جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

محمد كريم.. المعلم الأول

( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

المكان: حدائق الحيوان بالجيزة، الزمان: الخامس عشر من يونيو عام 1927. ففي هذا المكان وهذا الزمان، دارت الكاميرا لأول مرة تحت إدارة الفنان "محمد كريم"، لتعلن عن أول تجربة إخراجية له. كان ذلك لتصوير فيلم عن حدائق الحيوان لحساب "طلعت حرب" صاحب شركة مصر للتمثيل والسينما. إنه حقاً حدث هام، حيث كان له كبير الأثر على حياة كريم وعلى تاريخ السينما المصرية بشكل عام. فقد كان هذا الحدث هو الإطلالة الأولى لمحمد كريم في عالم الإخراج السينمائي.. محمد كريم، هذا الفنان العاشق للسينما منذ الطفولة، والذي أصبح فيما بعد من المخرجين الرواد الأهم في السينما المصرية، وذلك بما حققه لها من إنجازات هامة. وها نحن نعيش الذكرى الثانية والعشرون على رحيل هذا السينمائي الرائد.

كانت السينما المصرية في بداية ظهورها تحت سيطرة الفنانين الأجانب، الإنتاج والإخراج والتوزيع وغير ذلك من شئون السينما. وأول ثلاثة حاولوا تمصير السينما هم على التوالي: عزيزة أمير، طلعت حرب، محمد كريم.. الاثنان الأولان انخرطا في مجال الإنتاج، أما كريم فقد اختار أن يكون مخرجاً. حيث لم يكن هناك مصري واحد اقتحم هذا المجال قبله، فقد كان الإخراج وقفاً على مجموعة من الإيطاليين، في الأغلب، والذين جاءوا مع بعثة السينما التي أرسلها بنك »دي روما« الى مصر لإخراج أفلام تصور المناطق الأثرية والطبيعة والصحراء والخيام والبدو، حيث كانت مثل هذه المناظر تستهوي الأوروبيين.

المولد والنشأة:

ولد محمد كريم في حي عابدين بالقاهرة في الثامن من ديسمبر عام 1896، وبدأ عشقه للسينما في سن العاشرة، عندما كان يتردد على سينما »أمبير« التي كانت من أوائل دور العرض السينمائي في القاهرة، حيث بهره هذا الفن الجديد والغريب الوافد من الخارج، وشد انتباهه واهتمامه كثيراً، وملك عليه كل مشاعره، خصوصاَ بعد أن شاهد فيلمي أسرار نيويورك، فانتوماس، وكان يشاركه الإعجاب بهذا الفن صديق صباه وجاره يوسف وهبي، الذي كان أيضاً يعشق التمثيل كثيراً، فكانا يذهبان سوياً، وفي معظم أيام الأسبوع، الى سينما »الكوزمو« الأمريكية.

كبر كريم وكبرت معه هوايته للسينما والتمثيل، فاشترى من مصروفه الخاص كاميرا فوتوغرافية، وحول سطح المنزل الذي يسكنه في حارة الهدارة الى أستوديو. كان في البدء يعشق التمثيل، وكان شديد الحرص على تقليد الممثلين في الأفلام الأجنبية التي يشاهدها، حيث كان يقف أمام كاميرته ويصور نفسه في حالات متعددة، بعد أن يضع المكياج لوجهه ليستطيع التعبير عن الشخصية التي يمثلها، ويحاول جاهداً تجسيد التعبير عن انفعالاتها بقسمات وجهه وبحركاته الجسدية.

 

أخبار الخليج في

03.06.2019

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004