في مطلع العام ١٩٠٠ كانت السينما عرفت إنتشارات واسعة وحثيثة.
الجميع بدا مشغولاً بهذا الإبداع الجديد على الرغم من نبوءة لوميير بأنه لن
يعيش طويلاً وعلى الرغم من معارضة كنائس مختلفة على أساس ديني، ثم على
الرغم من أن المثقّفين والفنانين أعرضوا عنه في البداية، وحتى المخرج في
فرنسا كان أسمه "ساحر" على أساس أن ما يقوم به ليس سوى ضرب من السحر
بالخيال والمؤثّرات.
هذا الساحر المسمّى جورج ميلييه أنجز في ذلك العام فيلمين
مهمّين في دائرتهما الخاصّة. لقد حقق الفيلم المعروف الأول عن حياة "جان
دارك" وفيلماً بعنوان »أحلام نوويل«. من المتوقع أن يكون الثاني أكثر
خيالاً من الأول لكن الأول مهم من حيث أن السينما آنذاك كانت تمر بمخاض صعب
مع الكنائس والمتطرّفين الدينيين- المخاض نفسه التي مرّت به جان دارك التي
أختارها ميلييه موضوعاً لفيلمه.
في الولايات المتحدة كان إدوين أس بورتر ينجز أفلامه الروائية
القصيرة ومنها "فوست ومرغريت« و "التأرجح الساحر"٠ وكانت هناك عشرات
الأفلام الفرنسية وعشرات الأفلام الأميركية الأخرى في ذلك العام ولو أن
معظمها اليوم يحمل عنواناً بلا مخرجين مثل ذلك الفيلم الذي أتيح لي مشاهدته
قبل سنوات بعنوان "لماذا مسز جونز تطلب طلاقاً".
كما أن بعض العناوين لأفلام موجودة من تواريخ إنجازها في
السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر والأولى من القرن العشرين لا زالت
تستحق البحث مثل هل فيلم "علاء الدين" المسجل صنعه في باريس سنة ١٨٩٩ هو
ذاته المسجل صنعه بعد عامين؟
وماذا عن "على بابا والأربعين حرامي"؟ هناك فيلم من إخراج مدير
التصوير -عادة- سيغوندو دي شومو سنة ١٩٠٦، فهل هي ذات النسخة المسجّلة
فرنسياً قبل عام، وهل هما النسخة الثالثة المدرجة سنة ١٩٠٧ دون أن يحملا
أسم صانع كل منهما؟ وهل أخرج مدير التصوير سيغوندو دي شومو أياً من هذه
الأفلام او أن إسم المخرج سقط وحل مكانه إسم مدير تصويره؟
هناك كل ذلك القدر من الإشكالات والتساؤلات التي ربما لن يستطع
أحد أن يجيب عليها جميعاً (وبالتأكيد لست قادراً على تخصيص وقت أطول وأوسع
للبحث أكثر مما فعلت). لكن أريد من قبل المضي أكثر مما فعلت في الكتابة عن
السينما من العام ١٩٠٠ وصاعداً، العودة، مرّة أخيرة، الى التواريخ الثابتة
التي وصلت إلينا بفضل سجلاّت وتأريخ نقاد ومتابعين ومؤرخين سينمائيين أجانب
عرفوا قيمة البحث وسلّطوا الضوء على جوانبه المختلفة . لولاهم لما عرفت
شخصياً وعرفنا جميعاً، كما أعتقد، القيمة الكبرى لتاريخ هذا الفن الرائع.
1879-1870
المخترع الفرنسي تشارل- إميل رينو أنجز آلة قائمة على إنعكاسات
المرايا أسماها
Praximoscope
وخلال
السنوات الأولى من سبعينات القرن التاسع عشر طوّر هذا الإختراع ليخرج بآلة
عرض مسرحي تعرض على الشاشة شريطاً مرسوماً باليد. في الولايات المتحدة
استنسخ أميركيان من عائلة مكلوكلين هذا الإختراع وقدّماه معدّلاً في العام
١٨٧٩.
قبل ذلك بعام واحد، أي سنة 1878 استأجر منشيء خطوط السكة
الحديدية البريطاني ليلاند ستانفورد خدمات المصوّر إدويرد مايبردج لكي
يصوّر عدو الجياد بعدما نشب خلاف في الرأي بينه وبين بعض معارفه حول ما إذا
كان الخيل يرفع الأطراف الأربعة عن الأرض حين يعدو بسرعة او لابد أن طرفاً
او أكثر يتصل بالأرض في كل الأوقات. طريقة مايبريدج لإثبات أي من هاتين
النظريّتين صحيحة كانت رصف ١٢ كاميرا على نحو متوال. هذه الكاميرات كانت
فوتوغرافية ثابتة لكن تواليها كان موحياً. المهم أنها برهنت أن الحصان يرفع
قوائمه الأربعة عن الأرض بالفعل حين يعدو.
مايبريدج قرّر وصل صوره ليجعل منها حركة متواصلة عبر آلة
سمّاها
Zoopraxiscope
وعمله هذا أوحى الى عالم فرنسي أسمه إيتيان-جول ماري استنباط آلة لتسجيل
وتحليل حركة الإنسان والحيوان العامّة والتلقائية.
آخر ما تم تسجيله من استنباطات لها علاقة بالحركة الفوتوغرافية
التي هي أم الحركة السينمائية قيام الأميركي جورج إيستمان بابتداع آلة طبع
للصور على نحو أسرع إنتاجاً مما كان العمل عليه سائداً إلى ذلك الحين. الى
اليوم هناك علامات ظاهرة في الأفلام السينمائية تقول
Eastman Color
إذ كان ايستمان من اوائل، إن لم يكن الأول، الذي تخصص في عملية الصور
الفوتوغرافية تحميضاً وطبعاً.
علامات
1875
·
ولادة المخرج الأميركي ديڤيد و. غريفيث
·
ولادة الممثل الياباني ماتسونوسوكي أوناو،
وهذا يستحق وقفة خاصّة. فهو حمل أسماءاً متعددة وانطلق من التمثيل المسرحي
المعروف بكابوكي قبل أن يتحوّل الى ممثل سينمائي في أكثر من ١٠٠٠ (أكرر
ألف) فيلم صامت محققاً شعبياً كبيرة وتوفّي سنة ١٩٢٦
·
ولادة المخرج البريطاني جورج بيرسُن
1877
·
ولادة الممثلة الألمانية فاني نورمان
1879
·
ولادة الممثل الألماني ماكس شرك.
سينماتك
في 28 ديسمبر 2007