(
1
)
كفر قاسم (***)
إخراج: برهان علوية
لبنان- 1974
أول فيلم حققه المخرج العربي اللبناني برهان علوية وذلك سنة 1974 مختاراً
موضوع مجزرة كفر قاسم (تلك التي ارتكبها وحوش القرن) سنة 1956 في ظل
التحوّلات التي كانت بدأت بقيام زعيم الأمة جمال عبد الناصر بتأميم قناة
السويس ما أدّى للعدوان الثلاثي على مصر آنذاك. المخرج، بأسلوب يمتزج فيه
الرصد التسجيلي بالسرد الروائي. شخصيات الفيلم متعددة وعلى جانبي خط الخير
والشر، لكن الفيلم -بعد تمهيد طويل- يتبلور حثيثاً الى ذلك المشهد المؤثر
لقوات الجيش الإسرائيلي وهي تفتح النار على المواطنين العزّل. واحد من
أفلام السينما العربية التي تحوّلت الى كنز كلاسيكي صغير مع الأيام.
(
2
)
العتبات المحرّمة (****)
إخراج: رضا الباهي
تونس- 1973
الفيلم الأول للمخرج رضا الباهي متوسّط الطويل مستمد من حادثة حقيقية وقعت
في بعض تونس قبل سنوات قليلة من تحقيق هذا الفيلم: شاب تونسي يبيع الصور
التذكارية للسياح يلاحق فتاة فرنسية شقراء ويغتصبها في مسجد القرية٠ يسبق
ذلك تعريف المخرج الموجز والبليغ بالجو البيئي للمكان ولشخصياته الشابّة
التي تعيش حالة كبت قاهرة، ثم يتبع ذلك برسالة مفادها استحالة الإعتماد على
تقدم اقتصادي ناتج عن تشجيع السياحة في الوقت الذي يرضخ فيه الوضع
الإجتماعي الى سياج من التخلّف٠ بعض التكرار في المفاهيم موجود ومشهد
الإغتصاب يمثل ذروة الفيلم فتسرق من الرسالة بعض قوّتها، لكن ما هو جيد
فعلاً مفردات المخرج السينمائية التي لاحقاً ما تطوّرت في أفلام مشهودة له
مثل »الذاكرة الموشومة« و»صندوق عجب« من بين أخرى كثيرة.
(
3
)
The Accused
(***)
إخراج: جوناثان كابلان
الولايات المتحدة- 1988
مثل »العتبات المحرّمة« (او »الممنوعة« في مصادر أخرى) يتناول المخرج
كابلان (واحد من نشطاء سينما السبعينات) حادثة إغتصاب فعلية وقعت في أميركا
الريفية ذات يوم. ثلاثة شبّان اغتصبوا فتاة في حانة وتم تقديمهم الى
المحكمة. المشكلة هي أن التحاليل دلّت على أن الفتاة (جودي فوستر) كانت
تناولت الخمر والماريوانا قبل ذلك ما قد يضعف دعوتها ولو أن هذا لا يوقف
المدعية العامة (كيلي ماغيليس) في محاولة تطبيق العدالة على المتّهمين.
الظروف طبعاً مختلفة بين الفيلمين. أغتصاب بسبب الكبت في الفيلم الأول
واغتصاب بسبب النزق والطيش في الفيلم الثاني٠ عمل كابلان يستطيع أن يُحب
بحذر كون اسلوب مخرجه عنيف والسيناريو يحرص على إبقاء مسافة واحدة بين
الضحية والجلاد.
(
4
)
Pardon Us
(***)
إخراج: جيمس باروت
الولايات المتحدة- 1931
الكوميديان الفريدان ستان لوريل (النحيف) وأوليڤر هاردي (البدين) يجدان
نفسيهما في السجن بعدما حاول الأول بيع بيرة مصنوعة بلا ترخيص الى رجل
بوليس٠ كل ما يهم في أي فيلم لأفضل ثنائي في تاريخ السينما هو متابعة
صديقين- لدودين كلاهما غبي إنما من جوانب مختلفة٠ طريقة الإلقاء الباردة
من الأول والمنفعلة من الثاني. وأحياناً بلاغة مخفية يكاد المرء لا يصدّق
إنها موجودة في فيلم بلا خامة و بطانة فنية. أقرأ هذا الحوار مثلاً أكتبه
بلغته الأصلية لأنها الأكثر تعبيراً.
ستان
يسأل ببراءته
I wonder how
long we will spend here
أتساءل طول الفترة التي سنقضيها هنا
هاردي يجيب بطريقته المفضلة- طريقة من يعرف كل شيء
Two Months
يقول ستان بإقتناع
That's month a piece
هذا شهر للواحد
النظرة المستنكرة التي يلقيها هاردي على لوريل تضيف الى النكتة التي تم
تسجيلها ببساطة وعفوية ما يجعلها -كحال معظم أفلامهما- خالدة.
(
5
)
Je T'aime, Je T'aime
(****)
إخراج: ألان رنيه
فرنسا- 1968
يُخضع المخرج الفرنسي ألان رنيه فيلمه هذا الى قدر من التجريب المناسب
لفكرة خيالية حول كاتب يتم إنقاذه من محاولة إنتحار ولاحقاً ما يوافق على
القيام برحلة عبر الزمن في اختبار لم يُمارس على أي إنسان من قبل. إذ يفعل
يجد نفسه يلاحق ذكرياته وهواجسه الى أبعد مداها كاشفاً عن الأسباب التي
دفعته لمحاولة قتل نفسه في المقام الأول. وراء ما نراه بضعة اسئلة فلسفية
من بينها: لو أننا عدنا الى الوراء وغيّرنا بعض اختياراتنا، هل كنا سنصبح
سعداء فعلاً؟ هل كانت الأمور ستتغير صوب الأفضل بالتأكيد؟ هذا الفيلم لم
يجد حينها ذات الإعجاب الذي حصدته بعض أفلام رنيه السابقة مثل »العام
الماضي في مارينباد« و»هيروشيما حبي« لكن لاحقاً ، بعد نحو أربع سنوات من
إنتاجه، أخذ يسجّل إعجاباً موازياً.
www.shadowsandphantoms.blogspot.com