حازت جائزة الغولدن غلوب 2014
إيمي بويهلر: الكوميديا الساخرة جزء مني
إعداد- محمد فتحي
منذ نعومة أظفارها عرفت الممثلة الأمريكية إيمي بويهلر (42 عاماً)
بخطواتها السريعة نحو النجومية وحجزت مكاناً عاجلاً لها في عالم
الأضواء والشهرة، وكثيراً ما صرحت بتقمص الأدوار الفنية في طفولتها
وتقليدها بطلات الأفلام الشهيرة، وعلى الرغم من ظهورها المتأخر في
العشرينات من عمرها في المسرحية الارتجالية
"upright citizen bridge"
بمدينة نيويورك حققت بويهلر عدة نجاحات متتالية في وقت قصير من
خلال أدوار كوميدية ابتكرتها خصيصاً في أفلامها على مدار 15 عاماً
من التمثيل والأداء الصوتي المميز الذي يعشقه الأطفال وكان آخره في
فيلم الرسوم المتحركة "الوحوش ضد الكائنات الفضائية" عام 2008
بالإضافة لفوزها بجائزة أفضل ممثلة في سلسلة كوميدية، وبجانب
التمثيل ظهرت موهبتها في إدارة الحلقات التلفزيونية منذ أول إطلالة
لها ببرنامج
"Saturday Night Live"
على قناة "إن بي سي" الأمريكية عامي 2001 و2012 وانتهاءً بتقديم
حفلة توزيع جوائز الغولدن غلوب العام الماضي، وعن مشوارها الفني
وارتجاليتها في الأدوار الكوميدية ورحلتها بعد تجربة طلاقها
ورعايتها لطفليها، كان لها هذا الحوار مع مجلة
"Ladies Home Journal"
الأمريكية
.
·
كيف تلتقطين أنفاسك وسط زحام حياتك اليومية وارتباطاتك الفنية
المتعددة في مواعيد التصوير؟
-
أنزعج بشدة من نمط حياتي الحالية بسبب كثرة ارتباطاتي وواجباتي
اليومية التي تجعل حياتي جحيماً، فأول شيء أريده هو أن يأتي شخص كل
يوم ويختار ملابسي التي سأرتديها خلال اليوم، بالإضافة إلى روبوت
يقوم بأعمالي المنزلية، فالحقيقة أنا في واقع أليم وأفعل شيئين في
آن وأسعى لتوفير أي وقت لأجل عمل ثالث، وهكذا تبدو حياتي اليومية
.
·
وكيف ترتبين أولوياتك من حيث الأهمية ليتم إنجازها خلال اليوم، وهل
تعدين قائمة بواجباتك؟
-
علاجي الأخير وإرهاقي اليومي علمني أن أخذ الواجبات في العموم وعدم
النظر في التفاصيل، فأول ما أفعله في الصباح هو التوجه إلى الثلاجة
التي تغطيها قطع مغناطيسية مكتوب عليها نواحي الحياة مثل الأطفال
والأصدقاء والصحة والعمل والمال . . . الخ، وكل يوم أختار فقط 3
أشياء من ضمنها الأطفال والعمل، واليوم اخترت الصحة بالإضافة
إليهما بسبب إجرائي بعض الفحوص الطبية، وأتذكر آخر مرة اخترت فيها
الأصدقاء والمرح كان منذ أسابيع
.
·
أطلقتِ مؤخراً سلسلة من فيديوهات ال "ىْمَّ قمٌّ" تحت شعار "بنات
أذكياء"، فكيف تستخدمينه لتدعيم الفتيات وخدمة أهدافك الفنية؟
-
تبنيت الفكرة منذ البداية لتتضمن عدة حوارات لي مع فتيات صغار السن
نتطرق فيها لكافة المجالات الخاصة بحياتهن الشخصية، كما نتفاعل مع
بعضنا بعضاً، وهنا يكمن الغرض من تلك الفيديوهات الكوميدية
الإرشادية في إظهار مواهبهن المدفونة وأبعاد اهتماماتهن الشخصية
ومستقبلهن التعليمي والأسري، ولا أخفي أنني استفدت كثيراً من تلك
المناقشات الساخرة على المستوى الشخصي من الفتيات اللاتي برزن
بأسلوب وعقلية متفتحة ومدركة لأبعاد البيئة المحيطة على عكس ما كنت
أتصور
.
·
ماذا استفدتٍ من التحدث إلى الفتيات تحديداً؟
-
الفتيات تملأهن العاطفة في تعاملاتهن وتفكيرهن، ومن البديهي ظهور
الكثير من المشاعر الإنسانية المرتبطة بحقائق عالمهن، حتى في أوقات
التهكم والسخرية في الفيديوهات تظهر حقائق لم أكن اعلمها من قبل،
فعالم الفتيات غامض ولكنه مملوء بالمفاجآت، تعلمت على سبيل المثال
أن الفتاة في عمر ال 12 عاماً تختلف عن فتاة أخرى في عمر ال13
كلياً من حيث التفكير والنضوج في التصرفات، مما يجعلها أكثر
المخلوقات تنوعاً واختلافاً وتطوراً من حيث طبيعتها النفسية
والعقلية
.
·
ماذا عن حياتك أثناء طفولتك، وماذا كانت مراحل تطور تفكيرك؟
-
لقد أثر في كثيراً كون والديّ معلمين في مدرسة حكومية بإحدى ضواحي
مدينة ماساتشوستس بولاية بوسطن حيث تربيت هناك، وكنت برفقة أخي
"كراج" الصغير مثالاً للتعاون، فنحن عائلة سريعة في نمط الحركة
وردود الأفعال والتحدث إلى بعضنا بعضاً، وكنا نتسم بحس فكاهي مستمر
طوال اليوم، فإذا سألت أبي سيقول لك إنني اكتسبت أدائي الكوميدي من
الحس الفكاهي له، وإنني ورثت قدرته على إضحاك الناس، وكذلك كانت
طفولتي سريعة ومتقلبة مملوءة بالبساطة وتعلو أجواءها الضحكات، وهو
ما يجعلني لا أعير اهتماماً لمتاعب الحياة منذ صغري، وهو ما يكسبني
قوة بعد تجربة طلاقي لتربية الأطفال وعدم المساس بحقوقي في ممارسة
أعمالي الفنية في الوقت نفسه
.
·
هل تعتقدين أن الأمر أصبح أصعب أن تكوني فتاة صغيرة تلك الأيام
بالمقارنة بالماضي؟
-
حينما كنت طفلة كان بإمكاني الذهاب للاستمتاع بالحفلات والتنزه مع
الأصدقاء والتقاط أجمل الصور التي تصبح ذكريات رائعة، وبجانب
الأوقات الممتعة كنت أفعل تصرفات غبية يحكمها وجهة نظر ضيقة لفتاة
غير ناضجة للحكم على الأشياء من حولها، ولكن حتى لو حدثت تلك
الأشياء وتم توثيقها، فكان الأمر لا يتعدى ظهورها في صورة ورقية
يتم تمزيقها أو تتلف بمرور الزمن لعدم اهتمامنا بها، ومن البديهي
أن كل إنسان يفعل الكثير من الحماقات في طفولته وشبابه، ولكن الآن
ومع وجود التكنولوجيا، فإن أي شيء يفعل لا يذهب في طي النسيان ولكن
يستمر موثقاً بكل الأدوات المتاحة التي لا يمكن إتلافها، ليصبح
مصدر ألم دائم في الكبر وبخاصة إذا كان في حوزة الآخرين، لذا فأنا
سعيدة كوني كنت طفلة في زمن محدود الإمكانات أفعل ما أريد ولا أجده
أمامي الآن ليؤرقني بسبب ذكرياته المؤلمة
.
·
ماذا تجدينه صعباً في حياتك كامرأة وأم حالياً؟
-
أصعب شيء أواجهه هو معرفة ماذا أريد؟ وكثيراً ما أسأل نفسي ذلك
السؤال وأتوقف لعدم تمكني من الإجابة، وفي أول فترة في عملي أدركت
أنني أريد العمل بجد كي أفتخر بما أقوم به، ولكن مع مرور الوقت
يتبين أن عملي في التمثيل يفرض عليا توجيه الآخرين لي، وهو ما لا
يروقني إلى الآن في أداء أعمالي، وهو سبب عشقي للأداء الارتجالي
الذي ينهي تحكم المخرجين والمنتجين في أنفاسي التي أستنشقها أمام
الكاميرا
.
·
لقد تقمصتِ دور هيلاري كلينتون في أحد حلقات
" Saturday Night Live"،
فهل ستعودين لتقديم البرنامج مرة أخرى وتكررين تقمصك الساخر
لشخصيتها في حالة خوضها الانتخابات الرئاسية عام 2016؟
-
بالطبع فأنا أعشق انتقادها كثيراً، ومعجبة بشخصيتها القوية، وأحب
أن أراها تخوض الانتخابات الرئاسية، كما أنني أتوق للعودة لتقديم
البرنامج الذي أصبح أيقونة لشخصيتي الفنية على مدار أعوام .
·
هل أُعجبت بأدائك في تقمصها؟
-
أعتقد ذلك، فلم أر منها أي رد فعل حقيقي تجاه الحلقة حينها، وحضرت
بالفعل إحدى حلقات البرنامج بعدها وكانت سعيدة وتتعامل بذكاء مع كل
المواقف وتتحكم جيداً في ردود أفعالها غير المتوقعة أمام الكاميرا
والجمهور
.
·
ما هو شعورك كأم عاملة من دون زوج؟
-
لم أكن أتوقع أن أقف في ذلك الموقف إطلاقاً، فبعد تجربة زواجي
وطلاقي صدمت لوهلة، ولكني تعودت على الأمر، ولكن ما يؤرقني هو نظرة
المحيطين وأسئلتهم المتكررة عن وجود أطفالي معي في تنقلي الدائم
بين نيويورك ولوس أنجلوس، ودائماً ما أرد بأن أطفالي دائماً معي،
ولا أتركهم إلا ليومين أو ثلاثة على الأكثر في حالات التصوير،
ولكني أدركت أن عدم إخبار الناس بكل شيء هو أمر مفيد جداً، وكوني
ناضجة وبحكم عمري علمتني حياتي شيئين، أولهما ألا آخذ كل ما يقوله
الناس على محمل شخصي، وثانيهما، أن تلك الأسئلة تعبر أكثر عن الشخص
الذي يسألها أكثر مما تعبر عني، والأهم أنني أدركت ألا أحد يمكنه
أن يجعلني أشعر بالسوء في اختياراتي إلا بإذن مني، وألا أعطي لأي
شخص الحق في أن يجعلني أشعر بأي شيء، فأنا من يقرر في النهاية
.
·
ماذا تعلمتِ من الصداقة؟ وهل صداقة النساء أفضل حالاً؟
-
في حياتي الكثير من الصديقات بحكم عملي في مسلسلات كثيرة تتمحور
حول دور المرأة ومواقف الحياة فيها، وأحب أن تربطني صداقة بنساء
أكبر مني لأسألهن عن خبراتهن وتجاربهن والتعلم منها، وأسألهن كيف
اجتزت فترات حياتهن المعقدة، واعتقد أن هذا مفيد أكثر من أن
يسألنني ماذا يجب أن أفعل
. |