يؤكد
الناقد السينمائي البحريني حسن حداد في كتابه الجديد "محمد خان.. سينما
الشخصيات والتفاصيل الصغيرة" ان المخرج محمد خان واحد من ابرز الذين أثروا
في السينما المصرية في جهة التجديد، يعيش في بحث دائم عن إطار وشكل جديد
لأفلامه".
ويأتي هذا
الكتاب النقدي المتخصص في تجربة المخرج محمد خان، الصادر عن المؤسسة
العربية للدراسات والنشر بالتعاون مع قطاع الثقافة والتراث الوطني، بعد
تجربة الناقد حسن حداد المتخصص في السينما العربية، وبشكل محدد في تجربة
السينما المصرية، كونها الأوفر إنتاجا. وقد سبق له ان اصدر كتاب نقدي عن
بعنوان "عن ثنائية القهر / التمرد في أفلام المخرج عاطف الطيب".
وبين عاطف
الطيب ومحمد خان وخيري بشارة ثمة هم سينمائي مشترك برز في مطلع الثمانينيات
حاولوا تكسير القوالب الجامدة في وجه سينما المقاولات التجارية التي اتشرت
في تلك الفترة، واستطاعوا ان يقدموا سينما مختلفة بوضوعات جرئية ورؤية فنية
سينمائية مصرية. وبين هؤلاء وغيرهم يختار الناقد السينمائي حسن حداد المخرج
محمد خان، كونه "يفاجئنا دائما، مع كل فيلم يقدمه، بطرح فكري وفني متميز
ورؤية سينمائية ذات أسلوب خاص ومبتكر، ال عاقة لتلك الرؤية بالأسلوب
لاتقليدي الذي اعتاد عليه معظم المخرجين المصريين".
ولكي يؤسس
حسن حداد قاعدة عريضة لقراءته النقدية في اسلوب وتجربة المخرج محمد خان
السينمائية، فأنه يخصص الجزء الأول من الكتاب، وهو الجانب الأكبر منه، في
تقديم استعراض بانورامي واسع لمجمل أفلام خان، وذلك لرصد تطوره الفني
والتقني، والتعرف على ما حملته من مضامين وأفكار وشخصيات كونت ما يسمى بـ
"سينما محمد خان".
وتتنوع
قائمة هذه الأفلام التي اخرجها محمد خان في مشواره الفني، انطلاقا من أول
أفلامه "ضربة شمس" في عام1978م وفيلم "أيام السادات"، وبينهما أفلام كثيرة
تزيد عن الخمسة عشر فيلما، من أهمها "موعد على العشاء" و"الحريف" و"خرج ولم
يعد" و"مشوار عمر" و"عودة مواطن" و "زوجة رجل مهم" و "أحلام هند وكاميليا".
عالم
محمد خان الفني والفكري
يستجيب في
الفصل الناقد حسن حداد في الفصل الثاني من الكتاب في تقديم قراءة فنية
وفكرية لعالم محمد خان السينمائي، من خلال التركيز على أهيمة الصورة عند
المخرج محمد خان ، "في معظم أفلامه أعطى للصورة السينمائية مكانة بارزة،
بل واكد على إظهار إمكانياتها في التعبير التأملي عن الحدث الدرامي،
واكتفى بحوار مركز وعميق ساهم في توصيل المعاني الدرامية لهذه الصورة –
وهذا بالطبع مجهود يحسب لصالح محمد خان – إلا أنه لم يركز اهتمامه على
إبراز الجوانب الجمالية في تكوينات كادراته السينمائية، باستثناء فيلمه
(أحلام هند وكاميليا)".
ومحمد خان
لا يضع في أهتمامه المتفرج عند تنفيذه لأعماله، مما جعل كما يقول حسن حداد
محمد خان فنانا يمتلك بعض الحرية في التعبير عن قضايا ومشاكل تشغله وتخصه
هو بالذات كإنسان وفنان، وتحمل بعدا ذاتيا ربما نجده في قيامه بكتابة معظم
سيناريوهات الأفلام التي يخرجها، ونجح في نقل الكاميرا من الأستديوهات إلى
نبض الشارع، مثلما نجح في التقاط شخصيات أفلامه من الشارع ذاته بكل طبقاته
الأجتماعية.
يشكل كتاب
حسن حداد أهتمام عربي جاد في السينما المصرية التي قدمت اسماء فنية كبيرة،
واستطاعت رغم كل ماتعانيه هذه السينما من إشكاليات التمويل والإنتاج
والأسواق التجارية من بروز اسماء فنية نادرة وضعت بصمتها المتميزة في هذه
المجل الفني. كما أن هذا الكتاب يعد عن أهتمام بحريني خاص بأهمية السينما
في حياتنا وبلورة تجاربها نقديا، لأنها تكمل دائرة الوصول إلى حركة
سينمائية متكاملة.