أخيراً، وبعد سبع سنوات علي كتابة السيناريو، تمكنت المخرجة واحة الراهب من المشاركة في مهرجان دمشق السينمائي بفيلمها رؤي حالمة كأول فيلم روائي طويل من إخراج امرأة في السينما السورية. وواحة الراهب حملت نون النسوة وهموم المرأة العربية منذ بداياتها، ففي مشروع تخرجها في باريس قدمت فيلمها الروائي القصير منفي اختياري عن قضية المرأة والاضطهاد الذي تعانيه في المجتمع العربي، وفي فيلمها التسجيلي جداتنا الذي حصل علي الجائزة البرونزية في مهرجان دمشق السينمائي عام 1991 وجائزة المرأة، تتابع المخرجة رحلتها مع قضايا المرأة.
- الإحالة إلي خلفية اجتياح أل 82 هي إحالة إلي العقلية الذكورية المسيطرة والمتسلطة والتي أنتجت هزائمنا وانكساراتنا الخارجية، وأدت إلي انكفاء المرأة وتخلفها.... والي نتائج أخري حيث الاهتمام بالشعارات وليس بالإنسان الفرد ومشكلاته. أما بشأن الحلول، فأنا لا أري أن مهمة الفن إيجاد الحلول ومصادرة رأي الجمهور بإعطائه الأجوبة الجاهزة، مهمة الفن أن يكون شاهداً علي عصره وأن يضع النقاط علي الحروف، ويلفت النظر إلي العيوب والتناقضات والمشاكل التي يعيشها المجتمع، لا أن يقدم حلولاً.
- الفيلم يتحدث عن جيلين، جيل الشعارات والأحلام الكبري وصل إلي الإحباط، جيل الأب سليم صبري الذي خاض حربين وانهزم فيهما، وتحول من صراع العدو الإسرائيلي إلي صراع مع فئران المنزل. لكنه مازال يحن إلي شعارات عبد الناصر وخطـــــاباته وأحلام الوحدة العربية وتحرير فلسطين، الجيل الآخر، جيل الابنة جميلة ندين سلامة التي تعـــاني ازدواجية القيم الذكورية، وقهر المجتمع فتهرب باتجاه تنفيذ عملية فدائية في لبنان.
- لكنها في النهاية سارت باتجاه بصيص الضوء الذي لاح في فم المغارة، وهنا قد تكون صورة ذات دلالة رمزية اكثر من كونها واقعية، ففي هذا الفلم حاولت - كما في أعمالي السابقة- الجمع بين الجانب الواقعي وبين الجانب الفانتازي أو الخيالي في تلوين بعض المشاهد. ما لجأت إلي التقنية الفلاش باك في تصوير تداخل الذاكرة، وان بدا مرهقاً لبعض المشاهدين.
- الكلام الكثير الذي قيل في الفيلم هو مقاربة لفترة الثمانينات التي كانت تعجُ بالتيارات السياسية والحزبية والشعارات الكبري....كلام كثير دون فعل. وهو أحد أسباب انكسار الأحلام.. وحالة العجز التي نعاني منها. والتي تفرز بدورها علاقات إنسانية مشوهة.
- لأني أردته استمراراً لنماذج العقلية الذكورية، يحمل أفكاراً جميلة لكنه سلبي، ويستخدم هذه الأفكار للإيقاع بالنساء ولتحرير مصالحه الشخصية فقط، إنه يحمل في أعماقه الشخصية الذكورية التقليدية وإن كان بشكل خفي.
- ليست المسألة أخلاقية، وليست في البحث عن الظلم أو العدل، إنها في محاولة الاقتراب من الواقع، الثقافة الذكورية لم تنتج إلا نماذج عقيمة ومهزومة.
- أنا لا أسعي لإدانة الرجل كرجل، أنا أدين الثقافة الذكورية، والعقلية الذكورية المتسلطة في المجتمع، والتي أنتجت التخلف والهزيمة معاً، وحاولت تصوير الرجل والمرأة ضحية لهذا المجتمع الذكوري.
- سينما المؤلف ليست بالأمر الجديد في السينما، وقد مثلت في فيلمي لأني لم أجد ممثلة تقوم بدوري؟! بطاقة العمل: الفيلم: رؤي حالمة سيناريو و إخراج: واحة الراهب تصوير: مارك كوتينكس موسيقي: سمير كويفاتي مونتاج: هيثم قوتلي م. الديكور: معد الراهب تصمــيم المـــــــلابس: سحاب الراهب تمثيل: سليم صبري، واحة الراهب، نادين سلامة، رجاء قوطرش، ريم علي، باسل الخياط، سامر المصري، ليلي سمور. القدس العربي في 17 يناير 2004 |
رؤى حالمة أول فيلم طويل بتوقيع واحة الراهب حاورها: أنور بدر |
|