جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

آسيا داغر

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

تتحدث الفنانة "آسيا" عن تجربتها الإنتاجية في فيلم (رد قلبي)، فتقول: (...وقتها وقف كل الناس ضدي، وبالذات السينمائيين، واعتبروها مغامرة فاشلة، فقد كانت ظاهرة الفيلم السياسي جديدة علينا، أوضاع الثورة وملامحها لم تكن قد استقرت بعد، لكنني كنت أؤمن في أعماقي بأن الثورة ستنجح وتستمر، وإن السينما لابد أن تعبر عن هذا الحدث...).

منذ بداية عملها في الإنتاج السينمائي، أعطت "آسيا" اهتماما خاصاً للأفلام التاريخية الملحمية، فقد أنتجت فيلم (شجرة الدر) في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم (أمير الانتقام) الذي أخرجه "هنري بركات" عام 1950.. إلا أنها توَّجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم (الناصر صلاح الدين ـ 1963) الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه، وكان ذلك ـ وقتها ـ أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري.. ووُصفت تجربة "آسيا" الإنتاجية في هذا الفيلم بأنها التجربة السينمائية المريرة التي مرت بها خلال مسيرتها الفنية الطويلة.. فقد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه "عز الدين ذوالفقار" ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو، وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين.. فلم يكن من "آسيا" ألا أن تؤجل البدء في العمل، حتى نصحها "ذوالفقار" بعد أن اشتد عليه المرض بالاستعانة بالمخرج "يوسف شاهين"، وكان هذا أول تعامل لها معه.

وقد ضحت "آسيا" بالكثير من أجل إنتاج (الناصر صلاح الدين)، حيث استدانت من هيئة السينما ورهنت حتى عمارتها اليتيمة، وتعرضت للحجز في أثاث بيتها وأثاث شركتها وسيارتها أيضاً.. لقد ضحت بكل شيء من أجل أن يظهر الفيلم بهذا الشكل الجيد والمستوى العالمي المشرف الذي ظهر به.. وبالرغم من كل هذا الجهد الجبار الذي بذل لهذا الفيلم، إلا أنه لم يحقق ذلك المردود المادي الذي كان متوقعاً له، بل إنه ألحق خسارة كبيرة بمنتجته.

تتحدث "آسيا" عن أسباب هذه الخسارة، فتقول: (...بعد الانتهاء من الفيلم طلبت مني "الهيئة المحترمة" أي هيئة السينما، الاحتفاظ بنسخ الفيلم عندها للقيام بتوزيعه وتسويقه، وبالطبع لم يُسوَّق الفيلم جيداً ولم يوزع وفقاً لخطَّة مدروسة، والنتيجة إنهم لم يعطوني حتى الإيرادات...).

"آسيا" هنا، تتهم هيئة السينما بأنها المسؤولة، أولاً وأخيراً، عن هذه الخسارة التي لحقت بالفيلم، بل إن الخسارة مازالت مجسدة في كمية الإكسسوارات الضخمة، من الملابس والأسلحة والتيجان، التي كانت "آسيا" تحتفظ بها في مكتبها وتكتظ بها الحجرات حتى وفاتها.. حيث إنها رفضت رفضاً قاطعاً إعارتها أو تأجيرها لاستخدامها في أفلام أخرى، رغم تعدد العروض التي قدمت لها، وذلك على أمل أن تضعها في متحف خاص لتخليد ذكرى فيلم "الناصر صلاح الدين".

ويهمنا أن نختتم حديثنا هذا بتصريح لمخرج الفيلم "يوسف شاهين"، عن هذه الفنانة الرائدة "آسيا"، حيث قال: (...كانت ظاهرة فريدة من نوعها، وفنانة ملتزمة وواعية بكل معنى الكلمة، تميزت أعمالها بالجرأة والالتزام.. وأذكر أنها كانت تشجع المواهب الوطنية، فقد رفضت عند إنتاج فيلمها المشهور (الناصر صلاح الدين) الاستعانة بالخبرة الأجنبية في الإنتاج، وبالمقابل شجعت المواهب الشابة، فأسندت إليّ إخراج الفيلم.. ولم تُلق بالاً لأي محاولات لإثنائها عن تشجيع من تراه واعداً من الشباب...).

 

أخبار الخليج في

24.04.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)