هذه القصّة ليست عن الواقع بل عن الداخل.
ليست عن الزمن الحاضر لروسيا وسياستها في المنطقة القوقازيّة، بل عن الحياة
الداخلية لروسيا. الحرب دائماً مفجعة. لا تعجبني الأفلام الحربية بوقاحتها
وافتعالاتها. بانفجاراتها الكبيرة وبأشلاء القتلى وبالموتى وهم يتساقطون
ب(السلو موشن). لقد كنت في الحرب وشاهدتها وهذا يكفيني. ليس هناك شعر في
الحرب. ليس هناك جمال. إنها رعب لا يمكن التعبير عنه).
هذا يكشف السبب في عدّة أشياء: البطولة لامرأة متقدّمة في السن
(غالينا فيشنفنسكايا هي مغنيّة أوبرا في الأساس) والزيارة تفقّدية تتم داخل
الثكنة وأماكن التصوير محصورة في تلك الثكنة وفي البلدة المحتلّة وفي بيت
مليكة ثم في المسافة التي تقطعها الجدّة من البلدة إلى الثكنة.
والفيلم، إذ هو آخر العنقود يستدعي النظر إلى العنقود بأسره.
ففي السنوات العشر الأخيرة ظهر أكثر من فيلم روسي حول تلك
الحرب الصعبة، وأكثر من فيلم أيضاً حول الحرب الصعبة (والخاسرة) التي خاضها
الاتحاد السوفييتي حينها في أفغانستان قبل اندحاره. ومع أن الموجبات تختلف
قليلاً هنا وقليلاً هناك، إلا أن الظروف والحملات ذاتها كذلك المفهوم الذي
يحمله الغازي، أيّما كان، والمدافع عن أرضه، أيّما كان.
بالنسبة لشيشانيا يفيدنا التاريخ أن الحرب القوقازية الأولى
بينها وبين روسيا وقعت في العام 1817 واستمرّت لنحو خمسين سنة إذ انتهت
العام 1864 (47 سنة تحديداً).
في العام 1859 تم ضمّ هذه الجمهورية الإسلامية إلى ما عرف
باتحاد الجمهوريات الجبلية ثم منحت الاستقلال الذاتي سنة 1936 لكن مباشرة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أمر رأس الدولة السوفييتية ستالين، الذي
تكشف ملفّاته اليوم ضراوة حكمه وجوره على الجميع بمن فيهم فلاحو روسيا
ذاتها، حيث تم تهجير نصف مليون شيشاني إلى كازاخستان وإلى منطاق أخرى كعقاب
لهم على ما اعتبره وقوفهم لجانب العدو في أكتوبر سنة 1991 ومباشرة بعد
انهيار الحكم الشيوعي قام الشيشانيون بانتخاب جوخار دوداييف رئيسا
للجمهورية وهو أعلنها دولة مستقلّة ما دفع الروس لغزوها مرّتين. مرّة قبل
معاهدة السلام والأخرى بعدها.
طائرة فوق
امرأة مجنونة
لأن السينما الجيّدة لا بد أن تكون معارضة لشيء ما (الحقيقة
أنه في عمق كل فيلم جيّد هناك موقف معارض للغالبية) فإن معظم ما تم إنتاجه
من أفلام روسية هي أفلام منتقدة للدور الروسي في تلك الحرب. أوّلها فيلم
سيرغي بودروف (سجين الجبال) سنة 1996 الذي سيبقى مميّزاً بحقيقة أنه عرض
لجنديين روسيين سقطا في أسر القوّات الشيشانية في بعض الجبال العالية وكيف
يفصح كل منهما عن موقف مختلف لا من الحرب فقط بل من الشعب الآخر. المجنّد
الأكثر شباباً هو الأكثر انفتاحاً والأكثر كرها لحرب لم يختر الاشتراك بها.
الأكبر سنّاً يعكس ضغينة مصاحبة بموقف عنصري وكل ذلك على خلفية قرويّة
جميلة. الشيشاني في هذا الفيلم إنسان يدافع عن أرضه وثقافته. السؤال الذي
يتوصّل الفيلم لطرحه هو: ماذا نفعل نحن هنا في هذه البلاد التي لها هويّتها
الخاصّة.
إنه سؤال كبير اشتركت في طرحه أفلام حربية كثيرة منها ما كان
أميركياً حول الحرب العالمية الثانية، ومنها ما كان أميركياً حول الحرب
الفييتنامية ثم منها ما كان فرنسياً عن حربها في الجزائر وحربها في
فييتنام. أيضاً شاركت بطرحه أفلام أميركية حديثة فيما يتعلّق بالحرب
الدائرة في العراق. بالنسبة لروسيا فهو طرح -وكما ذكرت- في عداد الحربين
الأفغانستانية والشيشانية.
أفلام روسية أخرى عن تلك الحرب التي ذهب ضحيّتها أكثر من 70
ألف ضحية من الشيشان وأكثر من ستة آلاف جندي روسي، تمثّلت بفيلم جيّد آخر
حققه ألكسندر نوزوروف بعنوان (عذاب) ليتحدّث فيه، من موقف معاد للحرب
أيضاً، عن عذاب مشترك ضحيّته الشيشانيون والروس، هذا من دون أن يُميّع
الموضوع المطروح.
والمخرج المقل أندريه كونتشالوفسكي فيلم مهم مرّ عابراً عنوانه
(بيت المجانين) تقع أحداثه في رحى الحرب الشيشانية. في أحد أفضل مشاهد
الفيلم يكثّف المخرج سخريته من تلك الحرب بمشهد مجنونة روسية محرومة من
العاطفة تغني تحت المطر ومن خلفها تسقط طائرة مروحية روسية مصابة وتنفجر
ولو أن انفجارها لا يهز تلك المرأة غير المبالية.
ظهر هذا الفيلم في العام 2002 (وشوهد في مهرجان فينيسيا في ذلك
العام) وفي العام ذاته ظهر الفيلم الوحيد الذي هاجمه النقاد الروس على أنه
ينحو لأن ينشغل بمعاناة الروس على حساب الشيشانيين أنفسهم. هذا الفيلم من
إخراج إلكساي بابالانوف وعنوانه (حرب).
شاشة
عالمية
CLOVERFIELD
المخرج:
مات ريز
الممثلون:
مايكل شتول ديفيد، مايك فوغل، أوديت بوتسمان
المصدر:
سيناريو مكتوب خصيصاً للسينما - أمريكي.
النوع:
رعب- كوارث
ملخص: لا أحد يعلم من أين جاء ذلك الوحش الكبير الذي يبدأ بتدمير المدينة
على من فيها هذا قبل أن يتعرّض لخمسة شبّان من بين السكّان الراغبين في
النجاة بأرواحهم.
رأي الجزيرة: يستند الفيلم إلى نوعية أفلام الوحوش التي كانت رائجة في
الخمسينات والستّينات، لكن أسلوبه البصري المشغول على كاميرا ديجيتال وعلى
نحو يوحي بأن هاوٍ قام بتصويره وليس فريقاً محترفاً هو الشكل الجديد له.
رأي آخر: مثل أفلام هوليوودية كثيرة، يبدو هذا الفيلم مؤثّراً لناحية
البصريات والشغل على الواقع، لكن شخصياته المفترض بها أن تكون مثيرة تبدو
كما لو أنها متعبة مما جعلني أتحيّز للوحش (مانولا دارجيز- نيويورك تايمز).
ARMIN
إخراج:
أونين شفيليتش
الممثلون:
امير حاجي حفيظ بيغوفيتش، أمين عمرفيتش- محيي الدين.
المصدر:
سيناريو مكتوب خصيصاً للسينما- ألماني- كرواتي.
النوع:
دراما
ملخص: أب بوسني وابنه يسافران إلى مدينة زغرب الكرواتية لمقابلة مخرج
ألماني يبحث عن ممثل شاب. الرحلة تفتح المجال واسعاً للبحث في علاقة الأب
بابنه والعكس.
رأي الجزيرة: بسيط جدّاً ومؤثر جدّاً ومن النوع الذي يجعلك تعود إليه
بذاكرتك مرّة بعد أخرى. إنه فيلم كرواتي- ألماني التمويل يتيح لمشاهديه
التعرّف على الحياة الحذرة لبوسنيين في الأرض الكرواتية من دون مشاهد
عدائية مشحونة بالافتعال.
رأي آخر: فيلم رائع وعميق لكني لاحظت أن المخرج يود السيطرة على ممثليه
أكثر مما ينبغي ( دبرا يونغ- فاراياتي).
STILL
LIFE
إخراج:
زانغ كي جيا
تمثيل:
تاو زاو، سانمينغ هان
المصدر:
رواية قصيرة
النوع:
دراما اجتماعية
ملخّص: صيني يقوم برحلة من الريف إلى المدينة بحثاً عن زوجته السابقة
وابنتهما وخلال الرحلة يستعرض - ونستعرض نحن معه- التبدّلات التي يمر بها
المجتمع الصيني اليوم.
رأي الجزيرة: المخرج كي جيا من القلائل بين جماعة (الجيل السادس) من
المخرجين الصينيين الذي لا يزال يعد أن رسالته نقد النظام الصيني كيفما
اتجه ذلك النظام- وهذه وظيفة الفن السينمائي الفعلية.
رأي آخر: (على الرغم من حزنه ويأسه، هذا الفيلم جميل الى حد أقصى) (ديفيد
دنبي- نيويوركر).
يحدث الان
مشروع
جيهان نجيم للمنطقة بأسرها
عندما قامت المخرجة الأميركية من أصل عربي جيهان نجيم، قبل
ثلاثة أعوام، بتحقيق فيلمها الوثائقي
Control Room
حول قناة الجزيرة ومتابعتها للحرب العراقية لم تكن تعلم أن في مستقبلها
مشروع أكبر. فهي حالياً تشرف على مشروع سينمائي عنوانه
Pangea Day
سيتم إطلاقه في العاشر من أيار (يوليو) المقبل في ثماني مدن مختلفة من
بينها القاهرة، رام الله، القدس، لندن ونيويورك: (سنقدّم أمسية فنيّة من
أربع ساعات تشمل موسيقى وأفلاماً تبث في الوقت نفسه في تلك المدن) وتضيف:
(أنا مقتنعة بأن السينما وحدها لا تغيّر العالم، لكن مشاهديها يستطيعون
تغيير العالم. تصوّر ما تستطيع أن تغيّره إذا كانت لديك خمس دقائق تتواصل
فيها مع العالم).
تفاصيل المشروع التقنية والإدارية ما زالت غير واضحة، لكن
عدداً من السينمائيين الأميركيين سيشتركون في هذا البرنامج المتعدد من
بينهم كاميرون داياز وغولدي هون ومغ رايان والمخرج ج. ج. أبرامز.
عين شمس
في (كان)
المخرج المصري إبراهيم البطّوط تلقّى يوم الثلاثاء الماضي منحة
من مهرجان (كان) السينمائي الدولي تتضمن عرض فيلمه (عين شمس) في الدورة
المقبلة من المهرجان كما تتضمن تنظيم مكتب لمساعدته في بيع الفيلم في السوق
التجاري الذي يقيمه المهرجان بالموازاة مع عروضه الرسمية.
بنيلوبي
كروز مرسومة
ستعير الممثلة بينيلوبي كروز صوتها لوولت ديزني، إذ تشترك في
الأداء الصوتي في فيلم الرسوم الجديد
G- Force
فكرة الفيلم تبدو كما لو كانت مأخوذة من أفلام حيّة سابقة: مجموعة من
المقاتلين المنتمين إلى القوّات الأميركية الخاصّة تنقض على معاقل الإرهاب
حول العالم وهات يا أكشن. ربما ستجد الممثلة الإسبانية ما هو جدير بموهبتها
بعد هذا الفيلم مباشرة، إذ تقف في بطولة فيلم بعنوان
Rain in Spain
هذا في الوقت الذي تقوم به حالياً بإنتاج فيلم إسباني يتم تصويره في
اليونان عنوانه (قلب مسكون) أو
Haunted
Heart.
اللقطة
الأولى
حياة
النجوم
حياة النجوم هذه الأيام أقصر من ثلوج الشتاء. هذا في مقابل
الحياة المديدة التي كانوا يمضونها وهم على القمّة في سماء السينما سواء في
مصر أو هوليوود أو الهند.. وأقصد بالحياة نوعيها فالواحد منهما إذا لم يمت
انتحاراً أو إن لم يمت إدماناً على المخدّرات فإنه يموت معنوياً بعد مواسم
قصيرة من الشهرة. سنة، سنتان، قل عشرة.. هي لا زالت قصيرة بحسبان أي زمان
حتى بحسبان زماننا على الأرض.. بالأمس كان الممثل لا يصل سريعاً. يتعب
كثيراً. يمثّل في عشرات الأفلام قبل وصوله الى مرحلة ما يُسمّى بالنجومية.
خذ فريد شوقي، لقد ظهر في نحو (100) فيلم نصفها تقريباً في أدوار ثانوية ثم
مساندة. كذلك جون واين في الولايات المتحدة. روبرت ميشتوم، جودي غارلاند،
غاري كوبر، جاك ليمون، شاشي كابور في الهند، جان غابان في فرنسا والقائمة
تطول جدّاً.
ليس أن كل نجوم الأمس عملوا عشرات السنين قبل أن يصبحوا
نجوماً، لكن معظمهم كان يستحق المكانة بسبب جهده البالغ وانصهاره في معمعة
العمل من دون حسابات الشهرة. بعضهم كان يغضب منك إذا وصفته بالنجم مهما
كانت شهرته. كان يفضل دائماً أن يُقال عنه إنه ممثل
تنظر الآن حولك، تجد أن الممثلين الحاضرين ينتحرون على نحو أو
آخر صار همّ الواحد منهم أن يصبح نجماً ولو لعام أو قل لموسم الصيف المقبل.
كل خططه موضوعه تحت تصرّف هذه الغاية واختياراته من الأفلام تتم فقط على
مبدأ واحد: هل المشروع المعروض عليه له احتمال كبير في الوثوب الى مقدّمة
الأفلام المعروضة أم لا. لا يهم ماذا يمثّل ولا يهم إذا كانت شخصيته مزرية
ولا يهم ما هو مفهوم التمثيل ومفهوم فن السينما ولا ما سيحدث له بعد عام أو
عامين. هذا كله ليس مهمّاً الا من بعد تحقيق النجاح الأول. ساعتها فقط يرغب
في نجاح أعلى حتى ولو كانت الشخصية مزرية أكثر، متكررة، تحتقر نفسها
والآخرين
لا أتحدّث فقط عن نجوم الغرب، بل أكثر عن النجوم العرب حين يصل
الأمر إلى الموت المعنوي فهو، أي الممثل، يموت أسرع إذا ما وصل الى الشهرة
أسرع. يحرق نفسه ويجد بعد ذلك أنه كان مثل ومضة عابرة فينزوي وحينها فقط
يقرر أن الوقت حان إما للاعتزال أو لاختيار الأدوار النوعية - تلك المعدودة
في السينما العربية والتي تهبط على شاشات العروض بالقطّارة
النوع الآخر من الموت، وهو الموت الجسدي، أكثر حدوثاً في
الغرب. قبل أيام قليلة مات الممثل هيث لدجر من جراء تعاطيه عقاقير موصوفة
له. لن أشترك في الزفّة وأقول أنه كان موهوباً يعد بمستقبل لامع وإلى آخر
هذا الكلام القائم على التكهّنات، لكنه كان ممثلاً معروفاً (نجماً- إذا
أردت) وسقط تحت ضغط الحياة التي صاحبت المرحلة.
وقبله بأيام براد رونفرو وهذا كان مشحوناً بالهيرويين حين سقط
وهو وإن لم يكن أصبح بعد نجماً لكنه كان في الآلة التي تعصر الناس وتحوّلهم
إلى نجوم لاحقاً لا أقول إنني ضد النجومية، لكني مع الممثل الذي يدرك ما هو
ولماذا هو أولاً وقبل كل شيء
أفلام
الاسبوع
1(-)
Cloverfield
$46.146.546
فيلم رعب يجمع بين أسلوب (بلير ويتش بروجكت) وأي من أفلام
الوحوش في الستينيات. النتيجة مؤثرة ولو أن القصّة مطروقة. الملاحظ أيضاً
أن الضحية مدينة نيويورك التي يدمّرها كل فيلم كوارثي هذه الأفلام لدرجة أن
سكّانها يتهمون هوليوود بمعاداتها (باراماونت).
2 (-) 27
Dresses
$27.442.040
بطلة الفيلم (كاثرين هيغل) تصر على أن تكون راعية حفلات
الأعراس، وحتى الآن حضرت 27 عرساً بـ27 فستاناً، لكن أحداً لا يشعر بأنها
في الحقيقة تنتظر أن يحتفل بها أحد. هذا الفيلم الكوميدي العاطفي جيّد
التمثيل ونسائي التوجه لكنه ليس أكثر من ذلك بكثير (فوكس )
3 (1)
The
Bucket List $16.664.347
رغم الكليشيهات المعهودة التي يتألّف منها هذا الفيلم، الا أن
الجمع بين ممثلين قديرين ومسليين طوال فترة ظهورهما وهما جاك نيكولسون
ومورغان فريمان يطغى على المساوئ. قصّة عجوزين يريدان تحقيق أحلامهما على
كبر وقبل فوات الأوان (وورنر).
4 (3)
Juno
$11.966.082
يدخل الفيلم إلى حياة فتاة (إلين بايج في إداء جيّد) تفاجئ
والديها بأنها حبلى. كيف تواجه المسألة وهي وحيدة هو ما يدور حوله هذا
الفيلم الذي يسعى لطرح الموضوع الشائك جدّياً ويحقق ما يسعى إليه فعلاً
(فوكس سيرتشلايت).
5 (4)
National
Treasure: Book of Secrets
$9.606.326
يواصل هذا الفيلم تراجعه لكن ما يهمّه بعدما جمع أكثر من 198
مليون. نيكولاس كايج يبحث في ماضي عائلته في الوقت الذي يكتشف فيه كنزاً لا
يُقدّر بثمن. على الرغم من أن التفاصيل ليست جديدة الا أن الفيلم يحمل
قدراً كبيراً من التشويق القائم على الحركة وحدها (ديزني).
6 - (2)
First
Sunday $9.504.908
كوميديا من بطولة آيس كيوب الذي أصبح من عداد الكوميديين
الشعبيين المتكررين. يخطط للتخلّص من أعباء مالية ثقيلة عبر سرقة حصيلة
التبرّعات التي قام بها المحسنون للكنيسة.. في هذا الفيلم العادي الذي يخفق
في تحقيق المركز الأول (سكرين جمز).
7 - (5)
Alvin
and the Chipmunks $9.433.049
هذه الرسوم المتحركة مصنوعة للأولاد، وعلى الكبار منا التحمّل
حين يصحبون صغارهم. قصّة سناجب ثلاثة حين تتعرّض الى محنة مصدرها اكتشافهم
أن شركة الأسطوانات تستغل حقوقهم الغنائية (فوكس بيكتشرز).
8 - (-)
Mad
Money $9.273.645
فيلم كوميدي مع لمسات تشويقية حول ثلاث نساء (دايان كيتون،
كوين لطيفة وكايت هولمز) يسرقن الأف بي آي ولا يعرفن كيف يتصرّفن بالمال.
الفيلم أيضاً لم يعرف كيف يتصرّف مع هذه الحبكة السخيفة (أوفرتشر).
9 - (6)
I Am
Legend $5.905.443
أكشن وغرائبيات تقع في المستقبل القريب حينما يسود فيروس قاتل
لا ينجو منه سوى بطل الفيلم (ول سميث) الذي يختبء مع كلبه ليلاً ويجول في
المدينة الخاوية نهاراً بعدما قضى المرض على معظم الأحياء? مأخوذ عن فيلم
سابق من الخمسينيات لعب بطولته فنسنت برايس ثم تشارلتون هستون في
السبعينيات (وورنر).
10 - (10)
Atonement
$5.528.377
كايرا نايتلي تقود بطولة هذا الفيلم الذي يحافظ على مركزه هذا
للأسبوع الثاني على التوالي في أول دور صعب حقيقي لها وبعد سلسلة )قراصنة
الكاريبي(- الفيلم تاريخي عاطفي وفيه فصل من المشاهد التي تقع خلال الحرب
العالمية الثانية، يعالجه المخرج الجديد جو رايت بما يستحقه من إتقان (فوكاس).
الجزيرة السعودية في 25
يناير 2008
|