بدأت القصة عندما قرأت خبرا بالصحف والمجلات يفيد بأن المؤلف
لينين الرملي يتحدث عن مسرحيته اخلعوا الأقنعة التي تعرض علي مسرح الزمالك
ويقول إنه دعا الملحق الثقافي الإسرائيلي لمشاهدة العرض وبأنه ينادي
بالتطبيع بيننا وبين إسرائيل باعتبارها دولة متقدمة فنيا وعلينا أن نستفيد
من هذا التقدم.. هذا ماقاله المخرج حسام الدين صلاح وأضاف: فاندهشت جدا
من كلامه وعلي الفور اتصلت بالنقيب أشرف زكي وحكيت له الواقعة وطلبت منه
التحقق من صحة الأخبار فوعدني بالاتصال بهم وانتظرت لأكثر من أسبوعين ولم
أتلق أي رد من أشرف زكي, ثم فوجئت بالمؤلف لينين الرملي يتحدث في أحد
البرامج التليفزيونية ويعترف بالواقعة ويزيد علي ذلك أنه يتباهي بالعلاقة
القوية التي تربط بينه وبين الملحق الثقافي الإسرائيلي, وينادي الفنانين
والمثقفين المصريين بالتطبيع فلم أضيع الوقت لأن الموضوع قد تأكد وعلي لسان
صانعه فتعجبت وتساءلت عن القرارالذي اتخذه سعد الدين وهبة سنة1981 بأن
النقابات الفنية لا تعترف بإسرائيل شكلا وموضوعا لأنها كيان استعماري مغتصب
لحق دولة فلسطين وإذا تعامل معها أي فنان مهما كان اسمه أو صفته سيكون
مصيره الفصل من النقابة, وهذا ما حدث بالنسبة للكاتب علي سالم الذي اعترف
بذهابه لإسرائيل والتعامل معه فصدر علي الفور قرار بفصله من النقابة ولا
يزال ساري حتي الآن. نعم الدولة لديها تبادل دبلوماسي وتعامل سياسي مع
إسرائيل لكن نحن كنقابة رفضنا التطبيع والتعامل بأي شكل من الأشكال مع هذا
الكيان فتقدمت بشكوي رسمية إلي النقابة أطالب فيها بالتحقيق مع المؤلف ومع
مدير المسرح الذي سمح بدخول الملحق الإسرائيلي لأحد مسارح الدولة وللحقيقة
فقد تلقيت اتصالا هاتفيا من شريف عبداللطيف مدير المسرح القومي الذي قال لي
إنه لم يكن يعلم شيئا عن دعوة لينين للملحق الإسرائيلي وقال بالحرف أنا فرد
من الذين حاربوا في أكتوبر73 وملتزم تماما بقانون النقابات الفنية وأرفض
التطبيع بكل أشكاله وما حدث يعتبر مبادرة شخصية من المؤلف وليس لي دخل بها
فمن غير المعقول أن أعمل فيش وتشبيه لكل رواد المسرح, وأضاف صلاح لقد
كتبت في الشكوي كل ما أريد قوله ومعرفته وأنا في انتظار تحويلها إلي
المستشار القانوني للنقابة ولدي المستندات الدالة علي صحة كلامي وسأواصل
السير حتي نهاية المشوار لأننا أمام موقف وطني لا يقبل المزايدة, أما من
يقول إن هذا الموضوع يحتاج إلي أدلة وبراهين فعليه أولا استدعاء أصحاب
الشأن فإذا تمسكوا بمواقفهم فلا حاجة لهذه الأدلة لأن الاعتراف هو سيد
الموقف, أما لو أنكر أحد وبدل كلامه وقتها أكون علي استعداد لتسليم هذه
الأدلة للشئون القانونية في النقابة لأننا لا نقبل أنصاف الحلول.
البينة
علي من ادعي
وعلي الجانب الآخر قال الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين ورئيس
البيت الفني للمسرح إنه لا يوجد قرار بوقف الكاتب لينين الرملي من قبل
النقابة حتي الآن لأن الموضوع عبارة عن شكوي مقدمة من المخرج حسام الدين
صلاح, وتم تحويلها للمستشار القانوني للنقابة وعلي مقدم الشكوي أن يثبت
صحة كلامه ويقدم الأدلة علي ذلك وسوف يتم التحقيق في شكواه, والبينة علي
من ادعي, وإذا أثبت التحقيق صحة كلامة فسيتم تنفيذ القانون علي المخطيء
لأننا لا نجامل أحدا علي حساب الآخر.
لا أشغل
نفسي بالرد علي هؤلاء
ورفض الكاتب لينين الرملي الحديث وبادرنا بالقول أنا لا أريد
الحديث عن هذا الموضوع فأنا أركز فقط في عملي لأني في النهاية كاتب يريد أن
ينتج ولا ألتفت إلي هذه المهاترات فمن يقول إنني ظهرت في قناة فضائية
وناديت بالتطبيع فعليه أن يثبت ذلك بالمستندات الدالة علي صحة موقفه مع
العلم أنني لا أظهر علي الشاشة مطلقا فمن أين أتي بهذا الكلام؟ فإذا كان كل
من ليس له عمل يتحدث عن مناداتي للتطبيع فهذا شأنه فقط وعليه أن يثبت
ذلك, أما إذا كان الموضوع علي سبيل حب النجومية والحديث للإعلام فأنا لا
أجيد هذا النوع من الكلام ولا أحب أن أدافع عن نفسي لأني إنسان له قناعاته
وتفكيره الذي يظهر من خلال أعمالي طوال السنوات الماضية فلم أطلب السماح من
حركة حماس مثلا حتي لا تهدر دمي أو من غيرها من أصحاب الآراء الآخري.
الكاتب يسري الجندي قال أنا لا أستطيع أن أعلق علي هذا الموضوع
لأن أي كلام سأقوله سيفسر بشكل مختلف علي أنه موقف شخصي بيني وبينه لأنه قد
هاجم مسرحية القضية2007 التي ناقشت الوضع الفلسطيني والتطور الذي وصلت
إليه الأحداث حتي الآن دون أن يشاهدها, لذلك لا يوجد لدي كلام, فقط
أقول إنه من ثوابت العمل أن نلتزم بقوانين النقابات التي ننتمي إليها
وقراراتها تعتبر واجبة علي الجميع دون استثناء منذ عهد الراحل سعد الدين
وهبة فماذا يتبقي لنا إن لم نحترم ثوابتنا ومبادئنا؟
علي جانب آخر لم يتحمل السيد راضي رئيس اتحاد النقابات الفنية
ما سمعه وقال إن قرارات مجلس النقابات الفنية الثلاثة عام1981 هي نفسها
قرارات المجلس الحالي وهذه ثوابت لن تتغير مادامت إسرائيل تنتهك حقوق الشعب
الفلسطيني, وأن عقوبة الداعين إلي التطبيع بأي شكل من أشكاله تصل إلي شطب
عضوية هذا الشخص وهذا ما سيحدث مع لينين الرملي إذا ثبت بالفعل أنه دعا
الملحق الثقافي الإسرائيلي إلي مشاهدة أحد عروض مسرح الدولة( وتحديدا
مسرح الزمالك).
الأهرام العربي في 26
يناير 2008
|