شعرت بالخوف أمام الكاميرا بعد غيابى عامين
وكأنى «لسه مبتدئة».. ووضع السينما محزن.. والاضطرابات الأمنية
تذبح المنتجين
هند صبرى: «الجزيرة 2» مطلب
شعبى.. ومرعوبة من فشل «نظرية الأجزاء»
كتب : محمد عبدالجليل
بعد غياب نحو عامين، تعود هند صبرى بالجزء الثانى من فيلم
«الجزيرة» مع أحمد السقا وخالد صالح وخالد الصاوى وإخراج شريف
عرفة، وتعترف «هند» بأنها مرعوبة من فشل نظرية الأجزاء فى الأفلام،
ولهذا يبذل طاقم العمل كل جهدهم ليخرج الفيلم فى أفضل صورة، كما
تحضر لمسلسل تليفزيونى جديد بعنوان «إمبراطورية ميم» مع نفس مجموعة
عمل مسلسل «عايزة أتجوز». وهو يختلف تماماً عن الفيلم الشهير الذى
قدمته الفنانة فاتن حمامة.
أحاول القيام بدورى كأم وممثلة وسفيرة لـ«النوايا الحسنة»
«هند»
تحدثت عن سبب ابتعادها عامين وتفاصيل أعمالها الجديدة.
■
ما أسباب غيابك عامين وما حكاية خوفك من العودة للكاميرا؟
-
غبت عامين بالفعل منذ آخر مسلسل لى، وهو «فرتيجو» الذى قدمته فى
رمضان قبل الماضى، والسبب هو حملى فى ابنتى الصغرى «ليلى» والولادة
ورعايتها هى وشقيقتها الكبرى «عالية»، وهذا كان السبب الرئيسى فى
الابتعاد وطبعاً كانت العودة للعمل تلح علىّ ليلاً ونهاراً، وكنت
فى انتظار عمل يعيدنى بقوة، حتى عرض علىّ المخرج شريف عرفة الجزء
الثانى من فيلم «الجزيرة» ولم أرَ أن هناك رجوعاً أفضل من ذلك، ولا
أنكر أن غيابى عامين بعيداً عن الكاميرا أصابنى بحالة خوف كأنى
مبتدئة أمثل لأول مرة، وأول يوم تصوير فى الفيلم كنت خائفة جداً،
وكنت مفتقدة العمل والوقوف أمام الكاميرا وأجواء الاستوديو وزملاء
العمل، ولكن بعد مرور ساعات عاد كل شىء لطبيعته.
■
وكيف جاءت فكرة عمل جزء ثان لـ«الجزيرة»؟
-
أعتقد أن بداية فكرة الجزء الثانى جاءت من خلال مطالبة الكثير من
الناس من الجمهور بجزء ثان يعرفون فيه ماذا حدث لمنصور الحفنى
وكريمة وباقى الأبطال، وكأن الجزء الثانى «مطلب شعبى»، وهذا أيضاً
كان رأينا عندما كنا نصور الجزء الأول من الفيلم، فالفيلم ما زال
يحتمل وجود تفاصيل كثيرة وخاصة أن الجزء الأول انتهى نهاية مفتوحة،
وكانت كل حكايات الأبطال معلقة مما يحتمل وجود جزء ثان، وبالفعل
جاء قرار شريف عرفة بالموافقة على عمل جزء ثانٍ للفيلم، وخاصة مع
المتغيرات الكثيرة التى تمر بمجتمعنا؛ مما أوجد دراما جديدة يمكن
الاستفادة منها.
■
وماذا عن أجواء التصوير بعد العودة من جديد لطاقم العمل؟
-
كلنا بداخلنا سعادة كبيرة جداً، خاصة أنه أول فيلم كبير منذ سنتين
ونصف، وهذا أمر جيد لصناعة السينما قبل أن يكون جيداً لنا كأفراد،
وكم أتمنى أن تعود الصناعة بشكل كبير وأفلام كبيرة مثل السابق،
ويكون هذا الفيلم فاتحة خير وعودة لانتعاش صناعة السينما، ويسعدنى
جداً أننا اجتمعنا مرة أخرى كفريق عمل أمام الكاميرا، وما يزيد من
سعادتى بالفيلم وجود نجوم يشاركون فى الجزء الثانى وسيكونون بالطبع
إضافة لا يستهان بها مثل خالد صالح وأروى وأحمد مالك، إلى جانب من
شاركونا بالجزء الأول، وإلى جانب الفنانين هناك تصميم الأزياء مع
ناهد نصر الله وأيمن أبوالمكارم، والديكور مع فوزى العوامرى..
وأشعر بروح حماسية كبيرة لأننا نشارك فى عودة السينما من جديد
بأفلام قوية وكبيرة.
■
دائماً يشعر المصريون بأن الجزء الثانى من أى عمل ناجح لن يكون
بنفس مستوى الجزء الأول.. ألا يقلقكِ هذا؟
-
طبعاً هذا الاحتمال على رأس مخاوفنا جميعاً.. من أول المؤلفين محمد
وخالد دياب ومروراً بشريف عرفة ومحمود ياسين وخالد الصاوى ونضال
الشافعى وأحمد السقا وأنا، كلنا نعانى من قلق كبير، ولكن بقدر
مخاوفنا نجتهد فى الجزء الثانى؛ لنثبت للناس كلها أن هذا مفهوم
خاطئ، وعموماً نحن نبذل أقصى جهودنا، والتوفيق من عند الله فى
البداية والنهاية، ولا أعتقد أن فريق العمل قرر الإقدام على
المغامرة بنجاح «الجزيرة» إلا إذا كان هناك سيناريو على قدر جودة
الجزء الأول إن لم يكن متفوقاً عليه، وهذا ما نجده بالخارج؛ فأنا
شخصياً أحب الجزء الثانى من فيلم
«The Godfather»
أكثر من الأول.
■
وما الجديد الذى تحمله شخصيتك «كريمة» فى الجزء الثانى من الفيلم؟
-
الشخصية متطورة درامياً بشكل كبير وستكون مفاجأة بكل المقاييس
وليست «كريمة» فقط بل كل النجوم والأبطال وحتى الأدوار الصغيرة
والكبيرة ولكننا تعاهدنا ألا نحكى أى تفاصيل عن الأدوار حتى لا
نحرق المفاجآت، لكننا نترك الخيال للجمهور ليفكر ويتخيل ما يمكن أن
يحدث فى الجزء الثانى.
■
وماذا عن عودتك إلى الدراما التليفزيونية فى رمضان المقبل؟
-
بالفعل سأعود للدراما هذا العام؛ حيث طُلب منا تقديم جزء ثانٍ
لمسلسل «عايزة أتجوز» لكن خوفنا على النجاح الجماهيرى للمسلسل
جعلنا نقرر تقديم عمل جديد يدور فى إطار كوميدى ساخر له عمق، ومع
نفس مثلث النجاح، أى كتابة غادة عبدالعال، وإنتاج طارق الجناينى
وشريف المعلم وأنا، ومن إخراج مريم أبوعوف، وسوف نبدأ تصويره
قريباً إن شاء الله. لقد افتقدت وجودى التليفزيونى العام الماضى
جداً، وشعرت بغيرة شديدة عندما وجدت أعمالاً درامية جيدة، وسعدت
جداً بالتطور الذى حصل فى الدراما، فالعام الماضى ظهرت أعمال
درامية جيدة وحدث ثقل بالدراما المصرية أدهشنى، وكنت أتابع مسلسلات
«ذات»، و«نيران صديقة»، و«موجة حارة»، وحالياً أتابع إعادة مسلسل
«بدون ذكر أسماء».
■
وما رأيكِ فى وضع السينما الحالى؟
-
وضع السينما الحالى شىء محزن جدا، ولابد أن نبذل أقصى ما بوسعنا
لإنقاذ صناعة السينما العريقة وأعتقد أن هناك أسباباً كثيرة لأزمة
السينما على رأسها تواضع الإنتاج وضعف الموضوعات وتقديم أفلام دون
المستوى، وتتفاقم المشكلة على نحو آخر حيث نجد الظروف الأمنية
والاضطرابات والأزمة الاقتصادية تزيد الأمور صعوبة، ومن الصعب جداً
أن نقنع أباً أن يصطحب أسرته ويذهب لمشاهدة عمل فى ظل هذه الظروف
الاقتصادية والأمنية غير السليمة، والكارثة أن يكون الفيلم دون
قيمة؛ لذلك يجب أن نقدم فيلماً ذا قيمة عالية، وأن تعطيه الحافز
الذى يجعله يُعرَض فى ظل هذه الظروف الاقتصادية، وخاصة أن أسعار
السينمات ارتفعت كثيراً، دون مواكبة على الصعيد الآخر من تنمية
وتطوير المحتوى الفنى والإعلاء من قيمته ورسالته.
■
جاء اسم هند صبرى ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية.. حدثينا عن هذا
التصنيف؟
-
سعدت طبعاً به، والحقيقة أنه يوجد أكثر من مليون امرأة قوية لا
يشملها هذا الاستفتاء، فالمرأة لها دور وشخصية وفعاليات ووجود
ملحوظ، وعندما تأتيها الفرصة تعطى بشكل يبهر الجميع دون التقيد
بمجال محدد، فالمهم هو قوة الشخصية والإرادة.
■
عُدتِ من جديد لإكمال مشواركِ كسفيرة للنوايا الحسنة.. فما الجديد
لديك؟
-
بالفعل عدت، وسافرت إلى بيروت وزرت اللاجئين السوريين، ونفكر
حالياً بالكارثة السورية والتى نشاهد كل ليلة ما يحدث فيها، ونحاول
أن نقدم ما نستطيعه للحد من آثارها المفجعة، وعلى كل من يستطيع
المساعدة أن يفعل.
■
وماذا عن حياتك الأسرية وابنتيك؟
-
الحمد لله هما بخير، «عالية» 3 سنوات و«ليلى» 7 أشهر، الأولى تشبه
والدها والثانية تشبهنى، وكلتاهما تمتلك روح الدعابة مثل والدهما.
أيضاً «عالية» أخذت منى العناد وقوة الملاحظة والتركيز، أما شخصية
«ليلى» فما زالت تتكون ولم تتحدد سماتها حتى الآن.. وهى المرة
الأولى التى أعود فيها للعمل بعد ولادة ليلى، والآن فهمت معنى
مصطلح «امرأة عاملة»، إنها تلك المرأة التى تريد أن تنتهى من عملها
لترجع إلى أسرتها على الفور، وأنا أحترم جداً الأم التى تستطيع أن
تنظم الوقت بين عملها وأسرتها؛ لأن هذا يحتاج إلى قدرات كبيرة. |