أحيانا قد يجد الفنان نفسه مقحما في لعبة السياسة بطريقة أو
أخرى، دون أن يدرك أهداف ما يتم التخطيط له، أو استغلال البعض لتوريطه
لتحقيق مكاسب مغرضة، ويبقي رد فعل الفنان أو موقفه الحاسم والحقيقي هي
الرسالة البليغة في الوقت المناسب، تماما كما فعل المخرج المصري سعد هنداوي
عندما اتخذ هذا الموقف المشرف منذ أيام بعد اكتشافه اللعبة الإسرائيلية
والبلجيكية والتي تم زج اسمه فيها دون أن يدري تفاصيلها.
فقد تعرض سعد هنداوي مخرج فيلم «ألوان السما السابعة» الذي قام
ببطولته ليلي علوي وفاروق الفيشاوي وشريف رمزي، لموقف صعب حين اتصلت به
إدارة مهرجان «مونز» الدولي لأفلام الحب الذي يعقد في مدينة مونز
البلجيكية، وطلبت منه عرض فيلمه خارج المسابقة الرسمية، وهو ما رحب به
هنداوي وتوجه بالفعل للمهرجان الأربعاء الماضي، وذلك بعد بدايته بأربعة
أيام لحضور عرض الفيلم الذي كان من المفترض أن يتم عرضة ثاني يوم وصوله،
وهو الموافق الرابع عشر من شهر فبراير الجاري.
ويسرد «هنداوي» تفاصيل ما حدث ل«البيان» قائلا: بعد وصولي إلى
الفندق الذي سأقيم به، بدأت فحص الكتالوج الخاص بالمهرجان، ففوجئت بالعديد
من الأفلام الإسرائيلية المشاركة في فعالياته، ولم تكن تلك هي المفاجأة
الوحيدة التي واجهتها هناك، بل كانت المفاجأة الأكبر هي أن دورة المهرجان
بالكامل هذا العام، عبارة عن احتفاليه بمرور ستين عاما علي قيام دولة
إسرائيل، وما كان مني إلا أن اتصلت بإدارة المهرجان معلنا رفضي التام
لمشاركة فيلمي في مثل تلك الاحتفالية، والتي أقل ما توصف به «المشاركة في
الجريمة»، والاحتفاء بدولة مجرمين قتلة، لم يعاقبوا على جرائمهم طوال ستين
عاما.
وأضاف هنداوي: وطالبت أن يأتوا بسيارة تنقلني إلى المطار لأعود
إلى فرنسا حاملا فيلمي، لكن إدارة المهرجان ماطلت كثيرا في تلبية مطلبي،
وبعد إلحاح وتأكيد مني على الموقف تم تنفيذ ما أردت. وعن موقف إدارة
المهرجان علق هنداوي: كان رد إدارة المهرجان على ثورتي وانسحابي، هو أن
وجود إسرائيل أمر واقع وحقيقة قائمة.
وأن هذا المهرجان ما هو إلا جزء صغير من احتفاليات تقوم بها
بلجيكا طوال عام 2008 بمناسبة مرور ستين عاما علي قيام دولة إسرائيل.
الغريب بالفعل كما يقول هنداوي: إن فيلم «ألوان السما السابعة» لم يكن
الفيلم العربي الوحيد الذي من المفترض عرضه ضمن فعاليات المهرجان، حيث يضم
البرنامج المهرجان الفيلم المغربي «
la
beaute eparpillee» الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.
كما تتضمن فعاليات المهرجان عرض عدد من الأفلام التونسية منها
«صمت القصور» و«ريح السد» وذلك في تكريم المهرجان للمنتج التونسي أحمد
عطية، بينما تشارك سوريا بفيلم رسوم متحركة هو «خيط الحياة»، والمفاجأة
الكبرى هي عرض فيلم يوسف شاهين الأخير «هي فوضي» ضمن فئة في المهرجان تحمل
اسم «أضواء على أماكن أخرى».
ونفت شركة أفلام مصر العربية المنتجة لفيلم «هي فوضي» وجود أي
معلومات لديها عن مشاركة الفيلم في هذا المهرجان، وأكدت أنها لم تتقدم
بالفيلم لإدارة المهرجان، كما أن إدارة المهرجان لم تطالب بعرضه ولم يحدث
أي من المخاطبات بين الشركة وبين المهرجان.
يذكر أن مهرجان مونز الدولي لأفلام الحب هو مهرجان سنوي يقام
بمدينة مونز البلجيكية، ويحتفل هذا العام بدورته الرابعة والعشرين وبدأت
فعالياته في الثامن من الشهر الجاري، واختتمت الجمعة الماضي، وتشارك فيه
عدة دول منها ايطاليا، فرنسا، الأرجنتين، نيجيريا، وايرلندا، ويحمل البوستر
الخاص بالدورة الحالية للمهرجان صورة شابة تقوم بتقبيل خنزير
البيان الإماراتية في 17
فبراير 2008
|