صامت [12 دقيقة- أبيض وأسود] الولايات المتحدة (1917) كوميديا
إخراج : هاري جاكسون
Harry Jackson
تمثيل:
فكتور مور
Victor Moore
كتابة:
فكتور مور، روبرت رسكين
Victor Moore, Robert Riskin
المنتج:
هاري جاكسون
Harry
Jackson
إنتاج:
Klever
Pictures
فكتور مور مفاجأة كوميدية لمن لم
يكن يعلم بوجوده، وهذا يشمل معظم هواة السينما في كل مكان. لا أدري ما الذي
حال بينه وبين بلوغ بعض الشهرة التي حققها آخرون مثل هارولد لويد او تشارلي
تشابلن او باستر كيتون، لكن المرء يستطيع أن يخمّن: فكتور كان كوميدي
الموقف المنسوج كتابياً أكثر مما كان الممثل الذي يفرض الكوميديا بحركاته
البدنية. ولعل هذا عائد بدوره الى كونه كاتباً. في العقد الأول من القرن
العشرين كان ممثلاً
معروفاً على خشبة المسرح وأمام الكاميرا وهو أسس سلسلة كوميدية بإسم
Klever Komedis
(وليس
Clever
Comedies
كما يجب
أن تُكتب)، ولم يختفي من بعد دخول السينما عصر النطق بل أستمر ممثلاً حتى العام
1955
حينما ظهر في دور ثانوي في فيلم بيلي وايلدر »حكّة السبع سنين«
Seven Years Itch
(مات سنة 1962
عن 68
سنة).
»السيد
فوكس الخطأ« هو نموذج لمجموعة كبيرة من الأفلام الكوميدية التي لا زالت تتوالى الى اليوم.
إنه عن رجل يجد نفسه ضحيّة خطأ في هويّته (كما سنرى في الملخص). وهذا الخطأ
يدخله في موقف غريب عليه يستدر الضحك كما الإثارة. تشارلي تشابلن جاء من
بعد هذا الفيلم وقدّم »الحج«
The Pilgrim
سنة
1923،
أيضاً عن خطأ في الهوية.
هنا يقع الخطأ على النحو التالي:
مستر فوكس (مور) ممثل يبحث عن عمل. البطاقة الأولى تقول »جيمي فوكس ممثل
ليس جيداً يقابل بيضة من النوع نفسه« [Not
so good actor meets an egg that’s the same way]
وهاهو يرمي البيضة الفاسدة من النافذة. بعد قليل يقرر الإنتحار. يضع إنبوب
الغاز في فمه في الوقت التي تدخل فيه صاحبة البيت ومعها خطاباً له. يحاول
التكلم إليها يخرج النار من فمه. تجزع وتهرب. يفتح الخطاب فإذا به من وكيل
أعمال الذي
يطلبه لأمر مهم. يصل الى مكتب الوكيل ولا تزال النار تخرج من فمه كلما أراد
قول شيء. الوكيل وجد له عملاً في مسرحية ستقدّم في بلدة أسمها كنعان في
ولاية ڤرمونت. يفرح الممثل فوكس. هنا ننتقل الى فوكس آخر. إنه مبشّر ديني
عليه التوجه الى بلدة أخرى أسمها كنعان إنما في ولاية نيو هامبشير.
كلاهما يستقلاّن القطار نفسه.
قبل صعوده الى القطار يشتري الممثل ثلاث قطع من الكعك بآخر ما معه من مال [يقول
للبائع المدهوش: »علي أن أقطع
300
ميل، كل قطعة لمئة ميل«
I have 300
miles to go, one doughnut for each hundred miles
]. يركب القطار وتجلس لجانبه بعد قليل إمرأة شابّة ومعها كلب. أول ما تجلس المرأة ترمي
بحقيبته أرضاً فتتكسّر زجاجة حليب كان التقطها حين خرج من البيت، ويقوم الكلب بالتهام قطع الحلوى الثلاث.
حين ينادي الموظّف بأن المحطة التي
سيتوقّف عندها القطار هي كنعان، يعتقد الممثل إنها البلدة التي يقصد. يسبقه
الى النزول المبشّر الذي يتلقّفه عدد من الممثلين المسرحيين معتقدين بأنه »مستر فوكس الصحيح«.
حين ينزل جيمي فوكس، الممثل، يستقبله مجموعة من أعضاء الكنيسة.
كل فوكس يعتقد إنه في الصحبة الصحيحة. بعد قليل، يجد المبشّر نفسه مطلوباً
منه القيام بإجراء تمارين مسرحية وهو يدرك الخطأ ويهرب. أما الممثل فيكتشف
أنه مطلوب لإفتتاح الكنيسة في صباح اليوم التالي (الأحد). يأكل مزيداً من قطع الحلوى ويقرر البقاء.
في اليوم التالي يصل ومعه دراجة هوائية. أول ما يقوله للمصلين الجالسين
أمامه: »لنبدأ بجمع التبرّعات« وأمام استغراب هؤلاء يطلب من البعض جمع
التبرّعات التي يضعها في جيبه من دون أن يشعر به أحد. ولكي يسهّل أمر هروبه
(على
الأرجح)، يبدأ بخلع ملابسه ويبقى بتلك التحتية بينما تغمّض النساء عيونهن
خجلاً. يتسلل الى دراجته ويركبها ويفر، فقط ليكتشف أنه ترك المال الذي جمعه
في سرواله.
الى جانب إداء مور المقنع في
دور الرجل المنحوس، فإن أول ما يلفت النظر هو الكتابة. البطاقات التي تلعب
دور الحوار والمونولوج بارعة (كما
أعتقد أن المثالين السابقين يعبّران). كذلك القصة -بمقتضيات وظروف ذلك الزمان-
جيّدة ولو أنها تبدو في النهاية مقطوعة أكثر منها واصلة الى خلاصة جيّدة. كما أن الفيلم إذ
يبدأ من فكرة الخلط في
هوية رجلين ينتهي سخرية على جمهور الكنيسة (مشاهد يحتال فيها الممثل على
الحضور لكي يسلبهم أموالهم) ولعل ذلك بادرة أولى (لا دليل على ذلك مطلقاً
لكنه أمر مرجّح) سبقت كل الأفلام التي تضمّنت سخرية مماثلة (الى اليوم).
أيضاً من المحتمل أن هذه السخرية تعود الى أن الكاتب روبرت رسكين
يهودي (وهم كتبوا الكثير من هذه السخريات).
رسكين لاحقاً ما أصبح الكاتب المفضّل للمخرج فرانك كابرا في كل تلك الأفلام التي
أخرجها في الثلاثينات والأربعينات. (»الأفق المفقود«، »مستر ديدس يذهب
لواشنطن«، »قابل جون دو«، »حدث ذات ليلة« الخ...).
سينماتك
في 17 أكتوبر 2007