قال الممثل المغربي كريم الدكالي، إن فيلم "خلف الأبواب المغلقة"
كان ضرورة ملحة في ظل التشوهات التي طالت المجتمع المغربي في
الآونة الأخيرة، إذ يعالج واقعا معاشا بلغة حوار مفهومة وراقية
شكلا ومضمونا.
أكد كريم في حوار لـ "المغربية" أن دوره في الفيلم تطلب منه مجهودا
خاصا، حتى يقدم للمشاهد شخصية مقنعة، لأن الجمهور المغربي، حسب
الدكالي، ليس ساذجا كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن الدور تطلب منه
الخضوع للزيادة في الوزن للظهور بالشكل المطلوب.
وفي حديثه عن السينما المغربية، قال الدكالي إنها تسير في الاتجاه
الصحيح بفضل الجهود المبذولة في القطاع، مؤكدا أنه حان الوقت ليلعب
المغرب دور الريادة في إفريقيا والعالم العربي، وداعيا إلى استثمار
الطاقات الشابة في ظل بروز أسماء ذات تكوين أكاديمي عال، درست
التمثيل والإخراج داخل وخارج المغرب.
·
كيف ترى فيلم "خلف الأبواب المغلقة" بالمقارنة مع باقي أفلام
المهرجان؟
للأسف لم أشاهد كل الأفلام المشاركة في المهرجان، كما أننا مازلنا
في بداية هذا العرس الفني، إذ لم تعرض سوى ستة أفلام روائية طويلة
فقط، وهذا ما يجعلني عاجزا عن المقارنة بين "خلف الأبواب المغلقة"
وباقي أفلام الدورة، لكن يمكنني أن أقول إنه الأول من نوعه الذي
يعالج ظاهرة التحرش الجنسي، سواء في الفترة الراهنة أو على امتداد
تاريخ السينما المغربية.
وتقديم عمل من هذا النوع كان ضرورة ملحة في ظل التشوهات التي طالت
المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة، ولدي اقتناع تام بأن هذا
العمل سيكون بوابة لعدد من الاعمال الأخرى حول الموضوع نفسه، لفضح
العديد من الممارسات المشينة.
·
ما رأيك في طريقة معالجة هذا الموضوع الحساس؟
قدم عهد درسا قبل أن يقدم فيلما نظرا للموضوع الشائك الذي يعالجه،
وبطريقة راقية حافظ على الطابع المحافظ للأسرة المغربية، لأن
مشاهدة مثل هذه الأعمال ضرورية لكل الفئات العمرية، فحتى الآباء
ملزمون باصطحاب أبنائهم لرؤية هذا النوع من الأعمال ليتضح أمامهم
المشهد، ويتعلموا جيدا ما هو الصحيح وما هو الغلط.
·
ما هو شعورك عقب النجاح الذي حققه الفيلم في القاعات السينمائية؟
هذا أمر مشرف ومفرح، يدفعني لاحترام مخرجه عهد بنسودة بشكل خاص،
والاعتراف بكونه عملة نادرة في عالم الإخراج السينمائي المغربي،
وليس بوسعي سوى أن أتمنى له المزيد من التوفيق محليا وعالميا في ظل
توفره على المؤهلات المطلوبة، وهو ما يتضح جليا من خلال شريط"خلف
الأبواب المغلقة" الذي يتميز بلغة راقية تجعل منه فيلما لكل
المغاربة على اختلاف أعمارهم، وهذا سر نجاحه المتواصل بالقاعات.
·
أين تكمن قوة فيلم "خلف الأبواب المغلقة"؟
الفيلم قوي على مستويات عدة يبقى أبرزها موضوعه، الذي يعد حديث
الساعة في المجتمع المغربي، ثاني نقط قوته تكمن في التصوير، إذ سخر
عهد لهذا العمل كل الإمكانيات التقنية الممكنة لإنجاحه.
كما أن الممثلين لعبوا دورا مهما في إنجاح العمل، وإن كان الفضل
يعود بشكل أو بآخر للمخرج في انتقاء فنانين في المستوى، ما انعكس
إيجابا على الشريط.
·
كيف كان التعامل مع زينب عبيد؟
زينب عبيد الإنسانة شخصية رائعة تغلب عليها الطيبة والوقار، ومن
الناحية المهنية، رغم قصر تجربتها في المجال إلا أنها تتعلم بسرعة
كبيرة نظرا لقابليتها لتقبل الملاحظات والنصائح، واختيارها من قبل
عهد لم يكن بشكل اعتباطي، بل لأنها تعبر عن المرأة الودود الطيبة،
ما يجعلها قادرة على لعب دور الضحية بشكل متقن.
·
ألم تتردد في لعب دور المتحرش خوفا من ردة فعل الجمهور؟
ليس هناك تخوف، بل تخمين مسبق قبيل الشروع في التصوير، فبعد قراءتي
لسيناريو الفيلم، وأثناء حديثي مع المخرج قال لي وهو "يبتسم هذا
الفيلم سيدفع بنساء المغرب جميعا إلى كرهك" لكنني عبرت عن استعدادي
لتحمل المسؤولية نظرا لأهمية الموضوع وضرورة وجود شخص يلعب هذا
الدور الحساس، وبعيدا عن هذه الاعتبارات فإن طبيعة عملي تفرض علي
تقديم أدوار مختلفة دون حساسيات، لأن الممثل المحترف هو من يستطيع
تجسيد كل الأدوار.
·
ما قصتك مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
أمضيت فترة طويلة في أمريكا قاربت 15 سنة، درست خلالها التمثيل
والإخراج على أيدي مبدعين عالميين، وشاركت في عدد من الأعمال رفقة
مخرجين كبار، وعدت بعدها للاستقرار في أرض الوطن لأسباب شخصية أفضل
عدم الافصاح عنها.
·
ألم تشعر بوجود فرق كبير بين السينما المغربية والأمريكية عند
عودتك إلى المغرب؟
بالتأكيد الفوارق موجودة بالجملة، لكن تصعب المقارنة بين سينما
مغربية تعيش حاليا فترة تطور، وسينما أمريكية وصلت أوج عطائها منذ
مدة، ما يجعلها الأولى في العالم، متبوعة بالسينما الأوروبية ثم
الآسيوية.
·
باعتبارك من أكثر الممثلين المغاربة مشاركة في الأعمال العالمية
المصورة بالمغرب لإتقانك الإنجليزية والفرنسية، هل سيعود المغرب
للعب الدور الرئيسي في استقطاب الإنتاجات العالمية في ظل المنافسة
الدولية؟
رغم التعثر الأخير بسبب الأزمة المالية التي أرخت بظلالها على
العالم منذ سنة 2008، فإن المغرب بدأ يستعيد عافيته من حيث استقطاب
الإنتاجات الدولية، بفضل الاهتمام المتزايد بالقطاع من طرف جلالة
الملك محمد السادس.
وأعتقد أن الإنتاجات السينمائية الأجنبية بدأت تعود إلى الأراضي
المغربية، فهناك فيلمان كبيران يصوران حاليا في المغرب، الأول
لنيكول كيدمان، والثاني للممثل الكبير طوم هانكس.
الصحراء المغربية في
|