علاقة بين هندية وأميركي
«هانك
وآشا» فيلم عن الحب في زمن الإنترنت!
عبدالستار ناجي
فيلم بلا نجوم، وبلا مغامرات، وبلا دماء وقتلى، ورغم ذلك اكتسح
المهرجانات، ويحقق حضوره المتميز، ويلفت الانتباه، ويحصد كما
ايجابيا من الكتابات النقدية، في كبريات الصحف والمجلات، بالاضافة
الى كم من الجوائز التي ترسخ قيمته... وأهميته. هكذا هو فيلم
«هانك
واشا»من
توقيع المخرج جيمس أي. دوف. الذي عرف كاتبا
«كاتب
سيناريو ومنتج ايضا، وهو كاتب الفيلم ومنتجه، وشاركته في الكتابة
جوليا مدريسون
«الممثلة».
فيلم
«هانك.
واشا»،
هو في حقيقة الامر فيلم عن الحب في زمن الانترنت، والاتصالات،
وبلغة سينمائية قريبة جدا من الواقع، يكاد يعيشها ويتنفسها أبناء
الجيل الحالي، لذا ، يبدو الفيلم قريبا
«جدا»منهم
اعتبارا من الفكرة، الى الصيغ الخاصة برسم المشاهد، بطريقة ذكية،
تعتمد لغة كاميرا
«الهاتف»والكاميرا
المحمولة.
تجري احداث الفيلم بين
«براغ»و«نيويودلهي»حيث
نتابع حكاية
«آشا
(ماهرة كاكارا)»التي
تعيش لمدة عام بعيدا عن أهلها في الهند، حيث يتم ترتيب زواج تقليدي
لها، بينما تحضر الى براغ لدراسة السينما... تنشأ بينها وبين شاب
أميركي
«هانكس،
اندرو باسيديس، علاقة عبر النت... ثم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث
الكاميرا ترصد تحركاتهما، ويقوم كل منهما بنقل تفاصيل حياته
للآخر... عندها تتطور العلاقة.
البداية مع رسالة تبعثها
«اشا»الى
المخرج الشاب
«هانك»تتضمن
فيلم فيديو قامت بتصويره... كما تحمل الاعجاب بالفيلم الذي أنجزه
«هانك»عن
الرقص... وسرعان ما تتواصل الرسائل، عبر البث المباشر، وعلى مدى
الاربع والعشرين ساعة... حيث الحديث عن السينما والتطلعات
الفنية... وصولا الى أدق التفاصيل الشخصية... كما هو شأن جميع
العلاقات اليوم في زمن الانترنت.
كل منهما يشعر بانه قريب من الآخر، هي في
«براغ»وهو
في
«نيويورك»ولكن
كل منهما يشعر بانه يعيش ويتنفس الآخر...
هي امام حالة انسانية جديدة، في الوقت الذي يتم التحضير في الهند،
من قبل أهلها لزواجها من رجل هندي طيب، على الطريقة التقليدية...
كيف تستطيع مواجهة هذا المأزق... وهذه الحالة التي دخلت اليها...
وهو في المقابل، يزداد ارتباكا... وتعلق بهذه الصبية التي باتت كل
حياته... وتبادله ذات الاحاسيس والاهتمامات...
المحور يعتمد على الشخصيتين،
«آشا
وهانك»عالمين
مختلفين، وفكرين مختلفين، والمظلة ذلك الحوار المشترك، والعشق
للسينما والفكر وقبول الآخر.
فيلم رغم كثرة حواراته، الا انها حوارات سريعة... وانسانية...
وعميقة.
دائما الكاميرا على الوجوه، في الخلفية كم من التداعيات الانسانية.
علاقات من زمن الانترنت... وسكايب... وأداء يدهشنا من قبل الثنائي
كاكار وباسيديس، يجعلنا نعتقد ان المشاعر بين الشخصيات تتطور وتنضج...
فيلم يحول المشاهد الى
«متلصص»يتابع
تفاصيل حياة الآخرين... وعوالمهم السرية... والخاصة جدا... فاذا به
يتورط في لعبة
«التلصص»ليجد
نفسه شاهدا على علاقة حب... وعشق... عالية المستوى، تحترم الآخر...
في كل اللحظات، نشعر باننا امام أناس عاديين جدا، وليسوا ممثلين،
لعفوية الأداء... والقيم التي يؤكد عليها الفيلم واحداثياته...
رغم ان الفيلم ليس كبيرا، الا انه يأتي مشبعا بالاحاسيس... عامرا
بالمضامين... ثريا بالنبض... خصبا بالمغامرة... أقرب الى نبض
الشباب وحياتهم...
رغم كل ذلك، أجد كمتابع اذهب الى الفيلم لاكتشف انه بامكان الفكر
ان يصنع سينما مختلفة، وان الميزانيات القليلة قادرة على تقديم
نتاجات تعبر عن جيل... وعن حب كبير...
قد لا يصلنا هذا الفيلم، وقد لا يصل الى جمهورنا في صالات العرض
ولكنه حينما سيصلنا عبر النت... وغيرها من وسائل الاتصال والعرض
الحديثة... وهي دعوة لمشاهدة فيلم يدعو لان نحس... بجيل الشباب. |