جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

أمينة محمد

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

كانت عائلة أمينة محمد الصغيرة، كغيرها من الأسر، تتردد على مسارح روض الفرج لمشاهدة إحدى العروض التي لقيت هوى في نفس الصغيرتين، لدرجة إنهما بدأتا تقلدان معاً ما تشاهدانه في المسرحية بعد عودتهما إلى البيت. كانت أمينة رزق فتاة هادئة وخجولة على عكس خالتها أمينة محمد، والتي كانت شقية وجريئة، حيث كانت لا تكتفي بمشاهدة المسرحية، بل تسحب ابنة شقيقتها وتصعد بها إلى كواليس المسرح للتعرف بالممثلين. وقد أفادهما ذلك كثيراً بأن أصبحتا معروفتين لدى مدير المسرح "علي الكسار"، فدفع بهما ذات مرة إلى خشبة المسرح مع الكورال كبديل عن فتاتين تخلفتا عن الحضور. وبذلك صعدتا لأول مرة على مسرح علي الكسار كمغنيتين، واستقبلتا بنجاح، مما جعل علي الكسار يعرض عليهما العمل بالفرقة بمرتب ثلاثة جنيهات في الشهر لكل منهما، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب رفض الجدة والأم، واستنكارهما للأمينتين باتجاهما للعمل في المسرح.

أما البداية الحقيقية لأمينة محمد وأمينة رزق، فكانت في فرقة رمسيس، والذي اتجهتا فيه إلى مرحلة الاحتراف. كان دخولهما في فرقة رمسيس عن طريق الصدفة التي جمعتهما مع سكرتير فرقة رمسيس آنذاك "أحمد عسكر" في القطار، وبالتالي قدمهما إلى يوسف وهبي، والذي بدوره لم يمانع باشتراكهما في فرقته، وكان ذلك عام 1924.

كانت مسرحية (الذهب) لتشارلز ديكنز، هي أول اشتراك لهما في فرقة رمسيس. ثم بدأتا عملهما مع يوسف وهبي، بتمثيل دور واحد بالتبادل فيما بينهما، وهو دور الفتى الأعرج في مسرحية (راسبوتين)، حيث كان هذا الدور بمثابة الامتحان للأمينتين. وكان من المتوقع أن تتفوق فيه الخالة على ابنة شقيقتها، بحكم أنها أكبر وأكثر جرأة وخبرة من الثانية. إلا أن الفتاة الخجولة قد تفوقت على خالتها، بالرغم من أنهما ظلتا تتبادلان تمثيل أدوار الصبيان والبنات في مقابل مرتب شهري لا يزيد عن أربعة جنيهات لكل منهما. وقد لاحظت الخالة اهتمام يوسف وهبي بابنة شقيقتها، حيث بدأ يسند إليها أدواراً أكبر من أدوارها التي كانت تشبه أدوار الكومبارس، هذا إضافة إلى أنه رفع مرتبها إلى سبعة جنيهات، في حين ظل مرتب الخالة على حاله. وعندما طلبت مساواتها في الأجر مع ابنة شقيقتها رفض يوسف وهبي ذلك. فما كان من أمينة محمد إلا الاستقالة من الفرقة.

بعد ذلك، أخذت أمينة محمد تتنقل بين الفرق المسرحية الأخرى، من فرقة نجيب الريحاني إلى فرقة إخوان عكاشة، ثم مع فرقة أمين عطا الله، والتي قامت معها برحلة إلى سوريا ولبنان. وبعد عودتها من هذه الرحلة اتجهت إلى مجال فني آخر وهو الرقص الشرقي، حيث التحقت كراقصة بفرقة بديعة مصابني، بينما أخذ نجم ابنة شقيقتها أمينة رزق يرتفع في عالم المسرح كبطلة لفرقة رمسيس. أما أمينة محمد فقد اشتهرت كراقصة أولى إلى جانب نجمات الرقص الشرقي آنذاك، أمثال: حكمت فهمي، ببا عز الدين، امتثال فوزي، جمالات حسن، حورية محمد.

اشتهرت الراقصة أمينة محمد في ذلك الوقت باسم (أمينة الحنش)، هذا لأنها كانت ترقص على طريقة الأفعى. ولم تقتصر شهرتها في الرقص بفرقة بديعة مصابني فقط، بل تعدتها إلى السينما، وذلك عندما قامت بالتمثيل في مجموعة من الأفلام، فمثلت مع المخرج إبراهيم لاما فيلم (شبح الماضي ـ 1934)، ومع المخرج توجو مزراحي أفلام: الدكتور فرحات ـ 1935، البحار ـ 1935، 100 ألف جنيه ـ 1936، ومع المخرج الإيطالي ماريو فولبي مثلت فيلم (الحب المرستاني ـ 1937).

 

أخبار الخليج في

16.09.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)