تطلع رائحة الأفلام من مسامها فتعدي الآخرين بشغفها فتدفعنا دفعاً
لمشاهد الشرائط المختارة. ديناميكية، ذات عزيمة، شغوفة وناقدة،
كاتبة وصحافية ومذيعة في مونت كارلو، وقبل هذا هي صديقة جميلة منذ
وصلت باريس، وهي ما أن نلتقي حتى تطير إلى برلين أو مهرجان
البندقية، دبي أو مراكش.. أو "مواسم" هو مشروعها وموسمها الفعلي
وضعت فيه ثقلها النقدي والإبداعي في الذائقة والموهبة، في الحشرية
والفضول، وفي ذلك التعب اللذيذ الذي كنا نراها سيغمى عليها وهي
تتحرك ثلاثة أيام، تترجم وترحب،الخ.
هذا حوار في مناسبة الموسم الأول ل مواسم خلوتنا ومتعتنا، نحن
العرب في باريس لكي تتضاعف بهجتنا. قلت لها:
·
ثلاثة أيام عاصفة ومكثفة في مهرجان "مواسم السينما العربية"، ضعينا
رغم مشاغلك وسط هذه العاصفة السينمائية، كيف كانت البداية؟ وهل هي
استمرار لما تراكم من مهرجانات سابقة كنت فيها في قلب النشاط
والديناميكية؟
بالفعل البرنامج كان كثيفا ومفعما بالأعمال الجميلة والهامة من حيث
النتاج في السينما العربية بأفلامها الطويلة والقصيرة، الوثائقية
والروائية... خلال العروض كنت أراقب كيف أن الحاضرين من أصدقاء
وغرباء كانت تنتقل إليهم عدوى المشاهدة الغزيرة إذ يأسفون على
المشاركة بنقاش خارج القاعة لأن فيلما جميلا ما سيفوتهم وتهمهم
مشاهدته، أو هم يبدون حزنهم لعدم قدرتهم على مشاهدة أكبر قدر ممكن
من مقترحات البرنامج المقدم في ثلاثة أيام احتضنت ما يقارب
الأربعين شريطا من تسعة بلدان بينها ثمانية بلدان عربية وفرنسا.
كنت أراقب اهتمامهم بالحديث والنقاش مع من حضر من منتجي أو مخرجي
الأفلام المعروضة وما لفتني أيضا كان مستوى النقاش الممتاز وأقول
ذلك عن خبرة إذ أن الأسئلة كانت دائما تتم في جو يعكس الشغف
والرغبة بالتشارك وتبادل الأفكار حول الأفلام المعروضة والتي
اخترتها بطريقة تمثل هموم وإبداعات الجيل الشاب الذي تطغى المرأة
على صناعة السينما فيه.
الجمهور لم يكن كثيفا في هذه الدورة الأولى من "مواسم السينما
العربية" لكنه، باستطاعتي القول، كان نوعيا ومهتما وساعيا للتعرف
على هذا النتاج الذي حاول عبر الخلطة التي قدمها تقديم الوجه
الجديد للسينما العربية في عاصمة الفن والثقافة والنور باريس، التي
كانت أول واجهة للسينما العربية مجتمعة في خارج وداخل العالم
العربي قبل أن يكون هناك أي مهرجان مكرس لهذه السينما داخل العالم
العربي وحتى في العالم.
وفي هذه الدورة الأولى من "مواسم..." أعتقد أني قدمت بعض أفضل ما
أنجز في العالم العربي في الأعوام الثلاثة الماضية، مع تركيز على
سينما المشرق العربي باعتبار أن هناك أكثر من تظاهرة اليوم في
باريس تهتم بسينما المغرب العربي وتبرز نتاجات هذه السينما النشطة
خاصة في بلد مثل المغرب الذي كنا قدمناه في افتتاح أو ختام دورتي
"ربيع السينما العربية".
فعلا أنا أرى "مواسم" استمرارا لتظاهرة "ربيع السينما العربية"
ولكل ما سبقها من جهد في باريس وفرنسا للتعريف بالسينما العربية
وإيجاد واجهة عرض خاصة بها، باعتبار أن الأعمال العربية لا يوزع
منها إلا القليل على الشاشات التي تضيق بالإنتاج الأميركي الضخم
والتي لا يفسح فيها المجال أحيانا للسينما الفرنسية المستقلة أو
البسيطة الإنتاج فيفرض عليها قانون السوق ولا تصمد أكثر من أسبوع
في هذه الصالات. وللتوضيح فإن ما بين ستة عشر إلى ثمانية عشر فيلما
جديدا وعلى مدار العام تقريبا، تخرج أسبوعيا إلى الصالات الفرنسية.
باريس كانت شهدت منذ نحو خمسة وعشرين عاما تظاهرات سينمائية مختلفة
اهتمت بالسينما العربية. وإذا كانت أولى هذه التظاهرات مهتمة
بالسينما المغاربية خصوصا وكان ذلك بين مرسيليا وضاحية باريس أولا
فإن الزميل الراحل غسان عبدالخالق كان أول من أسس مهرجانا خاصا
بالفيلم العربي في باريس واستمر ذلك مع نشوء وازدهار معهد العالم
العربي حيث أشرفت ماجدة واصف على إقامة "بيانالي السينما العربية"
وقد قادني شغفي بالسينما سريعا لأن أصبح أحد أعضاء لجنة اختيار
الأفلام لهذا المهرجان.
ولعل من الطرائف التي يمكن أن أذكرها على هذا الصعيد، أني في سنوات
مراهقتي ومثل كثير من الشباب اللبناني، كنت من الكارهين للسينما
العربية القديمة متمردة على مشاهدتها. ولعل أول فيلم عربي من سينما
الزمن الجميل شاهدته فعليا كان في باريس وليس في لبنان حيث كنت
أمقت الخطاب التقليدي من وجهة نظر المراهقة المتمردة.
وقتها كنت أرفض هذه السينما وكان اطلاعي على تاريخها معدوما، وطبعا
كانت السينما الأميركية تشكل مرجعيتي الوحيدة في بيروت الثمانينات
بعد أن كانت الحرب قضت على موجة الأفلام الهندية في بيروت منتصف
السبعينات.
ما حصل في باريس أني وبسبب ابتعادي عن قوانين مجتمعاتنا وأحكامها
صرت أرى هذه السينما بعين أخرى، صرت أرى جمالياتها وأحيانا روحها
الجميلة وخفتها خاصة في أفلام الكوميديا الموسيقية التي لم تكف عن
تقليد السينما الأميركية... لاحقا اكتشفت أفلاما عظيمة في هذه
السينما غيرت وجهة نظري كليا بها وهي أفلام شهيرة ومعروفة وموجودة
كلها في اللوائح الكثيرة الموجودة لأفضل مائة فيلم لكن المجال هنا
يضيق عن ذكرها.
قبل ذلك كنت في بيروت، أذهب مع صديقة لي ونحن طلاب نكاد لا نملك
فلسا إلى مهرجان دمشق السينمائي. هناك تعرفت إلى يوسف شاهين وإلى
رضوان الكاشف ومحمد خان وآخرين بعد أن كنت تعرفت في بيروت إلى
أعمال مي المصري وجان شمعون الرائدين في لبنان في مجال السينما
الوثائقية...
باختصار ومن خلال عملي الصحفي احترفت السينما وشيئا فشيئا صرت
أمتلك هذه النظرة الملمة بما يدور في مجال الفن السابع في لبنان
كما في مصر كما سورية كما في المغرب العربي كما في الخليج حيث
قادني عملي باستمرار ومنذ أكثر من عشرين عاما إلى عشرات المهرجانات
السينمائية في مختلف الأماكن وحتى في الصحراء الجزائرية حيث كنا
نشاهد الأفلام تحت الخيمة ونناقشها ونحن نتسامر بحضور الموسيقى
وتحت النجوم، أحيانا حتى انبلاج الصبح.
إنها إذن قصة حب طويلة لم أرد التخلي عنها حين قرر معهد العالم
العربي التخلي عن مهرجانه السينمائي الذي كان أقر رسميا حضور
السينما العربية في باريس. وقتها (أعتقد عام 2008) أسسنا مع مجموعة
من الأشخاص من عرب وفرنسيين وعلى رأسنا ماجدة واصف جمعية السينما
العربية الأوروبية بهدف أن نستمر مع السينما العربية في باريس.
لكن الجمعية ظلت لسنتين غير ناشطة بشكل فعلي ثم قررت ماجدة الذهاب
للاستقرار في القاهرة وأسست مهرجان الأقصر للسينما المصرية
والأوروبية الذي تقام راهنا دورته الثانية بينما استمررنا نحن في
باريس وحققنا عام 2011 و2012 دورتين من "ربيع السينما العربية"
الساعي لتقديم الجديد في السينما العربية وسط كل التغيرات التي
تعيشها أوطاننا.
غير أن المسيرة هذه توقفت برغبة أعضاء الجمعية الذين فضلوا عدم
الاستمرار في المغامرة طالما لم ننل دعما كافيا من الأطراف الرسمية
الفرنسية وبعد تفكير من طرفي قررت الاستمرار بمفردي وقمت بهذه
المغامرة المجنونة التي تعبر عن مدى شغفي وتعلقي بهذه السينما ومدى
رغبتي بتقديمها للجمهور الباريسي بشقيه العربي والفرنسي والذي لا
يمتلك فرصة مشاهدة هذه الأفلام.
·
الأفلام المشاركة هل سيعرض بعضها للمرة الأولى كما فهمت، وهذا
احتفاء بالمواسم... كيف وثق المخرجون بالمواسم حالا وسلموكم
الأفلام؟
ليست المرة الأولى تماما، هذا نادرا ما يحصل اليوم ولا يحصل إلا في
المهرجانات الكبرى مثل كان وبرلين والبندقية ودبي وأبو ظبي
وغيره... لكنها قد تكون المرة الأولى في فرنسا أو في باريس أو إحدى
العروض الأولى للفيلم في العالم، هذا هو الحال مع فيلم "أريج"
الوثائقي للمخرجة فيولا شفيق، هذا هو أيضا حال "أم أميرة" لناجي
اسماعيل وكلاهما قدما في برلين وأتيت بهما مباشرة من هناك. كذلك
شريط "إضحك تضحك لك الدنيا" الفلسطيني...
هذه هي الأفلام الجديدة جدا، وهناك أفلام أخرى نالت الكثير من
الجوائز والإعجاب على مدى العامين الماضيين خصوصا في العالم العربي
ومن طرف الجمهور والنقاد... والكثير الكثير من الأفلام الأولى
وأفلام السينما المستقلة وأفلام المرأة ذات الطرح السينمائي الذي
يحمل نبضا آخر ويجدد دم هذه السينما.
من خلال عملي المستمر كصحفية وناقدة على الإنتاج السينمائي منذ
أكثر من 25 عاما تكونت لدي علاقات واسعة بالمبدعين والعاملين في
هذا المجال على مدى العالم العربي ولم أكن بحاجة للبحث عن أحد أو
لمشاهدة فيلم أحد، لأني كنت أعرفهم جميعا وكنت قد رأيت كل شيء
تقريبا. كانت البرمجة سهلة علي وكان ينبغي فقط الوقت الذي تقتضيه
أمور مثل توجيه الرسائل والدعوات وتلقي الإجابات والنسخ.
وهنا أحب أن أوجه شكرا كبيرا وتحية إلى كل المنتجين والمخرجين
والمبدعين الذين بادروا إلى مساعدتي بمنحي أفلامهم بدون مقابل مادي
كحقوق عن النسخة التي أعرضها، كما أشكر كل المخرجين والمنتجين
الذين تعاونوا معي وظلوا حتى الدقيقة الأخيرة يطبعون الترجمة
الفرنسية على أفلامهم التي لم تكن مترجمة إلا إلى الإنكليزية.
قبل المهرجان بثلاثة أسابيع قمنا بترجمة أكثر من عشرة أفلام بينها
أربعة أفلام طويلة إلى الفرنسية، أنا وعدد محدود من الأصدقاء العرب
والفرنسيين. حتى أن فيلم قيس الزبيدي "اليازرلي" الذي اختتمنا به
التظاهرة في لفتة أحببت أن أسجلها للسينما السورية في بداية
السبعينات التي كانت شهدت فترة إنتاج ذهبية في حينه، هذا الفيلم،"اليازرلي"
قمت بقراءة الترجمة الفرنسية له في القاعة خلال العرض وبين الجمل
العربية التي يقولها الفيلم.
حتى هذه كانت تجربة شيقة ومسلية وتضيف حياة إلى هذا الفيلم الذي
صور عام 1972 وعرض مرات محدودة.
كانت قضية الترجمة أصعب ما واجهنا، ليس لطبيعتها، بل لناحية ما
تتطلبه منا من جهد ووقت وذلك قبيل المهرجان بأيام قليلة. كانت كل
هذه الأمور مغامرة بكل معنى الكلمة لكن نتيجتها تبقى إيجابية.
هناك الكثير من الثقة والصداقة والحب والاحترام المتبادل بيني وبين
المبدعين والمنتجين وقد كان التبادل والعطاء على هذا الأساس وآمل
لذلك أن يستمر.
·
ما أبرز ما في هذا الموسم السينمائي من وجهة نظرك كمسؤولة؟ وكم عدد
الأفلام التي قدمتموها؟
-
كلمة "مسؤولة" في سؤالك تفاجئني... لا أريد لي صفة فيما أقوم به...
إنما أنا نظمت التظاهرة ورافقني عدد من أصحاب الطاقات الإيجابية
الفاعلة التي تتيح بفعلها للأشياء أن تكون... قدمنا نحو أربعين
فيلما بينها أفلام قصيرة جدا مما أسميه فيلم الدقيقة أو الفيلم
كليب، لكنها كلها كانت تنم عن السينما المستقلة الجديدة والتعابير
المختلفة للشباب المجدد في المجال السينمائي العربي.
وقد نال شريط مثل "منسيون" الروائي القصير لايهاب طربية والذي
يعتبر الفيلم السوري الأول المصور داخل الجولان المحتل الكثير من
الإعجاب وكذلك سائر الأفلام القصيرة مثل فيلم التحريك للبنانية
لينا غيبة "برج المر" أو فيلم "يد اللوح" للمخرجة التونسية كوثر بن
هينة والتي يخرج إلى صالات تونس فيلمها الروائي الطويل الأول.
صانعو الأفلام القصيرة هذه يمثلون المواهب الجديدة التي ستمثل
السينما العربية مستقبلا في أعمال من حقها أن تنال السمعة العالمية
اللائقة لسينما باتت اليوم تصل إلى الأوسكار وتقبل عليها
المهرجانات الدولية وخاصة في جانبها الوثائقي. تظاهرتي صدى لهذا
السينمائي كله، مكبر صوت لنبضها العالي والجميل.
هذه كانت حالة المخرجة المصرية جيهان نجيم هذا العام، أي الترشح
للأوسكار، وقبلها الفلسطيني عماد برنات في "خمس كاميرات مكسورة"
فضلا عن النجاح الذي لاقاه فيلم الفلسطيني مهدي فليفل "عالم ليس
لنا"، كل ذلك في الوثائقي ولا ننسى شريط "عمر" الروائي لهاني أبو
أسعد والذي سبق خروجه إلى الصالات الفرنسية.
·
في "مواسم.." الكثير من الأعمال الأولى أو الثانية التي لا تقل
جودة عما ذكرته أعلاه لكن حظها في الوصول إلى الجمهور هنا كان
أقل... وإذن هي دعوة للاكتشاف وللاطلاع على هذا النتاج في بعض من
أفضل ما قدم.
في هذه الدورة أيضا أعمال من بلدان قليلة الإنتاج السينمائي لكنها
سائرة على هذا الطريق مثل اليمن والسعودية ممثلتين بأعمال لخديجة
السلامي وعهد كامل في أول فيلم قصير لها "حرمة" حيث تقوم بالإخراج
والتمثيل بعد أدائها لدور المعلمة القاسية في شريط "وجدة" للسعودية
هيفاء المنصور الذي لاقى الكثير من الترحاب في الغرب. أما خديجة
السلامي فهي بصدد مونتاج أول فيلم روائي لها.
·
من أنتم في هذا المشروع؟ من أين تتلقون الدعم؟ وهل كان الجمهور
الفرنسي حاضرا ومن باقي الجنسيات؟
حاليا أنا وحدي وقد ساعدني بنفس الاندفاع عدد محدود من الأصدقاء من
العرب والفرنسيين، جميعهم عمل بنفس الحب والاندفاع ودون سؤال عن
بدل مادي، حتى الشاب الذي عمل ملصق ودليل المهرجان، لم أكن أعرفه
حتى، ولا زلت لا أعرفه وتكلمت معه فقط على الهاتف للتنسيق. له أوجه
التحية وأيضا إلى كل هؤلاء الذين استجابوا وبذلوا طاقتهم بشكل
طوعي، يعيد الأمل أهدى هذه الدورة الأولى من المواسم...
كنا تظاهرة مستقلة تماما، لم نتلق دعما من أي أحد ولا من أي جهة،
لقد تبرع لنا المكتب الثقافي في السفارة الفرنسية في دبي مشكورا
ببطاقة سفر لمخرجة من الخليج كما تبرع لنا المكتب الثقافي في
السفارة المصرية في باريس ببطاقة أخرى لمخرجة مصرية تعذر حضورها في
اللحظة الأخيرة بسبب عمل استجد.
تلقينا أيضا دعما من مدير سينما "لاكلي" حيث دارت التظاهرة.
عدا ذلك، لم يكن أمامنا الوقت حتى لطلب الدعم. نحن بصدد أن نؤسس
الجمعية راهنا وسنعد لدورة ثانية ولعروض أخرى موسمية ونأمل أن يأتي
إلينا جمهور أكبر في المرة القادمة. جمهورنا كان نوعيا ومهتما
ومختلطا، وأحببته كما أحببت الأفلام التي قدمتها، لكن هذا الجمهور
لم يكن حضوره ليعطي للتظاهرة كل معناها وهذا ما سأعمل عليه في
المرات القادمة.
أخرج من التظاهرة بعزيمة أكبر على الاستمرار في تقديم الجميل
والمهم في السينما العربية بهدف التشارك ونشر هذه الأعمال وإتاحتها
للجميع لأن الأعمال السينمائية، كما الفنون عموما، معناها يقوم
أيضا في مشاهدتها والتفاعل معها وعبرها...
يقال ان هتلر الذي كان يحب الرسم ولو صار فنانا لكان تغير وجه
العالم ونحن بتقديمنا لهذه السينما نريد لفضاء باريس الذي نسكنه أن
يتسع لنا بشكل أجمل ويصبح أكثر رحابة، أكثر إلفة وحنوا مع الآخرين
من الفرنسيين الذين عبر السينما التي يشاهدونها، سيعرفوننا أكثر،
وسنقترب ويقتربون من بعضنا البعض... نحن البشر. |